كتاباتي: متى تتغير حياة الإنسان؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
“متى تتغير حياة الإنسان؟”
سؤال يحمل في طياته عمقًا فلسفيًا يتجاوز حدود الزمان والمكان. أهو قرار واعٍ؟ أم لحظة قدرية تفرض نفسها؟
لكن قبل أن نخوض في الإجابة، دعونا نفهم: ما هي حياة الإنسان؟
اولاً ما هي الحياة؟
تعرف الحياة بانها ليست مجرد وجود بيولوجي أو تسلسل زمني من الأيام. إنها مزيج معقد من التجارب، المشاعر، الأفكار، والعلاقات.
معنى التغيير:
التغيير في جوهره ليس حدثًا عابرًا، بل هو عملية عميقة تُعيد تشكيل وعي الإنسان وسلوكه، أحيانًا نتيجة اختيار شخصي، وأحيانًا نتيجة ظروف قاهرة. هل هو لحظة تحول مفاجئة أم تراكم طويل الأمد من القرارات الصغيرة؟
آراء الفلاسفة حول التغيير:
اخترنا بعض أقوال الفلاسفة عبر العصور لنستشف رؤاهم حول هذا الموضوع. يبدو أن كل فيلسوف ينطلق من سياق زمانه وتجربته الخاصة:
•سقراط: “تتغير حياة الإنسان عندما يعرف الخير.”
يا سقراط، ما الخير الذي قصدته؟ هل هو الخير الأخلاقي؟ أم هو المنفعة الشخصية؟ أم هو معنى أعمق يتصل بالمعرفة والحكمة؟
•سينيكا: “تتغير حياته عندما يعرف حدود قدرته.”
يا سينيكا، لو سألناك: ما هي الحدود التي تقصدها؟ وكيف يدرك الإنسان أنه قد بلغها؟
•كارل ماركس: “التغيير يحدث عندما تتغير أنماط إنتاجه الاقتصادي.”
يا ماركس، هل كل شيء في حياة الإنسان يقاس بالاقتصاد؟ أم أن هناك أبعادًا إنسانية أعمق من المال؟
•سارتر: “حياة الإنسان تتغير عندما يؤمن بحريته.”
يا سارتر، ألا يؤمن الجميع بحريتهم بشكل أو بآخر؟ أم أن هناك معنى أعمق للإيمان بالحرية التي تحدثت عنها؟
•كافكا: “لحظة وميض الوعي هي لحظة التغيير.”
وأنت يا أيها المتشائم، ماذا تقصد بلحظة وميض الوعي؟ هل هي لحظة ألم، أم أمل، أم اكتشاف يفتح بابًا جديدًا؟
•شوبنهاور: “تتغير حياته عندما يتجاوز إرادته.”
كيف ذلك يا سيد شوبنهاور؟ أليس تجاوز الإرادة تناقضًا مع الطبيعة البشرية التي تتوق دائمًا لتحقيق أهدافها؟
•سيوران: “عندما يموت.”
يا سيوران، أليس الموت نهاية التغيير بدلاً من بدايته؟ أم أنك ترى الموت بوابة إلى تحول آخر؟
والآن، اتى دورك انت أيها القارئ وبعد أن قرأت كلمات الفلاسفة ومحاولتنا الرد عليها، نوجه إليك هذا السؤال:
متى تتغير حياة الإنسان؟ وكيف؟
هل التغيير مسألة اختيارية أم أنه يفرض نفسه علينا؟ وما هي تلك اللحظة التي غيّرت حياتك أنت؟..
عثمان يوسف خليل
osmanyousif1@icloud.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أسوان تفتح صوامع الخير: استقبال 3334 طن قمح في إدفو وسط تسهيلات للمزارعين
شهدت محافظة أسوان بداية قوية لموسم توريد القمح المحلي، حيث تابع اللواء دكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، عمليات التوريد والاستلام بصومعة المفالسة بمركز إدفو، والتي استقبلت حتى الآن 3334 طنًا من محصول "الذهب الأصفر".
وقد وجه المحافظ بتقديم كافة التسهيلات وأوجه الدعم اللازمة للمزارعين في مختلف القرى والمراكز لتيسير عملية تسليم الكميات الموردة من القمح إلى الصوامع والشون المخصصة. يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي المستمرة بضرورة التيسير على المزارعين لإنجاح موسم التوريد واستلام أكبر قدر ممكن من القمح المحلي بالجودة العالية المطلوبة، وذلك في ظل المتابعة اللحظية من مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي.
وفي هذا السياق، قامت مديرية التموين بالتنسيق مع الجهات المختصة بجهود مكثفة لتجهيز وتعقيم وتطهير كافة المواقع التخزينية بالمحافظة استعدادًا لاستقبال الكميات المتزايدة من القمح المورد.وتشمل هذه المواقع صومعة أسوان بطاقة استيعابية تصل إلى 6 آلاف طن، بالإضافة إلى شونة مطحن كوم أمبو بسعة 5 آلاف طن.
كما تتضمن المواقع التخزينية الرئيسية صومعة الراجحي بمنطقة توشكى، والتي تعتبر الأكبر بسعة 30 ألف طن، وصومعة إدفو المركزية بطاقة 25 ألف طن، علاوة على صومعة المفالسة التي تتصدر القائمة بسعة تخزينية ضخمة تبلغ 60 ألف طن، بالإضافة إلى بنكر المفالسة بسعة 15 ألف طن، وبنكر إدفو الذي يستوعب 25 ألف طن من القمح.
ومن الجدير بالذكر أن موسم حصاد القمح في أسوان من المتوقع أن يمتد حتى منتصف شهر أغسطس المقبل، حيث تستهدف المحافظة توريد حوالي 600 ألف طن من القمح هذا العام، وذلك بعد التوسع الملحوظ في المساحات المزروعة التي تجاوزت 409 آلاف فدان.
وتستعد كافة مواقع التخزين المنتشرة في أنحاء المحافظة، بما في ذلك صوامع وبنكرات أسوان وكوم أمبو وإدفو وتوشكى، لاستقبال هذا المحصول الوافر، حيث تبلغ الطاقة التخزينية الإجمالية لهذه المواقع أكثر من 166 ألف طن.
وتؤكد الدولة على توفير كافة الإمكانيات والتيسيرات اللازمة لضمان نجاح موسم التوريد وتحقيق المستهدفات المنشودة. وشدد محافظ أسوان على الأهمية القصوى لالتزام المزارعين بتسليم كامل إنتاجهم من القمح للاستفادة من المزايا والتسهيلات التي تقدمها الدولة لدعمهم وتشجيعهم على زراعة هذا المحصول الاستراتيجي.