أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تقليص جميع برامجه الإغاثية الرئيسية في اليمن اعتباراً من نهاية سبتمبر المقبل، بسبب أزمة حادة بالتمويل.

وأكد البرنامج، في بيان، حاجته إلى مبلغ 1.05 مليار دولار خلال الستة الأشهر القادمة لدعم عملياته الإنسانية في اليمن، قائلاً إنه لم يتم تأمين سوى 28% فقط من هذه الموارد المطلوبة حتى الآن.

مادة اعلانية

وأفاد أنه "يواجه أزمة تمويلية حادة لعملياته الإنسانية في اليمن، الأمر الذي سيُحتم عليه اتخاذ بعض القرارات الصعبة للغاية بشأن المزيد من تقليص المساعدات الغذائية التي يقدمها اعتباراً من نهاية سبتمبر المقبل".

وأشار إلى أن هذا التقليص سيؤثر على جميع البرامج الرئيسية التي يقوم البرنامج بتنفيذها على مستوى البلاد، وهي برنامج المساعدات الغذائية العامة، وبرنامج التغذية، وبرنامج التغذية المدرسية، وأنشطة تعزيز القدرة على الصمود.

ويتلقى حالياً نحو 13.1 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن حصصاً غذائية عبر برنامج المساعدات الغذائية العامة.

وفي حال عدم الحصول على تمويل جديد، يتوقع البرنامج أن يتأثر قرابة 3 ملايين شخص في المناطق الواقعة شمال البلاد ونحو 1.4 مليون شخص في المناطق الواقعة جنوب البلاد.

اليمن اليمن "مسام" يطهّر 35 حقلاً من الألغام في الضالع ويعيد الحياة إليها  

ونقل البيان عن ريتشارد ريغان، ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن قوله: "إننا نواجه وضعاً صعباً للغاية حيث يتعين علينا اتخاذ قرارات بشأن أخذ الطعام من الجياع لإطعام الأكثر جوعاً، في الوقت الذي لا يزال هناك الملايين من الأشخاص يعتمدون علينا من أجل البقاء على قيد الحياة".

وأضاف: "ليس من السهل اتخاذ مثل هذا القرار كوننا نُدرك تماماً المعاناة التي ستترتب على مثل هذا التقليص في المساعدات".

ويعتمد أكثر من ثلثي اليمنيين على المساعدات للاستمرار وسط أزمة اقتصادية طاحنة تسبّبت بها الحرب وانهيار العملة والقيود المفروضة على عمليات الاستيراد والتجارة مع الخارج.

ووفق برنامج الأغذية العالمي، يعاني أكثر من 17 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، من أصل إجمالي عدد سكان البلاد المقدّر بنحو 30 مليوناً، كما يحتاج 2.2 مليون طفل دون الخامسة ومليون امرأة لعلاج جراء سوء تغذية حاد.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News اليمن

المصدر: العربية

كلمات دلالية: اليمن برنامج الأغذیة العالمی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

معاناة أهل بلادنا بسبب الحرب العبثية!

المآسي التي تخلفها الحرب في بلادنا يوميا، لا تعد ولا تحصى، قصص تدمي القلوب عن موت أطفال بسبب الجوع وانعدام الرعاية الصحية والقصف العشوائي من طرفي القتال، وحتى النازحين الذين اختاروا الذهاب الى دول الجوار بحثا عن الأمان، تعرضوا لانتهاكات مروعة، فوجئوا بأنّ المعسكرات التي وضعوا فيها تقع في مناطق هي نفسها مسارح قتال بين جهات متناحرة، وتتعرض المعسكرات لهجمات العصابات المتفلتة، إضافة لشح الماء والمواد الغذائية والأدوية.
تحكي احدى النازحات الى اثيوبيا عن مأساتها حين تعرضت طفلتها لحريق وساءت حالتها، وبرغم ذلك رفضت السلطات السماح لها بالسفر للمدينة بحثا عن علاج لابنتها لأن الاعتقاد السائد لدى السلطات ان اللاجئ الذي يذهب الى المدينة لا يعود للمعسكر مرة أخرى! اضطرت للهرب من المعسكر وفي المدينة رفضوا علاج ابنتها بدون رسالة موافقة من إدارة المعسكر!
وحين تعرّض المعسكر للهجوم مات بسبب الهجوم رجل وزوجته تاركين أطفالا أصغرهم لا يعدو عمره ثمانية أشهر، وحين حاول الأطفال العودة للسودان توفي الطفل الرضيع في الطريق بسبب الإهمال وسوء التغذية. الاف الحوادث المروعة يعاني منها اهل هذه البلاد المنكوبة، أطفال يموتون بسبب المجاعة التي تصر حكومة بورتسودان على عدم إعلانها. في دارفور وغيرها من بقاع السودان، دارفور التي ومنذ أكثر من عقدين من الزمان تعاني ولا زال الناس يعانون في رحلة النزوح، ومن بقي في قراهم من القصف العشوائي والانتهاكات التي يرتكبها طرفا القتال، وحتى المعسكرات تتعرض للقصف ولهجمات المسلحين.
ويعاني النازحون داخل البلاد من الفقر واستغلال تجار الازمات، وتتعرض مواد الإغاثة للنهب، بل ان احدى المنظمات اكتشفت ان بعض الجهات النافذة تقوم باستبدال مواد الإغاثة التي تصل الى البلاد، بمواد غذائية منتهية الصلاحية توزعها للنازحين، بينما تأخذ مواد الإغاثة الجديدة طريقها للأسواق!
حتى من اختاروا المغادرة الى بلدان آمنة يعانون من شح الموارد بعد ان انقطعت الارزاق وضاعت الممتلكات، إضافة لتعقد إجراءات الإقامة وغلاء رسوم المعاملات، وقبل أشهر تعرضت احدى الاسر لمأساة حين شب حريق في بيتهم في القاهرة توفي على إثره عدد من أطفالهم، قالت الام بحسرة: هربنا بهم من الموت لنجد الموت هنا في انتظارنا!
مآسي لا تعد ولا تحصى، المشكلة انّ من ابتدروا هذه الحرب ويحرصون على استمرارها، لإغراق ثورة ديسمبر في وحل واقع جديد بجرائمه وانتهاكاته، وأملا في أن ينسى الناس جرائم عهدهم التي قادت للحرب الحالية.
المشكلة ان من يقفون خلف هذه الحرب لا تحرّك المآسي التي يتعرض لها المواطن في كل مكان من جراء هذه الحرب، لا تحرّك شعرة في رؤوسهم او ضمائرهم الميتة، فالانتهاكات تجاه المدنيين جزء من سياستهم خلال هذه الحرب (سياسة مراكمة الجرائم واستغلال ذلك لإحداث مزيد من الفتن والتباعد بين أبناء الوطن) نرى ذلك بوضوح في الانسحابات غير المبررة من بعض المدن تاركين أهلها دون حماية بعد احتفالهم مع المواطنين بنصر زائف، كأنهم يريدون توريط المواطنين مع المليشيا. بجانب القصف العشوائي الذي يودي بحياة العشرات يوميا. بل ان الانتهاكات تجاه المدنيين كانت ضمن الممارسات اليومية للنظام الانقاذي منذ انقلابه على الحكومة الديمقراطية في العام 1989.
لابد من توافق اهل بلادنا، لدفع المنظمات الاهلية لتقود مبادرات الحل السلمي. تنسيقية تقدم تقوم بعمل كبير، لكن لابد ان يقابله عمل مواز من داخل البلاد من أجل الضغط لإجبار الطرفين على وقف القتال. يمكن ان تبادر جهات مثل لجان المقاومة والإدارات الاهلية وغيرها من التنظيمات المدنية بالتواصل مع أطراف الحرب. ان القضية معقدة والجهات التي تقف وراء استمرار الحرب لن تتنازل قبل تحقق أهدافها. لكن الضغط الشعبي يمكن ان يشكل قوة دافعة لجهود وقف الحرب.
إنّ كل يوم يتواصل فيه الاقتتال يعني مزيدا من الضحايا الأبرياء، مزيدا من المعاناة للنازحين، يعني تفشي المجاعة والاوبئة. يعني مزيدا من الفتن التي تهدد وحدة هذه البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي.
#لا_للحرب

أحمد الملك

ortoot@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي يحذر من استمرار تدهور الأمن الغذائي في اليمن
  • طائرة المساعدات المصرية التي وصلت دمشق لن تكون الأخيرة (فيديو)
  • برنامج الأغذية العالمي: نحتاج 106 ملايين دولار لدعم النازحين السودانيين في ليبيا
  • الأمم المتحدة قلقة على النازحين في غزة بسبب الأمطار
  • ليبيا: برنامج الأغذية العالمي يكشف عن احتياجات تمويلية بـ106 ملايين دولار لدعم النازحين السودانيين
  • جمعة رجب.. ذكرى الدمار والمؤامرة التي هزّت اليمن والعالم
  • بسبب تراجع الدولار.. ارتفاع سعر الذهب العالمي
  • معاناة أهل بلادنا بسبب الحرب العبثية!
  • عليان يدشن توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي
  • مصر.. نحو 16 مليون سائح زاروا البلاد عام 2024