بشكل كبير جدًا غزت عروض السيارات في سوريا وسائل التواصل الاجتماعي، والمفاجأة الأكبر هي الأسعار التي انخفضت بشكل ملحوظ، لتكون في أدنى مستوى لها، حسب الارقام المنتشرة. وبمقارنة سريعة مع أسعار السيارات في لبنان، فإن الفارق كبير جدًا حيث يصل فرق السعر بين معرض في لبنان وآخر في سوريا إلى أكثر من 3000 دولار بسعر السيارة الواحدة، كما وأنّ السيارات في الوقت الحالي لا تباع بثمنها الحقيقي.
هذا الامر دفع بعدد من أصحاب المعارض في لبنان إلى الاتجاه نحو سوريا بغية شراء أكبر عدد من السيارات. صاحب أحد المعارض أشار لـ"لبنان24" الى أنّ عددًا من أصحاب رؤوس الأموال بدأوا بالتوجه إلى سوريا وشراء سيارات من مختلف الأنواع. ولفت إلى أنّ هؤلاء مضطرون حاليًا إلى إبقاء السيارات داخل الأراضي السورية إذ من غير الممكن شحنها إلى لبنان نسبة إلى أنّ عملية تسجيل السيارات متوقفة في سوريا. وعن أسباب ارتفاع أسعار السيارات، لفت إلى أنّ السيارات المستعملة في سوريا عادة ما كانت تخسر بين 10 إلى 15% من سعرها سنوياً، وذلك لسبب أن أصحاب المكاتب كانوا يفرضون نسبة من الأرباح كانت تدفع بصاحب السيارة إلى تخفيض سعرها بهدف بيعها، مشيرًا إلى أنّه قبل سقوط نظام بشار الأسد، كان السوريون وبسبب الاوضاع الاقتصادية يبيعون ممتلكاتهم الخاصة ومنها سياراتهم. ويشير صاحب المعرض لـ"لبنان24" إلى أنّ أسعار السيارات انهارت في سوريا بعد دخول هيئة تحرير الشام، وبسط سيطرتها، لافتًا إلى أنّه فور إعلان أنّ سوريا ستنتقل إلى النظام الاقتصادي الحر، ومع فتح باب الاستيراد تراجعت أسعار السيارات أكثر من 34%. وللمفارقة، فإن أسعار السيارات ليست وحدها هي التي انهارت في سوريا، لا بل أن انهياراً جماعيًا شهدته معظم السلع والخدمات، إذ تراجعت الاسعار في حدها الأدنى 35% ووصلت أخرى إلى حدود 80%. إلا أنّ هذا الإنخفاض وعلى عكس المتوقع لم يقابله أي ارتفاع في حركة البيع، إذ إنّ مئات الآلاف من الموظفين، لم يحصلوا على رواتبهم بعد منذ استلام النظام الجديد شؤون الحكم في البلاد، على الرغم من التطمينات عن أن آلية جديدة يتم العمل عليها للبدء بتوزيع الرواتب، إلا أنّ حال هؤلاء يرثى لها، على الرغم من انخفاض الاسعار، وحسب المصادر، فإنّ حجم الأزمة يلخّص برقم واحد وهو أن 90 في المئة من السوريين يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وعلى الرغم من معاناة الشعب السوري، إلا أن أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين في لبنان يرون في ذلك فرصة صريحة لإطلاق عجلة الاستثمار، خاصةً وأنّ آلاف المستثمرين اللبنانيين كانوا قد أعدّوا العدة منذ عدة سنوات استعدادا لعملية إعادة الإعمار التي ستشهدها سوريا، ومن هنا يؤكّد مصدر اقتصادي مطّلع على اجتماعات وخطط رجال الاعمال في لبنان لـ"لبنان24"، أنّ التحضيرات باتت شبه مكتملة، ولا ينقصها سوى دفعة رسمية ينتظرها هؤلاء من الحكومة المقبلة، التي سيكون لها الدور الاكبر في تسريع عملية السماح لهم ببدء نقل معدات لبنانية إلى سوريا، لا وبل فتح مكاتب خاصة لشركاتهم في الداخل السوري. ويرى المصدر أنّ الأمر على المدى القريب والبعيد لن يقتصر فقط على اللبنانيين، لا بل إن هذه الورشة الضخمة ستؤدي إلى عودة مئات الآلاف من السوريين، خاصة وأنّ الأجواء الدولية تؤشر إلى أن أكثر من 150 مليار دولار ستضخ في سوريا تباعا لإعادة الحياة إلى الاقتصاد، والبدء بعملية إعادة الإعماء، وهذا ما سيفتح الباب للسوريين للعودة من مختلف دول العالم وخاصة لبنان. من هنا، لا يستبعد المصدر خلال حديث عبر "لبنان24" تأثر
الاقتصاد اللبناني بأي اهتزاز أمني قد يحصل في سوريا ويقول:" استقرار الأوضاع في سوريا سيقلل من التحديات التي يواجهها لبنان، بما في ذلك عبء استضافة قرابة 2 مليون نازح سوري، الذي يكلف الاقتصاد اللبناني بين 3 و6 مليارات دولار سنويًا. كما سيخفض تكلفة عبور شاحنات التصدير عبر سوريا، التي قفزت من 50 دولارًا إلى 5000 دولار خلال الحرب، قبل أن تنخفض هذا العام إلى 2500 دولار. في المقابل، أي اضطرابات جديدة في سوريا قد تعني انقطاع طرق التصدير وزيادة الضغوط على الاقتصاد اللبناني، مع تصاعد أعداد النازحين وتأثيرات سلبية على سعر الصرف، مما يعمق الأزمة الاقتصادية في البلاد". واعتبر المصدر أنّ لبنان اليوم أمام أهم فرصة ذهبية اقتصادية في تاريخه، خاصة بعد وصول العماد جوزاف عون إلى قصر بعبدا تحت مظلة عربية، مشيرًا إلى أنّ الاسواق العربية ستكون مهيّأة لاعادة الزخم إلى السوق اللبناني، وفي طليعتها الاسواق الخليجية، وهذا ما يحتّم على صنّاع القرار في لبنان أن يعلموا أن لا خيار أفضل من خيار الاقتصاد اللبناني الحرّ، والاتجاه إلى إنهاء الفوضى الاقتصادية، خاصة على صعيد عمليات التهريب، التي وفي حال استمرارها ستجلب مصاعب جمّة للبنان. وفي هذا السياق، يشير إلى أنّ الاوضاع في سوريا لن يتم إصلاحها بين ليلة وضحاها، وهنا يجب أن يتوقف لبنان أمام واجباته، خاصة على صعيد ضبط الحدود في الدرجة الأولى، إذ في حال استمرت أعمال التهريب طوال فترة عدم الاستقرار السوري، فإن الآثار سترتد مباشرة على الاقتصاد اللبناني. ويختم المصدر بالتأكيد على دور لبنان الاقتصادي مستقبلا في سوريا مشيرا إلى أنّ استقرار سوريا ورفع العقوبات الدولية، مثل "قيصر" و"ماغنيتسكي"، يمهد الطريق لفرص اقتصادية هائلة قد تشهد ازدهارًا في قطاعات عدة، أبرزها البناء، الطاقة، الزراعة، والصناعة. وأكد أن لبنان قد يكون عنصرًا أساسيًا في هذه المرحلة، نظرًا لموقعه الجغرافي ومرافئه التي تؤهله ليصبح مركزًا لانطلاق الشركات الدولية نحو السوق السورية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
الاقتصاد اللبنانی
أسعار السیارات
فی سوریا
فی لبنان
ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدولار يخرج من مرحلة التعثر ويصعد أمام اليورو والين
الاقتصاد نيوز - متابعة
ارتفع الدولار مقابل الين واليورو اليوم الاثنين، بعد أسبوع عصيب الأسبوع الماضي، دفعه إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات مقابل العملة الأوروبية شهد خلاله أيضا بيعه بأقل من قيمته الفعلية وفقاً لبعض المؤشرات الفنية.
ولا يزال المستثمرون حذرين تجاه الدولار، إذ يضعف تطبيق الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتسرع للرسوم الجمركية ثقتهم بعملة الاحتياطي العالمي.
وقال آدم باتون كبير محللي العملات في فوركس لايف "عملية صنع السياسات فوضوية للغاية، لدرجة أن من الصعب التفكير فيما بعد 24 ساعة قادمة فيما يتعلق بالموقف المحتمل لأسعار الفائدة أو اتجاه الاقتصاد".
وأضاف "بلغ الغموض مستوى لا يطاق بالنسبة لمعظم الشركات في التجارة الدولية والسؤال هو: ما مدى سرعة تأثير ذلك على المستهلك في الاقتصاد الحقيقي؟ في الوقت الحالي، تبدي السوق نظرة قاتمة تجاه النمو الأميركي المستقبلي، وقد تجلى ذلك بوضوح في سوق العملات".
وانخفض اليورو في أحدث تعاملات 0.26% ليصل إلى 1.1331 دولار. وكان قد بلغ 1.1473 دولار يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى له منذ فبراير/ شباط 2022.
وارتفع الدولار مقابل الين 0.08% ليصل إلى 143.61 ين. وكان قد تراجع إلى 142.05 ين يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر/ أيلول.
من جانبه، قال بلال حفيظ الرئيس التنفيذي لشركة ماكرو هايف في مذكرة، الاثنين، إن الدولار شهد انخفاضاً بمقدار أربعة انحرافات معيارية خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف "عادة ما يشير هذا إلى انتعاش محتمل. ولكن إذا شهدنا تغييراً هيكلياً في النظام، على غرار انهيار بريتون وودز في أوائل السبعينيات، فإن كل الرهانات ستكون خاسرة".
وقال ترامب أمس الأحد إنه سيعلن عن معدل الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات المستوردة خلال الأسبوع المقبل، مضيفاً إنه ستكون هناك مرونة مع بعض الشركات في هذا القطاع.
ومنح البيت الأبيض يوم الجمعة استثناء من الرسوم الجمركية الباهظة للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى المستوردة بشكل كبير من الصين.
ومع ذلك، قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أمس الأحد إن هذه الأجهزة ستواجه رسوماً جمركية جديدة منفصلة إلى جانب أشباه الموصلات خلال الشهرين المقبلين.
وصعد الدولار 1.07% أمام الفرنك السويسري ليصل إلى 0.824 فرنك.
وارتفع الجنيه الإسترليني 0.61% ليصل إلى 1.3159 دولار. وزاد الدولار الأسترالي 0.16 بالمئة ليسجل 0.6295 دولار أميركي، مواصلاً مكاسبه التي تجاوزت 4% الأسبوع الماضي.
وانخفض اليوان في التعاملات الخارجية 0.42 % ليصل إلى 7.312 دولار. وسجل أدنى مستوى قياسي له الأسبوع الماضي مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأظهرت بيانات اليوم الاثنين ارتفاعاً حاداً في صادرات الصين في مارس/ آذار، بعد أن سارعت المصانع إلى تصدير شحناتها قبل سريان أحدث الرسوم الجمركية الأميركية.
وفي سوق العملات المشفرة، ارتفع سعر بتكوين 1.17% ليصل إلى 84461 دولاراً.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام