برزت معالم جديدة مهمة وذات دلالات على المواكبة الدولية للبنان في استحقاقاته الدستورية والأمنية والعسكرية كما على الحزم الدولي في دعم الجيش لتنفيذ التزامات لبنان وفق ما تنص عليه القرارات الدولية . اذ على وقع ترددات الزيارة المميزة التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان الجمعة الماضي وإعلانه بدء الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي جديد من اجل لبنان وحشد الدعم لاعادة إعمار المناطق المهدمة في الحرب الأخيرة ، برز تطور لافت امس مع إعلان  الولايات المتحدة الأميركية تخصيص 117 مليون دولار لدعم الجيش وقوى الأمن الداخلي في لبنان، في ختام اجتماع للمانحين الدوليين الخميس.


 
وأوضحت وزارة الخارجية الاميركية في بيان أن هذه الأموال ستساعد القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي على "ضمان سيادة لبنان على كامل البلاد". وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أنها نظمت "اجتماعا للمانحين عبر الإنترنت" الخميس "مع شركاء وحلفاء لبحث المساعدة الأمنية الأساسية التي يحتاج إليها لبنان من أجل التنفيذ الكامل لوقف الأعمال الحربية مع إسرائيل".
 
ويسري منذ 27 تشرين الثاني وقف لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تم التوصل إليه برعاية فرنسية أميركية، إثر مواجهة بينهما استمرت لعام. وتشرف لجنة على آلية تنفيذ الاتفاق، تضم في عضويتها قوة الأمم الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).
 
كما ان قناة العربية الفضائية أفادت ان الاتحاد الأوروبي سيقر مساعدات للبنان بقيمة 60 مليون يورو تخصص لتغطية انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لمدة ثلاث سنوات . وستشرف فرنسا وإيطاليا وليتوانيا على انفاق المساعدات للجيش اللبناني.
 

وطالب الرئيس اللبناني جوزف عون السبت اسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان بحلول 26 كانون الثاني وهي المهلة المحددة لتنفيذ شروط وقف إطلاق النار.
 
وينص اتفاق وقف اطلاق النار على انسحاب إسرائيل من مناطق دخلتها في جنوب لبنان، بحلول 26 كانون الثاني. ويشمل كذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006  والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.
 
تزامن ذلك مع إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في ختام زيارته للبنان أنّ "لبنان بات على حافة مستقبل أفضل"، مشيرًا إلى أنّ تشكيل الحكومة الجديدة سيمكن لبنان من "تلبية تطلعات الشعب والحفاظ على سيادته"، مؤكدًا أنّ "على إسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان وفقا للجدول المقرر".
 
وأوضح، في مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى لبنان، أنّ "وقف الأعمال العدائية في لبنان ما زال هشًا وعلى كل الجهات الالتزام بتعهداتها"، مضيفًا "هناك انتهاكات مستمرة لوقف إطلاق النار في لبنان"، و"يجب احترام سيادة لبنان ووحدة أراضية ويجب حصر السلاح في يد الجيش اللبناني في كامل البلاد وهذا هو روح القرار الدولي 1701.
 
وأشار غوتيريس إلى أنّ "قوات اليونيفيل سهلت عمل 39 بعثة إنسانية بالتنسيق مع الجيش اللبناني"، موضحًا أنّ "القرار 1701 هو الإطار المستدام لتحقيق السلام في لبنان"، و"على المجتمع الدولي دعم الجيش اللبناني"، لافتًا إلى أنّه "من الضروري ضمان سلامة وأمن قوات اليونيفيل في لبنان".
 
وكان غوتيريس قام امس وغداة زيارته لمقر القوات الدولية في الناقورة بجولة على رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري . واكد الرئيس عون أمامه  أنّ "لبنان متمسك بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه المحتلة في الجنوب ضمن المهلة التي حددها الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني الماضي".وقال : "استمرار الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية ولاسيما لجهة تفجير المنازل وتدمير القرى الحدودية يناقض كلياً ما ورد في اتفاق وقف أطلاق النار ويعتبر استمراراً لانتهاك السيادة اللبنانية وإرادة المجتمع الدولي".ونوّه عون بـ"صمود أفراد "اليونيفيل" في وجه الاعتداءات التي طالت مراكزهم"، وشدد على التنسيق الكامل القائم بينها وبين الجيش اللبناني.
 
وبدوره اكد الرئيس المكلف نواف سلام ان: "ما أعرفه الآن هو أننا سنكون قادرين على الاعتماد على الأمين العام لحشد الدعم الديبلوماسي للتأكد من انسحاب الإسرائيليين في اليوم الذي يجب أن يكملوا فيه انسحابهم  وانه سوف يحشد الأمين العام أيضاً كل الجهود من أجل المؤتمر الذي تحدث عنه الرئيس إيمانويل ماكرون أمس لإعادة الإعمار والذي سيعقد قريباً وسيكون له الدعم الدولي الأكبر. أطرح أيضاً سؤالا الآن مع تغير الوضع في سوريا، نحن بحاجة للبدء مع الأمم المتحدة في الاستعداد لعودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين في لبنان".
 
 وبدوره الرئيس بري نوه بكل مواقف الامين العام للأمم المتحدة وجهود وتضحيات قوات اليونيفيل في الجنوب ودورها في اللجنة الخماسية، مشدداً على "وجوب إلتزام إسرائيل بالإنسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها وفقاً لبنود الإتفاق ووقف خروقاتها وتدميرها الممنهج للقرى والحقول والمساحات الزراعية والحرجية".
وجدد الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم، القول "لا تختبروا صبرنا"، داعياً الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهة الخروقات الإسرئيلية.
وفي أوّل تعليق له على اتفاق وقف اطلاق النار في غزة، قال قاسم إنّ الاتفاق "دليل على ثبات المقاومة ضد إسرائيل"، معتبراً أنّ "مواجهة حزب الله في لبنان ساهمت في نصرة غزة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش اللبنانی الأمین العام جنوب لبنان فی لبنان

إقرأ أيضاً:

نفى تورطه في قصف إسرائيل..حزب الله يعلن التزامه بوقف إطلاق النار

أعلنت مصادر في حزب الله اللبناني اليوم السبت، التزام الحزب باتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت المصادر  لقناة "الجديد" اللبنانية نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم: "الحزب ملتزم بقرار الدولة ولم يخرج عن هذا الالتزام منذ اتفاق وقف إطلاق النار". 

حزب الله: لا علاقة لنا بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة

— Al Jadeed News (@ALJADEEDNEWS) March 22, 2025

وشن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت عدداً من المناطق في جنوب لبنان، حيث قال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي  للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر إكس: "يهاجم جيش الدفاع في هذه الأثناء أهدافاً لحزب الله الإرهابي في جنوب لبنان".
جاء ذلك في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اعتراض ثلاثة صواريخ من أصل 5 أطلقت من لبنان على بلدة المطلة الحدودية.


مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني يزيل تحصينات إسرائيلية في الجنوب
  • الجيش اللبناني: إسرائيل رفعت وتيرة اعتداءاتها
  • المتحدث باسم يونيفيل: انسحاب إسرائيل من النقاط في جنوب لبنان يسهل مهمة الجيش اللبناني
  • تيننتى: انسحاب إسرائيل من النقاط فى جنوب لبنان يُسهل مهمة الجيش اللبنانى
  • نفى تورطه في قصف إسرائيل..حزب الله يعلن التزامه بوقف إطلاق النار
  • رسالة من حزب الله إلى الرئيس اللبناني بشأن التصعيد الإسرائيلي
  • الرئيس اللبناني يحذر من استدراج بلاده مجددًا إلى “دوامة العنف”
  • الجيش عثر على المنصات التي أُطلقت منها الصواريخ باتّجاه إسرائيل... وهذا ما أعلنه
  • الرئيس اللبناني يدين خروقات الاحتلال في جنوب البلاد
  • تزايد التوترات في الجنوب اللبناني بعد إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل