منذ بداية هجوم الاحتلال الإسرائيلي على غزة عام 2023، تعرض الفلسطينيين في القطاع إلى حرب وحشية ودامية لم يسبق لها في التاريخ، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 46899 شخصًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وذلك وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس والتي تُعتبر موثوقة من الأمم المتحدة. 
 

وتحول قطاع غزة  إلى مقبرة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم عدد كبير جدًا من الأطفال والنساء، وعلى الرغم من محاولات كثيرة لوقف هذه الحرب الدامية، تم التوصل إلى هدنة واحدة فقط لمدة أسبوع في نوفمبر من عام 2023، جرى خلالها إطلاق سراح 105 رهائن بالإضافة إلى 240 معتقلاً فلسطينيًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.


وبعد مرور أكثر من عام على هذه الحرب الوحشية، يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد، وذلك بعد أن أعطت الحكومة الإسرائيلية موافقتها النهائية على هذا الاتفاق.


تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار

 

خلال المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر ستة أسابيع، سوف يُطلق سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين من بين 98 لا يزالون أحياء، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين ومرضى ومصابون، وستفرج إسرائيل عن نحو ألفي فلسطيني من سجونها.


وتتضمن هذه القائمة 737 محتجزًا من الذكور والإناث والقصر، بالإضافة إلى 1167 فلسطينيًا من غزة محتجزين في إسرائيل منذ بداية الحرب.

 

تسليم الرهائن والسجناء

 

خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، سينسحب الجيش الإسرائيلي من بعض مواقعه في غزة وسيُسمح للفلسطينيين النازحين من مناطق شمال غزة بالعودة.


وسيعقب ذلك مرحلة ثانية لتبادل باقي الرهائن واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ويتوقف ذلك على نتائج المفاوضات التي ستبدأ بعد 16 يوما من بدء وقف إطلاق النار.


بعد الساعة الثانية ظهرًا (بتوقيت غرينتش)، ستُسلم إسرائيل 95 معتقلا فلسطينيا وستتسلم في المقابل ثلاث رهائن.


والمعتقلون الذين سيُفرج عنهم في اليوم الأول من وقف إطلاق النار لن يكون من بينهم أي سجين بارز، وكثيرون منهم سيكونون ممن ألقي القبض عليهم في الآونة الأخيرة ولم تتم محاكمتهم أو إدانتهم.

 

ولم تُعرف بعد هوية الرهائن الثلاث الذين ستتسلمهم إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي إنه سينشر أسماءهم بمجرد تسلمهم.

 

بحسب وكالة رويترز للأنباء، فإن اثنين من الأميركيين المحتجزين في غزة هما ضمن قائمة الرهائن الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى، وهما كل من كيث سيغيل وساغوي ديكل-تشين.


ولا يزال ما لا يقل عن سبعة أشخاص من حاملي الجنسية الأميركية رهائن لدى حركة حماس، يعتقد أن ثلاثة منهم على الأقل قد لقوا حتفهم.


والرهينتان الفرنسيان عوفر كالديرون وأوهاد ياهالومي هما ضمن 33 رهينة سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى بحسب باريس.


 

 ماذا بعد تسليم الرهائن؟

 

سوف تُسلم حماس الرهائن إلى مسؤولين في الصليب الأحمر الذين سينقلونهم إلى الجيش الإسرائيلي في غزة.

وشيد الجيش ثلاثة مواقع بالقرب من المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية لقطاع غزة في ايريز ورعيم وكرم أبو سالم لتولي مسؤولية الرهائن، وذلك وفقا للطريق الذي سيسلكونه.

وسيكون هناك طاقم طبي ومتخصصون في الرعاية الاجتماعية وعلماء نفس في استقبال الرهائن هناك للمساعدة في عملية النقل الأولية قبل لم شملهم مع عائلاتهم.

 

ولن يُسمح للصحافة بالتواصل معهم وسيتلقون دعما طبيًا ونفسيًا.

 

القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة

 

شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن إسرائيل تحتفظ بحق استئناف الحرب إذا لزم الأمر بدعم أميركي.

وتعهد نتانياهو في خطاب متلفز السبت، بإعادة كل الرهائن، مشيرا إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار جاء نتيجة التعاون مع كل من إدارتي الرئيس الحالي جون بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وحذر الجيش الإسرائيلي، في بيان السبت، سكان غزة من الاقتراب من القوات التي ستبقى في مناطق محددة في القطاع بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وبناء على الاتفاق ستبقى القوات منتشرة في مناطق محددة في قطاع غزة، ودعا البيان السكان إلى عدم الاقتراب من القوات الإسرائيلية في المنطقة حتى إشعار آخر، محذرا من أن "الاقتراب يعرضكم للخطر".

الاتفاق الجديد ينص أيضًا على السماح بدخول 600 شاحنة تحمل مساعدات إلى غزة يوميًا، بالإضافة إلى إجراء مفاوضات حول سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي وإنهاء الحرب بشكل دائم.

 

تحذيرات من العودة إلى غزة

 

في الساعات التي تسبق سريان وقف إطلاق النار، حذرت السلطات في قطاع غزة الناس من مخاطر الجثث، والقنابل، وبقية المخلفات الحربية الأخرى أثناء تنقلهم عبر القطاع للعودة إلى ما تبقى من منازلهم.

وطلبت من العائدين الانتظار حتى يبدأ وقف إطلاق النار رسميًا من أجل حماية حياتهم. وحذرت السلطات الفلسطينيين في غزة من "الأشياء المشبوهة، والنفايات الخطرة، والقنابل غير المنفجرة"، داعية إلى "عدم العبث بها تحت أي ظرف".

وأصدرت وزارة الصحة في غزة إشعارًا دعت الأهالي إلى "عدم التعامل مع الجثث أو الاقتراب منها". ووفرت الوزارة رقم هاتف لخط ساخن للدفاع المدني يمكن الاتصال به لاسترجاع الجثث ونقلها إلى المستشفى.

تظهر هذه التحذيرات كيف أن المخاطر بالنسبة لسكان غزة لن تنتهي عندما يتوقف القتال. فقد قالت منظمة الصحية العالمية منذ أشهر إن انهيار البنية التحتية للصرف الصحي في القطاع قد وضع سكان غزة في خطر.

كما حذر خبراء المتفجرات من أن الذخائر غير المنفجرة ستعقد جهود إعادة البناء وقد تجعل أجزاء من قطاع غزة غير صالحة للسكن لسنوات قادمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار غزة الاحتلال الإسرائيلي حرب حماس الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

60 ألف منزل.. تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل

أفاد محمد عبيد، موفد قناة "القاهرة الإخبارية"، بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الأفاد محمد عبيد، موفد قناة "القاهرة الإخبارية"، بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، والذي تم برعاية الوسطاء، ينص على إدخال معدات لإنشاء 60 ألف منزل مؤقت لإيواء مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عدة أشهر.نية وإسرائيل، والذي تم برعاية الوسطاء، ينص على إدخال معدات لإنشاء 60 ألف منزل مؤقت لإيواء مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عدة أشهر.

وأوضح عبيد، خلال رسالته على الهواء، أن من بين هذه البيوت المؤقتة الكرفانات التي تصطف حاليًا أمام معبر رفح من الجانب المصري، وهي جاهزة للدخول إلى قطاع غزة لتوفير مأوى للأسر المتضررة، وتتميز هذه الكرفانات بمساحة تصل إلى 40 مترًا مربعًا (بطول 10 أمتار وعرض 4 أمتار تقريبًا) وتحتوي على غرفتين مجهزتين، قادرة على استيعاب ثلاثة أسرّة أو أكثر، كما أنها مزودة بوصلات للكهرباء والإنارة، ونوافذ للتهوية.

وأضاف أن جدران هذه المنازل المتنقلة تتمتع بعزل حراري، مما يحمي سكانها من درجات الحرارة المرتفعة وأشعة الشمس الحارقة، كما أن كل كرفان مجهز بدورة مياه متكاملة، تشمل وصلات للمياه والصرف الصحي، ما يضمن حياة كريمة مؤقتة للسكان حتى إعادة إعمار القطاع.

وأكد عبيد أن هذه الكرفانات تأتي بأعداد كبيرة وتصطف حاليًا أمام معبر رفح، وتأتي كحل مؤقت لتعويض المنازل المدمرة جراء الحرب في غزة.

مقالات مشابهة

  • غموض حول مصير ومستقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
  • 60 ألف منزل.. تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل
  • حماس تعرض أكفان الرهائن الـ4 وهذا ما كتبته بلوحة على المنصة قبل تلسيمهم بخان بونس
  • الإسعاف الإسرائيلي: إصابة سيدة بجروح خطيرة إثر طعنها بسكين في القدس
  • عون يؤكد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل .. ومقتل شخص بضربة جنوب لبنان
  • موقع والا الإسرائيلي: مخاوف من انهيار اتفاق غزة والجيش يستعد لسيناريوهات عدة
  • فرنسا تشدّد على "ضرورة" انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان
  • فرنسا تشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل بشكل كامل من جنوب لبنان
  • فرنسا ترفض "مواقع إسرائيل الخمسة" في لبنان
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: سنبدأ التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن