سياسيون أيرلنديون: وقف إطلاق النار خطوة نحو العدالة لكنه غير كاف
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
دبلن- يواصل الشعب الأيرلندي، في كل من أيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة وجمهورية أيرلندا التابعة للاتحاد الأوروبي، التزامه المستمر بدعم القضية الفلسطينية، وحث حكومته على التواصل مع جميع الأطراف المعنية، بحثا عن حل سلمي "للصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
ويعتبر الشعب الأيرلندي القضية الفلسطينية انعكاسا لسنوات الحرب الأهلية والصراع ما قبل الانفصال حتى حققت أيرلندا انفصالها، ولذلك أثّر إعلان وقف إطلاق النار على الساسة والنواب بأيرلندا.
وفي هذا السياق، قابلت الجزيرة نت مجموعة من الساسة والنقابيين ومقررة أممية لرصد ردود أفعالهم بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
قال النائب الأيرلندي ريتشارد بويد، في تصريح خاص للجزيرة نت، "بالطبع، سيحتفل جميع من لديهم إنسانية باتفاق وقف إطلاق النار؛ بعد الجرائم المروعة التي ارتُكبت بحق المدنيين في غزة خلال الأشهر الـ15 الماضية". وأوضح أنهم يريدون أكثر من مجرد وقف إطلاق النار، إذ طالب بفرض عقوبات دولية وتحقيق العدالة الجنائية، لمحاسبة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية في غزة.
"علينا معالجة جذور المشكلة، وهي الاحتلال الاستعماري غير القانوني للأراضي الفلسطينية، ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي، إلى جانب بناء المستوطنات غير القانونية، والتجاهل الممنهج للحقوق الفلسطينية" يضيف المتحدث.
ويشير إلى أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار سابقا لكنها خرقته مرارا، وهو ما جعله يكرر أن "على العالم اليوم أن يتحمل مسؤولية وقف إسرائيل والولايات المتحدة عند حدهما، وتحميلهما تبعات رعاية الجرائم الإسرائيلية".
إعلان
إعادة البناء
من جانبها، صرحت ماريا ماكورماك، سيناتور مجلس الشيوخ الأيرلندي عن حزب شين فين، للجزيرة نت، بأنه "لطالما كان حزب شين فين داعما للقضية الفلسطينية. وبوصفي أمًّا، أشعر بالارتياح لوقف إطلاق النار، لكن يجب أن نضمن عودة الأطفال إلى منازلهم وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة".
وتضيف أن الوضع الإنساني كارثي في غزة، حيث دُمرت 70% من البنية التحتية، مطالبة بالعمل على إعادة الإعمار وتحقيق التوازن سريعا.
وتذكر المتحدثة ذاتها أن حزبها بذل جهودا كبيرة لوقف إطلاق النار، وأن المرحلة القادمة تتطلب تسليط الضوء على تنفيذ الاتفاق وضمان دخول المساعدات. وأعربت عن أنها تتطلع للانضمام إلى بعثات لزيارة غزة والضفة الغربية قريبا.
وتواصل النقابات العمالية في أيرلندا الشمالية والجمهورية الأيرلندية المضي قدما في الضغط على المجتمع الدولي لتأمين وصول المساعدات وإعادة البناء، حسب تأكيد ممثلة النقابات العمالية من أجل فلسطين باتريشيا ماكوين للجزيرة نت.
فوفقا لماكوين، يستمر التنسيق للتظاهر -رغم اتفاقية وقف إطلاق النار- لحين التأكد من وصول المساعدات الإنسانية وضمان بناء المجتمع في غزة من جديد.
ومن جانبه، يضيف الأمين العام لنقابة المعلمين جون بويل أنه حان الوقت للتركيز على خطط إعادة بناء المدارس والبنية التعليمية، والاستفادة من التجربة الأيرلندية التي تم الاستعانة بها لإعادة التعليم في بعض القرى الأوكرانية التي تضرر أطفالها بسبب النزوح.
وقال بويل للجزيرة نت إن النقابات تستعد لتمويل برنامج لعودة الأطفال الفلسطينيين للمدراس بعد انقطاع دام قرابة 15 شهرا، وأكد أن هذه الخطة يجب أن تحتوي على دعم نفسي غير مشروط للأطفال.
تفاؤل حذر
على الصعيد الأممي، قالت المقررة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، للجزيرة نت، إنها -مثل الجميع حول العالم- شعرت ببعض الارتياح لسماع أن هناك وقفا لإطلاق النار، معتبرة أنه جاء متأخرا للغاية بالنسبة إلى أولئك الذين فقدوا حياتهم، واستطردت "أعتقد أن هذه المحادثات يمكن أن تمثل بداية لإعادة بناء المجتمع في غزة والبحث عن حل شامل ودائم".
إعلانأما جيري آدامز، الزعيم السابق لحزب شين فين والسياسي البارز بأيرلندا الشمالية، فقد رحب باتفاق وقف إطلاق النار، لكنه وصفه بأنه يحمل أبعادا سياسية واقتصادية تُظهر تداعي الوضع الاقتصادي الإسرائيلي، ووقف الدعم غير المشروط من الولايات المتحدة، وعدم قدرتهما على تحمل مزيد من الاستنزاف.
وعبّر آدامز للجزيرة نت عن "تفاؤل حذر"، موضحا أن هناك مؤشرات على تغير في قدرة إدارة ترامب على تقديم دعم غير محدود لإسرائيل.
وفي ظل الترحيب الحذر باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يتفق الساسة والنشطاء الأيرلنديون على ضرورة المضي قدما نحو خطوات عملية تضمن حقوق الفلسطينيين وتحسين حياتهم اليومية، من تقديم المساعدات الإنسانية إلى إعادة بناء البنية التحتية والتعليم والدعم النفسي.
ورغم أن أيرلندا ملتزمة بدعم القضية الفلسطينية، فإن بعض المخاوف السياسية تتصاعد من ضغوطات أميركية محتملة للحد من تأثير الزخم الشعبي على الحكومة الأيرلندية للحصول على مزيد من الدعم للقضية الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار للجزیرة نت فی غزة
إقرأ أيضاً:
مصر: "إشارات إيجابية" بشأن وقف إطلاق النار في غزة
أفادت مصادر أمنية لرويترز، الخميس، بأن مصر، التي تتوسط في مفاوضات غزة، تلقت مؤشرات إيجابية من إسرائيل بشأن مقترح جديد لوقف إطلاق النار يشمل مرحلة انتقالية.
وأضافت المصادر أن المقترح ينص على إطلاق حركة حماس سراح خمسة رهائن إسرائيليين أسبوعياً.
كانت قناة القاهرة الإخبارية قد ذكرت في وقت سابق الخميس، أن وفداً أمنياً من مصر توجه إلى الدوحة لمواصلة المباحثات الرامية للإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات إلى غزة والتحرك نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وفد أمني مصري يصل الدوحة لاستكمال محادثات هدنة غزة - موقع 24وصل وفد أمني مصري، اليوم الخميس، إلى العاصمة القطرية الدوحة لاستكمال المحادثات حول إدخال المساعدات إلى غزة وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس، وفقا لقناة القاهرة الإخبارية.
وتصاعد العنف في غزة منذ 18 مارس (أذار) عندما انهار اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في يناير (كانون الثاني)، مما وضع نهاية لفترة هدوء نسبي دامت شهرين.
وعند سؤاله عن الاقتراح الأخير، قال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة "هناك بعض العروض التي تبدو أفضل من العروض السابقة".
وعندما سئل عما إذا كان يتوقع الإعلان عن تحقيق انفراجة اليوم قال إن الأمر لم يستكمل بعد.
ولم يصدر بعد أي رد من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الاقتراح، لكن متحدثاً باسمه قال إنه لا يوجد حالياً أي وفد إسرائيلي في الدوحة.
وتبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك الاتفاق الذي صمد إلى حد كبير منذ يناير (كانون الثاني) ومنح سكان غزة فرصة لالتقاط الأنفاس من الحرب.
وتتهم حماس إسرائيل بتعريض جهود الوسطاء الرامية للتفاوض على اتفاق دائم لإنهاء القتال للخطر. ولا تزال الحركة الفلسطينية تحتجز 59 من أكثر من 250 رهينة تقول إسرائيل إن مقاتلي الحركة اقتادوهم إلى القطاع خلال هجومها عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
إسرائيل تجهز خططاً لاحتلال غزة.. تقرير يكشف التفاصيل - موقع 24أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في تقرير لها، أن الجيش الإسرائيلي يُعد خططاً لإعادة السيطرة على قطاع غزة في محاولة لهزيمة حركة حماس نهائياً، ما يمهد الطريق لاحتلال طويل الأمد للقطاع المحاصر.وتقول إسرائيل إنها مستعدة لتمديد وقف إطلاق النار مؤقتاً إذا أطلقت حماس سراح المزيد من الرهائن، لكن دون الانتقال بعد إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي ستتفاوض خلالها على إنهاء الحرب تماماً.
وقالت إسرائيل أيضاً إنها لن تقبل بوجود حماس في القطاع، وأضافت أنها تريد تمديد المرحلة الأولى المؤقتة من وقف إطلاق النار، وهو اقتراح أيده المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وذكر مسؤولون صحيون في غزة أن أكثر من 50 ألف فلسطيني قُتلوا في القطاع.