يمانيون:
2025-01-19@11:20:28 GMT

انتصار غزّة.. بسمة على وجه الشهيد الأقدس

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

انتصار غزّة.. بسمة على وجه الشهيد الأقدس

ليلى عماشا

يُقرأ الخبر من غزّة، وعن غزّة، وفي خلفيّته صورة السيّد الشهيد الذي كان كلّما تحدّث عن غزّة، وصمود غزّة، وشجاعة غزّة، تكتسي الكلمات بعاطفة تفيض من عينيه وصوته. غُصّة مطرّزة بالعزّة.. ولهفة النّاصر حين عزّ النّاصرون.

تلقَى أهل المقاومة في لبنان الإعلان عن التوصّل لاتفاق إيقاف الحرب على غزّة بشوقٍ مجرّح بالفقد، وباعتزاز مسكون بالفداء، وبتبريكات جاءت على قدر البذل، البذل العظيم.

. فجبهة الإسناد التي استمرت طوال سنة وثلاثة أشهر، وتلقّت ما تلقّت من ملامات وانتقادات وتشكيك، أثمرت نصرًا في فلسطين.. والدم العزيز المبذول حبًّا وطوعًا وبدون منّة، أزهر ابتسامات على وجه أطفال غزّة وكلّ أهلها بعد صمودهم الأسطوري الجبّار.

بكثير من الحبّ ومن الكلمات التي وجهتها روح شهيدنا الأقدس، زفّ النّاس نصر غزّة إلى سيّد شهداء الأمّة، السيّد حسن نصر الله، رضوان الله عليه.

تساءل كثيرون عن جدوى جبهة الإسناد طوال شهور، وأيضًا حين تحوّلت هذه الجبهة إلى معركة مشتعلة قدّم فيها أهل المقاومة دم خيرة شبابهم وقادتهم وسيّدهم، لم يستحِ أهل التخاذل لحظة، وظنّ المتآمرون المتأمركون أن بات بإمكانهم العيش في عالم ليس فيه حزب الله، ليس فيه مقاومة.. وانتظروا طوال شهرين عسى أن تتمكّن “إسرائيلهم” من القضاء على المقاومة في لبنان. وأكثر من ذلك، حين فشل “ربّهم الأميركي” في تحقيق أهداف هذه الحرب، بلغت بهم الوقاحة حدّ القول إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان هو خذلان لغزّة وتخلّ عنها. والعجيب أنّ هؤلاء أنفسهم هم ممّن عارضوا بشدّة جبهة الإسناد وشكّكوا في جدواها وهزِئوا مرارًا من إنجازاتها. أما حين دخلنا في لبنان مرحلة “الستين يومًا” والتي ارتكب ويرتكب خلالها الصهاينة ما عجزوا عن فعله خلال المعركة، فقد سمعنا من يغيّب مقاومتنا عن أيّ ذكر في مساندة غزّة.. كأنّ كلّ الذي بُذل “على طريق القدس” في هذه المعركة، وهو أغلى ما لدينا، ليس يُرى!

كلّ هذا، وغزّة تنظر بعين الحزن إلى مصابنا.. تكمل طريق المقاومة بعزيمة وثبات، تواصل رفع قرابينها الأجمل، وتلقّن العالم كلّه معنى الصمود، وكيفيّة صناعة النّصر من قلب الألم.

يا سيّدنا، يا ناصر فلسطين وقد خذلها من خذل، وتآمر عليها من تآمر، وشمت بها من شمت، وعانت ظلم العدا، وظلم ذوي القربى، الأشدّ.. ها غزّة، الجريحة الصّابرة تنتصر بدمها، ومن قلب الإبادة والمجازر، تخرج مرفوعة الرأس.. ها هي، بعد أن جرى عليها ما ليس له مثيل في العدوانية والإرهاب في تاريخنا الحديث، تسطّر حكاية جديدة من حكايات الانتصار، وتطبع على وجه العدوّ علامة هزيمة لم تمسحها قدراته العسكرية المتقدّمة ولم يخفِها تطوّره التكنولوجي. تنهض من جمرها المتوقّد بالدم وبالتعب، وتقول للعالم، أنا هنا، لستُ أُهزم..

يا سيّدنا البهيّ، ويا قائدنا الأبيّ، ويا شهيدنا الأقدس، ها غزّة، مخضّبة بآلاف الشهداء، مجرّحة بمعالم الإبادة الهمجية، مرصّعة بآثار الدّمار الشامل، تنهي المعركة الأصعب، وتبقى حيث ظنّ العدوّ أنّه سينهيها، تحرّر الأسرى بالتبادل، وتلملم الجرح الغائر وتمضي إلى عالم بات يعلم أنّ المقاومة حقّ مقدّس، لا يُزال من الوجود. يا سيّدنا الذي قال ألّا عودة لمستوطني الشمال قبل إيقاف الحرب على غزّة، والذي آمن أن انتصار غزّة حتميّ مهما طالت أيام الحرب، والذي لم يترك فلسطين مهما كانت الأثمان، والذي أدرك الحقّ فما حاد عنه، غزّة انتصرت، وستتوقّف الحرب قبل أن يتمكّن مستوطنو الشمال من العودة، والدم المبذول حاشاه يذهب هدرًا.. والمعركة التي ستهدأ أصواتها عمّا قريب شكّلت خطوة كبيرة في الطريق إلى عالم خالٍ من “إسرائيل”.

إذًا، زفّ أهل المقاومة نصر غزّة إلى سيّدهم نصر الله.. أهدوه على وقع الخبر دمعات الشّوق والعزّة، وبعيون قلوبهم رأوا الخبر يرتسم بسمة طمأنينة على وجهه.. وأيّ الأشياء تسكّن هذه القلوب كبسمة السيّد.

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

حكاية الشهيد أحمد زكي.. اغتالته جماعة الإخوان وآخر كلماته «بسم الله»

لن تفارق عيناك ملامحه إلا وهي غائمة بالدموع، ستبقى قسماته عالقة بالذاكرة، طيبة ووديعة، سترى فيه وجه أبيك، إنه العميد أحمد زكي الذي استشهد يوم الأربعاء 23 أبريل2014، في تفجير استهدف سيارته بأكتوبر، ستتعرف عليه من ملامحه، ستوقن أنها لم تعرف غير الابتسامة، صاحبها لا يعرف سوى كلمة حاضر، تحت أمرك، لا يبدو مقيداً بجهامة مسئول كبير في وزارة الداخلية، علامة الصلاة في وجهه تشع نور، وماذا أيضاً، ستجد اسمه معروفاً لدى أهالى المنطقة التي يقيم بها، لا يتذكرون له سوى كلمات تدل على طبيعة تلك الشخصية «ده كان راجل طيب، جدع، بيحب الخير لكل الناس، عمره ما زعل حد، ده عايش في شقة بالإيجار بـ500 جنيه في الشهر»، وكأن للشهداء طريقهم، هكذا اختتم الرجل حياته، أدى صلاة الفجر يوم الأربعاء الموافق 23 أبريل عام 2014، عاد إلى شقته مرة أخرى، ارتدى ملابسه «المدنية» وودع زوجته وأبناءه، ونزل من الشقة حوالي  الساعة السابعة وعشر دقائق صباحاً، بعد أن اتصل به سائقه وقال له إنه حضر بالسيارة من معسكر عمر بن الخطاب، وصل زكي إلى السيارة، لم يجد سائقه ولا أمين الشرطة المكلف بحراسته، انتظر دقيقتين حتى حضر الاثنان «السائق والحارس»، وأخبراه بأنهما كانا يقومان بشراء سجائر، لم يعقب الرجل، وهز رأسه «بسم الله الرحمن الرحيم»، وفتح باب السيارة وجلس على كرسيه، 10 أمتار وانفجرت السيارة، الانفجار أسفر عن بتر قدم زكي وسالت دماؤه في المكان، أسرعت أسرته والأهالى الى نقله الى المستشفى، ولفظ أنفاسه الأخيرة، فور دخول المستشفى.

الشهيد كان طيبا والناس كلها بتحبه 

بمجرد أن تعطلت أجهزة جسمه وانتهت حياة الشهيد انطلقت صرخات أسرته التي لا تنتهى، الصرخات ومشهد الحزن والحسرة يسود أيضا شارع الأخبار بالمجاورة السادسة بالحي السادس على فقدان الشهيد.

مكان الجريمة لا تجد فيه سوى آثار بارود وبنزين على الأرض وأيضا «حذاء، وقطعة قماش من ملابسه تمزقت إثر الانفجار»، أهالي المنطقة وجيران الشهيد يرددون عبارات «ده كان طيب وجدع و25 سنة ساكن معانا عمره ما زعل حد»، الجيران وأهالي المنطقة يقولون إن الشهيد قاطن في شقة بالإيجار غرفتين بـ500 جنيه.

الشهيد العميد أحمد زكي

مشهد الحزن والحسرة ممتد في كل الأماكن التي عمل بها هناك في الإدارة التي كان يعمل بها الشهيد «العميد أحمد زكي » الذي التحق بالخدمة في معسكر قوات الأمن المركزي بالجيزة، في 16 سبتمبر 1984، اجتهد في عمله منذ أن التحق بكلية الشرطة وتدرّج في الترقيات من رتبة ملازم أول 16 سبتمبر 1985 ثم رتبة نقيب 1988 ثم رتبة رائد 1994 ثم رتبة مقدم عام 2001 ورتبة عقيد عام 2007 ثم رتبة عميد عام 2012 وانتهت حياته وهو برتبة عميد وفي منصب مدير إدارة شئون الخدمات بالأمن المركزي هكذا قال اللواء مصطفي رجائى، الذي يشغل منصب مدير الإدارة لقطاع الأمن المركزي بالجيزة سابقا وكان المدير المباشر للشهيد، ويكمل «أحمد كان محبوب من الناس كلها، عشان كده ربنا اختاره أنه يكون شهيد، مفيش عسكرى ولا ضابط بيكرهه، اسأل زمايله عنه، المجندين اللى بيشتغلوا معاه، الضباط، الأفراد، كان ضابط شاطر جداً، التحق بقطاع الأمن المركزي وعمل قائد سرية «5» بمركز تدريب الجيزة، ثم قائد سرية «3» ومشرف على فرقة مساعد معلم تدريب عسكرى بالمركز، وتولى بعد ذلك منصب قائد التدريب بالمركز، ثم مشرف على مندوبي الشرطة لتلقى دورة في مجال التدريب العسكرى ومكافحة الإرهاب الدولى، وأشرف بعد ذلك على دفعة طلبة معهد أمناء الشرطة الدفعة رقم «28»، وتولى بعد ذلك الإشراف على تدريب 1250 أمين شرطة من الإدارة العامة لشرطة السياحة وقائد مركز تدريب الجيزة، ثم قائد الكتيبة الرابعة بقطاع خالد بن الوليد، وتولى بعد ذلك قائد ثان بقطاع البحر الأحمر ثم قائد ثان لقطاع الأقصر وقائد قطاع عمر بن الخطاب حتى تولى منصبه مدير إدارة شئون الخدمة بقطاع الإدارة العامة لقوات الأمن المركزي ».

أحمد زكي سيرة طيبة في كل مكان

في مقر عمله بمعسكر عمر بن الخطاب لا تجد سوى سيرته الطيبة داخل المكان مع القيادات والمجندين الذين لم يشعروا بأي تمييز لنجله الضابط محمود أحمد زكي الذي يعمل معه في نفس الإدارة، إذ كان يعامله بكل حسم مثله مثل أي ضابط أو مجند آخر دون تفرقة.

 

«أسد المعسكر» لقب استحقه عن جدارة

«أسد المعسكر» رحل الشهيد زكي تاركاً هذا اللقب الذي حمله لسنوات طويلة على ألسنة الضباط والأفراد، وهو اللقب الذي استحقه عن جدارة لإقدامه وشجاعته في الاقتحام، إذ كان يتقدم جميع الضباط والمجندين، يتصدى بكل قوته للخارجين على القانون، خاصة في مأموريات مهاجمة بؤر الإرهاب والتي كان آخرها أحداث جامعة القاهرة التي قتل فيها طالب على يد الجماعة الإرهابية، إذ كان هو أول ضابط يدخل الحرم الجامعي لفض الاشتباكات والسيطرة على أحداث الشغب، بعد موافقة إدارة الجامعة على دخول الشرطة. وبنفس الهمة شارك الرجل في التصدى لمظاهرات الإخوان عقب أحداث ثورة 30 يونيو في نطاق محافظة الجيزة، وألقى القبض على العديد من الإرهابيين في الجيزة، وهو ما وضعه على قوائم الاغتيالات، حتى نالت منه يد الإرهاب.

مقالات مشابهة

  • انتصار المقاومة الفلسطينية.. غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة
  • أردوغان يؤكد انتصار المقاومة بغزة وفشل مشروع تقسيم سوريا
  • انتصار الشباب الفلسطيني
  • حكاية الشهيد أحمد زكي.. اغتالته جماعة الإخوان وآخر كلماته «بسم الله»
  • مكون الحراك الجنوبي يبارك انتصار غزة
  • الخارجية تبارك انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة
  • لماذا يرى محللون أن وقف إطلاق النار بغزة انتصار سياسي للمقاومة وإخفاق للاحتلال؟
  • استياء إماراتي بشأن وقف اطلاق النار وانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة
  • بيان صادر عن كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية حول انتصار المقاومة على الاحتلال