هل تؤثر عقوبات أمريكا على البرهان على الاقتصاد السوداني؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
مرة أخرى ترفع الولايات المتحدة الأمريكية عصا العقوبات الاقتصادية على السودان بعد أن رزحت البلاد بها لعشرين عاما منذ العام 1997 وحتى العام 2017 ولكن هذه المرة تبدو العقوبات مغايرة عما كانت عليه في السابق بفعل الحرب الدائرة في السودان بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع والتي قاربت على إكمال عامها الثاني.
الخميس الماضي أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بدعاوي انه “اختار الحرب على المفاوضات” لإنهاء الصراع المستعر في السودان.
وعدد بيان وزارة الخزانة الأميركية ما اعتبره “تكتيكات الحرب التي ينتهجها الجيش السوداني تحت قيادة البرهان” وقال إنها شملت عدداً من الانتهاكات التي عددها البيان.
وقبل أسبوع من فرض العقوبات على قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان فرضت عقوبات على قائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو بعد أن اعتبرت واشنطن أن قواته “ارتكبت إبادة جماعية”، فضلاً عن الهجمات على المدنيين.
وفي يونيو الماضي فرضت الولايات المتحدة الامريكية عقوبات على شركات تتبع للدعم السريع، قبل أن تفرض عقوبات أخرى في سبتمبر على القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم حمدان دقلو، وفي مايو أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤول العمليات في قوات الدعم السريع عثمان حامد.
ووسط هذا الكم من العقوبات ظهرت مخاوف لدى بعض الأوساط من أن تؤثر هذه العقوبات على الحياة الاقتصادية بالسودان وتنعكس سلباً على معيشية المواطن السوداني الذي يعاني من الاوضاع السياسية والاقتصادية المتفاقمة يوماً تلو الآخر.
ويؤكد الخبير الاقتصادي ، د. محمد الناير عدم وجود أي تاثير ناجم عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، بصورة واضحة على الاقتصاد السوداني.
وأوضح الناير أن هذه العقوبات ذات طبيعة مالية تتحدث عن وضع مالي وحسابات لافتاً إلى أنه قد لاتوجد لدى رئيس مجلس السيادة حسابات مصرفية بالمصارف الأمريكية
وقال الناير إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة لا يبدو أن له أثر بالحجم الذي يدور في الإعلام.
وأكد أن هذا الإعلان ليس لديه أثر على الاقتصاد السوداني لجهة عدم وجود عقوبات مفروضة على الاقتصاد السوداني لأنها هي مفروضة على شخص السيد رئيس المجلس.
وأشار الناير إلى أن العقوبات التي فرضت ربما تستهدف السودان وسيادته من خلال استهدافها لرئيس مجلس السيادة ولكن في ذات الوقت فهي عقوبات شخصية وليس على الدولة ولا على الاقتصاد السوداني، وبالتالي لن يكون لديها تاثير على السودان ولا على تعاملاته الخارجية في الصادرات أو الواردات أو التحويلات المصرفية أو غيرها.
وتوقع أن يدفع هذا القرار السودان لأن يتوجه شرقاً مشيرا إلى أهمية هذا التوجه منذ فترة بعيدة بسبب أن أمريكا والغرب لم ياتوا للسودان بخير ولم يوفوا بعهودهم السابقة مع السودان بما يجعل السودان يتوجه شرقاً ويقوي علاقاته مع مجموعة البريكس.
ويتفق الخبير السياسي ، د. محمد علي تورشين مع ما ذهب إليه الناير في عدم وجود تأثير للعقوبات المفروضة على البرهان على الاقتصاد السوداني.
وأوضح تورشين في حديثه مع (المحقق) أن العقوبات تقتصر فقط على الأشخاص الذين تشملهم العقوبات ولا تتعدى ذلك ، وقال إن العقوبات تشمل عدم إجراء المشمولين بها أي معاملات مصرفية أو الاستفادة من أموالهم المدخرة او المجمدة بالمصارف الأميركية وليس لديها علاقة بأي شكل أو آخر بالاقتصاد السوداني أو على الشعب السوداني.
وأضاف أن العقوبات التي فرضت على قيادات الدعم السريع والآن على قيادات الجيش السوداني من شأنها تعقيد المشهد السياسي باعتبار أنها ستقلل من حظوظ وفرص القيادات الحالية في أن يكون لديها دور مستقبلي في السياسة السودانية.
المحقق- نازك شمام
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: على الاقتصاد السودانی رئیس مجلس السیادة الجیش السودانی عقوبات على
إقرأ أيضاً:
نص بيان وزارة الخزانة الاميركية بشأن فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان
اليوم، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة عقوبات على عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية (SAF)، بموجب الأمر التنفيذي رقم (E.O.) 14098، "فرض عقوبات على أشخاص محددين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي".
يأتي هذا الإجراء بعد تصنيف قائد قوات الدعم السريع (RSF)، محمد حمدان دقلو موسى (حميدتي)، في 7 يناير 2025. بالإضافة إلى ذلك، فرض المكتب عقوبات على شركة وفرد متورطين في شراء الأسلحة نيابة عن منظومة الصناعات الدفاعية (DIS)، التي تعد الذراع الشرائية للقوات المسلحة السودانية والتي فرضت OFAC عقوبات عليها في يونيو 2023.
وقال نائب وزير الخزانة والي أدييمو: "الإجراء الذي اتخذناه اليوم يؤكد التزامنا بإنهاء هذا الصراع".
وأضاف: "ستواصل الولايات المتحدة استخدام أدواتها لوقف تدفق الأسلحة إلى السودان ومحاسبة هؤلاء القادة على تجاهلهم الصارخ لحياة المدنيين".
ارتكبت القوات المسلحة السودانية تحت قيادة البرهان هجمات قاتلة ضد المدنيين، بما في ذلك غارات جوية على بنى تحتية محمية مثل المدارس والأسواق والمستشفيات. كما تتحمل المسؤولية عن الحرمان المتعمد والممنهج من وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام تجويع المدنيين كتكتيك حربي.
وقرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن في ديسمبر 2023 أن أعضاء من القوات المسلحة السودانية ارتكبوا جرائم حرب.
وتُعتبر تكتيكات الحرب الفظيعة التي تنتهجها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع السبب الرئيسي لإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث أُعلن عن مجاعة في خمس مناطق من البلاد.
قيادة القوات المسلحة السودانية
عبد الفتاح البرهان هو قائد القوات المسلحة السودانية.
قاد البرهان وحميدتي قائد قوات الدعم السريع في أكتوبر 2021، انقلابًا عسكريًا أطاح بالحكومة الانتقالية المدنية في السودان، ومنذ ذلك الحين، عارض البرهان العودة إلى الحكم المدني في السودان ورفض المشاركة في محادثات السلام الدولية لإنهاء القتال، مفضلاً الحرب على التفاوض وحل التصعيد بحسن نية.
وتبنت القوات المسلحة السودانية تحت قيادته تكتيكات حرب شملت القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، وعمليات الإعدام خارج نطاق القانون.
وتم تصنيف البرهان بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 لكونه شخصًا أجنبيًا يشغل منصب قائد أو مسؤول رفيع أو عضو مجلس إدارة للقوات المسلحة السودانية، وهي كيان انخرط أعضاؤه في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو استقرار السودان.
مورد الأسلحة للقوات المسلحة السودانية
أحمد عبد الله هو سوداني أوكراني ومسؤول في منظومة الصناعات الدفاعية (DIS)، التي تُعد الذراع الشرائية الرئيسية للقوات المسلحة السودانية.
سعت منذ تصنيف منظومة الصناعات الدفاعية في يونيو 2023، الشركة إلى شراء أسلحة ومعدات بطرق غير رسمية.
ولتجنب العقوبات، تقوم المنظومة بأنشطة شراء من خلال شركات خاصة تعمل نيابة عنها. ويشغل عبد الله منصب المدير التنفيذي لشركة Portex Trade Limited، التي تعاملت مع جهات متورطة في بيع المعدات العسكرية.
ومن أبرز أنشطته تنسيق شراء طائرات بدون طيار إيرانية الصنع من شركة دفاع أذربيجانية لشحنها إلى السودان.
تم تصنيف عبد الله كشخص أجنبي مملوك أو خاضع لسيطرة أو يعمل لصالح، بشكل مباشر أو غير مباشر، منظومة الصناعات الدفاعية، وهي جهة تم حظر ممتلكاتها ومصالحها بموجب الأمر التنفيذي 14098.
شركة Portex Trade Limited
هي شركة مقرها هونغ كونغ يسيطر عليها عبد الله. وقد تم تصنيفها كشخص أجنبي مملوك أو خاضع لسيطرة أو يعمل لصالح، بشكل مباشر أو غير مباشر، عبد الله، وهو شخص تم حظر ممتلكاته ومصالحه بموجب الأمر التنفيذي 14098.
التراخيص الإنسانية
لتجنب عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان، أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية تراخيص عامة واسعة النطاق تسمح بفئات معينة من المعاملات التي تحظرها أوامر العقوبات بموجب الأمر التنفيذي 14098.
يشمل ذلك الأنشطة التي تتعلق بالبرهان، قائد القوات المسلحة السودانية؛ وحميدتي، قائد قوات الدعم السريع؛ وأشخاص آخرين تم حظرهم بموجب الأمر التنفيذي 14098.
يسمح البند 31 CFR § 546.512 من لوائح عقوبات استقرار السودان (SSSR) بمعاملات إنسانية معينة لدعم المنظمات غير الحكومية، بينما يسمح البند 31 CFR § 546.513 بمعاملات متعلقة بتوفير الزراعة والدواء والأجهزة الطبية.