المشروبات السكرية مثل المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، مصممة لتكون لذيذة للغاية، لكنها محملة بكميات كبيرة من المحليات لتحفيز مراكز المتعة في الدماغ، وفي هذا الصدد كشفت دراسة جديدة أجراها أطباء من جامعة "تافتس" في الولايات المتحدة الأمريكية، عن "نتائج مدمرة" للمشروبات السكرية، على القلب والأوعية الدموية.

وتُظهر الأبحاث أن الاستهلاك المعتاد يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل تسوس الأسنان، والسمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب.

ووفقًا للدراسة الجديدة، فإن ما يقرب من 1.2 مليون حالة جديدة من أمراض القلب والأوعية الدموية، و2.2 مليون حالة جديدة من مرض السكري من النوع الثاني، تتطور في جميع أنحاء العالم كل عام بسبب شرب الناس للمشروبات المحلاة بالسكر.

وبينما انخفض الاستهلاك الإجمالي للمشروبات السكرية في الآونة الأخيرة في بعض الدول المتقدمة، يلاحظ مؤلفو الدراسة أن المشروبات الغازية تظل تشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة في معظم أنحاء العالم، وخاصة في البلدان النامية.

يقول المؤلف الرئيسي داريوش مظفريان، وهو طبيب قلب وعالم صحة عامة في جامعة تافتس: "يتم تسويق المشروبات المحلاة بالسكر وبيعها على نطاق واسع في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ولا تستهلك هذه المجتمعات منتجات ضارة فحسب، بل إنها غالبًا ما تكون أقل تجهيزًا للتعامل مع العواقب الصحية طويلة الأجل".

تركز الدراسة على المشروبات المحلاة بالسكر، والتي يعرفها المؤلفون بأنها أي مشروب مضاف إليه سكريات وما لا يقل عن 50 سعرة حرارية لكل 8 أونصات. ويشمل ذلك المشروبات الغازية التجارية أو المحلية الصنع، ومشروبات الطاقة، ومشروبات الفاكهة، والليمونادة.

ويشير الباحثون إلى أن هذا التعريف يستثني المشروبات مثل الحليب المحلى، وعصائر الفاكهة والخضروات بنسبة 100% والمشروبات المحلاة صناعياً الخالية من السعرات الحرارية، على الرغم من أن العديد منها قد تشكل مخاطر صحية إذا تم استهلاكها بشكل زائد.

حصل الباحثون على بيانات تناول المشروبات من قاعدة بيانات النظام الغذائي العالمية، بما في ذلك 450 دراسة استقصائية تحتوي على بيانات عن استهلاك المشروبات المحلاة صناعياً، تمثل ما مجموعه 2.9 مليون شخص من 118 دولة.

لتسليط الضوء على الروابط بين المشروبات المحلاة صناعياً والمرض، قاموا بدمج هذه البيانات ومعدلات أمراض القلب والأيض في تقييم المخاطر المقارن، مستندين على أبحاث سابقة حول التأثيرات الفسيولوجية للمشروبات السكرية.

على مستوى العالم، أشار هذا إلى أن المشروبات المحلاة صناعياً هي عامل مسهم في 1.2 مليون حالة جديدة من أمراض القلب كل عام، بالإضافة إلى 2.2 مليون حالة جديدة من مرض السكري من النوع الثاني.

وتشير الدراسة أيضًا إلى أن المشروبات المحلاة صناعياً تسبب ما يقرب من 80 ألف حالة وفاة بسبب مرض السكري من النوع الثاني، و258 ألف حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية كل عام.

تقول وخبيرة التغذية لارا كاستور في جامعة تافتس: "نحن بحاجة إلى تدخلات عاجلة قائمة على الأدلة للحد من استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر على مستوى العالم، قبل أن يتم القضاء على المزيد من الأرواح بسبب آثارها على مرض السكري وأمراض القلب".

ويلاحظ الباحثون أن أجسامنا تهضم المشروبات السكرية بسرعة، مما يرفع مستويات السكر في الدم مع توفير قيمة غذائية ضئيلة في أفضل الأحوال.

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإن شرب الكثير من هذه المشروبات في كثير من الأحيان يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين، فضلاً عن العديد من القضايا الأيضية المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية المشروبات السكرية المشروبات الغازية مشروبات الطاقة مرض السکری من النوع الثانی القلب والأوعیة الدمویة ملیون حالة جدیدة من المحلاة بالسکر أمراض القلب

إقرأ أيضاً:

مشروب “طبيعي” يوازي المشروبات الغازية بأضرار خفية!

إنجلترا – أصدر الدكتور ديفيد كافان، استشاري الغدد الصماء في مستشفيات جامعة دورست، بشأن مشروب يعتبر صحيا من قبل الكثيرين.

وأشار كافان إلى أن العديد من الناس يجهلون الكميات الكبيرة من السكر التي تحتويها عصائر الفاكهة الطبيعية، والتي قد توازي في محتواها السكر الموجود في المشروبات الغازية مثل “كوكاكولا”.

وأوضح أن بعض عصائر الفاكهة قد تحتوي على ما يعادل 9 ملاعق صغيرة من السكر، أي الكمية نفسها تقريبا الموجودة في علبة صودا. وقال: “عند تحويل الفاكهة إلى عصير، يصبح المشروب حلوا للغاية، حتى لو احتوى على بعض الألياف”.

وتابع قائلا: “لا يهم إذا كان السكر “طبيعيا”، سواء جاء من الفاكهة نفسها أم لا، فهو يؤثر على مستويات الغلوكوز في الدم بشكل كبير”.

ومن المعروف أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر قد تؤدي إلى نوبات جوع متكررة وزيادة في استهلاك السعرات الحرارية، ما يرفع من خطر الإصابة بالسمنة وغيرها من الأمراض.

وفي كتابه “إدارة داء السكري من النوع الثاني: دليل لتقليل الأعراض وتحسين صحتك”، أكد الدكتور كافان على ضرورة تجنب تناول عصائر الفاكهة كخطوة أولى للحد من خطر الإصابة بداء السكري.

وأوضح أن العصير يزيل الألياف والعناصر الغذائية المفيدة الموجودة في الفاكهة أو الخضراوات، ما يؤدي إلى زيادة كمية السكر المستهلكة وتقليل الشعور بالشبع. كما أن السكريات الطبيعية الموجودة في العصائر يمكن أن تضيف مئات السعرات الحرارية الإضافية إلى النظام الغذائي اليومي.

وفي دراسة أجريت عام 2013، وُجد أن الأشخاص الذين تناولوا الفاكهة كاملة كانوا أقل عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني مقارنة بمن شربوا عصير الفاكهة. وأظهرت النتائج أن استبدال عصير الفاكهة بتناول الفاكهة 3 مرات أسبوعيا قد يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 7%.

وبالإضافة إلى ذلك، نصح كافان محبي المشروبات الغازية، مثل “كوكاكولا” و”بيبسي” و”فانتا”، بالتحول إلى مشروبات الحمية التي تحتوي على محليات صناعية بدلا من السكر. وأضاف: “على الرغم من أن المحليات الصناعية قد تسبب بعض المشاكل، إلا أنها تظل خيارا أفضل بكثير من السكر”.

يذكر أن داء السكري من النوع الثاني هو حالة مزمنة يحدث فيها عجز في قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين، الهرمون الذي يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم. وإذا لم يتم التحكم فيه بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى. ورغم عدم وجود علاج نهائي لهذا المرض، إلا أن التغييرات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن واتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة، يمكن أن تساعد في تخفيف حدته.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • أفضل المشروبات التي تحافظ على ترطيب الجسم
  • مصر.. الحكومة تدرس فرض ضريبة على المنتجات المُحلاة بالسكر.. ومسؤول يعلق
  • روسيا تخطط لإطلاق 240 قمراً صناعياً جديداً
  • مع ارتفاع الحرارة .. 3 مشروبات لترطيب الجسم
  • أشغال تزود ميناء الداخلة الأطلسي بالمياه المحلاة
  • مشروب “طبيعي” يوازي المشروبات الغازية بأضرار خفية!
  • الأمم المتحدة: 92% من المنازل بغزة مدمرة جراء الحرب الإسرائيلية
  • رغم فوائده.. الإفراط في تناول الشاي يهدّد بهذه الأمراض
  • سقوط طالبة من الدور الثاني بمدرسة بالعامرية.. وتعليم الإسكندرية: اختل توازنها
  • أسرى من الدعم السريع يكشفون معلومات استخباراتية خطيرة عن مخطط إسقاط الفاشر