الشباب العربي والإعلام الجديد.. قيادات صاعدة وفرص واعدة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
في هذا التحقيق تستقصي «الاتحاد» جوانب من الفرص المتاحة للقيادات الشبابية العربية في الإعلام الجديد، من منطلق رؤية القيادة الرشيدة لتعزيز الريادة وسياساتها الداعمة للشباب العربي، وخاصة في مجال الإعلام الجديد، من خلال برامج القيادة الشبابية العربية «أنموذج»، وذلك وعياً بأن هذا النوع من الإعلام يمثل فرصة ذهبية للقيادات الشبابية العربية لإعادة صياغة الواقع واستشراف المستقبل، وخاصة أن الإعلام الجديد يتيح أكثر من منصة ملهمة لتحقيق الريادة وتعزيز التطلعات العربية في مجالات التنمية، والثقافة، والبناء والنماء والتقدم والازدهار.
وتحدث الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، قائلاً: انطلاقاً من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي اعتبر الشباب ثروة الوطن الحقيقية، حيث قال: «الشباب هم الثروة الحقيقية، وهم درع الأمة وسيفها والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين»، مما يعكس إيمان الدولة الراسخ بأهمية الاستثمار في الشباب وتطوير قدراتهم لتلبية متطلبات العصر الرقمي، حيث يشكل الشباب العربي عنصراً حيوياً في بناء مجتمعات آمنة رقمياً ومزدهرة. وإن خبرتهم الواسعة بالتكنولوجيا الحديثة ومرونتهم في التعامل مع التغيرات المتسارعة تؤهلهم للمساهمة بشكل فعال في تعزيز الوعي بالأمن الرقمي وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الرقمية.
تحديات خاصة
وعلى رغم الدور المحوري الذي يلعبه الشباب العربي في بناء مستقبل رقمي آمن، إلا أنهم يواجهون بعض التحديات التي تستدعي اهتماماً خاصاً، ومن أهمها:
- الحاجة إلى تعزيز التعليم والتدريب المتخصص: على رغم التوسع في برامج تكنولوجيا المعلومات، إلا أن هناك حاجة ملحة لتوفير برامج تعليمية أكاديمية متخصصة في مجال الأمن السيبراني والوعي الرقمي، وذلك لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة.
- الحاجة إلى توفير فرص تدريب عملية وميدانية: يجب بذل المزيد من الجهود لتوفير فرص تدريبية عملية ميدانية للشباب لتمكينهم من اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال الأمن السيبراني.
- تغير مشهد التهديدات السيبرانية: التطور المتسارع للتكنولوجيا والتهديدات السيبرانية يجعل من الضروري تمكين الشباب من اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية في مجال الأمن السيبراني.
- الصورة النمطية المحدودة للمهن الرقمية: تعاني المهن الرقمية، مثل الأمن السيبراني، من صورة نمطية ضيقة لا تعكس أهميتها، مما يقلل من جاذبيتها لدى الشباب.
تمكين الشباب
وتابع الكويتي: على رغم هذه التحديات، فإن هناك العديد من الفرص التي يمكن الاستفادة منها لزيادة مشاركة الشباب في مجال الأمن السيبراني، ومن أهم هذه الفرص:
- الاهتمام الحكومي: تسعى الحكومات جاهدة لتمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة للمشاركة الفاعلة في بناء مجتمعات رقمية آمنة، وذلك من خلال الاستثمار في تطوير قطاع الأمن السيبراني وتوفير برامج تدريبية متخصصة.
- التحول الرقمي: يشهد العالم تحولاً رقمياً متسارعاً، مما يفتح آفاقاً واسعة أمام الشباب للعمل في هذا المجال.
- توفر التكنولوجيا: توفر التكنولوجيا الحديثة أدوات وخدمات مبتكرة تسهل عملية التعلم والتدريب في مجال الأمن السيبراني.
- الشراكات: يمكن للشراكات بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية أن تساهم في بناء منظومة متكاملة لتأهيل الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة.
مبادرات نوعية
وأكد الكويتي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضطلع بدور ريادي في التحول الرقمي والأمن السيبراني، وتسعى جاهدة لبناء نظام بيئي رقمي آمن وموثوق ومرن، ولتحقيق هذا الهدف، بادرت الدولة بإطلاق العديد من المبادرات النوعية والمبتكرة، التي ساهمت في تأهيل الشباب وتعزيز جودة الحياة الرقمية لديهم منها:
- مبادرة القناص السيبراني: مبادرة لتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية الشابة على أحدث تقنيات الأمن السيبراني لمواجهة التهديدات السيبرانية المتطور.
- أكاديمية الأمن السيبراني: مبادرة لترسيخ ثقافة الأمن السيبراني من خلال تأهيل قدرات الكوادر الإماراتية الشابة لحماية مقدرات الدولة الرقمية.
- قادة المستقبل في الأمن السيبراني: مبادرة لإعداد قيادات شابة مُؤهّلة في قطاعات الدولة بمفاهيم الأمن السيبراني قادرة على حماية مقدرات الدولة الرقمية.
- النبض السيبراني للشباب العربي: مبادرة لزيادة الوعي الرقمي بين الشباب العربي، وتمكينهم من استخدام إنجازات التكنولوجيا الرقمية.
- يوم الدفاع السيبراني: مبادرة لغرس مبادئ الاستخدام الآمن للتكنولوجيا بين طلبة المدارس الشباب وتوعويتهم بمخاطر الفضاء الإلكتروني.
- الحملة الوطنية التوعوية: مبادرة لتوعية جميع أفراد المجتمع بمخاطر الفضاء الإلكتروني وطرق حماية بياناتهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
واختتم الكويتي قائلاً: يشكل الشباب العربي عماد المستقبل الرقمي في منطقتنا، ومن خلال الاستثمار في طاقاتهم الإبداعية وتزويدهم بالمعرفة اللازمة، نستطيع تمكينهم من لعب دور محوري في حماية أوطانهم ومجتمعاتهم من التهديدات السيبرانية المتزايدة، وبناء شراكات دولية قوية لتعزيز الأمن السيبراني في العالم.
مشاركة فعّالة
وعن دور القيادات الشبابية العربية والفرص التي تفتحها أمامهم منصات الإعلام الجديد، قال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز» للبحوث والاستشارات: «يعد الشباب العربي إحدى أبرز الفئات العمرية تأثيراً في مجتمعاتهم، فهم يمثلون نسبة كبيرة من السكان، حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 60% من سكان العالم العربي هم تحت سن 25 سنة. والشباب هم حائط الدفاع الأول ضد التهديدات الإلكترونية العديدة والمتنوعة، سواءً كانت جرائم إلكترونية أو إرهاباً إلكترونياً، أو حروباً موجهة ضد الدول في الفضاء السيبراني». ولفت إلى أن مدى تحملهم لمسؤولية المساهمة في تعزيز الوعي والأمن الرقمي يتفاوت بشكل كبير، فهناك عموماً فئة من الشباب تمتلك الوعي والمهارات الكافية لتحمل هذه المسؤولية، بينما تعاني فئات أخرى أيضاً من نقص في المعرفة والموارد، مما يعيق قدرتهم على المشاركة الفعّالة في هذا المجال الحيوي.
تعزيز الوعي الرقمي
وأضاف العلي: يعود التفاوت لأسباب عدة، ولكن من بينها، وربما أهمها أيضاً، تفاوت اهتمام الدول أو الحكومات، ومنها: دولة الإمارات العربية المتحدة التي تولي هذا الموضوع أهمية كبيرة، وفي هذا السياق أُطلقت -على سبيل المثال- مبادرة «سايبر كيدز» التي تهدف إلى تدريب الأطفال والشباب على أساسيات الأمن الرقمي، حيث أسهم شباب متطوعون بشكل كبير في نشر هذه الثقافة. وعلى العكس، فهناك دول أخرى، تعاني من الصراعات والأزمات، حيث يواجه الشباب فيها صعوبات جسيمة في هذا المجال، إذ تؤدي النزاعات وعدم الاستقرار إلى عرقلة فرصهم للحصول على تعليم رقمي، مما يجعلهم أكثر عرضة للجرائم الإلكترونية.
وأكد العلي أن الشباب العربي عموماً يمتلك إمكانات كبيرة ليكون على قدر المسؤولية في تعزيز الوعي والأمن الرقمي، وخاصة في ظل التحولات التقنية السريعة التي تشهدها المجتمعات العربية، ولكن استغلال هذه الإمكانات يتطلب بالتأكيد الاستفادة من الفرص المتاحة، ومعالجة التحديات الآتية: قلة التوعية والتعليم، فهناك العديد من الشباب يفتقرون إلى المعرفة الكافية بمخاطر الأمن الرقمي وآليات الحماية. وكذلك المناهج التعليمية في بعض الدول لا تولي أهمية كافية للتقنيات الرقمية والأمن السيبراني.
الفجوة الرقمية
والحال أن ثمة فجوة رقمية، حيث يوجد عموماً تفاوت في الوصول إلى التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية بين المناطق، ولاسيما الحضرية والريفية، إضافة إلى ضعف جودة الإنترنت أو حتى ارتفاع تكلفته في بعض الدول. وكذلك انتشار الجرائم الإلكترونية، حيث يُستهدَف الشباب من قبل مجرمي الإنترنت بسبب ضعف وعيهم، عدا عن نقص القوانين والإجراءات التنفيذية الفعالة لمكافحة هذه الجرائم في بعض الدول. وفضلاً عن التحديات الثقافية والاجتماعية، فهنالك أيضاً قلة الاهتمام المجتمعي أحياناً بالأمن الرقمي كأولوية، حيث ما تزال هناك بعض الفئات التي تقاوم التغيير التكنولوجي، بسبب عادات أو مخاوف مرتبطة بالتقنية. وكذلك هجرة العقول، حيث تؤثر هجرة الكفاءات الشابة إلى الخارج بسبب نقص الفرص المحلية في مجالات التقنية والأمن السيبراني.
أما بالنسبة للفرص، فهناك فرص كثيرة ومتنامية، من بينها: التطور التقني، فثمة انتشار واسع للهواتف الذكية والإنترنت بشكل واسع يوفر قاعدة للوصول إلى الشباب وتعزيز وعيهم. وكذلك زيادة الوعي بأهمية الأمن الرقمي، لأن التوجه المتزايد في العديد من الدول العربية نحو الرقمنة في القطاعات الحكومية والخاصة يجعل الأمن الرقمي مطلباً أساسياً. ولذا فلابد من حملات التوعية الرقمية من قبل الحكومات والمؤسسات غير الحكومية. وكذلك الجهود الشبابية، بتأسيس مبادرات وجمعيات يقودها الشباب لتعزيز الأمن الرقمي، وتنظيم مسابقات وبرامج التدريب على الأمن السيبراني. كما لابد أيضاً من توفير فرص العمل، فزيادة الطلب على المتخصصين في الأمن السيبراني توفر فرص عمل للشباب العربي. وكذلك لا يمكن أيضاً إغفال أهمية التعاون الدولي، من خلال الشراكات مع منظمات دولية لتوفير الدعم الفني والمعرفي للشباب في المنطقة.
واختتم العلي حديثه مؤكداً أن الشباب العربي قادر، في حال تأهيله، على المساهمة الفاعلة في تعزيز الوعي والأمن الرقمي، باعتبارهم أكثر الفئات انخراطاً في هذه المجالات الجديدة، وأكثرهم قدرة على نشر الوعي بين كل أفراد المجتمع، لتعزيز المناعة الوطنية ضد الهجمات الإلكترونية التي قد تستهدف الدول والمجتمعات.
فرص واعدة
أكد فهد بن نايف، مدير تنفيذي بشركة «3media» المتخصصة بالعلاقات الإعلامية العامة والإعلان، في المملكة العربية السعودية، أن الشباب العربي يمتلك إمكانات كبيرة لتعزيز الوعي والأمن الرقمي، وخاصة مع انتشار التكنولوجيا في حياتهم اليومية. وعلى رغم ذلك، تواجههم تحديات مثل قلة التوعية بأهمية الأمن السيبراني، وضعف البرامج التعليمية المخصصة لهذا المجال، وغياب الدعم اللازم لتنمية مهاراتهم. ومع ذلك، توجد فرص واعدة، منها زيادة الطلب على المتخصصين في الأمن الرقمي، وتوسع المبادرات الحكومية والخاصة لتعزيز التحول الرقمي، ولتعزيز مشاركتهم، يمكن التركيز على إدماج الأمن الرقمي في المناهج الدراسية، وتنظيم حملات توعوية مبتكرة، بالإضافة إلى توفير تدريبات وفرص عمل تساهم في تمكين الشباب ودعمهم لمواجهة التهديدات الرقمية بكفاءة عالية الجودة.
التفاوت الرقمي
قال الدكتور بركات الوقيان، إعلامي وأستاذ مساعد في الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا في دولة الكويت: على رغم انتشار التكنولوجيا، هناك فجوة في الوعي بالأمن الرقمي وأساليب حماية البيانات، وهناك العديد من الشباب يفتقرون إلى المعرفة الكافية بكيفية التعامل مع التهديدات السيبرانية مثل التصيد الاحتيالي أو الاختراقات، بالإضافة إلى وجود العادات الرقمية السيئة وانتشار استخدام تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي دون اتخاذ تدابير أمنية كافية، وضعف الممارسات المرتبطة بإنشاء كلمات مرور قوية أو الحذر من مشاركة البيانات الشخصية. وكذلك هناك حاجة نضعها تحت مسمى التفاوت الرقمي، حيث هناك تفاوت كبير في الوصول إلى التكنولوجيا بين الشباب في الدول المختلفة، وهناك الكثير من الشباب في المناطق النائية أو ذات البنية التحتية الرقمية الضعيفة يعانون من نقص كبير في المهارات التقنية. وبالنسبة للفرص، قال الوقيان: مع زيادة استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للشباب أن يكونوا سفراء للوعي الرقمي من خلال منصاتهم، فهناك العديد من الدول العربية بدأت بإطلاق برامج لتعزيز الأمن الرقمي، ويمكن استثمار هذه المبادرات لتمكين الشباب من خلال التدريب والموارد. وكذلك يمكن أن تكون شركات تكنولوجية كبرى مهتمة بدعم الوعي الرقمي في المجتمعات المحلية، ومن ثم يستفيد الشباب من الموارد والدورات التدريبية التي تقدمها هذه الشركات، متمنياً أن تكون ثمة بوادر تحفيزية مثل تنظيم مسابقات الأمن السيبراني على المستويين المحلي والإقليمي، وتقديم منح دراسية للشباب المهتمين بالتخصصات التقنية، وهذا ما سيجعل حضور الشباب مؤثراً وبشكل يتناسب مع أفكار وتطلعات رؤى قياداته وشعوبه.
تشبع في المحتوى
قال أحمد حجاب، مخرج وصانع محتوى، من جمهورية مصر العربية: «أعتقد أن الشباب العربي يمتلك إمكانات هائلة لتشكيل مستقبل الإعلام الجديد، وإنهم جيل مولود في العصر الرقمي، ويتمتعون بحس إبداعي فطري وفهم عميق للتكنولوجيا، وقد رأينا كيف استطاعوا، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، أن يخلقوا حركات اجتماعية واسعة النطاق، وأن يصلوا إلى جمهور عالمي بأفكارهم ومواهبهم.
وأشار حجاب إلى أنه لابد أن يكون هناك تشبع في المحتوى للتغلب على التحديات التي تواجه صناع المحتوى، فالمنافسة شرسة في عالم المحتوى الرقمي، وتتطلب من الشباب أن يكونوا مبتكرين ومستمرين في تقديم محتوى عالي الجودة، وتجنب التضليل والمعلومات الضبابية، حيث إن انتشار الأخبار الكاذبة والمحتوى السلبي يشكل تحدياً كبيراً، ويحتاج إلى توعية مستمرة. وكذلك الرقابة والوعي القانوني فقد تواجه بعض المحتويات الرقابية قيوداً قانونية، مما قد يؤثر على حدود التعبير والإبداع.
وأضاف حجاب: بصفتي مخرجاً سينمائياً وصانع محتوى رقمي، أرى أن الشباب العربي يمتلكون القدرة على خلق قصص مؤثرة تلهم الجماهير وتدفعهم إلى التغيير من خلال الأفلام القصيرة والوثائقية والمحتوى المرئي بشكل عام، ويمكنهم أن يوصلوا رسائلهم بفعالية أكبر.
رؤى وطنية مُلهمة
نوّهت أبرار آل عثمان، كاتبة ومؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، من المملكة العربية السعودية، إلى أن جذب انتباه الجمهور من خلال برامج الإعلام الجديد مسألة صعبة جداً، ومن الذكاء والاحترافية حين تكون ملفتاً بمحتواك معرفة كيفية الوصول للآخر والاستحواذ على وقته لمتابعتك والتمعن بما تقدمه من أفكار. والشباب العربي اليوم أصبح على وعي كبير بقيمة ما يقدمه ويؤثر ذلك على ذاته ومجتمعه. وعن تجربة شخصية، فإن فرص الانتشار في عالمنا العربي باتت متاحة بشكل كبير وجيّد في كافة المجالات، والإعلام الجديد أصبح الدخول إليه سهلاً من حيث المبدأ، ولا يستغرق الوقت، ولا يحتاج إلى الجهد، بقدر ما يحتاج إلى عقلية فذة تدرك ما تريده وما تنوي الوصول إليه باستراتيجية واضحة ورؤى وطنية مُلهمة، تكون إضافة إيجابية للآخرين، ومُنجزاً مهماً تفتخر به الأجيال القادمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشباب العربي الإعلام الجديد محمد حمد الكويتي الأمن السيبراني مجلس الأمن السيبراني فی مجال الأمن السیبرانی التهدیدات السیبرانیة التواصل الاجتماعی الشبابیة العربیة أن الشباب العربی الإعلام الجدید هناک العدید من فی تعزیز الوعی الأمن الرقمی الوعی الرقمی تمکین الشباب هذا المجال من الشباب الشباب من الشباب فی على رغم من خلال فی بناء إلى أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوربي.. قواعد جديدة صارمة لتعزيز الأمن السيبراني
بغداد اليوم - متابعة
بدأ الاتحاد الأوروبي رسميًا، اليوم الجمعة (17 كانون الثاني 2025)، تطبيق قواعد جديدة صارمة لتعزيز الأمن السيبراني في القطاع المالي، تحت مظلة قانون المرونة التشغيلية الرقمية (DORA).
ويهدف القانون إلى ضمان قدرة البنوك وشركات التكنولوجيا التابعة لها على مقاومة الهجمات السيبرانية والاضطرابات التقنية، ما كشف عن فجوة كبيرة في جاهزية العديد من المؤسسات للامتثال.
ودخل قانون DORA حيز التنفيذ في 17 يناير، ويُلزم المؤسسات المالية بإجراء تقييمات شاملة لمخاطر تكنولوجيا المعلومات، واختبار المرونة السيبرانية، وإدارة علاقات موردي التكنولوجيا الخارجيين.
ويواجه المخالفون غرامات تصل إلى 2% من الإيرادات السنوية العالمية للشركات، مع عقوبات شخصية تصل إلى مليون يورو على المديرين التنفيذيين، بحسب تقرير نشره موقع "CNBC" واطلعت عليه "العربية Business".
وأظهرت التقارير أن نسبة كبيرة من المؤسسات المالية، خصوصًا في بريطانيا وأوروبا، لم تمتثل بالكامل حتى الآن.
وأفاد هارفي جانج، المسؤول في شركة سيسكو، أن الافتقار إلى تفسير واضح لمفهوم الامتثال قد أدى إلى تفاوت كبير في استعداد المؤسسات.
وقال جانج: "بعض الشركات تجاوزت المتطلبات الأساسية، بينما لا تزال أخرى تكافح لفهم ما هو مطلوب منها".
ومن أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات المالية للامتثال للقواعد الجديدة:
إدارة مخاطر الأطراف الثالثة: تداخل العلاقات مع مزودي التكنولوجيا الخارجيين يزيد من تعقيد الامتثال.
تكاليف التحديثات التقنية: الاستثمار في تحسين أنظمة الأمن يضغط على الموارد المالية.
التشريعات المتداخلة: قوانين أخرى، مثل "NIS 2"، تُضاعف من عبء الامتثال على المؤسسات.
ورغم التحديات، يرى الخبراء أن البنوك الأوروبية تمتلك أساسًا قويًا بفضل لوائح سابقة، مثل قانون حماية البيانات الشخصية (GDPR)، مما يضعها في موقع أفضل للتكيف مع DORA.
وأشار فابيو كولومبو، من شركة أكسنتشر، إلى أن "البنوك الأوروبية تتمتع بقدرات متقدمة في مجال الحوكمة وإدارة مخاطر تكنولوجيا المعلومات، مما يساعدها على الامتثال بسرعة أكبر".
لا يقتصر قانون DORA على المؤسسات المالية فقط؛ إذ يفرض عقوبات تصل إلى 1% من متوسط الإيرادات اليومية العالمية على موردي التكنولوجيا غير الملتزمين.
وأوضح بريان فوكس، من شركة Sonatype: "العقوبات تُجبر الموردين على التعامل بجدية مع الامتثال الأمني، وقد تدفع بعض المؤسسات إلى إعادة الخدمات التقنية إلى الداخل لتقليل المخاطر".
المصدر : وكالات