درعا-سانا

“كل بحث في التاريخ لا يشمل سورية ناقص وغير قابل للتدوين”… بهذه المقولة استهل الباحث البريطاني في مجال التاريخ دانيال يانغ حديثه حول زيارته المعالم الأثرية والتاريخية في سورية، مبيناً أنه يحضر لرسالة الماجستير بالتاريخ في بلاده، وأراد أن يكون للشرق جزء من دراسته وخاصة سورية لما تعاقب عليها من حضارات فينيقية وسومرية ورومانية وغيرها، وصولاً للحضارة العربية.

وخلال زيارته مدينة بصرى الشام الأثرية، أكد الباحث الشاب في تصريح لمراسل سانا أن لكل منطقة أثرية سورية حكاية عشق مع تاريخ الأمم وزيارة آثارها تحتاج لشهور، حتى يستطيع الباحث تشكيل اللبنة الأولى لبحثه عن التاريخ، مبيناً أن ما شاهده في جولته على حلب وحماة وحمص وصولاً إلى دمشق وبصرى الشام يؤكد عظمة هذا البلد عبر التاريخ، ويفسر التكالب عليه في الحاضر.

وأشار الباحث يانغ إلى أنه عندما كان يخطط لزيارة سورية تلقى تحذيرات كثيرة، ولكنه وجد عكس هذه الصورة القاتمة، حيث رأى “شعباً رائعاً يستحق الحياة ويبتسم رغم ظروفه القاسية”، وقال: “من الرائع مشاهدة البنية الأثرية الموجودة في سورية وجمال الأمكنة التاريخية، أما المسرح الروماني في بصرى فله حكاية لا أستطيع إنهاء سردها من عمارة هندسية، وجمال يخطف العقول وبصدق أقول: لم أتوقع ما شاهدت”.

وأعرب يانغ عن صدمته وحزنه لمشاهد الدمار الذي ألحقه الإرهاب بالمعالم الأثرية، وخصوصاً في تدمر عدا عن تدمير الأبنية السكنية والبنى التحتية، متمنياً لسورية أن تمتلك القدرة على تجاوز محنتها التي فرضت عليها.

ورداً على سؤال: كباحث في التاريخ ماذا تعني لك سورية تاريخياً وحاضراً؟ أجاب يانغ: إن لسورية “نبضاً في قلب كل إنسان يحب الثقافة والحضارة”، مضيفاً: “أستطيع تلخيصها بأنها أم الحضارات، وبلد كل إنسان متحضر، وكلي ثقة بقدرة الشعب الذي وقف صامداً في وجه الإرهاب على الوقوف من جديد لأنني لا أتصور العالم دون سورية”.

وفي كلمة أخيرة عبر يانغ عن إصراره على العودة لسورية مرة ثانية، وأنه سينقل كل ما شاهده ودونه، بعيداً عن أكاذيب الإعلام الخارجي.

رضوان الراضي

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر يحذر من التطرف الإلكتروني.. ويؤكد: الزواج فطرة إنسانية ومسؤولية شرعية

أقيمت في اليوم الثالث من فعاليات مبادرة "نحو رؤية أزهرية لمكافحة التطرف" في محافظتي سوهاج والمنيا، ندوة نظمها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحت عنوان "الفطرة الإنسانية في عصر السماوات المفتوحة وسبل الوقاية من التطرف الفكري"، وذلك في كلية البنات الأزهرية بمحافظة المنيا، وبحضور الدكتور عبد المنعم فتحي، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب.

في بداية الندوة، قدم محمد فرغلي ضاحي، الباحث في وحدة رصد اللغة الألمانية، وطه عبد الفضيل طه، الباحث في وحدة رصد اللغة الإسبانية، كلمة تعريفية حول المرصد، حيث شَرحا آلية عمله وأهم مخرجاته. تأتي هذه الخطوة في سياق كونه أحد الأدوات الحديثة التي تهدف إلى تعزيز الوعي وكشف استراتيجيات التنظيمات المتطرفة في استقطاب الشباب.

بدوره، تحدث الدكتور مختار محمد عبدالله، الباحث بوحدة البحوث والدراسات في المرصد، عن أهمية زيادة الوعي لدى الشباب فيما يتعلق بأحدث المستجدات العالمية، وأكد على حرص الأزهر الشريف على تنشئة أجيال واعية بالأحداث المحيطة بهم وما يُخطط لاستهداف عقولهم، بالإضافة إلى محاولات دفعهم للثورة على القيم الأصيلة والمنهج الوسطي.

وأشار الباحث إلى أن الزواج الصحيح وتأسيس الأسرة في الإسلام يمثلان نموذجًا عمليًا للاعتدال والابتعاد عن التطرف. وشدّد على أن الظواهر التي تنتشر في بعض المجتمعات، مثل الشذوذ والانحراف، تتعارض مع الفطرة السليمة وتؤدي إلى إلغاء العقول وتراجع الإنسانية. واستشهد بما ذكره فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر حول مسؤولية الأسرة من منظور شرعي، مؤكدًا أن بناء الأسرة هو مسؤولية مشتركة بين الزوجين.

كما تحدث الدكتور علاء صلاح عبد الواحد، مشرف وحدتي اللغات الإفريقية والبحوث والدراسات بالمرصد، عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الانحرافات الفكرية والسلوكية، مؤكدًا أن التقدم التكنولوجي الكبير الذي نشهده في عصرنا الحديث يمثل تحديًا كبيرًا للشباب، خاصة في ظل انتشار الأفكار غير السوية والدعوات الهدامة، التي تستغل المرأة لتفكيك المجتمعات وإحداث اضطرابات بدلاً من المساهمة في بنائها واستقرارها.

في نهاية الندوة، قام أعضاء المرصد بالإجابة على الأسئلة التي طرحتها الطالبات حول مواضيع متنوعة، مثل: كيفية حماية النفس والآخرين من التطرف، والمنهج الذي يتبعه الأزهر في الحوار مع الآخر، والعلاقة بين التطرف والإلحاد، وكيفية معالجة المرصد للظواهر التي تظهر في المجتمعات مثل ظاهرة العنف والعنصرية، وسبل بناء أسرة مستقرة قائمة على التفاهم والوسطية.

مقالات مشابهة

  • ضيوف منتدى الإعلام يطلعون على المقتنيات الأثرية في "مكان التاريخ"
  • تشديد أوروبي بريطاني على سلام عادل بأوكرانيا
  • مراسل سانا: وصول فريق طبي قطري إلى مطار دمشق الدولي مكون من اختصاصيين بجراحة القلب من مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ضمن “مشروع القوافل الطبية” الذي ينفذه الهلال الأحمر القطري في عدة دول حول العالم
  • بيونغ يانغ: سنرد على التدريبات الأمريكية المشتركة مع كوريا الجنوبية
  • ما هو المخفي خلف عودة “اليهود السوريين” لسورية بعد سُقوط الأسد وكيف بارك نظام الشرع عودتهم؟
  • طرح بريطاني لأبراج مراقبة على الحدود الجنوبية.. واشنطن للالتزام الكامل بالقرار 1701
  • “تريندز” يختتم مشاركة ناجحة في النسخة الثانية من مؤتمر حوار الحضارات والتسامح
  • مرصد الأزهر يحذر من التطرف الإلكتروني.. ويؤكد: الزواج فطرة إنسانية ومسؤولية شرعية
  • رسالة دكتوراه تناقش الزمن بين التاريخ والمتخيّل في الملهاة الفلسطينيّة
  • هذا ما بحثه مكي والسفيرة الكندية