سواليف:
2025-02-21@12:09:26 GMT

“حماس وإسرائيل: مفاوضات خلف الأبواب المغلقة”

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

” #حماس و #إسرائيل: #مفاوضات #خلف_الأبواب_المغلقة “

د. #هشام_عوكل / أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولي


في السابع من أكتوبر2024، انفجرت واحدة من أكثر الحروب تعقيداً بين إسرائيل وحركة حماس، لتضيف فصلاً جديداً إلى كتاب الصراعات الشرق أوسطية مملوء بالدماء والعبث. هذه الحرب لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل مسرحاً تتقاطع فيه المصالح المحلية والإقليمية والدولية، حيث تتحكم الجغرافيا في قرارات السياسة، وتدير القوى الكبرى خيوط اللعبة من بعيد.


البداية: حرب أم هروب إلى الأمام؟
قد تبدو الحرب خياراً استراتيجياً للطرفين، لكن الحقيقة أكثر عبثية. حركة حماس، المحاصرة في غزة منذ سنوات، وجدت نفسها في مواجهة خيارين: الاستسلام لواقع قاتم أو إشعال فتيل أزمة تُذكر العالم بالقضية الفلسطينية. أما إسرائيل، المحكومة بحكومة يمينية متطرفة، فقد رأت في الحرب فرصة لإعادة ضبط الأمن الداخلي، حتى لو كان ذلك على حساب آلاف الأرواح.
لكن لماذا الآن؟ هل جاءت الحرب كهروب من الأزمات الداخلية؟ حكومة نتنياهو تعيش أزمة ثقة غير مسبوقة، بينما تعاني حماس من حصار قاتل وأزمة تمويل. وبينما يحترق المدنيون، يتحرك اللاعبون الإقليميون والدوليون ، حيث تختلط الحسابات الاستراتيجية بالأوهام السياسية.
عبثية الأهداف: من الرابح؟
مع نهاية كل حرب، يتسابق الطرفان لإعلان النصر، لكن الواقع يكشف أن الجميع خاسر. حماس أطلقت آلاف الصواريخ، وأثبتت قدرتها على إرباك الجيش الإسرائيلي، لكنها دفعت ثمناً باهظاً من دماء أهل غزة ومنازلهم. أما إسرائيل، فقد استعرضت قوتها العسكرية، لكنها عجزت عن تحقيق أمنها الداخلي، ودفعت بحكومتها نحو المزيد من الانقسام.
في المشهد العام، يبدو أن الطرفين دخلا هذه الحرب دون استراتيجية خروج واضحة. ماذا حققا؟ حماس رفعت راية المقاومة تحت الأنقاض، وإسرائيل أعادت تعريف “الأمن” بتحويل غزة إلى كومة من الركام.
التضامن الدولي: نفاق في زي إنسانية
أما المجتمع الدولي، فقد أظهر كعادته براعة في إصدار البيانات: “ندين العنف”، “نطالب بضبط النفس”، و”ندعو لوقف إطلاق النار”. أميركا تقف كالعادة في صف إسرائيل، بينما تُلقي أوروبا كلمات جوفاء عن السلام. أما غزة، فلا تجد سوى وعود عربية معتادة بإعادة الإعمار، دون أن تصل تلك الوعود إلى الأرض.
إعلان وقف إطلاق النار: هدنة أم استراحة محارب؟
بعد اكثر من اربع عشرة شهرا من القصف والدمار، أُعلن وقف إطلاق النار مؤقت بين الطرفين ، ولكن من يضمن استمراره؟ التاريخ يُخبرنا أن مثل هذه الاتفاقات تُخترق قبل أن يجف حبرها. قد ترى حماس في الهدنة فرصة لإعادة ترتيب أوراقها، بينما قد تستغل إسرائيل الفترة لاستعادة أنفاسها والتخطيط لجولة جديدة.
الأسئلة هنا تبدو أكثر عبثية من الحرب نفسها:
هل يمكن الوثوق بحكومة إسرائيلية تقودها شخصيات يمينية متطرفة؟
هل يستطيع العالم أن يلجم إسرائيل؟ أم أن أميركا ستقف كالعادة تلوّح بيد، وتسلّم الأسلحة باليد الأخرى؟
وماذا لو قررت إسرائيل بعد تحرير المخطوفين أن تغزو غزة مرة أخرى؟
ما بعد الحرب: مستقبل غامض
في غزة، يُعاد تدوير الركام إلى أحلام جديدة. أسمنت مهرب وأموال قطرية ووعود بإعادة الإعمار، لكن تحت الحصار، يبدو المستقبل كأنه سجن مفتوح. أما إسرائيل، فهي تواجه أزمة داخلية أكثر تعقيداً: شعب غاضب، وحكومة فقدت ثقة شعبها.
الفراغات السياسية:
إيران، التي كانت لفترة طويلة الداعم الكبير للحركات المقاومة، قد تجد نفسها محاصرة في “شقة” ضيقة. مع الضغوط المتزايدة، هل ترقص إيران على أنغام السياسة الغربية وتتخلى عن أصدقائها في المنطقة.
وفي الوقت الذي تحاول إيران فيه استغلال كل فراغ تتركه القوى الكبرى، تركيا تتطلع لتكون البديل في القضية الفلسطينية وسوريا . والولايات المتحدة مشغولة بإعادة وضع “قواعد اللعبة” نحو خلق ازمات جديدة بالقارة الأوروبية
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو أننا سنشهد عرضاً كوميدياً عن التنافس مع الصين. هل سيخفف ترامب الضغط على إيران ويعطيها “استراحة محارب”، أم سيستخدمها ورقة مساومة في حربه الاقتصادية مع بكين
الحرب بين إسرائيل وحماس ليست سوى فصل في مسرحية الشرق الأوسط الكبرى، حيث يُعاد تدوير الدماء والأوهام. وقف إطلاق النار قد يكون استراحة قصيرة قبل جولة جديدة من الصراع. غزة ستبقى جرحًا مفتوحًا، وإسرائيل ستظل تسعى وراء “أمنها” المزعوم.
وفي النهاية، تُترك المنطقة في مواجهة نفس الأسئلة: هل يُمكن أن تتحقق عدالة حقيقية؟ أم أن الجغرافيا ستبقى تُعيد إنتاج المأساة؟ ربما تكون الإجابة في الجولة القادمة… التي لن تتأخر طويلاً

مقالات ذات صلة ماذا قدمت” المقاومةلوجيا”؟ 2025/01/18

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حماس إسرائيل مفاوضات خلف الأبواب المغلقة إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟

بينما تبدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لإكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة والانخراط في المرحلة الثانية، تواصل إسرائيل مماطلتها بمحاولة فرض شروط جديدة للمرحلة الثانية من الاتفاق.

وبرأي الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، فإن حركة حماس تقدم ما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يطالب بالإفراج عن الأسرى دفعة واحدة.

وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية -في كلمة له أمس الثلاثاء- قد أعلن عن عزم الحركة تسليم جثامين 4 من أسرى الاحتلال الإسرائيلي غدا الخميس و6 من الأسرى الأحياء السبت القادم، وذلك في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

ويرى الحيلة أن حماس قدمت خطوة "استباقية ذكية" بالتوافق مع القاهرة وحتى مع حركة التحرير الوطني (فتح)، من خلال الموافقة على الذهاب إلى لجنة تكنوقراط مستقلة تأخذ شرعيتها من التوافق الفلسطيني الداخلي، ليصبح عنوان اليوم التالي "فلسطينيا" ويلبي رغبة من يقولون إنهم لا يريدون رؤية حماس في السلطة.

وأشار الحيلة إلى أن حماس وافقت فنيا على ربط هذه اللجنة بالحكومة في رام الله، وأن تشكل بمرسوم رئاسي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، و"بالتالي فهذه الخطوة تقدم حلا للإشكال المطروح بشأن حكم غزة".

إعلان

وبحسب الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، فقد بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإشارتين مهمتين، الأولى تتعلق بما قاله وزير خارجيته جدعون ساعر في تصوره لليوم التالي من أن إسرائيل لا تريد رؤية حماس داخل غزة، والثانية في تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر لقيادة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو الرجل المقرب من الأميركيين.

وقال جبارين إن ديرمر سوف يقود المفاوضات مع إدارة الرئيس ترامب بشكل مباشر، وهو ما يعكس أن هناك ضغوطا أميركية تمارس على نتنياهو.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قال -في وقت سابق أمس- إن "إسرائيل ستبدأ هذا الأسبوع المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وإنها تطالب بإخلاء القطاع من السلاح تماما". وزعم أن حماس لديها خطة للدفع نحو تبني نموذج حزب الله في غزة، وأنها ستنقل الحكم المدني إلى السلطة الفلسطينية أو أي جماعة أخرى، لكنها ستظل القوة العسكرية المهيمنة في قطاع غزة".

وشدد الوزير الإسرائيلي على إصرار حكومة نتنياهو على نزع السلاح بشكل كامل من غزة. و"لن تقبل إسرائيل استمرار وجود حماس أو أي جماعة أخرى في غزة. ونطالب بآلية تنفيذية لضمان حدوث ذلك".

ولفت جبارين إلى أن إسرائيل لا تتحدث عن تواجدها في غزة، ولكنها تماطل وتناور بأن يأتي البديل من الولايات المتحدة الأميركية التي يرى – أي جبارين- أنها رمت بالكرة إلى دول الإقليم العربية كي تطرح البديل، مشيرا إلى أن أي بديل تطرحه الدول العربية ستقبل به إسرائيل.

وفي تصور الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، فإن البديل الذي ستطرحه الدول العربية سيحظى بدعم أميركي، ولذلك لن ترفضه إسرائيل، وهو "المطب الذي وقع به نتنياهو"، مشيرا إلى أن السؤال الأهم يتعلق بما إذا كانت إسرائيل ستوقع على وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل خلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل حكومة بديلة تتولى إعادة الإعمار.

إعلان

وأشار الحيلة إلى أن أحد استحقاقات المرحلة الثانية هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار المستدام، في مقابل تسليم حماس لجميع الأسرى الإسرائيليين،" لكن الإشكال أن الطرف الإسرائيلي يواصل المماطلة من خلال إعادة النقاش والجدل حول قضايا أخذت جهدا من الوسطاء طوال عام كامل.

ويذكر أن خليل الحية أوضح في كلمته أن حماس جاهزة للتفاوض الفوري حول بنود المرحلة الثانية، والتي تشمل "وقفا تاما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإتمام صفقة تبادل أسرى شاملة في رزمة واحدة"، مع ضرورة تحصين ذلك بضمانات دولية ملزمة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2735.

مقالات مشابهة

  • عاجل: حدث ليلا.. انفجارات تهز تل أبيب وإسرائيل تتسلم جثة مجهولة الهوية من حماس وقاذفات أمريكية تحلق فوق 6 دول بالشرق الأوسط
  • دعاء الجمعة الثالثة من شعبان.. ردده يصب عليك الخير صباً ويفتح الأبواب المغلقة
  • أكثر من 200 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد “إسرائيل” بالسلاح
  • 60 ألف منزل.. تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل
  • خبير عسكري لبناني يوضح أهداف إسرائيل من البقاء في 5 نقاط “مهمة” جنوبي لبنان
  • لجنة الطوارئ المركزية في رفح: إسرائيل قتلت 20 فلسطينيا منذ وقف إطلاق النار
  • المرحلة القادمة بين حماس والاحتلال| مفاوضات لتبادل الأسرى واتفاقات وقف إطلاق النار..تفاصيل هامة
  • إسرائيل تقرر البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة وحماس ترد على شروطها
  • تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
  • إسرائيل توافق على بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة