عاجل. بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ صباح اليوم، حيث شهدت المنطقة أولى ساعات الهدوء بعد أكثر من 470 يومًا من التصعيد العسكري. ويهدف الاتفاق، الذي جاء بوساطة دولية، إلى إنهاء العمليات العسكرية وتبادل للرهائن وإدخال للمساعدات على غزة، وسط أجواء من الترقب والحذر بشأن التزام الأطراف ببنوده.
في تطور لافت، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار قد يتأجل نتيجة لتأخير تسليم قائمة بأسماء ثلاث رهائن من المتوقع الإفراج عنهن اليوم.
في المقابل، أكدت حركة حماس التزامها الكامل ببنود الاتفاق، موضحة أن تأخير تسليم الأسماء يعود لأسباب فنية ميدانية. كما شددت الحركة على أن الجهود مستمرة لتجاوز هذه العوائق وضمان تنفيذ الاتفاق في أسرع وقت ممكن.
ويشتمل الاتفاق الذي يمتد لستة أسابيع على إطلاق سراح 33 إسرائيليًا محتجزًا في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 737 معتقلًا فلسطينيًا.
وستبدأ عملية التبادل بعد الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت غرينتش، حيث سيتم إطلاق سراح ثلاث أسيرات إسرائيليات مساء اليوم، على أن يتم الإفراج عن 30 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل رهينة إسرائيلية.
إلى جانب ذلك، ينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية في غزة، وتعليق حركة الطيران الإسرائيلي فوق القطاع لمدة 12 ساعة. كما سيتم تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بواقع 600 شاحنة يوميًا. في اليوم الأول من الاتفاق، ستنطلق عملية تبادل الرهائن وفقًا للبنود المتفق عليها.
وفي سياق متصل، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن مستشار الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، للأمن القومي أكد التزام الإدارة الأميركية المقبلة بتنفيذ جميع مراحل اتفاق غزة. وأضاف الموقع أن واشنطن ستسعى لتسريع مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد ذكر خلال كلمة مسجلة مساء السبت أن المرحلة الأولى من الاتفاق تشكل وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار تحضيرًا للمراحل المقبلة. وأوضح أن إسرائيل حصلت على ضمانات من الرئيسين بايدن وترامب بالعودة إلى العمليات العسكرية إذا تبين عدم إمكانية تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في مشهد مؤثر.. أهالي غزة يبكون فرحًا بعد الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حماس: طوفان الأقصى سيظل منعطفًا في تاريخ القضية الفلسطينية وقطاع غزة يمرّ بمرحلة جديدة حرب غزة: وقف اتفاق النار بين إسرائيل وحماس يدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل حركة حماسإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني هدنةوقف إطلاق الناربنيامين نتنياهوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة إطلاق نار دونالد ترامب إسبانيا احتجاجات إسرائيل قطاع غزة إطلاق نار دونالد ترامب إسبانيا احتجاجات حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هدنة وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو إسرائيل قطاع غزة إطلاق نار دونالد ترامب إسبانيا احتجاجات غزة فلسطين الحوثيون حركة حماس محكمة الأمم المتحدة اتفاق وقف إطلاق النار یعرض الآنNext من الاتفاق حرکة حماس قطاع غزة النار فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا تصر إسرائيل على خرق البروتوكول الإنساني في غزة؟
غزة- منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، خرق الاحتلال الإسرائيلي على نحو منتظم ومتكرر البروتوكول الإنساني الوارد ضمنه.
وكادت هذه الخروق أن تؤدي بالاتفاق إلى الانهيار، الأسبوع الماضي، عندما هددت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بأنها "لن تسلم دفعة الأسرى في موعدها المحدد"، حتى تدخّل الوسطاء وانتهت الأزمة بتعهد إسرائيلي بتنفيذ التزامات هذا البروتوكول.
بيد أن إسرائيل واصلت خروقها واستمرت في تقييد دخول المساعدات الإنسانية المنصوص عليها من حيث النوعية والكمية، حسب ما يؤكده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
تحايل وتلاعبويعتقد مراقبون أن إسرائيل تريد من وراء هذه الخروق ممارسة ضغوط على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة، لفرض إرادتها وابتزازها في المرحلة الثانية من مباحثات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
ويقدر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي الدكتور إسماعيل الثوابتة أن الاحتلال خرق الاتفاق أكثر من 390 مرة منذ 30 يوما.
وقال للجزيرة نت إن ما دخل قطاع غزة من شاحنات مساعدات لا يتعدى 11 ألفا و700 شاحنة منذ بدء تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، وهذا خرق لما جاء في الاتفاق والبروتوكول الإنساني المنبثق عنه الذي نص على إدخال 600 شاحنة في اليوم الواحد، بواقع إجمالي 18 ألف شاحنة كان يُفترض دخولها القطاع منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
إعلانوفي محاولة من الاحتلال للتحايل والتلاعب بأولويات الاحتياجات المطلوبة لمواجهة تداعيات حرب الإبادة، فإنه يسمح بدخول مساعدات غذائية غير أساسية مثل "الأندومي، والشيبس، والشوكولاتة، والمكسرات وما شابه ذلك"، وفق الثوابتة.
وأضاف أن ما دخل غزة من شاحنات وقود تتضمن سولارا وغازا للطهي لا يتعدى 810 شاحنات منذ بدء تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، وهو خرق لما جاء في الاتفاق والبروتوكول، والذي نص على إدخال 50 شاحنة وقود (غاز وسولار) في اليوم الواحد، بواقع إجمالي 1500 شاحنة كان من المفترض دخولها منذ ذلك الحين.
ويحتاج القطاع إلى 500 آلية ثقيلة تشمل الجرافات والحفارات والرافعات والمعدات الهيدروليكية وغيرها من الآلات الثقيلة، ويؤكد الثوابتة أن الاحتلال لم يسمح إلا بإدخال 6 معدات فقط عبارة عن كباشات (جرافات) رغم مرور 30 يوما على الاتفاق، وبعضها صغيرة ومنها معدات معطلة ومستهلكة وتحتاج إلى قطع غيار وصيانة.
كما يحتاج إلى غرف أكسجين ومعدات طبية ومولدات كهربائية وألواح طاقة شمسية للمستشفيات والمراكز الطبية، لم يسمح الاحتلال إلى الآن بإدخالها مطلقا.
وأكد الثوابتة أن كل هذه الاحتياجات والأولويات منصوص عليها بالنوعية والكمية في البروتوكول الإنساني وهو جزء لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار. و"رغم ذلك، دأبت دولة الاحتلال -ومنذ اليوم الأول- على خرقه والتلكؤ وعرقلة تنفيذه".
ووضع مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي سلوك الاحتلال في سياق مواصلته حرب الإبادة بأشكال مختلفة، وإبداء استهتاره بالمعاناة والأزمة الإنسانية لزهاء 2.4 مليون نسمة في القطاع الساحلي الصغير والمحاصر.
ونتيجة للحرب والحصار المشدد، يواجه القطاع أزمة إنسانية خانقة مردها النقص الحاد في المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وفتح الطرق ورفع الأنقاض لانتشال جثامين آلاف الشهداء، وعدد قليل من الآليات التي سمح الاحتلال بدخولها ليست بالجودة المرجوة ولا تناسب الواقع المتردي الذي خلفه العدوان وحول القطاع بأكمله لمنطقة منكوبة، وفقا للثوابتة.
إعلانوبرأيه، يعكس "هذا السلوك تعنت الاحتلال وانتهاجه سياسة لا إنسانية تهدف إلى تعميق الأزمة الإنسانية وتعطيل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار"، مطالبا "الوسطاء والجهات الضامنة بتحمل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لوقف هذه السياسة الهمجية التي تعمق معاناة شعبنا العظيم في غزة وتفاقم الوضع الكارثي فيها".
في السياق ذاته، يقول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف للجزيرة نت إنه كان من المفترض دخول 200 ألف خيمة، وما دخل منها حوالي 74 ألف خيمة لا يتعدى 45% من إجمالي الاحتياجات، في حين لم يسمح الاحتلال مطلقا بدخول البيوت المتنقلة (الكرفانات).
وبشأن مستلزمات الإيواء الأخرى، مثل المولدات الكهربائية والبطاريات وألواح الطاقة الشمسية، يؤكد معروف أنه لم يدخل منها أي شيء.
وفيما يتعلق بالاحتياجات الطبية، يضيف أن الاحتلال لم يسمح بدخول أي أجهزة طبية ومعدات تساعد على إعادة ترميم وتأهيل المستشفيات التي أخرجها عن الخدمة، وسمح فقط بدخول بعض الأدوية والمهام الطبية. وواصل تعداد خروق الاحتلال بمنعه دخول أي مواد إعمار وصيانة أولية مثل الإسمنت، ومواسير المياه والصرف الصحي.
انقلاب وابتزازمن جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية حسام الدجني، للجزيرة نت، إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول مخططات تهجير الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، فتحت شهية اليمين الإسرائيلي.
وأضاف أنها عززت من الاعتقاد أن خرق البروتوكول قد يدفع حماس نحو التمسك بعدم الإفراج عن الأسرى، وهو ما قد يستفز ترامب وإسرائيل للدخول في حرب تؤسس للتهجير، وهذا يدعمه انقلاب الاحتلال على اتفاقه مع الوسطاء بتنفيذ البروتوكول، وتشكيله لجنة لتهجير الفلسطينيين من غزة.
وبرأيه، فإن تصريحات الناطق باسم حماس حازم قاسم قطعت الشك باليقين فيما يتعلق بموضوع الاستجابة لما قاله ترامب، وفي الوقت نفسه الاستجابة على قاعدة تطبيق الاتفاق دفعة واحدة بالإفراج عن جميع المحتجزين في مقابل الإفراج عن كل الأسرى، والدخول في وقف دائم لوقف إطلاق النار، وانسحاب شامل وفتح المعابر وإعادة الإعمار.
إعلانوتابع الدجني "باعتقادي، هذه المقاربة السياسية تسحب البساط من تحت أقدام الجميع، وتعيد الكرة للملعب الإسرائيلي، ويمكن أن تحتوي الموقف الأميركي".
من جهته، يضع الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم خروق إسرائيل المتكررة للاتفاق في سياق مساعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإرضاء حلفائه من "المتطرفين" في الائتلاف الحاكم، كما تؤسس بها للمرحلة الثانية من مباحثات وقف إطلاق النار التي أعاقها أيضا نتنياهو وكان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من مرحلة الاتفاق الأولى.
ويقول للجزيرة نت إن من بين ضغوط نتنياهو كذلك ومساعيه لابتزاز فصائل المقاومة، ما طرحه أخيرا ولا يتضمنه الاتفاق، ويتعلق بمغادرة قادة حماس قطاع غزة ونزع سلاح المقاومة، وهي اشتراطات يدرك أنها ستعرقل الاتفاق، ولكن ما يشجعه على ذلك تصريحات ترامب بخصوص تهجير الفلسطينيين.