مع مرور عام على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، أظهر الشعب اليمني صمودًا استثنائيًا أعاد تشكيل موازين القوى في المنطقة تحت قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- خاض اليمن معركة الجهاد المقدس بكل عزم وإصرار، مما كشف ضعف قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
قيادة السيد عبدالملك.

. رؤية استثنائية وتحولات جوهرية
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يمثل نموذجًا نادرًا للقائد الإسلامي الذي يتحرك برؤية مستمدة من المنهج النبوي، واضعًا القيم الإيمانية والعدل فوق كل اعتبار، خطابه لم يكن مجرد شعارات بل جسّد رؤية عملية تعكس عمق الإيمان والبصيرة والحكمة في مواجهة تحديات الأمة.
في وقت شهدت فيه الأمة تراجعًا وخذلانًا من قياداتها، برز السيد القائد كصوت للحق، يدعو الأمة للتحرك الجهادي الفعّال، مؤكدًا أن الصمت والتخاذل أمام العدوان الصهيوأمريكي ليسا خيارًا، برهن بأفعاله قبل أقواله أن القيادة تعني العمل من أجل الأمة، وأن بالإمكان مواجهة الظلم مهما بلغت التحديات.
بقيادته الحكيمة، نجح اليمن في إدارة المعركة على جبهات متعددة: داخليًا من خلال تعزيز الصمود الشعبي، وإقليميًا عبر نصرة المقاومة الفلسطينية، ودوليًا بتوجيه رسالة واضحة أن الأمة لا تزال قادرة على الصمود والردع.
التعبئة العامة.. التكتيك الذي صنع الفرق
كانت التعبئة العامة التي أطلقها السيد القائد جزءًا أساسيًا من تكتيك شامل يهدف لتعزيز وحدة الشعب وتماسكه. المظاهرات التي غطت كافة المحافظات، المديريات، وحتى القرى، كانت وسيلة فعّالة لإظهار التلاحم بين القيادة والشعب.
هذه الحشود لم تكن فقط تعبيرًا عن الاحتجاج أو الدعم، بل كانت أداة استراتيجية لدعم الجبهة الداخلية، رفع الوعي الوطني والجهادي، وتعزيز الثقة في القيادة. كما تضمنت دورات التثقيف والتأهيل القتالي التي أكسبت الشعب خبرات ومهارات أساسية للدفاع عن الوطن.
هذا التكتيك لم يقتصر على حماية الداخل اليمني فقط، بل شكّل عامل ضغط كبيراً على الأعداء، إذ أعاد توجيه المعركة من ساحة المواجهة العسكرية إلى ساحات الوعي الشعبي والإعلامي.
التحولات الإقليمية والدولية.. اليمن كلاعب استراتيجي
دخول اليمن في معركة طوفان الأقصى أحدث تحولات كبرى في المشهدين الإقليمي والدولي، أهمها:
1. تعزيز محور المقاومة:
اليمن لعب دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية، مما أعاد صياغة تحالفات جديدة تخدم مصلحة الأمة الإسلامية، وعزّز من صمود المقاومة في وجه الاحتلال.
2. كسر هيمنة الاستكبار العالمي:
أظهر اليمن للعالم أن الشعوب التي تؤمن بقضيتها وتمتلك قيادة واعية قادرة على كسر الهيمنة الغربية وتحقيق الاستقلالية في القرار.
3. إعادة تعريف معادلة الصراع:
أكد اليمن أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع إقليمي، بل هي قضية إسلامية وإنسانية تتطلب تحركًا جهاديًا موحدًا.
4. إثبات إمكانية الصمود رغم قلة الموارد:
برهن اليمن أن الإرادة الإيمانية والجهادية قادرة على تعويض نقص الإمكانات المادية، مقدمًا نموذجًا يُحتذى به للشعوب المستضعفة.
قيمة اليمن في ميزان الامم:
اليمن اليوم ليس مجرد دولة تواجه عدوانًا خارجيًا، بل أصبح رمزًا عالميًا للصمود والعزة. النظرة الدولية تجاه اليمن تغيرت جذريًا، وأصبح يُنظر إليه كدولة حرة تقدم دروسًا للعالم في الشجاعة والكرامة.
1. في قضية فلسطين:
مواقف اليمن أضافت زخمًا كبيرًا للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن تحرير الأقصى لا يكون بالكلام فقط، بل بالعمل والجهاد.
2. في تاريخ الشعوب الحرة:
أصبح اليمن مصدر إلهام لكل الشعوب الساعية للحرية، معززًا مفهوم أن الكرامة تُنال بالصبر والنضال، لا بالتبعية والاستسلام.
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لم يكن قائدًا تقليديًا؛ بل كان قائدًا استثنائيًا جمع بين الإيمان العميق والرؤية الاستراتيجية، مواقفه وقراراته جسّدت الصدق في القول والعمل، وأثبتت أن القيادة مسؤولية تستوجب العمل لخدمة الأمة.
اليمن بقيادته، قدم نموذجًا يُحتذى به في مقاومة الاستكبار والدفاع عن القيم الإسلامية والإنسانية. دعوته للجهاد والعمل الفعّال ليست مجرد شعارات، بل هي دعوة لاستعادة كرامة الأمة ومكانتها بين الأمم.

* محافظ محافظه تعز

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خطاب السيد القائد يربك حسابات الأعداء ويعزز يقين الأمة بنصر محور المقاومة

يمانيون../
في تغطية خاصة بثتها قناة “المسيرة”، تناول عدد من الشخصيات السياسية والفكرية أبعاد ومضامين الخطاب الذي ألقاه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – يوم الخميس، والذي حمل في طياته رسائل بالغة الأهمية للداخل والخارج، وجاء في توقيت دقيق عقب تصعيد عدواني من قبل العدو الأمريكي واستمرار الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة وسائر دول المنطقة.

السفير في وزارة الخارجية بصنعاء، الأستاذ عبد الله علي صبري، وصف الخطاب بأنه ظهر به السيد القائد بكل ما عرف عنه من هدوء وثقة وعمق، مشيراً إلى أن حديثه حمل رسائل متعددة الاتجاهات، وأكد مرةً أخرى أن اليمن يخوض معركة عسكرية شرسة ضد أقوى قوة عسكرية في العالم دون أن يهتز يقينه بالنصر الحتمي.

وأكد صبري أن الشعب اليمني يمضي تحت راية السيد القائد بثبات ويقين، في معركة ترتكز على المبادئ والقيم الإيمانية، مشيراً إلى أن الخطاب كان بمثابة صفعة مدوية في وجه الأراجيف والدعايات التضليلية التي سعت إلى زعزعة معنويات الداخل خلال الأسابيع الماضية. وأضاف أن السيد القائد جسّد مجدداً دوره كصمام أمان لهذه الأمة في مواجهة قوى العدوان، منوهاً إلى أن خطابه في هذا التوقيت بالذات شكّل رسالة تحذيرية موجهة للأعداء ومرتزقتهم، وموقفاً صارخاً في وجه المتواطئين مع جرائم الحرب التي تُرتكب في غزة.

وتطرق السفير صبري إلى ما أكده السيد القائد بشأن خطورة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، معتبراً أن ما يجري ليس مجرد حرب، بل مؤامرة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل. وأكد أن القائد نبه الأمة إلى واجبها الشرعي والإنساني في نصرة فلسطين، مشدداً على أن القضية الفلسطينية لم تكن يوماً قضية طارئة أو هامشية، بل هي مظلومية ممتدة منذ أكثر من سبعين عاماً، ووصمة عار في جبين العالم الصامت.

وقال صبري: “إن من يشاهد ما تبثه الشاشات من مشاهد لأطفال ممزقين تحت أنقاض البيوت، وأطفال خدّج يُقتلون في الحضانات بسبب انقطاع الكهرباء والدواء، لا بد أن يشعر بالعار إن لم يتحرك لنصرتهم، وإن لم يجاهد اليوم فمتى؟”. وأضاف: “العدو الصهيوني لا يكتفي بقتل الأطفال بالقنابل، بل يقتلهم بالجوع والعطش والمرض، والسكوت عن هذه المجازر هو خيانة لله وللإنسانية”.

من جانبه، أشار الدكتور جهاد سعد، مدير المركز العالمي للدراسات والتوثيق، إلى أهمية الخطاب من حيث التوقيت والمضمون، مؤكداً أن السيد القائد بث من خلال كلماته قدراً هائلاً من الثقة والطمأنينة، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفوس أبناء الأمة، وبعث برسائل قاسية إلى العدو مفادها أن اليمن، رغم الحصار والعدوان، ما يزال رقماً صعباً في معادلة الصراع الإقليمي.

وأوضح سعد أن خطاب السيد القائد يمثل امتداداً واضحاً لموقف اليمن الصلب في محور المقاومة، لافتاً إلى أن كل إطلالة للسيد القائد تحمل معها تحفيزاً للميدان ودعماً للمعنويات، كما تؤكد على ضرورة مقاومة الاستكبار والهيمنة الأمريكية والصهيونية، مشيراً إلى أن اليمن يملك القدرة على إعادة التوازن إلى المنطقة، لا سيما مع تصاعد العدوان الصهيوني على لبنان وسوريا والعراق.

وأكد سعد أن السيد القائد لم يخاطب فقط النخب أو الأنظمة، بل توجّه بوضوح إلى الشعوب الحرة في المنطقة والعالم، داعياً إياها إلى كسر جدار الصمت ومواجهة الظلم بأفعال لا بأقوال. وقال: “حين يكون القتل بالجملة، والإبادة تُبث على الهواء مباشرة، فإن الحياد يصبح جريمة، والصمت تواطؤ لا يُغتفر”.

وفي ختام اللقاء، اتفق المتحدثون على أن الخطاب كان شاملاً ومليئًا بالرسائل السياسية والإنسانية، ويشكّل محطة مفصلية في سياق المواجهة المفتوحة مع تحالف العدوان والاحتلال، مؤكدين أن اليمن، بقيادة السيد القائد، ماضٍ بثقة نحو النصر، ويمثل اليوم روحاً جديدة في جسد أمةٍ أنهكها التخاذل الرسمي، لكنها لم تفقد جذوة المقاومة.

صنعاء – المسيرة – عباس القاعدي

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم يهنئ القيادة بمناسبة فوز المملكة بالجائزة الكبرى لمعرض جنيف الدولي للاختراعات
  • وزير التعليم يهنئ القيادة بمناسبة فوز المملكة بالجائزة الكبرى لمعرض جنيف الدولي للاختراعات و6 جوائز دولية و124 ميدالية عالمية
  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية
  • الاحتلال يشن غارات على رفح الفلسطينية
  • خطاب السيد القائد يربك حسابات الأعداء ويعزز يقين الأمة بنصر محور المقاومة
  • «مصطفى بكري»: الرئيس السيسي طالب القيادة الأمريكية باتخاذ موقف حاسم لحل الأزمة الفلسطينية.
  • موقف الإيمان والتحدي: اليمن وقضية فلسطين في خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي: حرصنا بتوفيق الله إلى التحرك في الإسناد منذ بداية النكث الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • السيد عبدالملك الحوثي: العدو الإسرائيلي منذ بدأ احتلاله لفلسطين ولديه مخطط معلن وواضح وهو المخطط الصهيوني لـ”إسرائيل الكبرى”
  • المراكز الصيفية.. حيث تصاغ الأمـة التي كسرت هيبة أمريكا