19 يناير، 2025

بغداد/المسلة: مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يتجدد الحديث عن نهجه السياسي الذي لطالما أثار الجدل، ليس فقط داخليًا، بل على الساحة الدولية أيضًا. وفي خطوة خارجة عن المألوف، دعا ترامب مسؤولين وسياسيين أجانب لحضور حفل تنصيبه، وهو ما يعتبره محللون إشارة مبكرة إلى عودة نهجه الانعزالي المثير للجدل.

و تثير هذه الدعوة تساؤلات حول طبيعة السياسات التي سيعتمدها ترامب خلال ولايته الثانية، خصوصًا أنه لطالما تبنى مقاربة تركز على الداخل الأميركي وتتجنب التدخلات الخارجية. وتشمل قائمة المدعوين شخصيات بارزة من أقصى اليمين مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والسياسي البريطاني نايجل فاراج. هذا الاختيار يبعث برسائل واضحة حول تحالفاته القادمة، التي يبدو أنها ستعتمد على تيارات قومية وشعبوية، ما قد ينعكس على الملفات الدولية الشائكة.

ملفات خارجية ساخنة
ترامب لم ينتظر حتى تنصيبه الرسمي لتأدية دور محوري في بعض الملفات الحساسة. ففي قضية الحرب الإسرائيلية على غزة، تدخل مبكرًا عبر مبعوثه الخاص، للضغط على الأطراف المتصارعة من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. هذا التدخل ينسجم مع وعوده الانتخابية بالحد من الحروب وإعادة تركيز السياسة الأميركية على قضايا داخلية.

أما الحرب الروسية الأوكرانية، فتبدو على رأس أولوياته. وفقًا لنائبه جي دي فانس، تسعى إدارة ترامب إلى وضع حد لهذه الحرب من خلال تسوية جديدة، تتضمن الاحتفاظ بخطوط التماس الحالية كمنطقة عازلة، مع ضمان حياد أوكرانيا. هذه المقاربة تعكس تباينًا واضحًا مع سياسة إدارة بايدن التي كانت تعتمد على دعم أوكرانيا دون شروط.

التحالفات الإقليمية والدولية
من أبرز الملفات التي يتوقع أن يعاود ترامب العمل عليها ملف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وهو مشروع بدأه خلال ولايته الأولى عبر “اتفاقات أبراهام”. كما أن قضية كوريا الشمالية وبرنامجها النووي ستعود إلى الواجهة، مع احتمالية تجديد اللقاءات المباشرة مع زعيمها كيم جونغ أون، في إطار سياسة ترامب القائمة على المفاوضات الشخصية.

علاقة متوترة مع أوروبا
في المقابل، تظل علاقة ترامب مع حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين موضع شك. تصريحاته السابقة التي أثارت جدلًا، مثل مطالبته بضم جزيرة غرينلاند، قد تعكس ملامح سياسته المستقبلية تجاه أوروبا، التي تتسم بالخروج عن الأعراف الدبلوماسية التقليدية.

توقعات لسياسة خارجية مختلفة
المحللون يرون أن عودة ترامب للبيت الأبيض قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الأميركية. ويشير جيمس روبينز، من معهد المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، إلى أن ولايته الثانية ستكون أكثر حزمًا وجرأة. فمن المتوقع أن يسارع لإنهاء النزاعات، سواء في غزة أو أوكرانيا، كما سيعتمد نهجًا أكثر تشددًا تجاه إيران، مع تعزيز التقارب مع السعودية.

وفي ظل هذه التحركات، يبدو أن ترامب يسعى لإعادة تشكيل دور الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وفق رؤيته الخاصة التي تجمع بين الانعزالية والقومية. فهل ستتمكن هذه الاستراتيجية من تحقيق الاستقرار المنشود، أم أنها ستؤدي إلى مزيد من التوترات؟ يبقى هذا السؤال مفتوحًا مع انطلاق ولايته الثانية.

 

 

 

أنت قلت:
عناوين مثيرة
قال ChatGPT:
ChatGPT
ترامب يعود: بين كسر القواعد وإعادة تشكيل التحالفات الدولية
خطوات ترامب الأولى: سياسة خارجية غير مألوفة وخصوم في حالة ترقب
مفاجآت مبكرة: لماذا دعا ترامب قادة اليمين المتطرف إلى حفل تنصيبه؟
من غزة إلى أوكرانيا: ترامب يتدخل قبل توليه المنصب
ترامب وحلفاؤه الجدد: سياسة خارجية تخالف قواعد اللعبة التقليدية
الرئيس العائد: هل تعيد سياسات ترامب الانعزالية تشكيل النظام العالمي؟
ترامب يهدد ويضغط: ماذا يحمل المستقبل للشرق الأوسط وأوروبا؟

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

“وول ستريت جورنال”: سياسة ترامب الجمركية ستسمح للصين بتعزيز مكانتها في جنوب شرق آسيا

الصين – ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن تطبيق إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية جديدة على الواردات سيُمكن بكين من تعزيز مواقعها في جنوب شرق آسيا، والظهور كبديل لواشنطن.

وقالت الصحيفة: “بغض النظر عما يُقال، فإن حرب ترامب التجارية تفتح فرصا اقتصادية ودبلوماسية جديدة – للصين. هذا الأسبوع، انطلق [رئيس جمهورية الصين الشعبية] شي جين بينغ في جولة إلى جنوب شرق آسيا، حيث يقود حملة مناهضة للرسوم الجمركية تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية وغيرها من الروابط [لدول المنطقة مع الصين] كبديل للولايات المتحدة”.

في وقت سابق من يوم الاثنين، وصل شي جين بينغ في زيارة دولة إلى فيتنام، على أن يزور بعد ذلك كلا من ماليزيا وكمبوديا.

وأضافت الصحيفة: “إذا أغلقت الولايات المتحدة أبوابها في وجه هذه الدول، فإن الصين ستصبح سريعا اللاعب الرئيسي بالنسبة لها. اقتصادات جنوب شرق آسيا لا تزال في طور النمو، ومئات الملايين من السكان يعيشون في فقر. قادة هذه الدول لا يمكنهم الانتظار إلى ما لا نهاية من أجل توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية، بينما يحدد ترامب سياسته المتعلقة بالتعرفة الجمركية. ومن الصعب في المستقبل فك الارتباط مع العلاقات التجارية والاقتصادية التي تتطور الآن”.

وبحسب “وول ستريت جورنال” فإن “نجاح الدبلوماسية الإقليمية لشي [جين بينغ]، إن تحقق، سيكون ترامب قد أسهم فيه جزئيا، إذ إن سياسته تُسهل كثيرا مهمة الزعيم الصيني”.

يذكر أن ترامب أعلن في الثاني من أبريل، فرض رسوم جمركية على الواردات من 185 دولة وإقليما. ودخلت الرسوم الموحدة بنسبة 10% حيّز التنفيذ في الخامس من أبريل، في حين بدأت الرسوم الفردية في التاسع من الشهر ذاته. وقد بلغت الرسوم على فيتنام 46%، وعلى كمبوديا 49%، وعلى ماليزيا 24%. وفي التاسع من أبريل، أعلن ترامب تعليق العمل، لمدة 90 يوما، بالرسوم الإضافية المفروضة على بعض الدول والأقاليم بناء على مبدأ المعاملة بالمثل.

وأوضح البيت الأبيض أن هذا التوقف مرتبط بإجراء مفاوضات تجارية، وخلال هذه الفترة سيتم تطبيق “رسوم موحدة بنسبة 10%”.

المصدر: RT + وكالات

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية ايران: تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض”
  • روسيا تشدد على استمرار عمليتها في أوكرانيا دون تغيير في الأهداف
  • القاهرة الإخبارية: روسيا تشدد على استمرار عمليتها في أوكرانيا دون تغيير الأهداف
  • في أول تصريح علني منذ مغادرته الرئاسة.. بايدن: سياسة ترامب ستدمر أمريكا
  • “وول ستريت جورنال”: سياسة ترامب الجمركية ستسمح للصين بتعزيز مكانتها في جنوب شرق آسيا
  • حرب العراق.. مصطلح أمريكي لانتقاد التعثر في سياسة ترامب التجارية
  • سياسة ترامب الجمركية… السودان خارج دائرة التأثير
  • وزيرة الخزانة الأمريكية السابقة تصف سياسات ترامب الجمركية بـ «غير الواضحة»
  • بهتشلي يفتح النار على حزب الشعب الجمهوي: سياسة الوقاحة والجهل التي يقودها أوزغور أوزيل ستنهار قريباً
  • رسائل تهديدية غامضة قرب منزل زوجة ترامب السابقة.. الشرطة تفتح تحقيقا (شاهد)