مباراة ثأرية بين بادوسا وغوف في بطولة أستراليا
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
بلغت المصنفة الثانية عالمياً سابقاً باولا بادوسا إلى دور الثمانية في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس لأول مرة اليوم الأحد، وقالت إنها تبحث عن قدر من الثأر بعدما ضربت موعداً مع الأمريكية كوكو غوف المصنفة الثالثة.
عادت اللاعبة الإسبانية، التي خرجت من قائمة أول 50 لاعبة في التصنيف العالمي بسبب سلسلة من الإصابات قبل أن تستعيد مستواها العالي في النصف الثاني من عام 2024، من تأخرها 5-2 في المجموعة الثانية لتهزم الصربية أولجا دانيلوفيتش 6-1 و7-6 في ملعب مارجريت كورت.
وقالت بادوسا، المصنفة 12 عالمياً والتي فكرت في الاعتزال العام الماضي، للصحافيين: "دخلت المباراة بأفكار واضحة للغاية. شرسة للغاية. كانت ضربات إرسالي جيدة للغاية".
وتابعت: "كانت المجموعة الثانية صعبة بعض الشيء لأنني كنت متأخرة 5-2، لكن الأمر لم يكن حقيقيا لأنني لعبت بشكل جيد. كانت بمثابة نقاط صغيرة هناك. غيرت الزخم وأنهيت المجموعة بشكل رائع مرة أخرى".
وخسرت بادوسا أمام غوف في الصين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في آخر مباراة بينهما وتعادل الثنائي 3-3 في مواجهاتهما المباشرة في مسيرتهما.
وقالت بادوسا عن بطلة أمريكا المفتوحة عام 2023: "أحترمها كثيراً. إنها منافسة رائعة. نخوض دائماً مباريات صعبة. وكانت المباراة الأخيرة صعبة للغاية بالنسبة لي، لأنني كنت أفوز في تلك اللحظة، ثم تغير الزخم في الدور قبل النهائي في بكين".
وواصلت: "أتمنى أن أتمكن من الثأر هنا. إنها مباراة خاصة، دور الثمانية في الملعب الرئيسي ضدها. سأستعد لتلك المعركة مرة أخرى".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بادوسا غوف كوكو غوف بطولة أستراليا المفتوحة للتنس
إقرأ أيضاً:
افتتاحية - معارض الكتب.. أعراس الوعي الإنساني
لا تقاس الأمم، فقط، بعدد مصانعها أو بحجم أسواقها، ولكن وقبل كل شيء، تقاس بمفكريها وعلمائها ومبدعيها، وباحتفائها بالكلمة والإبداع وبالفنون. ومن هذا المعنى تأخذ معارض الكتب قيمتها ومكانتها لأنها تتجاوز كونها مهرجانات أو أسواقا لبيع الكتب إلى منصات لبناء الوعي وساحات للاحتفاء بالمبدعين عبر ما أبدعوه في كتبهم ومجلداتهم وما أبدعه السلف من معارف وعلوم ساهمت في بناء مسيرة الإنسانية.
وإذا كانت معارض الكتب عبر تاريخها الطويل تملك هذه القيمة وهذه الأهمية فإن أهميتها في الوقت الحالي تتضاعف كثيرا وبذلك يكون الاهتمام بها انتصارا إنسانيا على عوامل التسطيح والتبسيط الذي يعيشه العالم في لحظة ملتبسة من تاريخه، وتأكيد أن البناء الحضاري مستمر لا يمكن أن يتوقف وأن الإنسان ما زال يملك أدوات صوغ تفاصيل مستقبله إن كان يمتلك الإرادة لذلك.
والحالة التي تشكلها معارض الكتب في أي مكان في العالم هي النموذج الذي من شأنه أن يساهم في إنتاج الحوار الحضاري والحوار الثقافي داخل الثقافة الواحدة أو بين مختلف الثقافات الإنسانية، وهي، أي الحالة التي تخلقها معارض الكتب، القادرة على بناء جسور غير مرئية تصل الشعوب ببعضها البعض أكثر مما تستطيعه المعاهدات السياسية والبروتوكولات الدبلوماسية... إنها تفتح أبوابا لفهم جديد لهذا العالم.
ولعل ما يجعل معارض الكتب حدثا فارقا في زمن تتآكل فيه الروح الجماعية هو أنها تتيح لحظة نادرة من التلاقي الحي، وجها لوجه، بين الكاتب والقارئ، بين الفكرة وحساسيات البشر المختلفة. وفي هذه اللحظة لا تكون القراءة فعل استهلاك فردي فقط، إنها تتحول إلى طقس جماعي، واحتفاء بالمعرفة بوصفها قيمة مشتركة وليست سلعة عابرة.
لكن ثمة معنى آخر جدير بمعرفته يمكن أن يعطي معارض الكتب قيمة وجدانية، يكمن هذا المعنى في أن معارض الكتب يمكن أن تكون محطة مقاومة ضد ثقافة الشاشة السريعة وضد ثقافة العزلة التي أوجدتها الشاشة الفردية عكس شاشة التلفزيون التي كانت تحتفي بالجماعة وبالأسرة.. لذلك تبدو لحظة التقليب البطيء لصفحات كتاب في جناح من أجنحة المعرض، أو مناقشة فكرة مستعصية مع ناشر أو مؤلف، هي فعل استعادة للزمن البشري الأصيل؛ ذاك الزمن الذي ينضج فيه الوعي بعيدا عن إملاءات السرعة والسطحية.
معارض الكتب، إذن، ليست مجرد تظاهرات ثقافية عابرة. إنها مواسم تزهر فيها أسئلة الإنسان الكبرى: من نحن؟ وإلى أين نمضي؟ وفي مسقط، كما في فرانكفورت أو باريس أو الشارقة، ترفع هذه المعارض راية الوعي عالية، وتذكرنا بأن الحرف كان ولا يزال بذرة التحولات الكبرى.
وفي حضرة الكتاب، تبدأ كل بدايات النهضة، وتمتد جذور الحضارة نحو ضوء لا ينطفئ أبدا.