تشهد غزة تطورات متسارعة قبل ساعات قليلة من بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره. 

وتأتي هذه الخطوة بعد جهود دبلوماسية مكثفة لإيقاف التصعيد الذي أودى بحياة الآلاف وأدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية. ورغم الإعلان عن الاتفاق، استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاق.

التصعيد العسكري قبيل الاتفاق

أكدت مصادر إعلامية فلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي شن غارات على المناطق الشمالية لمدينة غزة ومواصي رفح جنوبي القطاع. تأتي هذه الهجمات قبل ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مما يعكس التوتر القائم رغم الجهود المبذولة لوقف التصعيد.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، عن نجاح الجهود الدبلوماسية المصرية بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. يبدأ تنفيذ الاتفاق اليوم الأحد، 19 يناير 2025، في تمام الساعة 8:30 صباحًا، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يومًا. وتشمل هذه المرحلة:

إفراج حركة حماس عن 33 من المحتجزين الإسرائيليين.إفراج إسرائيل عن أكثر من 1,890 أسيرًا فلسطينيًا.

وأكد البيان التزام الوسطاء بضمان تنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاثة وفق التوقيتات المتفق عليها، بهدف إنهاء المأساة الإنسانية في غزة.

الأوضاع الإنسانية في غزة

تعاني غزة من كارثة إنسانية نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة لأكثر من عام. وتشير التقارير إلى:

أكثر من 50,000 شهيد.أكثر من 100,000 جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء.انهيار كامل للبنية التحتية، مما جعل القطاع غير صالح للحياة الإنسانية.الجهود المصرية والدولية

أعربت مصر عن شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر لإنجاح الاتفاق، وأثنت على الدور المحوري للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيسين "ترامب" و"بايدن". كما أكدت مصر التزامها بمحورية دورها تجاه الشعب الفلسطيني، حيث شكلت غرفة عمليات دائمة لمتابعة الأزمة. تضمنت الجهود المصرية:

تكثيف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.فتح معبر رفح على مدار الساعة لإدخال المساعدات واستقبال الجرحى.

ورغم التوصل إلى اتفاق، تبقى المخاوف قائمة بشأن مدى التزام الأطراف بتنفيذ بنود الاتفاق. استمرار القصف الإسرائيلي حتى الساعات الأخيرة يثير الشكوك حول جدية الالتزام بوقف إطلاق النار.

وبين الأمل في إنهاء المأساة الإنسانية بغزة والتحديات الميدانية والسياسية، يبقى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار خطوة حاسمة نحو تهدئة الأوضاع. الجهود الدولية والمصرية تعكس تصميمًا على دعم الشعب الفلسطيني، لكن تحقيق الاستقرار يتطلب التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف لإنهاء معاناة غزة التي طال أمدها.

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، إن نشر أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل يتم عبر الصحف العبرية لمدة 24 ساعة لإتاحة الفرصة للاعتراض القانوني. 

وأضاف في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن بعض الأسرى سيتم ترحيلهم خارج الضفة الغربية، مع ترجيح إرسالهم إلى الخارج بسبب الأوضاع المتدهورة في القدس.

وأضاف الرقب أن الحكومة الإسرائيلية عقدت اجتماعات مطولة حول الصفقة، وشهدت انقسامًا بين الوزراء. وغادر الوزراء المتدينون الاجتماعات بسبب قدسية يوم السبت، لكنهم قدموا موافقتهم قبل المغادرة، مما يعكس الصعوبات الداخلية في اتخاذ القرارات الاستراتيجية داخل إسرائيل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة وقف إطلاق النار الاحتلال الإسرائيلي المزيد إطلاق النار التزام ا

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقدم عرضا جديدا ووفد حماس يتوجه للقاهرة

قدّمت إسرائيل عرضا محسّنا جديدا في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس، في وقت يتجه فيه وفد من الحركة إلى العاصمة المصرية القاهرة، حسب ما أفاد به مسؤولون لصحيفة تايمز أوف إسرائيل فجر اليوم السبت.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل خفضت قليلا من مطالبها السابقة بالإفراج عن 11 من أسراها لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها كانت تصر على ذلك في الشهر الماضي، بينما أعلنت حركة حماس استعدادها لإطلاق 5 أسرى أحياء فقط.

وتنقل تايمز أوف إسرائيل عن المسؤولين أن مصر بدأت في الأيام الأخيرة بطرح اقتراح جديد من شأنه إطلاق سراح 8 رهائن أحياء، وذلك سعيا منها للوصول إلى حل وسط بين الجانبين.

وتضيف الصحيفة أن إسرائيل تريد الإفراج عن الرهائن الأحياء خلال الأسبوعين الأولين من وقف إطلاق النار الذي يستمر 45 يوما، رافضة مطالب حماس السابقة بأن تتم عمليات الإفراج بشكل دوري خلال مدة الهدنة.

علاوة على ذلك، يسعى الاقتراح الإسرائيلي إلى خفض نسبة السجناء الفلسطينيين -بمن فيهم من يقضون أحكاما بالسجن المؤبد- الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة، وفقا لأحد المسؤولين.

كما ستوافق إسرائيل على السماح باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وسحب قواتها إلى مواقعها في القطاع قبل استئنافها القتال في 18 مارس/آذار واستعادة السيطرة على مساحات واسعة من القطاع.

إعلان حماس تؤكد

وكان مصدر قيادي في حماس قال للجزيرة أمس الجمعة إن الحركة لم تتلقَّ أي عروض جديدة لوقف إطلاق النار.

وأضاف أن حماس وافقت على آخر مقترح تسلّمته من الوسطاء، وأعلنت ذلك بوضوح قبل عيد الفطر المبارك، ومنذ ذلك الحين لم تُعرَض عليها أي مقترحات جديدة.

وأوضح المصدر للجزيرة أن الحركة منفتحة على أي مقترحات جديدة من شأنها تحقيق وقف لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

ضغوط داخلية

في الأثناء، يتواصل الضغط داخل إسرائيل على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل التوصل إلى صفقة تبادل تعيد الأسرى الإسرائيليين، حيث دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إلى مشاركة واسعة في مظاهرات مساء اليوم السبت عشية عيد الفصح اليهودي.

واعتبرت الهيئة أن الأسرى الـ59 وعائلاتهم باتوا رهائن بيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

في الوقت نفسه، يتسع رفض الحرب في غزة داخل الجيش الإسرائيلي، إذ قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المئات من جنود الاحتياط في وحدة الاستخبارات 8200 انضموا إلى ألفين من منتسبي سلاح الجو والبحرية، للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى. كما وقع نحو ألفي أكاديمي على عريضة تطالب بالخطوة نفسها.

وتعليقا على ذلك، قال قائد سلاح الجو تومر بار إن إسرائيل لن تتسامح مع إضعاف الجيش خلال خوضه ما سماها حربا تاريخية. وأضاف أن الرسائل تعبر عن انعدام الثقة وتضر بتماسك الجيش، معتبرا أنه ليس من اللائق أن يدعو جنود الاحتياط الفاعلون إلى وقف الحرب، في حين أنهم يشاركون فيها بأنفسهم.

وأكد أنه سيتم اتخاذ القرار بعدم السماح لجنود الاحتياط الفاعلين الذين وقعوا على الرسالة بالاستمرار في الخدمة بالجيش، مضيفا أن الرسالة التي نشرت تضعف روح التضامن وتؤدي إلى تعميمات تسيء إلى الجنود الذين لا يشاركون بهذه المواقف.

إعلان

جدير بالذكر أنه في مطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ سريانه يوم 19 يناير/كانون الثاني 2025 بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.

وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل نتنياهو (المطلوب للعدالة الدولية) من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 166 ألفا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • الرئيس المصري يتوجّه إلى قطر لبحث الجهود المبذولة بشأن وقف إطلاق النار في غزة
  • أستاذ علوم سياسية: القاهرة غيّرت موقف فرنسا وتواصل الجهود لوقف حرب غزة
  • دعوات أممية لمنع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة
  • وفد من حماس بالقاهرة وصحيفة تكشف تفاصيل عرض إسرائيلي جديد
  • السيسي يستعرض مع نظيره الإندونيسي الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل تقدم عرضا جديدا ووفد حماس يتوجه للقاهرة
  • "الأونروا": نزوح نحو 400 ألف شخص في غزة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار
  • وزير الخارجية: نرفض أي دعوات لتهجير الفلسطينيين من ارضهم
  • مجموعة الاتصال الوزارية بشأن غزة تؤكد رفضها تهجير الفلسطينيين
  • تل أبيب والقاهرة تتبادلان مسودات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والأخيرة ترى الاتفاق وشيكا