صحيفة صدى:
2025-01-31@14:17:29 GMT

المَأفُون

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

المَأفُون

قدموا وقد لبسوا القناع وأنشودة الذئب ترتسم على أوراق شفاههم الزرقاء مابين الزحام والضياع . بعضهم يحمل الأحداث في جعبته والبعض ممسوخ الشعاع . قدموا من كل حدبٍ وصوب يُدلفون بأقدامهم البطيئة كانت جيوبهم متورمة كبطونهم أقبلوا وتغاضوا عن إجلال المقام . كانت الجَبَّانة إزاءهم رحيبة وكان بغش الطل يُدغدغ عشب تلك التربة المكشوفة .

العيون جريئة تجاور بعضها بظمأٍ واهتياج .. خاتمة ماكان يفطنون له أن يكون أحدهم في واحدٍ من تلك الحُفر النائمة بأعينها نحو السماء . جمعائهم يترقبون من كان بالأمس القريب بينهم واليوم إلتقطته يد المنون وانتشلته أعين القدر … ترى الإبتلاء مرتبٌ على تلك الأوجه الطيبة من قرابته أما البعض منهم فلا هم لهم إلا بالخوض في شأنهم الفاني ثلة منهم تشارك بعضها في ذلك السجال الذي روته إحدى الصحف الملونة عن زغاريد الحداد وأخرى تتحدث عن حقول الصبار والسلم والتين الشوكي في ذلك الريف البعيد وآخر بعيدٌ عن الحشد يداعب عبر مسرته الدوارة أزهار روضته التي ارتوت من مياه آسنة وهو يقبع تحت غشاوة نظارته السمراء وجلبابه الحريري الأبيض بحروفٍ يحتشم عنها الياسمين حينما يجادل فله وريحانه … ولج النعش الرواق وخطى بكل توقيرٍ إلى مستقره الختامي .. انتصب احدهم قرب مؤانسه وهمس في أذنه بأن يكون الليلة في مقطنه فالوليمه ستكون فاخره كوجهه والتلهي سيكون دامغاً … نهضوا على مضض الكل يُناظر الآخر بعبرات جائعة ومضوا بأجسادهم الشحيمه المضنيه للمواساة … وغادروها هاجرين رذاذ المطر وتحنانه ناقلين معهم على صفحات شفاههم التي أسقمها لهاث التبغ ضحكاتهم الممشوقه التي لم تغب عنهم وانصرفوا عنها بكل هناءه
ومقلتهم لم تنوح وأفئدتهم لم تتضرع … رحلوا إلى عرباتهم الباذخه على أمل اللقاء فهل سيكون بعد ذلك لقاء ؟ وكيف يكون ولون الرحيل يشهق موته في ظلال النخيل حينما يميل نحو التراب المنقب ويسقط في الحصباء والطين البليل وحينها سيقفز الهواء الضرير بأنفاسه المكتومه ليرقدهم بأكفانهم في مكانٍ ضئيلٍ سادرٍ لابريق فيه ولا قَرَاح !!!

 

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

تدخلت حركة حماس مع حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى في السابع من أكتوبر 2023 في غفوة من النظام الإسرائيلي باستخباراته وقوته، وأسرت العديد من الجنود والمجندات الإسرائيليين وحتى بعض المدنيين، والعالم كله يعرف بما فيه إسرائيل أن حركات المقاومة لا تعني الأسر بالمعنى المُطلق له ولكنها تأسر من أجل إنقاذ أسرى لها مظلومين في السجون الإسرائيلية، ساعتها هبَّ العالم المنافق كله متداعيًا لأجل إسرائيل، مدعين أنَّ حركات المقاومة هي الظالمة والمعتدية وحتى الإرهابية، ونسوا أن أكبر كثافة سكانية على الإطلاق في العالم في قطاع غزة، محاصرة منذ سبعة عشر عامًا.

لقد عانوا تحت هذا الحصار ولم يبق أمامهم إما العيش بكرامة أو الموت بكرامة، وما أصعب على الإنسان أن يختار بين العيش والموت.

المهم حصل ما حصل والعالم شاهد على ذلك، ولكن الغطرسة الإسرائيلية والجبروت الصهيوني لم يقبل ذلك فقد أعلن الحرب على غزة في حدودها الضيقة جدًا وجغرافيتها الصغيرة، معلنًا أن أهداف الحرب تتمثل في القضاء على حماس وتحرير الأسرى.

ولكن ماذا حصل بعد 471 يومًا من الحرب؟ هل تم القضاء على حماس وهل تحرر الأسرى؟

كلا، لم يحدث من ذلك شيء؛ بل العكس، هُزم الجيش الذي يزعم أنه لا يُقهر، على الرغم من الدعم الأمريكي المنقطع النظير والدعم الأوروبي الوفير، فلقد بقي المجاهدون أمام أعتى القوات العالمية وانتصروا بكل بسالة وشجاعة.

نعم هكذا هي المقاومة عندما يتقدم قادتها رجالهم المقاتلين ولا يبقون في الصفوف الخلفية فلقد استُشهد القائد إسماعيل هنية واستُشهد يحيى السنوار وشهد له العالم أجمع بأنه استشهد مقبلًا غير مدبر، ولم يكن محتميًا بالأسرى ولا بالدروع البشرية كما ادعى العدو.

وعند توقيع إسرائيل اتفاقية وقف إطلاق النار مرغمة على الرغم من الدعم الأمريكي والأوروبي لها، ماذا حدث؟ ومع تسليم أول دفعة من الأسيرات الإسرائيليات ماذا الذي ظهر؟ ظهر رجال المقاومة بكل عدتهم وعتادهم وسياراتهم منتشين رافعين الروس.

إذن.. فمن كانت تقاتل إسرائيل ومن قتلت وفي عددهم 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح.

الظاهر والواقع والحقيقة أنها لم تقتل ولم تجرح سوى المدنيين الأبرياء العزل، وقد عاثت فسادًا بتجريف الشوارع وهدم المدارس والمساجد والمستشفيات والجامعات، وحتى نبش القبور وفي أكبر المظاهر الإنسانية اشمئزازًا سماحها للكلاب الضالة بنهش الجثث.

فهل بعد هذا إنسانية؟

ولله في خلقه شؤون.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو: الوسطاء قدموا التزامًا بضمان سلامة المحتجزين
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • محمد فاروق : يجب وضع خطة وهدف أن يكون ٢٠٢٥ عام السياحة التراثية والكلاسيكية
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • متى يكون الصيام مكروها في شعبان؟ احذر يوم الشك
  • الأمن يشن حملة ضد الدراجات النارية المخالفة في المدينة العتيقة بمراكش
  • سر انقراض إنسان نياندرتال قد يكون مخفيا في دمه!
  • قيادي مرتزق :دخول صنعاء لم يكن ممكناً بالأمس ولن يكون
  • ​​​​​​​كورتوا: من الأفضل ألا يكون مبابي منافسك
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟