الجزيرة:
2025-01-19@10:20:33 GMT

واشنطن وبكين تبدآن حربهما التجارية قبل تسلم ترامب

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

واشنطن وبكين تبدآن حربهما التجارية قبل تسلم ترامب

تشهد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين توترا متزايدا قبيل تولي دونالد ترامب منصبه رسميا الاثنين المقبل، حيث بدأت الدولتان في اتخاذ إجراءات مضادة في الأيام الأخيرة من ولاية جو بايدن، مما يمهد الطريق أمام حرب تجارية بين الطرفين تتمثل بفرض مزيد من الرسوم الجمركية الأميركية على الصين.

إجراءات تصعيدية من الطرفين

وقبل مغادرته منصبه، فرضت إدارة بايدن قيودا جديدة على وصول الصين إلى الرقائق الإلكترونية المتقدمة، وأدرجت مزيدا من الشركات الصينية ضمن القائمة السوداء، وأعلنت الخميس الماضي أن الدعم الحكومي الصيني لصناعة بناء السفن يمنحها ميزة غير عادلة، مما يمهد الطريق أمام إدارة ترامب لتشديد الرسوم الجمركية.

أميركا تعتبر أن الدعم الحكومي الصيني لصناعة بناء السفن يمنحها ميزة غير عادلة (الفرنسية)

على الجانب الآخر، ردت الحكومة الصينية بإضافة أكثر من 10 شركات أميركية إلى قائمتها السوداء، وفرضت قيودا جديدة على تصدير المعادن الحيوية، بالإضافة إلى استمرار تحقيقاتها ضد شركة "بي في إتش كورب" المالكة للعلامة التجارية كالفن كلاين، متهمة الولايات المتحدة بممارسات تجارية غير عادلة مثل إغراق السوق بشرائح أشباه الموصلات منخفضة الجودة.

إعلان

وصرّح تو شينكوان، المستشار السابق في وزارة التجارة الصينية، بأن "إدارة بايدن قامت بعدد من الإجراءات قبل مغادرتها، والحكومة الصينية ليست راضية على الإطلاق عن ذلك"، مضيفا أن بعض الإجراءات الصينية الحالية تحمل طابع الانتقام.

سياسات ترامب المتوقعة

ويتوقع خبراء اقتصاديون أن إدارة ترامب ستفرض رسوما جمركية جديدة، لكن ذلك سيتطلب انتظار تأكيد أعضاء حكومته الأساسية، مع الأخذ في الاعتبار تأثير هذه الإجراءات على الأسواق والتضخم. وبحسب تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، فإن فريق ترامب الاقتصادي يدرس خطة لزيادة الرسوم الجمركية تدريجيا بمعدل 2% إلى 5% شهريا.

وفي جلسة استماع لمجلس الشيوخ، حدد سكوت بيسنت، المرشح لمنصب وزير الخزانة في إدارة ترامب، 3 أهداف رئيسية للرسوم الجمركية:

تصحيح الممارسات التجارية غير العادلة. تعزيز إيرادات الحكومة الفدرالية. واستخدامها كأداة تفاوض لتحقيق أهداف إستراتيجية أوسع.

وأشار بيسنت إلى أن "التجارة الحرة يجب أن تكون متوازنة مع العدالة التجارية"، مضيفا أن الاقتصاد الصيني يواجه أزمة انكماش تاريخية، واتهم بكين بمحاولة تجاوز ذلك من خلال زيادة الصادرات بدلا من إصلاح مشكلاتها الاقتصادية الداخلية.

وكان ترامب هدد في السابق بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60%، لكن لم يتم تحديد ما إذا كان سيمضي قدما بهذا القرار أم سيستخدم أدوات قانونية أخرى، مثل تفعيل قانون "الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية"، لفرض رسوم جمركية تصل إلى 10% لمنع تدفق الفنتانيل (مادة مخدرة) من الصين.

انعكاسات اقتصادية محتملة

وتواجه الصين -وفق بلومبيرغ- تحديات اقتصادية متزايدة، حيث أظهرت بيانات حديثة أن اقتصادها حقق نسبة نمو بلغت 5% العام الماضي، بدعم من إجراءات تحفيزية في اللحظات الأخيرة، وارتفاع الفائض التجاري إلى مستويات قياسية.

ومع ذلك، فإن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، إلى جانب تدابير مماثلة محتملة من الاتحاد الأوروبي، قد تؤثر سلبا على تنافسية الصادرات الصينية.

إعلان

كما انخفض سعر صرف اليوان بأكثر من 5% أمام الدولار منذ سبتمبر/أيلول الماضي، مع تصاعد تهديدات ترامب بفرض رسوم جديدة. وقد تسمح بكين بمزيد من خفض قيمة عملتها لمواجهة أي تصعيد إضافي.

إلى جانب ذلك، فإن الشركات الكبرى من كلا البلدين أصبحت في دائرة المواجهة، حيث تستهدف الصين شركتي تكساس إنسترومنتس وأنالوغ ديفايسز، اللتين تصنعان رقائق الطاقة والإلكترونيات التناظرية، بينما تواجه شركات مثل تينسنت وكونتيمبوراري أمبيركس تكنولوجي تدقيقا متزايدا بعد إدراجهما في قائمة "الشركات العسكرية الصينية" من قبل إدارة بايدن.

وقال تشو بو، العقيد المتقاعد من الجيش الصيني والزميل البارز في جامعة تسينغهوا "من خلال هذه الإجراءات، من الواضح أن الهدف هو احتواء نمو الصين".

إدارة بايدن فرضت قيودا جديدة على وصول الصين إلى الرقائق الإلكترونية المتقدمة (رويترز) جهود التهدئة الصينية

ورغم التصعيد المستمر، تسعى بكين إلى تجنب مواجهة شاملة مع ترامب. فرغم تراجع اعتمادها على السوق الأميركي منذ الحرب التجارية السابقة، لا تزال تعتمد على الصادرات، خاصة في قطاعات مثل السيارات الكهربائية والبطاريات، لتعزيز اقتصادها المتعثر.

وكبادرة حسن نية، أعلنت الصين عن إرسال هان تشنغ نائب الرئيس لحضور حفل تنصيب ترامب، وهو منصب يمثله عادة السفراء في مثل هذه المناسبات. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان رسمي إنها "تتطلع إلى تعزيز الحوار مع الإدارة الجديدة، والعمل معا نحو تنمية مستقرة ومستدامة للعلاقات الثنائية".

وقال ديلان لو، الأستاذ المساعد في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة "بايدن سلّم ملف العلاقات مع الصين إلى ترامب مزودا ببعض الأوراق الرابحة، والآن علينا الانتظار لنرى كيف سيتصرف ترامب فيما يتعلق بالرسوم التي هدد بفرضها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرسوم الجمرکیة إدارة بایدن

إقرأ أيضاً:

واشنطن منقسمة حول اليمن.. بايدن يترك القضية لترامب

شمسان بوست / متابعات:

هناك تقييمان للسياسة الأميركية تجاه الحوثيين باليمن، في ظل الرئيس الحالي جو بايدن، وما تتركه هذه الإدارة للرئيس المقبل دونالد ترامب هو مشكلة تزداد تعقيداً.

فقد حاولت إدارة بايدن أن تعيد الحوثيين إلى طاولة التفاوض والتعاون، من خلال رفع اسمهم عن قائمة التنظيمات الإرهابية.

وانخرط الحوثيون في مفاوضات طويلة ومعقدة، لكن إدارة بايدن أصيبت بالإحباط، ونستطيع القول إنها غضبت من الحوثيين، أولاً لأنهم تابعوا عمليات التهريب من إيران وطوروا أسلحتهم، ثم بدأوا الهجمات على الملاحة الدولية.

ما تسبب بانعطافة كاملة لدى الأميركيين، فقرر بايدن أولاً مواجهة الهجمات ثم ضرب البنى التحتية الحوثية.

التقييم الأول
وفي السياق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـ”العربية/الحدث” إن “القوات الأميركية العاملة في ظل القيادة المركزية تشن هجمات في أي وقت ممكن، حسب الفرصة المتاحة”. وشدد على أن المهمة الأساسية هي الردع وتدمير القدرات لدى الحوثيين وحماية الملاحة في المياه الدولية.

كما أشار إلى العمليات العسكرية بالقول: “إننا نفعل كل ما هو ممكن وندمر قدراتهم كلما كان ذلك ممكناً”.

التقييم الثاني
فيما قال مسؤول آخر في الإدارة الاميركية لـ”العربية/الحدث”، وكانت لهجته مختلفة، إن “هذا النوع من العمليات يشترط إرسال قوات ضخمة، وهذا ما فعلناه، كما يتطلب الوقت ليفهم الحوثيون ما نحن بصدده وقد مرّ وقت، كما يتطلب الأمر إرادة من قبلنا يلمسها الحوثيون”.

وأضاف بشيء من السخرية أن “الحوثيين لا يرون أن لدينا هذه الإرادة، ولم يشعروا أننا تهديد وخطر حقيقي عليهم، وهم ربما يعتبرون أنهم تمكنوا من تخطي مصاعب سابقة، وأنهم سيتمكنون من تخطي ما يواجهونه الآن”.

يكشف هذا التقييم مرارة لدى بعض العاملين في الإدارة الحالية، فهناك الكثير من الموظفين والعاملين في الحكومة الأميركية الذين يكرهون أن تنخرط القوات الأميركية في مهمة ولا تحقق نجاحاً كاسحاً.

قدرات الحوثيين مجهولة
ولعل إحدى الإشكاليات التي واجهت الأميركيين هي “قدرات الحوثيين”، فعند بدء العمليات العسكرية لم يملك الأميركيون معلومات استخباراتية واضحة عن كميات الأسلحة، أي الصواريخ والمسيرات التي بحوزة الحوثيين، وهم يعرفون أن عمليات التهريب من إيران إلى مناطق سيطرة الحوثيين كانت كثيفة وما زالت مستمرة.

ونظر أحد المسؤولين الأميركيين إلى علبة على طاولته وفتحها أمامي وسألني عن عدد القطع الصغيرة في العلبة، وتابع بالقول: “إننا لا نعرف ما عدد القطع لديهم، وعندما تسمع تصريحات تقول إننا ندمر قدراتهم، هذا صحيح، لكن الأهم هو نسبة التدمير في قدراتهم، وهذا ما لا نعرفه!”.

فشل الحوثيين والأميركيين
ومع نهاية عهد بايدن في البيت الأبيض تشير تقديرات الأميركيين إلى بعض النتائج الإيجابية، ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن القوات الأميركية مع بعض الدول المشاركة نجحت في حماية بعض السفن التي تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، ويشدد هؤلاء المسؤولون لدى التحدث لـ”العربية/الحدث” على أن الهدف الاستراتيجي للحوثيين كان إقفال المضيق ومنع السفن من الإبحار، وهذا ما فشلوا في تحقيقه.

لكن التقديرات السلبية للمسؤولين الأميركيين عددها أكبر، فهم يعتبرون أن المهمة الحالية غير قابلة للاستمرار، وقال أحد المسؤولين لـ”العربية/الحدث”: “لا شركاء لدينا، ولا شركاء يقومون بما نقوم به” وشدد على أن المهمة تتطلب الكثير من العتاد الأميركي فيما يحتفظ الحوثيون بالكثير من العتاد.

معضلة اليمن
هنا يبدأ طرح الأسئلة الصعبة على الرئيس المقبل دونالد ترامب وإدارته، ويعتبر مسؤولو الإدارة الحالية الذين تحدثوا لـ”العربية/الحدث” أن عليه أولاً أن يحدد مهمة القوات الأميركية بوضوح، ولا يختلف المسؤولون الحاليون في تقديرهم للوضع عن الإدارة المقبلة، فالطرفان يعتبران أن اليمن يعاني من الفوضى، وأن التهريب البري والبحري مستمران.

أما الإحباط الآخر لدى الأميركيين فناجم من أن الحكومة الحالية في عدن ليست بنظر الأميركيين شريكاً كاملاً من الممكن الاعتماد عليه وتجارب التعاون العسكري السابقة بين الحكومتين لم تكن ناجحة.

وفيما يكشف بعض المسؤولين الأميركيين عن أن الحكومة اليمنية تريد أن تقوم الولايات المتحدة بحملة كاملة للقضاء على الحوثيين بما في ذلك نشر قوات برية، سيكون ترامب متردداً جداً في شن حرب وهو لا يريد أصلاً أية حروب.

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تخطط لبدء عملية ترحيل المهاجرين غير الشرعيين
  • واشنطن منقسمة حول اليمن.. بايدن يترك القضية لترامب
  • إدارة بايدن: قرار تنفيذ حظر تيك توك يعود للرئيس المنتخب دونالد ترامب
  • الصين: نولي أهمية كبيرة لاتصالاتنا ونأمل في بداية إيجابية للعلاقات مع واشنطن
  • واشنطن وبكين تستعرضان تحقيق التوازن التجاري و"بداية جيدة" في العلاقات
  • غرفة القاهرة يناقش سبلًا جديدة لتطوير الخدمات التجارية والمجتمعية
  • واشنطن تراقب… هل يغامر العراق باعتماد العملة الصينية؟
  • بايدن يتحدث عن كواليس الصفقة وأنفاق حماس
  • اتخذها بايدن .. تركيا تطالب إدارة ترامب بالتراجع عن هذه الخطوة الخاطئة