العلاقة بين «الجينات والاكتئاب».. دراسة تكشف 300 تغيّراً مرتبطاً به
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
تلعب الجينات دورًا مهمًّا في احتمالية إصابتنا بالاكتئاب، حيث كشفت دراسة حديثة عن 293 اختلافًا جينيًّا مرتبطًا بهذه الحالة النفسية.
وأفاد موقع “ساينس أليرت” أن الفريق الدولي من الباحثين الذين أجروا الدراسة أكدوا أن “هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لعلاج الاكتئاب بطرق أكثر تخصيصًا، بحيث تعتمد العلاجات على التركيبة الجينية الخاصة بكل فرد”.
وتمكن الباحثون من تحديد عوامل خطر وراثية جديدة بين جميع الفئات السكانية الرئيسة حول العالم، ما يعني أن العلماء أصبحوا قادرين على التنبؤ بخطر الإصابة بالاكتئاب عبر مختلف الأعراق.
وأفادت الدراسة أن هذه الاكتشافات تقدم أيضًا فهمًا أعمق لكيفية تأثير الجينات على الاكتئاب، ما يساعد على تحسين العلاجات المتاحة، اعتمدت الدراسة على بيانات مجهولة المصدر لأكثر من خمسة ملايين شخص.
وقال أندرو ماكنتوش، الطبيب النفسي البيولوجي من جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة، إن “هناك فجوات كبيرة في فهمنا للاكتئاب السريري، وهو ما يحد من فرص تحسين النتائج للمتضررين”.
وأضاف: “الدراسات الأكبر والأكثر تمثيلًا على المستوى العالمي أمر ضروري لتوفير الرؤى اللازمة لتطوير علاجات جديدة وأفضل، والحد من تأثير المرض لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة”.
استندت الدراسة إلى بيانات من 688,808 أشخاص تم تشخيصهم بالاكتئاب الشديد، بالإضافة إلى 4.3 مليون شخص لا يعانون من هذه الحالة، من 29 دولة ومجموعة متنوعة من الأعراق، ما يجعلها أكبر دراسة حول الاكتئاب والجينات حتى الآن.
ووجدت الدراسة نسبة كبيرة من التغيرات الجينية المكتشفة، حيث كان نحو ربع المشاركين من أصول غير أوروبية، ما يسهل التشخيص والعلاج على مستوى العالم.
وقالت كاثرين لويس، عالمة الأوبئة الوراثية من كلية كينغز لندن: “تظهر هذه النتائج أن الاكتئاب هو حالة متعددة الجينات بشكل كبير، وتفتح مسارات جديدة لترجمة هذه النتائج إلى رعاية أفضل للمرضى”.
كما تمكن الباحثون من ربط المتغيرات الجينية التي حددوها بأنواع معينة من الخلايا العصبية في الدماغ، خاصة الخلايا العصبية المثيرة في مناطق الحُصين واللوزة الدماغية، وهذا يشير إلى كيفية ارتباط الاكتئاب بمشاكل أخرى في الدماغ، مثل القلق ومرض .
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الاكتئاب علاج الاكتئاب مرضى الاكتئاب
إقرأ أيضاً:
دراسة استمرت 10 سنوات تكشف تفاصيل جديدة حول السرطان
تشترك الغالبية العظمى من الكائنات الحية، سواء كانت تدب على الأرض أو تحلق في السماء أو تسبح في أعماق البحار في سمة أساسية، أو بالأحرى في نقطة ضعف رئيسية، ألا وهي الإصابة بمرض السرطان.
ومن منطلق الاهتمام بهذه الظاهرة العلمية، عكف فريق بحثي من جامعة أريزونا الأميركية على إجراء دراسة استمرت على مدار 10 سنوات وشملت أكثر من 16 ألف عينة تخص 292 فصيلة من الفقاريات.
ويقصد بها الكائنات الحية التي يكون لها عمود فقري وجمجمة، مثل الثدييات والطيور والزواحف وبعض أنواع الأسماك، لمعرفة السر وراء إصابة بعض الأنواع بمرض السرطان دون غيرها، والوقوف على الفروق في معدلات انتشار المرض بينها.
وساعدت هذه الدراسة أيضا في تتبع نشوء وارتقاء مرض السرطان والتأكد من مدى صحة المعضلة العلمية المعروفة باسم "مفارقة بيتو".
وكان الطبيب وعالم الأوبئة الإنجليزي ريتشارد بيتو قد توصل إلى قاعدة علمية مفادها أن الحيوانات الأكبر حجما التي تعيش لفترة أطول ولديها عدد أكبر من الخلايا تتزايد لديها احتمالات الإصابة بالسرطان.
ولكن الدراسة الجديدة وجدت أنه بالرغم من أن فرص الإصابة بالسرطان ترتفع بالفعل مع زيادة حجم الجسم، فإن هذه الزيادة تكون طفيفة، وهو ما يعزز فكرة أن الحيوانات الأكبر حجما تطورت لديها آليات أقوى لمقاومة هذا المرض، واتضح أيضا أن طول فترة الحمل لدى بعض الأنواع الحية يقترن بتراجع فرص الإصابة بالسرطان.
إعلانويقول الطبيب كارلو مالي رئيس فريق الدراسة إنه "حتى وقت قريب لم نكن نعرف شيئا عن معدلات الإصابة بالسرطان لدى أي من الأنواع الحية باستثناء البشر والكلاب وبعض أنواع الفئران".
ويضيف في تصريحات للموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث الطبية: "لقد شعرت بالحماس عندما تعرفت على الأنواع الحية التي تتراجع لديها احتمالات الإصابة بالسرطان، حتى نعرف كيف استطاعت الطبيعة الأم أن تعالج هذا المرض".
معدلات تكون الأورام
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية كانسر ديسكفري (Cancer Discovery) المتخصصة في مرض السرطان، جمع الباحثون بيانات من 99 مركزا علميا متخصصا في الطب البيطري ومن حدائق للأحياء البحرية ومراكز للرعاية بالحيوان.
وقام متخصصون بسحب عينات من حيوانات نافقة للتعرف على الأورام المختلفة التي أصيبت بها وتحديد ما إذا كانت حميدة أو خبيثة، وذلك حتى يتسنى تحديد مدى انتشار هذا المرض بين الأنواع الحية.
واتضح للباحثين أن فصائل بعينها تصاب بالسرطان أكثر من غيرها، مثل القوارض التي تصل معدلات إصابتها بالأورام إلى 63%، وتم رصد نسبة إصابة مماثلة لدى القنافذ وحيوان الأبسوم. وتشير النتائج إلى أن الحيوانات ذات الأعمار القصيرة لا تتكون لديها وسائل دفاعية كافية لمقاومة السرطان.
ومن جهة أخرى، وجد الباحثون أن أنواعا أخرى مثل خفافيش الفاكهة وخنزير البحر وبعض فصائل البطريق تتراجع لديها احتمالات الإصابة بالسرطان إلى نسب لا تتجاوز 2%.
وأشار الباحثون إلى أن الثدييات بصفة عامة يوجد لديها أعلى معدلات تكون الأورام سواء الخبيثة أو الحميدة، تليها الزواحف ثم الطيور وأخيرا البرمائيات، وأن معدلات انتشار الأورام ترتبط بعوامل مختلفة ومركبة لدى الحيوانات مثل الحجم والعمر ومعدلات التكاثر.
فقد اتضح على سبيل المثال أن الأفيال والحيتان التي تتميز بضخامة الحجم وطول العمر لديها معدلات منخفضة للإصابة بالسرطان، وهو الأمر الذي يدعو للدهشة.
إعلانوأرجع الباحثون أسباب هذه الملاحظة إلى أن هذه الثدييات لديها نسخ متعددة من الجينات المقاومة للسرطان مثل جين TP53، بالإضافة إلى آليات أخرى للمقاومة لم يكتشفها العلم الحديث حتى الآن.
فقد اتضح مثلا أن الأفيال لديها حساسية تجاه عمليات تدمير الحمض النووي في أجسامها وبالتالي فإنها تقوم بالتخلص من الخلايا المحطمة قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.
وتوصل الباحثون إلى آليات أخرى في أجسام الفقاريات تقلل احتمالات الإصابة بالسرطان، حيث اتضح على سبيل المثال أن الفصائل التي لا تحدث لديها طفرات جينية كثيرة في خلاياها تقل لديها احتمالات الإصابة بالسرطان.
وهو ما يشير إلى أن قلة طفرات الحمض الجيني وآليات إصلاح الخلايا ربما تكون وسيلة أخرى لحماية الكائنات الحية من السرطان.
فترات حمل طويلة
ووجد الباحثون كذلك أن الحيوانات التي لديها فترات حمل طويلة تتراجع لديها معدلات الإصابة بالسرطان، وافترضوا أن السبب في ذلك يعود إلى أن طول فترة الحمل يعطي خلايا الجسم فرصة أطول لتصحيح خصائصها وهو ما يقلل
احتمالات حدوث طفرات خلوية لديها تؤدي للإصابة بالسرطان في مراحل لاحقة
من العمر.
وقام الفريق البحثي بتعريض بعض الخلايا الحيوانية للإشعاع والعلاج الكيماوي للوقوف على مدى استجابتها لمثل هذه المؤثرات الخارجية، باعتبار أن تلك الوسائل العلاجية تساعد في التخلص من الخلايا الشاذة في الجسم قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.
ورغم اختلاف استجابة الفصائل، لم يتم رصد صلة مباشرة بين هذه المؤثرات ومعدلات الإصابة بالسرطان بشكل عام، وهو ما يدل على أن عوامل أخرى مثل أنظمة المناعة في الجسم وعمليات الأيض ربما تلعب دورا رئيسيا في مقاومة السرطان.
وخلص الباحثون إلى أن بعض الأنواع الحية لديها "قدرات خارقة" على مقاومة السرطان، ويدور السؤال الآن حول كيفية حدوث ذلك.
إعلانيقول الباحث زاك كمبتون عضو فريق الدراسة: "نعمل على معرفة الإستراتيجيات التي أودعتها الطبيعة الأم لدى بعض المخلوقات لمقاومة السرطان، حتى يتسنى الاستفادة منها لحماية البشر من هذا المرض الخبيث".