تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مدار أكثر من 15 شهرا كان الإنسان في غزة، يعاني من القصف الإسرائيلي الغاشم وهو محاصر من كل اتجاه بالضربات التي تترصده والغارات التي حولت حياته إلى جحيم، وبات كل حي على أرض غزة شهيدًا محتملًا، يعاني من حصار كامل تتضاءل فيه فرص الحياة يوما بعد يوم.
إلا أن الإنسان في غزة، كان محاصرًا في صورة أخرى، محكوما عليه بـ"الصمود والتحدي" دونما أي اختيار منه غير مسموح أن يئن فهو المقاوم الذي لا يشكو أو يلين، والبطل الذي لا يذرف دمعة فالصعوبات تتضاءل أمامه.
تُسهم القصص المتداولة في تكريس صورة الغزاوي كشخص لا يكترث للموت أو المعاناة، بل يعيش من أجل التضحية فقط، وهذه الصورة تُلقي بظلالها على حياة الأفراد الذين يودون فقط أن يُنظر إليهم كبشر عاديين، لهم احتياجاتهم وآمالهم الخاصة.
تلك الصورة التي يرفضها كثير من أهل غزة، وهذا هو الجانب الآخر من حياة الإنسان الراغب في حياة عادية، يكون فيها إنسانا طبيعيا بعيدا عن أسطورة البطولة المفروضة عليه، فالحياة التي يرغب في أن يحياها باختياره وإرادته، مخالفة للسائد والمتعارف عليه، ومتمردة على الأمر الواقع المفروض من سلطة تحكمه أو من إنسان آخر يرى غزة من خلف شاشة صغيرة. فالبعض يرفض أن يرى الإنسان في غزة سوى أنه خارق للطبيعة، وقاهر للمستحيلات، ومدمر للحصون، ويطرد من مخيلته أن هناك إنسان في غزة، يرغب في أن يحيا بكرامة متمسكًا بالحياة الطبيعية حيث يذهب إلى عمله أو جامعته ومدرسته ويجلس بين أفراد أسرته وعائلة وجيرانه آمنا، بعيدا عن ذعر الصواريخ ورعب الغارات، وصور البطولة.
إن الإنسان في غزة، كأي إنسان آخر في العالم، لديه تطلعات بسيطة تكمن في العيش بسلام وأمان، والتمتع بالحرية، والوصول إلى فرص التعليم والعمل، وبناء مستقبل لأطفاله بعيدًا عن الخوف والمعاناة، لكنه يواجه صراعًا داخليًا بين محاولته التمسك بحياته العادية وبين دوره المفروض عليه كبطل في نظر الآخرين.
الحياة الطبيعية بالنسبة لسكان غزة ليست ترفًا بل هى حقٌ في بيت آمن، ومدرسة جيدة، ومستشفى متكامل، وكهرباء تعمل بلا انقطاع ومياه نظيفة وسلطة تستجيب لمطالبه وتعمل لمستقبله غير مدفوعة بأجندات أخرى غير إرضاء الإنسان في غزة.
لا يعني ذلك أن الغزاويين لا يعتزون بصمودهم أو بتاريخهم النضالي، لكن هناك فارق كبير بين أن تكون مقاومًا بالاختيار وبين أن تكون محاصرًا بهذه الصورة دون فرصة للتعبير عن تطلعاتك الشخصية.
إن رغبة الإنسان في قطاع غزة في العيش حياة طبيعية هي مطلب إنساني بحت، وحق يجب أن يُحترم بعيدًا عن الصور النمطية والأساطير التي تُفرض عليهم. سكان غزة ليسوا فقط أبطالًا في روايات الصمود، بل هم أناس يسعون للحياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يستحقون أن تُتاح لهم الفرصة للعيش بكرامة بعيدًا عن المعاناة والاضطرابات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القصف الاسرائيلي الإنسان فی غزة
إقرأ أيضاً:
كبد خنزير معدّل وراثياً يثور على القواعد ويعمل داخل جسم إنسان
بغداد اليوم - متابعة
نجح فريق من العلماء في مستشفى شيجينغ في الصين، اليوم الخميس (27 آذار 2025)، في زراعة كبد خنزير معدّل وراثيا لدى مريض ميت دماغيا، حيث عمل العضو داخل جسمه لمدة 10 أيام، ما يمثل إنجازا طبيا هاما في مجال زراعة الأعضاء.
وقال البروفيسور في زراعة الأعضاء بجامعة أكسفورد، بيتر فريند، إن "هذه أول العملية من نوعها لزراعة كبد خنزير داخل جسم إنسان"، مبيناً أن "العلماء يأمل أن يُستخدم هذا النهج كحل مؤقت للمرضى الذين يعانون من فشل كبدي حاد، إما لدعم وظائف الكبد أثناء تجدد أنسجته، أو كـ(عضو انتقالي) للمرضى المسجلين على قوائم انتظار زراعة الأعضاء البشرية".
وأضاف أنه "رغم نجاح الكبد في أداء وظائفه، لم يتمكن من تحديد ما إذا كان قادرا على تعويض وظائف الكبد بالكامل، نظرا لوجود الكبد الأصلي للمريض، ولأن التجربة أُنهيت بعد 10 أيام بناء على طلب عائلته".
ومن جانبه أكد البروفيسور في جامعة ماريلاند، محمد محي الدين، أن هذه التجربة تمثل "نقلة نوعية في زراعة الكبد"، مضيفا: "لا يحتاج الكبد إلى البقاء مدى الحياة، بل يمكن استخدامه كدعم مؤقت ريثما يتوفر كبد بشري أو تتجدد أنسجة الكبد الأصلي للمريض".
ويأتي هذا الإنجاز في سياق تقدم متسارع في زراعة أعضاء الخنازير، حيث نجح جراحون في الصين والولايات المتحدة منذ عام 2022 في زراعة قلوب وكلى وغدة التوتة المأخوذة من خنازير معدّلة وراثيا لعدد من المرضى. وبينما توفي بعض هؤلاء المرضى بعد أشهر بسبب حالتهم الصحية الحرجة، تمكن آخرون من التعافي والخروج من المستشفى.
المصدر: وكالات