اللاعبون والطامعون بالملعب السوري
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كل ما يحدث أمام أعيننا في الشرق الأوسط هو سيناريو معد لتقسيم النفوذ والسيطرة، وهذه صورة تحليلية للمستقبل السوري بعدسة رقمية مكبرة. فقد أصبحت سوريا ملعبا مفتوحا مساحته (185,180 كم²)، ومكوناته القومية والدينية مؤلفة من 74% سني مسلم, و 16% من المسلمين الإسماعيلية, والشيعة الإمامية, والعلويين والدروز.
اما القوى المتنافسة في الملعب السوري، فهي كل من (تركيا – امريكا – روسيا – ايران – اسرائيل – وبعض البلدان العربية). .
وفيما يلي خطة وطريقة لعب الفريق التركي والفريق الاسرائيلي. .
فعلى الرغم من الدور الذي لعبته اسرائيل في إسقاط النظام السابق، وعلى الرغم من هجماتها التي دمرت الترسانة السورية، وعلى الرغم من احتلالها جبل الشيخ وتغلغلها في العمق السوري، فهي ترى ان ليس من مصلحتها بقاء سوريا موحدة، وليس من مصلحتها تعاظم نفوذ الفصائل الارهابية المسلحة. فاليمين الاسرائيل يرى نفسه في صراع طويل الأمد في الملعب السوري تارة ضد النفوذ الإيراني، وتارة ضد النفوذ التركي، ثم ان اسرائيل تنظر إلى سوريا على أنها دولة غير متجانسة تشكلت عام 1920 بقرار الحلفاء في مؤتمر سان ريمو الذي تقاسموا فيه ارث الإمبراطورية العثمانية بعد انهيارها في الحرب العالمية الأولى. لذا فهي تسعى إلى تشجيع الأقليات في المطالبة بالعودة إلى ما قبل 1920، حتى تضمن تقسيم سوريا إلى مقاطعات عرقية وإثنية متصالحة مع تل ابيب.بضمنها إقامة دولة كردية متنافرة مع تركيا ومستفزة لإيران، وإقامة دولة درزية في الجنوب موالية لها. وبصرف النظر عن دعمها للفصائل الأرهابية فهي لن تسمح ببقائهم حتى لو حاول الجولاني تقمص شخصية الولد الوديع، فهو في نظرها (أرهابي) مسكون بافتعال الأزمات. .
من ناحية أخرى تسعى تركيا بكل قوتها نحو ملء الفراغ، وإعادة توحيد الدولة السورية تحت زعامتها، وانتهاز الظرف الراهن لتوسعة مياهها البحرية، والتوغل إلى حقول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط. فهي تعلم تماما ان سوريا تنام على 200 مليار دولار من احتياطي النفط، ما يعادل 6.2 مليار برميل، وتنام ايضاً على 8.5 تريليون قدم مكعب من الغاز، ولديها خامس اكبر احتياطي فوسفات في العالم. وتصر تركيا دائما على موقفها الرافض لقيام دولة كردية، وهذا يعني ان تركيا تريد فرض الوصاية على سوريا. الأمر الذي يهدد امن اسرائيل. ويثير مخاوفها من عودة الإمبراطورية العثمانية إلى الظهور من جديد. . .
أما اللحظة الحرجة التي تهدد سوريا فسوف تأتي في التوقيت الذي يُعلن فيه عن الشروع بالمحاصصة وتقاسم المناصب والدرجات، حينئذ تكون الفرصة مؤاتية للتقسيم والتجزئة. .
اما المواطن السوري فهو لا يعلم بالمخططات التي تحاك وراء ظهره، ولا يدري انه أصبح فريسة سهلة لكل الطامعين، وربما يعيش الآن في مرحلة الغيبوبة الفكرية بعد تلقيه مؤثرات التخدير العقلي التي جعلته يعيش نشوة العودة إلى احضان الدولة الأموية. من دون ان يعلم انه اصبح مجرد كومبارس في مسرحية مأساوية سوف تسدل الستارة على فصلها الختامي في الأيام القادمة. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
دولة عربية تخطط لسداد ديون سوريا للبنك الدولي
أنقرة (زمان التركية) – أفادت ثلاثة مصادر مطلعة أن المملكة العربية السعودية تخطط لسداد ديون سوريا للبنك الدولي وأن هذا الأمر سيفتح المجال أمام التصديق على منحة بملايين الدولارات لدعم إعادة إعمار سوريا ودعم القطاع الحكومي المنهار.
وفي حال تحقق هذه الخطوة، ستصبح المملكة العربية السعودية أول دولة تقدم تمويلا للإدارة السورية الجديدة.
وقد تعكس هذه الخطوة انطلاق الدعم الخليجي المهم لسوريا بعد تأخر المخططات السابقة بما يشمل مبادرة الدوحة لتمويل الرواتب وذلك بسبب الغموض المحيط بالعقوبات الأمريكية.
وكانت قطر قد أعلنت عن خططها لتزويد سوريا بالغاز عبر الأردن لتحسين إمدادات الكهرباء غير الكافية في البلاد، وأكدت مصادر في حديثها مع وكالة رويترز أن هذه الخطة حصلت على موافقة واشنطن.
وأفاد الناطق باسم وزارة المالية السعودية في تصريحاته لوكالة رويترز أن الجانب السعودي لا يعلق على التكهنات ولكنه سيدلي بتصريح ما إن اكتسبت هذه التكهنات سمة رسمية.
ديون سوريا للبنك الدوليتبلغ ديون سوريا للبنك الدولي نحو 15 مليون دولار، ويتوجب عليها سداد هذه الديون كي تتمكن مؤسسات التمويل الدولية التصديق على منح لسوريا وتزويدها بصور الدعم الأخرى.
وأوضح مصدران مطلعان على الأمر أن هناك أزمة نقد أجنبي في دمشق، وأنها تعجز عن تنفيذ الخطة السابقة باستخدام الأصول السورية المجمدة بالخارج لسداد تلك الديون.
وأكد المصدران أن مسؤولي البنك الدولي بحثوا تمويل سوريا لدعم مدفوعات القطاع الحكومي ودعم إعادة إنشاء شبكة الكهرباء بالبلاد التي شهدت دمارا كبيرا بسبب الحرب التي استمرت لسنوات.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وفدا تقنيا من البنك الدولي التقى بوزير المالية السورية، محمد ياسر، يوم الإثنين، وأن اللقاء شهد بحث تعزيز الروابط المالية والاقتصادية بين الطرفين.
وأشار محمد ياسر إلى الآثار السلبية للعقوبات الدولية وسياسات النظام السابق على قطاع التمويل والقطاع المصرفي في سوريا.
وكانت وكالة رويترز للأنباء قد صرحت يوم السبت أن سوريا سترسل وفدا بارزا إلى واشنطن للمشاركة في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الربيعية السنوية وأن هذه الزيارة ستكون الزيارة الأولى لمسؤولين سوريين إلى الولايات المتحدة منذ الإطاحة بنظام الأسد.
وليس من المعروف بعد ما إن كان الوفد السوري سيلتقي بمسؤولين أمريكيين على هامش الزيارة.
ولا تزال الولايات المتحدة تفرض عقوبات قاسية على سوريا التي أقرتها في ظل حكومة الأسد.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قررت الولايات المتحدة إعفاء بعض العقوبات لمدة ستة أشهر بهدف تحفيز المساعدات الإنسانية، غير أن تأثير هذه الخطوة كان محدودا.
وخلال الشهر الماضي، قدمت الولايات المتحدة قائمة شروط يتوجب على سوريا تنفيذها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات. وباستثناء هذا، تتواصل إدارة ترامب بشكل محدود مع الإدارة السورية الجديدة. وينبع هذا الوضع من الرؤى المختلفة في واشنطن حول كيفية التقارب مع سوريا في ظل الإدارة الجديدة.
وبحسب المصادر الأمريكية، يرى بعض مسؤولي البيض الأبيض أنه يتوجب على تركيا إبداء موقف أكثر تشددا تجاه سوريا بحجة روابط الإدارة السورية الجديدة بالجماعات المختلفة في السابق.
Tags: أحمد الشرعالبنك الدوليالتطورات في سورياالدعم الخليجي لسورياديون سورياديون سوريا للبنك الدوليصندوق النقد الدولي