هكذا احتفل الشارع المغربي بـانتصار غزة بعد 15 شهرا من التضامن
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
الدار البيضاء- فور إعلان الوسطاء من العاصمة القطرية عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، امتدت أصداء البشارة إلى أقصى المغرب العربي، حيث شهدت شوارع الرباط ومدن مغربية أخرى احتفالات شعبية منذ الأربعاء الماضي، ابتهاجا بوقف نزف الدم المستمر بعد 467 يوما، وبما عدّوه انتصارا للمقاومة الفلسطينية.
وكانت الخارجية القطرية أعلنت الأربعاء الماضي عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه سيدخل حيز التنفيذ اليوم الأحد الموافق 19 يناير/كانون الثاني.
واحتشد المغاربة 3 أيام متواصلة، أمام مبنى البرلمان في العاصمة الرباط وفي ساحات مدن أخرى مثل الدار البيضاء وطنجة ومراكش، حيث نظمت مسيرات شعبية احتفالية شملت توزيع الحلوى وإطلاق الألعاب النارية، وترديد تكبيرات العيد، والتجوال بالسيارات مع الأعلام والأهازيج الفلسطينية.
واستمرت مظاهر الاحتفال في المغرب بخروج الآلاف، مساء أمس، في مسيرة شعبية حاشدة بالدار البيضاء، حاملين صور الشهيدين إسماعيل هنية ويحيى السنوار القائدين البارزين في معركة "طوفان الأقصى". وردد المشاركون شعارات تحيي صمود المقاومة، وتهنئ الأسرى والفلسطينيين في القطاع بهذا الانتصار.
وفي مشهد مليء بمشاعر الفخر وسط حشود النساء، ركضت مغربية نحو عربة مكبرات الصوت، لتأخذ "الميكرفون" وتطلق زغرودة فرح من أعماق قلب أنهكته مشاهد الحرب على مدار 15 شهرا، وقالت للجزيرة نت "أهديها للفلسطينيين نساء ورجالا وأطفالا، وللشهداء خصوصا".
وتحت سماء زرقاء ترفرف فيها أعلام كبيرة تحمل صور قادة حماس وذراعها العسكري، تجمع مواطنون من مختلف أحياء الدار البيضاء وضواحيها للاحتفال بالنصر، في مسيرة دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وجابت شوارع اعتادت وقع أقدام المتضامنين مع غزة، وأصوات حناجرهم الغاضبة طوال فترة العدوان الإسرائيلي.
إعلان
وصرح محمد الرياحي الإدريسي، الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة -من مكونات الجبهة- بأن هذه المسيرة التي رفعت لافتة كبيرة تحمل شعار "انتصرت غزة، وإن عدتم عدنا" تتويج لمسار من التضامن المغربي مع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال إنها "رسالة شكر للشعب الفلسطيني على صموده" مشيرا إلى أن المغاربة خرجوا في عشرات الفعاليات بأكثر من 50 مدينة، منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، تعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين واحتفالهم بانتصار المقاومة.
وأوضح الرياحي للجزيرة نت أن الإعلان عن وقف إطلاق النار يمثل "انتصارا للفلسطينيين وللأمتين العربية والإسلامية وللأحرار حول العالم".
هذا وتتواصل مظاهرات الاحتفال، اليوم، في عدة مدن بينها طنجة وتطوان.
احتفت هيئات سياسية ومدنية بإعلان وقف إطلاق النار في غزة، إذ بعث حزب العدالة والتنمية برسالة إلى خليل الحية نائب رئيس حركة حماس مهنئا المقاومة بالانتصار، وقال فيها "تلقينا بابتهاج نبأ نجاح إبرام الاتفاق، ووضع حد للحرب الظالمة التي شنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة".
وأكدت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أن الاتفاق يمثل "انتصارا جديدا للمقاومة الفلسطينية وشعبها الصامد في مواجهة آلة الحرب الصهيونية الغاشمة" كما يعكس -وفقا لأحمد ويحمان عضو سكرتارية المجموعة- قوة الإرادة الفلسطينية، "وقدرتها على فرض معادلة الردع، رغم الحصار والتضحيات".
وقال ويحمان للجزيرة نت إن هذا النصر "يُبرز وحدة الصف الفلسطيني، ويُظهر فشل العدو في تحقيق أهدافه رغم وحشيته" فضلا عن أنه "يكشف عن ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع الشعب الفلسطيني".
ودعا المتحدث ذاته "القوى الحية" في الأمة إلى تعزيز العمل الشعبي والسياسي لدعم فلسطين "والتصدي لمحاولات التطبيع والاختراق التي تسعى لتكريس الاحتلال وتهميش حقوق الفلسطينيين".
إعلانوبدورها، هنأت جماعة العدل والإحسان غزة عامة على "الانتصار العظيم الذي ساقه الله عز وجل إليهم، بعد أن أبلوا البلاء الحسن، وثبتوا وصمدوا في وجه آلات القتل والدمار الصهيونية" وفقا لبلاغ رئيس دائرتها السياسية عبد الواحد متوكل.
وهنأ متوكل الشعب المغربي "لتجاوبه مع إخوانه في غزة منذ البداية، وخروجه إلى الساحات والشوارع وأمام المساجد في مظاهرات منددة بالجرائم الصهيونية، وبتخاذل جل الأنظمة العربية والإسلامية" داعيا الحكام إلى "الاعتبار بما حدث في غزة وما جاورها، وأن يوقفوا التطبيع فورا".
أما حزب التقدم والاشتراكية فأعرب عن أمله في أن "يتم الالتزام الفعلي بهذا الاتفاق ليكون مقدمة لرفع الظلم والمعاناة عن الشعب الفلسطيني، ووضع حدّ لمأساته الإنسانية".
وقال الحزب إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أتى بعد حرب إبادة خلفت دمارا شاملا "دون القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني، وتحقيق الكيان الصهيوني لأهدافه الدنيئة".
"الطريق طويلة وأمامنا المزيد من الانتصارات" هكذا يقول المواطن سيون أسيدون وهو يمشي في مسيرة الدار البيضاء وبيده راية فلسطين، كعادته دون أن يُفوّت محطة تضامنية مع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويضيف منسق حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها بالمملكة "اجتزنا مسافة كبيرة بفضل معركة طوفان الأقصى وتضحيات أهل غزة" معتبرا أن "انتصار المقاومة اليوم ليس هينا كونها حققت جميع مطالبها".
وأوضح للجزيرة نت أنه لا بد من استمرار التعبئة من أجل التصدي للمخططات الصهيونية في المنطقة، مشيرا -فيما يتعلق بمقاطعة المنتجات الداعمة لجيش الاحتلال- إلى أن "توقفها بعد هذا اليوم خطأ فادح، لأن فلسطين لم تتحرر بعد، والمعركة ما زالت مستمرة".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشعب الفلسطینی وقف إطلاق النار الدار البیضاء للجزیرة نت فی غزة
إقرأ أيضاً:
المؤتمر الوطني الفلسطيني يختتم فعالياته في الدوحة
اختتمت أعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني -مساء اليوم الأربعاء في العاصمة القطرية الدوحة– بالدعوة لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وذلك عبر إعادة بناء المنظمة على أسس وطنية وديمقراطية شاملة.
وقال البيان الختامي للمؤتمر إنه "يسعى إلى إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافةً والبيت الجامع لقوى ومؤسسات ومكونات الشعب الفلسطيني، بإعادة بنائها على أسس ديمقراطية شاملة واستعادة دورها الوطني التحرري، بما يضمن إنهاء الانقسام الفلسطيني وضمان وحدة التمثيل، ومن أجل إنجاز الحقوق الطبيعية والتاريخية والسياسية والقانونية للشعب الفلسطيني".
وأوضح البيان أن المؤتمر هو حراك شعبي مستمر ومنظم للحوار والضغط والتغيير من أجل تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، ومواجهة الإبادة الجماعية ومخططات الضم والاستيطان ومشروع ترامب ونتنياهو للتهجير والتطهير العرقي.
وأكد المؤتمر وحدة الأرض، ووحدة الشعب، ووحدة النضال والمصير، ووحدة الرواية، ووحدة النظام السياسي، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مشيرا إلى أن الانتخابات الديمقراطية التي يمارسها الشعب الفلسطيني، داخل فلسطين وخارجها، هي الآلية المثلى لإنجاز عملية إعادة بناء منظمة التحرير.
إعلانوتمسك المؤتمر بحق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة بالأشكال كافة، بما ينسجم مع أحكام القانون الدولي، لضمان نجاح الفلسطينيين في إسقاط مشروع الاستعمار الاستيطاني الإحلالي وإنهاء الاحتلال و"نظام الأبارتايد" الفصل العنصري.
وشدد على ضرورة مواجهة المخططات الاستعمارية التي تسعى إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وأكد مكانة وحقوق الأسرى والأسيرات والجرحى وعائلات الشهداء الذين قدموا حياتهم فداء لشعبهم، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير في دولته الديمقراطية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وثمّن المؤتمر الحراكات الشبابية والقوى السياسية والمدنية الديمقراطية في المنطقة والعالم، الساعية إلى تحقيق العدالة في فلسطين ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والتي تتظاهر من أجل مواجهة الإبادة والمخططات الاستعمارية في فلسطين.
وعقد المؤتمر على مدار 3 أيام نقاشات عامة ومتخصصة تتعلق بالظرف السياسي الفلسطيني الراهن، ووضع إستراتيجية عمل قصيرة وطويلة الأمد، قابلة للتنفيذ، لتحقيق أهدافه التي انطلق من أجلها، والتي تتمثل في الدعوة إلى إعادة بناء منظمة التحرير وتشكيل قيادة موحدة، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في أرضه ومواجهة مخططات التهجير والتطهير العرقي.