موقع 24:
2025-01-19@07:10:14 GMT

يوم استثنائي في غزة

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

يوم استثنائي في غزة

ربما لم يمر على قطاع غزة يوم في تاريخه الحديث أكثر جدارة بأن يذكر أكثر من هذا اليوم الأحد التاسع عشر من يناير 2025 مع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره، طوال أبشع حرب إبادة معروفة شنتها إسرائيل بلا رحمة ولا أخلاق على القطاع المنكوب، واستمرت 470 يوماً، وانتهت أخيراً بالمفاوضات وليس بقوة السلاح.


لا شك في أن الجريمة الإسرائيلية كبيرة ومروعة، لكن وقف العدوان في هذه المرحلة يستدعي الفرحة والأمل، رغم الآلام التي لا تطاق، وعشرات آلاف الضحايا الذين فارقوا إلى الأبد، والعائلات التي أبيدت من السجلات المدنية، والأعداد الهائلة من الأرامل والأيتام والمرضى والمصابين والجياع والمشردين، ناهيك عن التدمير الهائل الذي طال نحو ثلاثة أرباع قطاع غزة والتصفية الممنهجة للمؤسسات الاستشفائية والإنسانية والأممية.
كل هذه النتائج المريرة هي الإنجاز الوحيد الذي حققته إسرائيل في هذه الحرب، ولم تستطع أن تستعيد رهينة واحدة حية، ولكن من تبقى من أولئك الرهائن ها هم يبدأون العودة اليوم بعد جهود دبلوماسية مضنية ومناورات سياسية انتهجتها الحكومة الإسرائيلية خلال أكثر من 15 شهراً، وها هو الواقع، الذي لا مهرب منه، يفرض هذه الهدنة تمهيداً لإنهاء الحرب والبحث عن وسائل أخرى لخفض التصعيد واستعادة التهدئة، وصولاً إلى منح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
اليوم الأول للهدنة في غزة سيكون استثنائياً، وسيسمح للفلسطينيين بالتقاط الأنفاس، ويفترض أن يعيشوا للمرة الأولى منذ أشهر طويلة دون خوف من قصف مباغت أو غارة غادرة، ولا شك في أن الكثير منهم سيجد الوقت لاسترجاع الذكريات الأليمة والبحث عن بقايا الأهل والجيران والأصدقاء، ولا شك أيضاً في أن المجتمع الدولي سيكون أمام فرصة لتصحيح الأخطاء الجسيمة والتجاوزات غير المسبوقة التي شهدتها غزة، فبعد الآن يجب على هذا العدوان ألا يتكرر وألا تعيش البشرية هذه المآسي المروعة وتقف عاجزة عن وقفها، كما يجب محاسبة كل الذين سفكوا دماء عشرات الآلاف من الأبرياء ومحاسبتهم ومنع أي إفلات من العقاب.
وإذا كان هناك من درس بليغ لهذه الحرب العبثية، فإن القوة الغاشمة، مهما أجرمت، لن تحقق الأهداف، والدليل أن إسرائيل دمرت كل غزة تقريباً وعملت في أهلها قتلاً عشوائياً وتشريداً، ولم تستطع أن تستعيد أياً من رهائنها إلا بالمفاوضات مع الفصائل الفلسطينية، كما أن هذه الحرب لم تحقق لها الأمن الذي كانت تحلم به، بل على العكس، فإن هذه الحرب ألحقت بها خسائر لا تسترجع وعاراً لا يمحى، وعليها أن تسلك طرقاً أخرى للبقاء، وأولها الابتعاد عن لغة القوة ونوازع التطرف.
غزة تستقبل يوماً جديداً، وهي حاضرة في الوجدان الفلسطيني والعربي والإنساني، وستبقى أرضاً لأهلها ولن تمحى من الخريطة أو الوجود. وبدعم الأشقاء والخيرين في العالم سيتم رفع أنقاض العدوان الإسرائيلي ويبدأ إعمارها من جديد لتستعيد حياتها كما كانت أو أفضل، وتظل ركناً أساسياً في المشروع الوطني الفلسطيني وجزءاً أصيلاً في الدولة المستقلة المنشودة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

فتح: نعمل مع مصر وقطر لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل نهائي

قال عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح الفلسطينية اللواء عدنان الضميري، إنه يجرى العمل مع مصر وقطر و"الشرعية الدولية"؛ لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة بشكل نهائي.

وأضاف الضميري، في تصريح لقناة (العربية الحدث)، إنه بمجرد وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل نهائي، ستتحمل السلطة الوطنية الفلسطينية بطواقمها سواء كانت المدنية أو الأمنية، المسؤولية الكاملة عن القطاع باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للبلاد.

على صعيد متصل، أكد عبد الفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح، أن مصر عملت منذ اللحظة الاولى على وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومساعدة الفلسطينيين في القطاع.

وأوضح المتحدث باسم حركة فتح - في تصريح خاص لقناة (القاهرة الإخبارية) اليوم - أن حركة فتح عملت إلى جانب مصر والأشقاء من أجل الوصول إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأشار إلى أن المقترحات المصرية السابقة كانت من الممكن أن تجنب الشعب الفلسطيني الاستمرار في هذه الحرب منذ فترة، ولكن كانت العقبة دائما من الجانب الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي كان يريد مواصلة العدوان على غزة .

وأعرب عن أمله في أن يستمر الموقف الأمريكي في حل الأزمة في قطاع غزة ، بالإضافة إلى مساعدة مصر على مواصلة جهودها في الوصول إلى إنجاز فلسطيني سياسي وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأكد دولة أن مصر تدرك تماما أن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام العادل والشامل، معربا عن أمله في إتمام صفقة التبادل بين الأطراف المعنية، مثمنًا الجهود المصرية الحثيثة في هذا الصدد.

مقالات مشابهة

  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • متحدث «فتح»: الاحتلال الإسرائيلي يسعى لمنع الشعب الفلسطيني من تجسيد دولته
  • فتح: نعمل مع مصر وقطر لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل نهائي
  • أبناء مربع الحنكة بمدينة البيضاء يباركون للشعب الفلسطيني نصر غزة على العدوان الصهيوني
  • من حق الشعب الفلسطيني أن يفرح باتفاق وقف الحرب
  • من حق الشعب الفلسطيني اي يفرح باتفاق وقف الحرب
  • وزير الثقافة يتفقد المنشآت الثقافية والسياحية التي استهدفها العدوان في الحديدة
  • اليافعي يتفقد المنشآت الثقافية والسياحة التي استهدفها العدوان في الحديدة
  • حركة الجهاد: الشعب الفلسطيني ومقاومته فرضوا اتفاقًا مشرفًا لوقف العدوان