مستشفيات القدس تتأهب لاستقبال جرحى غزة والأسرى المحررين
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
القدس المحتلة- أنهت مستشفيات مدينة القدس المحتلة استعداداتها لاستقبال جرحى ومرضى قطاع غزة الذين لم يصلوا المدينة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 من جهة، والأسرى المحررين في صفقة التبادل المزمعة بالتزامن مع بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف العدوان، من جهة أخرى.
مستشفى المقاصد الخيري أحد تلك المستشفيات، فقد بدأ استعداداته مبكرا، لكن الحرب طالت أكثر من المتوقع، حيث بدأ خطواته قبل 15 شهرا، عندما وضع خطة طوارئ تفصيلية لاستقبال جرحى الحرب القادمين من القطاع، باعتباره المستشفى الفلسطيني التحويلي الأول، لكن أيّا من الجرحى لم يصل إلى القدس منذ اندلاع الحرب.
وبمجرد وقف إطلاق النار وفتح ممر آمن لوصول الجرحى إلى المدينة المقدسة، قال مدير مستشفى المقاصد الطبيب عمر أبو زايدة للجزيرة نت إنهم سيكونون مستعدين لاستقبال ما يزيد على 150 جريحا غزيّا في كل دفعة، وسيتوزع هؤلاء على التخصصات الطبية المختلفة.
وبشكل أساسي يستقبل المستشفى الجرحى الذين يحتاجون لعمليات جراحية معقدة كجراحة الأعصاب والعظام وعمليات ترميم العظام والجراحات العامة، كما سيستقبل مرضى الأورام المختلفة الذين كانوا بحاجة لعمليات استئصال وتأخرت جراحاتهم بسبب الحرب وعدم توفر الإمكانيات.
ويضاف لهؤلاء، المرضى الغزيون الاعتياديون الذين يحولون إلى المستشفى تاريخيا لإجراء عمليات القلب المفتوح، وزرع بطاريات القلب، ومن يحتاجون للعلاج بسبب أمراض الجهاز الهضمي المختلفة.
"منذ اندلاع الحرب جعلنا قدرتنا التشغيلية تتراوح بين 60 إلى 70%، وحرصنا على عدم رفعها لنكون جاهزين لاستقبال جرحى غزة في أي وقت، وبالتالي يوجد لدينا قسما عناية مكثفة مغلقان سنفتحهما فور وصول الجرحى، ووضعنا خطة بتحويل مبنى تحت الأرض نستخدمه حاليا كمستودعات إلى مستشفى يضم 60 سريرا جديدا وحصلنا على موافقة من وزارة الصحة الإسرائيلية على ذلك"، أضاف أبو زايدة.
إعلانوعند سؤاله عما يمكن أن يقدم للجرحى الذين بترت أطرافهم، قال مدير المستشفى إن هناك تفاهما بين المقاصد وكل من جامعة القدس والجامعة العربية الأميركية التي يوجد فيها مصنع أطراف صناعية متطور، لبدء العمل وتوقيع اتفاقية لعمل أطراف صناعية للجرحى بمجرد تدفقهم نحو القدس.
ويشكل مرضى غزة ما نسبته 30% من إجمالي مرضى مستشفى المقاصد الذين يتم استقبال الحالات الطبية المركبة منهم. وفي إطار علاج جرحى الحرب والخبرة التي تشكلت لدى أطباء المستشفى أشار أبو زايدة إلى أن قسم العظام في المقاصد هو القسم الوحيد في فلسطين الذي يمكنه التعامل مع الحالات التي تصل بعظام مهشمة حيث تجرى لهؤلاء عمليات ترميم معقدة.
وأضاف: "لدينا المعدات والأجهزة اللازمة وطوّرنا أجهزة خاصة للتعامل مع هذه الحالات بمشروع تم تمويله من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID استعدادا لهذه المرحلة".
وفي ختام حديثه قال أبو زايدة إن اتفاقية ضخمة وقعت بين مستشفى المقاصد وجامعة القدس ومؤسسة دولية سينشأ من خلالها أول 3 مستشفيات ميدانية في غزة بسعة 750 سريرا لاستيعاب الجرحى، مضيفا أن المؤسسات الثلاث حاليا في مرحلة تجنيد الأموال.
وبالإضافة لجرحى الحرب فإن مستشفى المقاصد يستقبل عادة الأسرى المحررين الذين يحتاجون إلى رعاية صحية أو إجراء فحوص طبية.
وفي هذا الإطار، قال أبو زايدة إن جميع المحررين تقدم لهم كافة الخدمات الطبية مجانا في المستشفى من باب المسؤولية المجتمعية، وتجرى لهؤلاء فحوص طبية شاملة، وتقدم لهم الأدوية والدعم والتأهيل النفسي من خلال وحدة متخصصة في المستشفى.
الطبيب النفسي محمد الخواجا الذي يعمل في العيادة النفسية بمستشفى المقاصد قال للجزيرة نت، إن الأسرى المحررين ينقسمون إلى قسمين منهم من يخرج بمعنويات عالية، ومنهم من يخرج باضطرابات وأمراض نفسية.
إعلان"استقبلتُ شخصا في عيادتي كان يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة الذي يعيشه الكثير من الفلسطينيين، ولسوء الحظ اعتقل هذا الشاب وفور تحرره كان يعاني من الاكتئاب بسبب ما تعرض له من تعذيب داخل السجن.. كان يستيقظ مرارا كل ليلة ويتخيل أن الجنود سيقتحمون غرفته ويضربونه كما كان يفعل السجانون مع الأسرى".
وختم الخواجا حديثه بالقول إن بعض الفلسطينيين يدخلون السجون بحصانة نفسية عالية ولا يتأثرون كما غيرهم ممن تكون حصانتهم النفسية هشّة، وبالتالي تخرج الفئة الثانية مع أمراض نفسية كالفصام وثنائي القطب والاكتئاب.
"هذه أمراض نفسية لاحظت أنها تكررت مع عدد من المحررين ويحتاج من يعانون منها إلى الأدوية والعلاج والمتابعة كأي مرض عضوي.. لكن ما يدعو للتفاؤل أن الشعب الفلسطيني لديه مناعة وحصانة نفسية كبيرة بسبب ما يمر به منذ عقود"، وفق الطبيب النفسي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأسرى المحررین مستشفى المقاصد لاستقبال جرحى
إقرأ أيضاً:
ويكيبيديا تدخل عصر الذكاء الاصطناعي دون الاستغناء عن المحررين
أعلنت مؤسسة ويكيبيديا Wikimedia، مؤخرا عن خطتها للثلاث سنوات القادمة لدمج الذكاء الاصطناعي في نظامها.
ومع تزايد المخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل البشري، أكدت المؤسسة أنها لا تنوي استبدال محرريها البشر أثناء تنفيذ هذا التحول.
وتقول المؤسسة في بيانها: “سنستخدم الذكاء الاصطناعي لبناء ميزات تزيل الحواجز التقنية، مما يتيح للبشر في جوهر ويكيبيديا قضاء وقتهم القيم في تحقيق أهدافهم، بدلا من القلق حول كيفية تحقيق ذلك تقنيا”.
وأضافت: “ستتركز استثماراتنا في المجالات التي يتفوق فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكل ذلك في خدمة خلق فرص جديدة ستعزز من دور متطوعي ويكيبيديا”.
تتضمن خطة المؤسسة استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير سير عمل آلي يساعد في إنجاز المهام الروتينية للمشرفين والمراجعين، مما يسهم في الحفاظ على دقة المحتوى ونزاهته.
كما سيتيح للمدققين مزيدا من الوقت للنقاشات المدروسة والتعاون وبناء التوافقات، بفضل تحسين القدرة على اكتشاف المعلومات.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف ويكيبيديا إلى تعزيز التنوع المحلي عبر تسهيل ترجمة وتوطين المواضيع ذات التغطية الواسعة.
كما تخطط لتسهيل انضمام المتطوعين الجدد عبر توفير توجيه منظم وتجربة انضمام أكثر سهولة.
وأضافت المؤسسة: "نعتقد أن عملنا المستقبلي مع الذكاء الاصطناعي سيكون ناجحا ليس فقط بسبب ما نقوم به، ولكن أيضا كيف نفعله".
وأوضحت أن جهودها ستعتمد على القيم والمبادئ والسياسات التي تتبناها، مثل الخصوصية وحقوق الإنسان، وستتبع نهجا يركز على الإنسان مع إيلاء الأولوية لاستخدام الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر أو ذو الأوزان المفتوحة، بالإضافة إلى الشفافية.
كما ستأخذ المؤسسة في اعتبارها التنوع اللغوي، الذي يعد جزءا أساسيا من ويكيبيديا.
وأشارت المنظمة إلى أن الحفاظ على قاعدة معارف ويكيبيديا أصبح أمرا حيويا في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي قد ينتج أحيانا أخطاء أو معلومات مفبركة.