كواليس تفكيك الألغام الأخيرة أمام هدنة غزة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
كشفت صحف أمريكية كواليس الأيام الأخيرة التي سبقت إعلان الاتفاق على وقف النار في غزة.
ثمة مخاوف من أن الأمور ستنهار قبل أن تصل إلى المرحلة الثانية المخطط له
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المسؤولين الإسرائيليين كانوا مرتبكين، بعدما أبلغوا أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، في طريقه إلى القدس.
كان ذلك يوم السبت، 11 يناير(كانون الثاني)، علماً أنه نادراً ما تعقد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اجتماعات رسمية في يوم العطلة اليهودي، ولم يعرف المسؤولون الإسرائيليون الكثير عن ويتكوف. وقال مسؤول إسرائيلي كبير سابق إنه "كان مجرد رجل أرسله ترامب" مع خبرة ضئيلة في الدبلوماسية أو الشرق الأوسط.
ولكن بحلول الوقت الذي انتهى فيه اجتماع مطور العقارات الملياردير مع نتانياهو في ذلك اليوم "لم يكن أمام بيبي خيار سوى أن يقول نعم بسرعة كبيرة" للشروط المتطورة لوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس، كما قال المسؤول السابق، مستخدماً لقب نتانياهو.
Another key step forward to framework, and another opportunity for kudos to Biden and Team Biden: Blinken, Sullivan and Burns deserve a lot of credit for persisting to this outcome. Trump team support at end also key. ⁰https://t.co/0ujBgd3EVh
— Sheldon Whitehouse (@SenWhitehouse) January 18, 2025وأثار ادعاء ترامب الفضل الكامل في وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، والذي مر موعد سريانه اليوم مع استمرار القصف الاسرائيلي لغزة، استياء المسؤولين في إدارة بايدن. ورد الرئيس جو بايدن عندما سأله الصحافيون يوم الأربعاء إذا كان هو أو ترامب يستحقان الثناء، قائلاً: "هل هذه مزحة؟".
مشاركة ويتكوفومع ذلك، أقر مساعدو بايدن المشاركون في الجهود بأن تهديدات ترامب ومشاركة ويتكوف خلال الأسبوع الأخير من المفاوضات لعبت دوراً رئيسياً في إنجاز صفقة كانوا يعانون لتحقيقها لأكثر من عام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين يوم الأربعاء إن مشاركة فريق ترامب "كانت حاسمة للغاية في تمرير هذه الصفقة"، مشيراً إلى أن رئاسةة بايدن ستنتهي بعد 5 أيام. ومن الأهمية بمكان أن ترى جميع أطراف الاتفاق والوسطاء الآخرين أنه عندما تكون الولايات المتحدة في الغرفة لتقديم الالتزامات، فإنها التزامات دائمة تمتد إلى ما بعد هذه الإدارة إلى الإدارة التالية".
وتقول الصحيفة إن تفاصيل شروع فرق الإدارتين المنتهية ولايتها والمنتخبة اللتان تتباعدان ايديولوجيا وسياسياً، في تعاون غير مسبوق تقريبًا لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، تستند إلى مقابلات مع العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر.
An unlikely team of U.S. negotiators wrestled Israel and Hamas to a ceasefire
After 14 months of talks, Trump’s threats and his special envoy to the Middle East played a major role in helping Biden officials reach the finish line. https://t.co/wSJkbWgtNW via @washingtonpost
وقال بريت ماكغورك، المسؤول في مجلس الأمن القومي الذي ترأس فريق بايدن في المفاوضات، لشبكة "سي أن أن" في وقت متأخر الجمعة: "لقد طورت أنا وستيف شراكة وثيقة للغاية، بل وحتى صداقة. كنت ممتناً جداً لأن ستيف جاء إلى الدوحة، في الأيام القليلة الماضية .. لإبرام هذه الصفقة وإنجازها".
وقال مسؤول كبير في الإدارة إن هذا التعاون يعود إلى الأسبوع الذي تلا الانتخابات الرئاسية، عندما زار ترامب بايدن في البيت الأبيض. وحدد بايدن الصعود والهبوط في المفاوضات التي استمرت شهوراً بين إسرائيل وحماس، بوساطة الولايات المتحدة، وقطر، ومصر، حيث انهار التفاؤل عندما تمسك أحد الجانبين أو الآخر بموقفه.
أصبح واضحاً بشكل متزايد أنه حتى لو أمكن الاتفاق على وقف إطلاق النار قبل مغادرة بايدن لمنصبه، فإن تنفيذه سيكون تحت إدارة ترامب. وكانت فرص النجاح تعتمد إلى حد كبير على معرفة الطرفين بأن الإدارتين على نفس الموجة.
ومع استمرار المفاوضات، تواصلت الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس، مع نقص الغذاء والماء والوقود والرعاية الطبية حيث ظل القطاع مغلقًا إلى حد كبير أمام المساعدات الإنسانية.
ومن أصل 94 أسيرًا تقول إسرائيل إنهم لا يزالون في غزة، لم يعرف عدد الذين لا يزالون على قيد الحياة.
وفي المحادثات في نوفمبر(تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) مع ويتكوف ومايكل والتز الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، أوضح ماكغورك ومستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان "مدى تغير هذه المنطقة بشكل كبير".
وأوضح ترامب أنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية الحرب بين إسرائيل وغزة، وفينهاية ديسمبر(كانون الأول) وبداية يناير(كانون الثاني)، هدد مراراً بثمن باهظ عند الفشل في إنهاء هذه الحرب قبل توليه منصبه.
Bipartisanship Works: After 14 months of talks, President-elect Trump’s threats, and his special envoy to the Middle East, Steve Witkoff, played a major role in helping President Biden’s officials wrestle Israel and Hamas to a ceasefire https://t.co/NhTrdneVAy
— David Lee Cullen (@David_L_Cullen) January 19, 2025وبينما بدت التهديدات موجهة في المقام الأول إلى المسلحين، فإن تعهده "بثمن باهظ"، "بدا وكأنه موجه إلينا بقدر ما كان موجهاً إلى الفلسطينيين"، كما قال المسؤول الإسرائيلي الكبير السابق.
وسافر رون ديرمر، المقرب من نتانياهو والمستشار الاستراتيجي الأعلى الذي شغل منصب سفير إسرائيل في واشنطن في إدارة ترامب الأولى، إلى فلوريدا للتواصل مع الرئيس المنتخب بعد ستة أيام من فوزه. وقال دان ديكر، رئيس مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، إن اجتماعهما "كان مقرراً لمدة 25 دقيقة لكنه استمر ساعتين".
وتحدث ترامب ونتانياهو الأربعاء، بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، وكان بيان نتانياهو عن المكالمة ممتنًا لترامب بشدة وذكر فقط في النهاية أنه تحدث أيضًا إلى بايدن.
وقال آرون ديفيد ميلر، المسؤول السابق بوزارة الخارجية ومفاوض الشرق الأوسط، الذي يعمل الآن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "أعتقد أن نتانياهو لا يعرف" بالضبط ما الذي سيفعله ترامب، الذي وصف نفسه بالرئيس الأكثر تأييدًا لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة، إذا اعتُبِرت إسرائيل أنها عرقلت الصفقة.
وأوضح أن فريق بايدن "قاد كل المفاوضات .. كل العمل الأساسي" نحو وقف إطلاق النار "واستغل ترامب شك نتانياهو وضعف حماس والعجز عن التنبؤ بتصرفاته".
واستؤنفت المحادثات في الأسبوع الأول من يناير(كانون الثاني)، حسبما قال مسؤول كبير في إدارة بايدن. وعندما وصل ويتكوف، الذي أدى رحلة واحدة إلى الدوحة في أوائل يناير(كانون الثاني)، إلى هناك للمرة الثانية في صباح 9 يناير (كانون الثاني)، تحقق تقدم كبير في المكونات الثلاثة الرئيسية للصفقة، الإفراج التدريجي عن الرهائن الإسرائيليين مقابل عدد محدد من السجناء الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار 42 يوماً تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.
18 ساعة يومياًعلى مدى الأيام السبعة التالية، استمرت المفاوضات، غالبا لمدة 18 ساعة في اليوم أو أكثر. وفي مبنى من طابقين على أرض مجمع وزارة الخارجية القطرية، التقى الأمريكيون والإسرائيليون في الطابق العلوي، مع مفاوضي حماس في طابق سفلي. وتنقل المسؤولون القطريون والمصريون بين المجموعتين.
في وقت مبكر من صباح 11 يناير(كانون الثاني)، قرر ماكغورك وويتكوف تقسيم المهام المتبقية، مع بقاء ماكغورك في الدوحة بينما سافر ويتكوف إلى القدس ممثلاً لترامب، لضمان موافقة نتانياهو بشكل مباشر.
وكانت المخاطر ولا تزال فلكية. إذا رفضت حماس إطلاق سراح الرهائن، فهناك "احتمال كبير جداً لتصعيد الحرب"، كما قال المسؤول الكبير في الإدارة، ما يجعل "من المرجح جداً فقدان الرهائن أيضاً".
وقال مسؤول استخباراتي أمريكي سابق اطلع على المفاوضات: "كانت حجة ويتكوف لنتانياهو "في الأساس الأمر متروك لك ..إما أن تفعّل وقف إطلاق النار ونبدأ العلاقة، أو لا تفعل وقف إطلاق النار ولا تعطي الرئيس المقبل ما يريده. عندها لا يمكننا أن نعد بأننا سنشارك بالطريقة التي تريدنا أن نشارك بها".
وأوضح المسؤول السابق أن جزءاً رئيسياً من نفوذ ترامب يكمن في اعتقاد الجناح اليميني الإسرائيلي الذي يشكل القاعدة السياسية لنتتنياهو بأن الرئيس الأمريكي الجديد سيكون أكثر تعاطفاً مع ضم الضفة الغربية وشن حرب ضد إيران.
ومع ذلك، ثمة قلق واسع النطاق مع بعض التلميحات المحددة لنتانياهو بأن الأمور ستنهار قبل أن تصل إلى المرحلة الثانية المخطط لها، والتي لا يزال يتعين التفاوض على شروطها النهائية.
ومن حيث المبدأ، يفترض أن تتخلى حماس عن الرهائن المتبقين، وكثير منهم جنود إسرائيليون، وأن تنسحب إسرائيل تمامًا من غزة. كما ستُترك الخطط لما تصوره إدارة بايدن في المرحلة الثالثة، إعادة بناء غزة، وإنشاء حكومة خالية من حماس، مقدمة لحل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، لترامب، إذا اختار، متابعتها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة ینایر کانون الثانی الولایات المتحدة قال مسؤول کبیر فی
إقرأ أيضاً:
ترامب حول اتفاق غزة: أنا صاحب الفضل.. بايدن لم يفعل شيئاً
قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة يجب أن يتم الانتهاء منه قبل تنصيبه، الإثنين المقبل، مؤكداً أن مشاركته كانت حاسمة في المفاوضات.
وأضاف في مقابلة بودكاست مع دان بونغينو: "غيرنا مسار الأمور بسرعة، وبصراحة، يجب الانتهاء منها قبل أن أتولى منصب الرئيس". كما قال: "لقد تصافحنا ووقعنا بعض الوثائق، لكن يجب أن يتم الأمر".
واتهم ترامب الرئيس بايدن بعدم القيام بأي شيء في هذا الصدد، قائلاً: "أنا لا أبحث عن الفضل. أريد أن أخرج هؤلاء الناس"، وأضاف "يجب أن نخرجهم"، في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس في غزة.
واشنطن تتدخل بعد خلاف يهدد تنفيذ #اتفاق_غزة https://t.co/WDYFnHbZ6P
— 24.ae (@20fourMedia) January 16, 2025ومن المتوقع أن يبدأ وقف إطلاق النار، يوم الأحد، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال إن "أزمة في اللحظات الأخيرة" مع حماس تعرقل موافقة حكومته، قبل أن يحسم الموقف، ويقول إن بلاده وافقت على الاتفاق.