من الواضح أن إتفاق غزة أوبمعني أوضح صفقة الرهائن قد إتضحت معالمها وظهر ضعفها وهشاشتها، بسبب القصف المتواصل لطيران الإحتلال علي قطاع غزة حتي بعد الإعلان عن الصفقة والتي أدى إلي إستشهاد اكثر من 80 شهيدا خلال ٢٤ ساعة، فهو اتفاق سهل الاختراق وغير قابل للتطبيق طالما أن إسرائيل وأمريكا لم يحققا كامل أهدافهما في غزة، ومن الواضح أيضا أن الهدف الأساسي لهذة الصفقة حاليًا هو استعادة جميع الرهائن الإسرائيليين، سواء كانوا أحياء أو أموات.
كما أن أغلب الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، يعكسون واقعًا تواجهه إسرائيل، فالسجون الإسرائيلية باتت عاجزة عن إستيعاب المزيد من الأسرى، ما جعلهم يشكلون عبئًا على إدارة السجون ،فلا يخدعنكم ما يتم التفاوض عليه في هذه الصفقة فهي فضلا عن هشاشتها إلا أنها ليست ملزمة لإسرائيل بأي شكل من الأشكال.
من يعتقد أن هذه الصفقة ستنهي الحرب في غزة فهو مخطئ، للأسف الحرب لن تنتهي ولن ينسحب الجيش الإسرائيلي ،
على العكس ستصبح الضربات العسكرية أكثر قوة وتركيزاً، خاصة مع انكشاف محدودية عدد الرهائن الأحياء الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس والفصائل الفلسطينية، وحتى جثث الرهائن المتوفين قد تكون اختلطت بجثث الفلسطينيين ودفنت تحت ركام المباني المدمرة وبالتالي صعب الحصول عليها وتسليمها لإسرائيل .
أما سكان شمال غزة، فمن الصعب أن يعودوا إلى مناطقهم، ومن يعود منهم سيجد نفسه مجبراً على النزوح مجدداً أو يواجه الموت، خصوصاً أن شمال غزة أصبح مدمراً بالكامل ،وقد تكون هذه المنطقة وفق رؤية إسرائيلية منطقة عازلة
غزة لن تحتلها إسرائيل، بل ستكتفي بتحقيق مصالح اقتصادية فيها، وستدير الوضع هناك لفترة مؤقتة بالتنسيق مع الأمريكيين، الأوروبيين، وبعض الدول العربية في هذا الإطار، سيكون للفلسطينيين دور جزئي يقتصر على إدارة الخدمات اللوجستية، من خلال مؤسسات مقرها في رام الله،أما مستقبل غزة، فقد تم إعداد سيناريو مفصل لما بعد الحرب، يتضمن حضورًا دوليًا وأمريكيًا قويًا لضمان ترتيبات المرحلة القادمة
ما يحدث في غزة الآن ليس حربًا شاملة ضد حماس فقط، بل هو عملية تهدف إلى إعادة رسم خريطة الوجود السكاني في القطاع. الضربات تستهدف إجبار السكان على التجمّع في مناطق معينة، وعزلهم عن باقي أنحاء غزة، مما يمهد لإفراغ القطاع تدريجيًا من السكان.فالقطاع أصبح غير صالح للحياة، ولن يُسمح لسكان غزة بالعودة إلى وضعهم السابق كما كان قبل 7 أكتوبر
وسيحدث كل ذلك بعيدا عن الإعلام وفي صمت تام حيث سيتم منع كل المنافذ الإعلامية ومنصات التواصل الإجتماعي من الحديث عن غزة لتبدأ مرحلة التهجير في صمت فيما اطلق عليها " الحرب الصامته " وهي أخطر مرحلة ، وستختفي تدريجيًا الأخبار عنها. ولن يسمع أحد صوت الغزيين سوى عبر أخبار خفيفة بين الحين والآخر، كما أن الصدى الإعلامي سيتوقف، والغزيون سيعانون من واقعهم القاسي بصمت و يغادرون غزة بلا ضجيج
أما مصير حماس فمن الواضح أن حماس قد إرتكبت خطأً استراتيجيًا قبل عام عندما إمتنعت عن إبرام صفقة مع إسرائيل، رغم أنها كانت تمتلك حينها قوة تفاوضية أكبر وعددًا من الرهائن الأحياء أكثر ، مماطلة حماس ومراوغتها غير المدروسة أفضت بها إلى وضعٍ أشبه بالنهاية،
حماس اليوم تواجه انهيارًا سياسيًا وعسكريًا. لقد فقدت أوراق القوة التي يمكن أن تستخدمها للتفاوض، فلا تملك سوى القليل من المعلومات عن الرهائن، وحتى هذه المعلومات قد تكون جزئية. ما تفاوض عليه الآن هو مجرد تقديم معلومات محدودة عن من تبقى على قيد الحياة، وربما تحديد أماكن دفن الجثث التي قد تكون تحللت بالفعل.
في المشهد السياسي العالمي، لم يعد هناك مكان لحركات مثل حماس، حزب الله، أو الحوثيين. إسرائيل، في المقابل، تمتلك كثير من مصادر القوة وليست مضطرة لتقديم أي تنازلات، في حين أن حماس مضطرة للقبول بأي شروط تُفرض عليها قبل أن تتلقى الضربة القاضية التي ستقضي على ما تبقى من قادتها، المعرضون جميعًا بالاغتيال .
قد تحتاج إسرائيل حاليا بعضاً من هؤلاء القادة لمعالجة قضايا تتعلق بأماكن وجود الرهائن الأحياء وجثث القتلى، لكن بعد تحقيق ذلك، لن تتردد في تنفيذ سيناريوهات تصفيتهم ، الهدف الاستراتيجي لإسرائيل هو محو حماس من الوجود، ليس فقط داخل حدود فلسطين، بل حتى في الخارج، مع منع أي فرصة لإعادة تكوينها. لذا، تصفية القادة أمر حتمي، وإن لم يكن ذلك مرتبطاً بجدول زمني محدد
ومن المحتمل أن تضغط الدول التي تستضيف قيادات حماس، مثل قطر وتركيا، لإجبارها على توقيع أي اتفاقية تُنهي وجودها السياسي قبل أن يتخذ دونالد ترامب، في حال عودته إلى السلطة، قرارات أكثر تصعيدًا تجاه هذه الدول، وربما يصل الأمر إلى اغتيال القادة في تلك الأراضي، وفي السياق نفسه، قد تكون إيران هدفًا قريبًا لهذه الخطط..
حماس اليوم تعاني من عدم قبول محلي إقليمي ودولي وعودتها كقوة سياسية باتت شبه مستحيلة، مهما حاولت نشر شعارات الانتصار العبثية عبر الفضاء الإعلامي المليء بالأكاذيب فالشعب الفلسطيني يدرك الحقيقة ويعرف واقعه جيداً،حماس وحزب الله يعتمدان بشكل أساسي على الدعم الإيراني لكن إيران تعيش الأن وضع صعب، ولن تكون قادرة على استعادة نفوذ الإسلام السياسي في الشرق الأوسط. كما تواجه إيران نفسها أزمات داخلية وخارجية، ومع اقتراب نهاية حكم خامنئي، ستعاني من حصار شديد وربما ضربات عسكرية .
ما زالت سيناريوهات 7 أكتوبر مستمرة، وبالتأكيد سيخرج قادة حماس من الشرق الأوسط في النهايةضمن بنود الصفقة بعد أن يتم تسليم الرهائن وستكون بمثابة أخر ورقة ضغط يمكن أن تفاوض بها حماس بعدها لن يكون لها أي دور تفاوضي .وقد تكون روسيا هي الملاذ الأخير لكثير من قادتها ، ويبدو أن مصير جميع قادة حماس المتواجدين في قطر، تركيا، أو أي دولة أخرى سيكون مشابهاً لمصير هنية و السنوار، ونصرالله، وغيرهم من قادة حماس وحزب الله ، ربما يتحاشى الموساد استهدافهم في قطر حفاظاً على العلاقات القطرية-الإسرائيلية، لكن فكرة أن تتركهم إسرائيل ليست واردة ليس بسبب خطورتهم، بل نتيجة رغبة إسرائيل في القضاء عليهم، حتى لو لجأوا إلى دول كبرى مثل روسيا .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صفقة الرهائن ومصير حماس غزة إسرائيل قد تکون
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تصادق رسمياً على اتفاق إطلاق النار في غزة
وكالات
صادقت الحكومة الإسرائيلية رسمياً على اتفاق وقف إطلاق النار واستعادة الرهائن، المبرم مع حركة حماس في قطاع غزة.
وجاءت الموافقة على صفقة الرهائن في غزة بأغلبية كبيرة بواقع 24 وزيراً مؤيداً مقابل 8 وزراء عارضوا الصفقة.
واجتمعت حكومة اسرائيل طويلاً لتخرج ببيان أكد أن مجلس الوزراء الأمني أعطي موافقة نهائية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وذكر البيان الحكومي الإسرائيلي أن “اتفاق الإفراج عن المختطفين الذي تم إقراره رسمياً سيدخل حيز التنفيذ غداً الأحد”.
وينص اتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة لدى “حماس” مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين.