تتجه الأنظار مع مطلع الأسبوع المقبل إلى الحركة الكثيفة التي يتولاها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام لإنجاز عملية تأليف الحكومة وسط معطيات تشير إلى أن الحكومة العتيدة، في حال نجاح سلام في استيلادها قبل نهاية الأسبوع المقبل، ستشكل بولادتها المبكرة والسريعة سابقة لم يعرفها لبنان منذ زمن بعيد.     
ومع أن الرئيس المكلف لا يزال يحاذر تحديد مواعيد او مهلة لإنجاز تشكيلته وعرضها على رئيس الجمهورية إلا انه يبدو واضحا من خلال المعطيات المتوافرة عن اتجاهات سلام أنه ماضٍ نحو محاولة إخراج التركيبة الحكومية في وقت قريب جدا بالتفاهم بينه وبين رئيس الجمهورية.

 
وأفادت معلومات ان اجتماعاً عقد في هذا السياق بين الرئيس المكلف نواف سلام وكل من النائبين علي حسن خليل ومحمد رعد والمسؤول السياسي في "حزب الله" حسين الخليل تناول تأليف الحكومة الجديدة وموقف "أمل" و"حزب الله" منها.  
وكتبت "النهار": تشير المعلومات الى أن المشاورات الأولية تتجه الى تأكيد مشاركة الثنائي الشيعي في الحكومة الجديدة، وان التصور الأولي هو التوجه لتشكيل حكومة من 24 وزيراً يطغى عليها طابع التكنوقراط ولا تضم نوابا وحزبيين، كما أنَّ العمل جار لإنجاز التشكيل قبل الأحد المقبل اي التاريخ المحدد لانتهاء مهلة الستين يوما التي ينص عليها اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل.   بدورها، كتبت "الديار": انطلقت عجلة تشكيل الحكومة في الساعات الماضية في اجواء مشجعة ومتفائلة تبعث على الاعتقاد بان العملية مرجح ان تسير بطريقة سلسة نسبيا، خصوصا بعد المحطة الاساسية التي تمثلت بلقاء الرئيس نبيه بري مع الرئيس المكلف نواف سلام الذي ساده جو من الايجابية، وبعد الاجتماع المهم الذي عقد في القصر الجمهوري بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي عقد خلوة مع رئيس المجلس تناولت موضوع الحكومة.  
ووفقاً للمعلومات عكف الرئيس سلام امس على جوجلة نتائج استمزاج الاراء النيابية وما انتهى اليه اجتماعه مع الرئيس بري، منطلقا من اجواء اجتماعه الاول مع الرئيس جوزاف عون بعد الاستشارات النيابية غير الملزمة.
وأضافت المعلومات أن اشارات ايجابية عديدة صدرت تصب في الخانة الايجابية، ما يعطي انطباعاً بأنّ هناك نسبة عالية من التفاؤل في ولادة الحكومة الأسبوع المقبل.
ولعل ابرز هذه الاجواء، الى جانب اجواء لقاء عين التينة، ما صرح به الرئيس الفرنسي في قصر الصنوبر أول أمس بأنه "واثق من ان الايام المقبلة ستحمل تشكيل حكومة فعالة".      أما يوم أمس، فقال الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بعد لقائه الرئيس بري، إنّ "لديه ثقة تامة بأنّ لبنان سوف يشهد على تشكيل حكومة قريباً، تمثل كافة مكونات الشعب اللبناني وتضمن أمن جميع مواطنيها".   وبعد لقاء بري وسلام ظهرت علامات واضحة على أن عملية تشكيل الحكومة وضعت على السكة الصحيحة، خصوصا ان الرئيسين ابديا ارتياحا للاجواء التي سادته.   وفي هذا الاطار، قالت مصادر عين التينة ان جو اللقاء "كان مريحا وجيدا"، مشيرة الى "ان وصف الرئيس بري اللقاء بانه كان واعدا يعبر عما دار في اللقاء من جو ايجابي يؤمل في ان يساهم ويؤدي الى تاليف الحكومة بأسرع وقت".   ورفضت المصادر التعليق على ما ينشر ويقال حول عملية التاليف والتشكيلة الحكومية مسبقا، مشيرة الى ما صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس بري ونفيه ان يكون طلب من الرئيس المكلف اطلاعه على التشكيلة لابداء الرأي فيها.   وقال مصدر مطلع ان الاجواء التي انطلقت بها عملية تشكيل الحكومة تاخذ بعين الاعتبار مشاركة الثنائي الشيعي فيها وترجح هذه المشاركة بنسبة عالية اذا ما سارت الامور في هذا الاطار.   واضاف المصدر أن "المعلومات التي توافرت امس تفيد بان لقاء عين التينة فتح الباب امام عملية التشكيل في اجواء ايجابية يبنى عليها، ويفترض ان تترجم من خلال التشكيلة الحكومية الجامعة المبنية على عدم استبعاد مكون اساسي في البلاد".   وقال مصدر نيابي مطلع لـ"الديار" ان المعلومات المتوافرة لديه تفيد بان سلام توصل الى تصور اولي للحكومة امس يعمل على اساسه، كاشفا عن اتصالات ومداولات يجريها لتحضير التشكيلة بنسختها الاولى.   وذكرت المعلومات انه اجتمع امس مع المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والحاج حسين خليل. كما اجتمع مع ممثلي قوى اخرى.   وختم المصدر بالقول: "يبدو ان الامور تسير بشكل ايجابي وهي تتجه الى التاليف قريباً، لكن علينا ان ننتظر تظهير مشهد الحكومة".   وكتبت "الأنباء الكويتية": تمضي عجلة تأليف الحكومة الأولى لعهد الرئيس جوزف عون بوتيرة سريعة وإيجابية لجهة انفتاح الرئيس المكلف نواف سلام على كل القوى السياسية، واعتماد المرونة في التعاطي تحت سقف الدستور المعدل باتفاق الطائف العام 1989.     وحدد رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة شكل الحكومة، لجهة تمثيل القوى السياسية بوزراء من أصحاب الاختصاص والابتعاد عن المحاصصة. وبدا اتجاه لفصل النيابة عن الوزارة، ولعدم قبول اشتراط القوى السياسية طلب هذه الحقيبة أو تلك، من دون حجب حقيبة معينة عن أحد في المقابل.  
وتوقعت مصادر رسمية رفيعة ولادة الحكومة خلال ايام، وهذا أمر لم يحدث منذ 2008، حيث كانت رحلة التشكيل تستغرق أشهراً. 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المکلف نواف سلام الرئیس المکلف تشکیل الحکومة

إقرأ أيضاً:

إيجابية حذرة.. هل يمتلك الثنائي خيارا غير المشاركة في الحكومة؟

من الواضح أن الرئيس نبيه بري يحاول ملء الفراغ الحاصل بسبب انشغال "حزب الله" بترميم قدراته واعادة تمتين واقعه التنظيمي اضافة الى اعادة الاعمار، على اعتبار ان اولويات الحزب تجعل من اهتمامه بالسياسة الداخلية امراً ثانوياً خصوصا في ظل وجود بري وحركته الدائمة وقدرته على فهم طبيعة النظام والقوى السياسية وعلاقته بالقوى الاقليمية والدولية.

من هنا، يعمل بري على اظهار ايجابية دائما خصوصا في ما يتعلق بموضوع تشكيل الحكومة، اذ ان الحزب اكثر تصلباً وارتياباً بعد ما حصل وكان يفضل البقاء والالتزام بالضمانات ويعتقد ان تمرير خطوة تكليف نواف سلام، بعيدا عن موقفهم من شخصه، سيؤدي حتما الى عدم الالنزام بضمانات جديدة وهذا قد يوصل للتصادم الذي يتلافاه منه الحزب اكثر من السابق..

احدى النظريات الاساسية السارية في اوساط "الثنائي الشيعي" تقوم على فكرة تعطيل التشكيل مهما كان الثمن خصوصا ان الرئيس المكلف لن يذهب الى اختيار شخصيات شيعية لا تحظى بتأييد شعبي لانه بذلك يفتح الباب على اشتباك في الشارع وهذا ما لا تريده اي دولة اقليمية حتى خصوم الحزب لان الاولوية اليوم هي للاستقرار الكامل والنهوض لاسباب ابعد من لبنان وتفاصيله وزواريبه.

لكن هذه النظرية تواجهها نظريات اخرى تتحدث عن ان المشاركة يجب ان تكون حتمية حتى لو حصل اخلال بالتعهدات مجددا، لان المواجهة في ظل المشاركة في الحكومة ستكون اكثر فاعلية وجدية من المواجهة في ظل عدم وجود اي ادوات سياسية للضغط على الخصوم السياسيين.

ويعتقد اصحاب هذه النظرية ان المقاطعة قد تدفع سلام الى تشكيل الحكومة بمن حضر حتى لو لم يحصل على الثقة، وهذا سيجعل حكومته هي حكومة تصريف الاعمال، اما في حال حصلت على الثقة فإن الامر سيؤدي الى جعل خصوم الحزب يقرون قانون الانتخاب الذي يريدون ويعينون في الدولة لملء الشواغر الشخصيات التي يريدونها وهذا ما لا يمكن تحمله او القبول به.

امام هاتين النظريتين يبحث "الثنائي" عن حل، في ظل نوع من التفاوض الهادئ الذي يحصل بينه وبين الرئيس المكلف من اجل الحصول على ضمانات اخرى مرتبطة بالـ 1701 وبكيفية ادارة مجلس الوزراء، على اعتبار ان البلد يعيش مرحلة انتقالية ستنتهي مع حصول الانتخابات النيابية المقبلة بعد حوالي سنة ونصف السنة، اذ من المتوقع ان تعود القوى التقليدية لتمسك بزمام المبادرة السياسية من جديد..
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • إيجابية حذرة.. هل يمتلك الثنائي خيارا غير المشاركة في الحكومة؟
  • انفراج في الملف الحكومي بعد لقاء بري - سلام: طريق التأليف سالكة
  • رئيس الحكومة اللبنانية المكلف ينفي وجود عراقيل في مسار تشكيل حكومته
  • "سلام": لن نسمح لأحد بتعطيل أو إفشال تشكيل الحكومة اللبنانية
  • ثلاثة مرتكزات في عملية التأليف الحكومي
  • نواف سلام يختتم مشاورات تشكيل الحكومة
  • منتدى حوار بيروت يهنئ اللبنانيين بانتخاب رئيس جديد ويؤكد دعم الرئيس المكلف
  • رسائل من الرئيس المكلف إلى عين التينة.. ما مضمونها؟
  • وزير خارجية الاردن بعد زيارته الرئيس المكلف: نثق بأن سلام سيسير باتجاه تشكيل الحكومة بأسرع وقت