أخطر رسالتين خلال 24 ساعة ضد ايران وتركيا!
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:
أصبح بحكم المؤكد أن إيران تعرضت إلى زلزال بل تسونامي في منطقة الشرق الأوسط عندما فقدت تأثيرها في القضية الفلسطينية اولا . وعندما فقدت نفوذها في غزة ولبنان وسوريا وأكيد ستفقد نفوذها في العراق واليمن ايضا وهذا ثانيا ، وتعيش القلق المرعب من جهة أذربيجان وهذا ثالثا . وهذا كله بسبب السياسة الاستعلائية والكولونيالية التي أتبعتها إيران خلال السنوات الماضية في العراق وسوريا ولبنان واماكن اخرى .
ثانيا :
روسيا التي تعرضت للخداع التركي في سوريا لن تنسى ما فعلته تركيا في سوريا ،ولن تنسى غدر اردوغان بالرئيس بوتين وباتفاقية ستانا . لهذا استعدت موسكو واستعد بوتين لرد الصاع صاعين ضد اردوغان من خلال ليبيا التي تتمركز في عاصمتها طرابلس حكومة تابعة لأردوغان وتركيا، ومعظم رجالها من تنظيمات الاخوان المسلمين، ويحمونها المرتزقة السوريين القادمين من التنظيمات المتطرفة والإرهابية برعاية تركية …اضافة لوحدات تركية .بحيث ذهبت موسكو لتضع مخطط ( دعم الجنرال الليبي خليفة حفتر ) ليكون رجل كل ليبيا وليس اجزاء من ليبيا فقط .وان اجتياح جيش الجنرال حفتر المرتقب وبدعم روسي للعاصمة طرابلس مسألة وقت ( اي سوف تتدحرج حكومة الاخوان المدعومة من تركيا في طرابلس اللييية )وبعدها ستساوم روسيا تركيا على مصالح روسية في سوريا وهكذا!
ثالثا:-
تابعنا جميعا البرود الإماراتي تجاه احمد الشرع ” الجولاني ” وادارته في سوريا .وكذلك القطيعة المصرية تجاه احمد الشرع ” الحولانبي ” وادارته في دمشق ( وكل من الامارات ومصر لهما أسبابهما وحساباتهما تجاه دمشق ). وشاهدنا التنسيق الإماراتي المصري ومن خلال اعلى المستويات في البلدين .وموسكو من هناك دخلت على الخط للتنسيق مع مصر والامارات في الموضوع الليبي وفي موضوع الرد ضد تنظيم الاخوان الدولي بقيادة الرئيس التركي اردوغان .وبالفعل سارع الرئيس المصري السيسي لاستقبال الجنرال الليبي خليفة حفتر ” وكان استقبال رئيس وليس مواطن ليبي عادي” .وكانت رسالة السيسي واضحة عندما اكد علىً ( ضرورة منع التدخلات الخارجية وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا ) وهنا يقصد التوغل التركي ،وكذلك يقصد المرتزقة السوريين وتنظيمات الاخوان المسلمين الذين يدورون في الفلك التركي .
رابعا :-
ولكن تركيا لم تسكت كعادتها فعرفت كيف ترسل رسالتها الموجعة إلى ايران الحليف القوي للرئيس بوتين . وكذلك عرفت كيف توجه رسالتها إلى بوتين نفسها بعنوان ( خذ حذرك فدول اسيا الوسطى قوميتها وثقافتها تركية ) عندما قررت انقره ايفاد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى العاصمة الأذرية باكو.. والذي على مايبدو مناقشة الملف السوري بدليل تصريح السلطات الآذرية قائلة (أذربيجان تؤكدأنها ستقدم الدعم المطلوب للإدارة السورية الجديدة وللشعب السوري) وهذه رسالة واضحة جدا ضد إيران وبعلم من إسرائيل الحليف القوي لأذربيجان !.
الخلاصة :
١-هل ستشتعل الخاصرة الإيرانية من جهة أذربيجان وحينها ستجد إيران نفسها في ورطة خطيرة تجعلها تعلق جميع طموحاتها في العراق واليمن والدول العربية وتكرس جهودها بالدفاع عن نفسها من جهة الجبهة الأذربيجانية ؟
٢-وهل سيتصاعد ربيع ( قومي تركي ) في دول الستانات الخمسة في اسيا الوسطى وتكون قنبلة خطيرة ضد روسيا وايران لا سيما وان هناك كنز الثروات في بحر قزوين وهناك ارمينيا الحليف لروسيا وايران !؟
سمير عبيد
٢٠ يناير ٢٠٢٥
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الأنزلاق التركي:- هذا الذي يحدث في تركيا!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :-ان الذي يحصل في تركيا منذ ايام ” وبالمناسبة لن يتوقف بل سيتضاعف جدا” هو حالة طبيعية جدا بسبب ديكتاتورية الشخص ” اردوغان” وديكتاتورية الحزب الحاكم منذ سنوات طويلة “حزب العدالة والتنمية ” والذي عجز في تحقيق العدالة والتنمية في تركيا .حيث الانهيارات الاقتصادية والتدخلات في شؤون الدول مثل التدخل التركي في العراق وسوريا وليبيا واليونان وأرمينيا والصومال وكوسوفو … الخ .فهناك ازدواجية مقيتة في التعاطي السياسي التركي في السنوات الأخيرة على مستوى الداخل التركي ،ومع الجيران ،والاقليم ،والقضايا الدولية وقضية فلسطين . ونعطي على ذلك مثالا واحدا ( يدعي ألرئيس اردوغان وحكومته انهم يساندون الفلسطينيين في غزة ويستنكرون الابادة ضد المدنيين وهم في نفس الوقت يجهزون جيش اسرائيل بالملابس وقناني الماء والبندورة والخضروات طيلة الحرب على غزة – وحسب التقارير الغربية والاسرائيلية نفسها- ، والسفارة الاسرائيلية لازالت مفتوحة في أنقرة والوفود الاسرائيلية داخلة خارجة إلى تركيا )وهذا أقل ما يقال عنه نفاق وتدليس .والشعب التركي متنوع وفيه معارضة وفي وعي سياسي وانفتاح على العالم فكان يراقب ويشاهد تلك الازدواجية عند الرئيس اردوغان والقيادة التركية ،ناهيك عن الكذب في التقارير الاقتصادية التي ترفع للأعلام على ان الليرة التركية بخير . والحقيقة ان الليرة التركية في تراجع كبير وخطير امام الدولار الاميركي ورغم الهبات القطرية الضخمة التي تضعها قطر في البنوك التركية. وبسبب تدهور الليرة وكذب التقارير الاقتصادية هربت الشركات الكبرى وهرب المستثمرين في الفترة الأخيرة إلى خارج تركيا وهاهي الليرة التركية في الحضيض وأسوة بالتومان الإيراني ( وسبق وقلناها مراراً ان مايحدث وسيحدث في تركيا وايران متوازيان تماماً بهدف اضعاف النظامين وصولا لإسقاطهما
معا ..وفتش في هذا عن بريطانيا ) !
ثانيا :-حاول الرئيس اردوغان وحكومته الخروج من الأزمات الاقتصادية ولكنهم فشلوا فدخلوا في مرحلة الخوف من ( الجيش ،والمعارضة بصورة عامة، ومن الأكراد ) . فأخذوا يدفعون بالجيش التركي خارج العاصمة والمدن لكي ينشغل في الحرب ولا يهدد النظام . فمثلا انشغل الجيش التركي ضد حزب ال PKK في تركيا وداخل العراق ، ومن هناك دفع بالجيش التركي نحو حدود ارمينيا والى الصومال و نحو الحدود وماوراء الحدود في ليبيا وفي العراق وفي سوريا من خلال افتعال الأزمات وتوفير المناطق الآمنة. والتركيز الإعلاني على الصناعات العسكرية لخداع الرأي العام والتغطية على مسلسل الهاء الجيش .والحقيقة هي خطة لدفع الجيش بعيدا عن المدن خوفا منه. وجاء الانهيار السوري فرصة ذهبية لأردوغان ليدفع بالجيش التركي بعيدا بل ليلهي الجيش التركي في الداخل السوري عن الحكومة وسياساتها ولكن لو جئنا للحقيقة ان سوريا ماهي إلا مستنقع لإغراق تركيا …ثم ذهب اردوغان للتضييق على المعارضة ومن ثم حصاد رؤوسها المؤثرة وآخرها ( فبركات ملف جنائي ضد عمدة إسطنبول امام أوغلوا فتم اعتقاله وتغييبه ومحاكمته بهدف انهاء مستقبله السياسي كونه رشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة هذا من جهة )والذهاب بعيدا في سياسة تسقيط المعارضة وشيطنتها وتفتيت شملها من جهة اخرى .ثم ألتفت للقضية الكردية من جديد وحاول فبركة ملف سلام مع الزعيم الكردي ( عبد الله اوجلان) مع العلم ان الرجل مغيب وسجين في جزيرة نائية في سجن لا تعرف ظروفه منذ سنين طويلة ( وماتت تلك الفبركة في مهدها ) بحيث منع اردوغان زيارة اعضاء من حزب اوجلان للسجن الذي به زعيمهم عبد الله اوجلان لمناقشة المبادرة ” وهذا يدل انها مسرحية وخديعة من اردوغان )
ثالثا: من الجهة الاخرى كان اردوغان متعطش جدا لإبادة الأكراد بتنظيم سوريا الديموقراطية ” قسد” والاستيلاء على مناطقهم وعلى ( النفط والغاز السوريين ) وتدمير البنية التحتية التي شيدتها حركة ” قسد” فوق الارض وتحتها . وكان اردوغان يسابق الزمن للقيام بهذه الابادة ليكون بطل قومي امام حزبه وشعبه ولكن ( الجنرال مظلوم عبدي ) كان ذكيا فنسق مع الاميركيين وذهب إلى دمشق فأحرج ( احمد الشرع ) ووقع معه مذكرة تفاهم بشهادة الجانب الاميركي على ان حركة قسد جزء من النسيج السوري وشريك للنظام الجديد بشرط التعددية وعدم اهمال اي مكون . هنا جن جنون اردوغان لانه فشلت جميع حساباته ضد حركة قسد . بحيث حتى الرئيس ترامب لم يمر على اردوغان في موضوع ( ايقاف الحرب الاوكرانية ) فجن جنونه بحيث سارع الرئيس الروسي بوتين لارسال وزير خارجيته لافروف إلى انقرة ليقلل من غضب اردوغان ويجعله بالصورة حول مشروع السلام في أوكرانيا وأكرمه برفع ملامح الحرب عن السفن في البحر الأسود ووعد اردوغان بأن بوتين سوف يجعل تركيا مستودع عالمي لتجميع الغاز الروسي ومنه إلى أوربا ( لكي يخفف بوتين من عزلة إردوغان ولكي لا يستفز اردوغان لانه يحتاجه في سوريا ) ..فبقي اردوغان بلا أوراق يتلاعب بها فدخل مربع ( القائد المأزوم ) وبالفعل ارتكب الخطأ القاتل وهو اعتقال عمدة ( إسطنبول / امام اوغلو ) و هو زعيم له شعبية كبيرة في تركيا وداخل الاتحاد الأوربي .
رابعا :فجاءت فرصة (لإسرائيل ،وللدول الاوربية التي لديها توجس من السياسات التركية ومن طموحات الرئيس اردوغان. وفرصة للإيرانيين الذين لن ينسوا خداعهم في سوريا وعندما اخذ سوريا منهم ونصب اردوغان نظاما جديدا في سوريا بقيادة احمد الشرع وهو فرع من أفرع القصر التركي في دمشق ، ناهيك عن الخطوط الاميركية التي لا تحب اردوغان ) كلها اجتمعت لدعم الشارع التركي وكل بطريقته ضد اردوغان وضد النظام السياسي في تركيا . ولهذا نستطيع الجزم لن يعود الشارع التركي للهدوء ثانية بل سوف تصل هذه المظاهرات إلى ربيع تركي خطير سيهز النظام السياسي وسوف يسبب ارتجاجات سياسية خطيرة لأردوغان وحزبه . ونجزم ان في عام ٢٠٢٥ لن يبقى اردوغان في الحكم !
خامسا :- فالذي يحصل في الشارع التركي نختصره بعبارة ( لقد انكسر حاحز الخوف) من قبل المعارضة ومن قبل الناس التي ملت من سياسات اردوغان وحزبه وتبحث عن التغيير لتحسين ظروفها وتحسين الاقتصاد التركي . فجاءت فرصة ذهبية لإسرائيل المتخوفة جدا من الاندفاع التركي والتنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تأخذ اوامرها من اردوغان وأنقره نحو حدود دولة اسرائيل . ولهذا استبقت إسرائيل كل شيء فأستولت على القنيطرة واندفعت نحو مشارف دمشق من جهة ،ومن جهة اخرى اندفعت نحو جبل الشيخ ذو الموقع الاستراتيجي والذي يشرف على سوريا ولبنان والأردن واندفعت صوب ملف الدروز ودرعا استباقيا لتضع تلك التنظيمات الارهابية ونظام الشرع والجيش التركي المتوغل في سوريا داخل كماشة لحين ساعة الصفر. واكيد ان إسرائيل في غاية السعادة الان وهي تتابع المظاهرات داخل المدن التركية …. والاوربيون الذين لديهم توجس من السياسات التركية ومن طموحات الرئيس اردوغان بالعودة الى احياء الامبراطورية العثمانية ايضا في غاية السعادة وهم يشاهدون تلك المظاهرات. وان اسرائيل وتلك الدول ليست جمعيات خيرية فحتما سوف تدعم تلك المظاهرات وسوف تدعم تنظيم صفوف المعارضة التركية ضد اردوغان وحزبه وحكومته . وبالتالي فأن ترنح نظام اردوغان مسألة وقت ليس إلا. وحتى وان نجح بتهدئة الشارع التركي فسوف ينفجر ثانية وثالثة بسبب التدهور الاقتصادي!
سمير عبيد
٢٣ اذار ٢٠٢٥