“بنوك صنعاء” في دائرة الاستهداف الأمريكي
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
تواصل الإدارة الأمريكية وبلا هوادة حربها الاقتصادية الشعواء على اليمن بحثاً عن انتصار وهمي يحفظ لها مكانتها بعد أن أسقط اليمنيون هيبتها، وتحولت حاملات طائراتها وأساطيلها وبوارجها الحربية وسلاحها البحري الأقوى، أضحوكة لدى شعوب العالم.
يأتي هذا بعد أشهر قليلة من افشال حكومة صنعاء للمؤامرة الاقتصادية الكبرى التي كانت تستهدف ملايين اليمنيين خدمة لصالح الكيان الصهيوني، وفي محاولة لثني القوات المسلحة عن أداء واجبها الديني والأخوي تجاه نصرة شعب غزة الذي يتعرض لأبشع جرائم العصر.
لم تصمد المؤامرة التي أحاكتها حكومة المرتزقة بإيعاز أمريكي سعودي إسرائيلي كثيراً، ففي منتصف العام المنصرم 2024، أصدر المرتزق أحمد غالب المعبقي المعين من تحالف العدوان والاحتلال محافظاً للبنك المركزي في عدن المحتلة، قراراً يهدف إلى تعطيل عمل البنوك التجارية في المحافظات "الحرة"، وقد تضمن القرار وقف التعامل مع 6 بنوك تجارية تتخذ من صنعاء مقراً رئيسياً لها، وهي: [بنك التضامن، بنك اليمن والكويت، مصرف اليمن والبحرين الشامل، بنك الأمل للتمويل الأصغر، بنك الكريمي للتمويل الأصغر، بنك اليمن الدولي]، وهو ما دفع السيد القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- إلى اطلاق تحذيرات شديدة اللهجة لدول العدوان، مهدداً بأنه سيتم استهداف بنوك الرياض، مقابل بنوك صنعاء، واصفاً تلك المؤامرة الاقتصادية بأنها لعبة خطيرة.
وعاودت واشنطن من جديد شن الحرب القذرة واللاإنسانية على الاقتصاد اليمني، لتعويض خسارتها عسكرياً بعد أن تعرضت لأكبر هزائمها في التاريخ على يد قوات صنعاء، حيث تحولت الخزانة الأمريكية إلى ورقة ابتزاز سياسية وسيف مسلط يستهدف الشعوب الحرة المناهضة للهيمنة الغربية والاستكبار العالمي.
وفي قرار مفاجئ أصدرت الخزانة الأمريكية مساء الجمعة 17 يناير 2025 عقوبات جديدة استهدفت من خلالها أحد أهم وأبرز البنوك التجارية في العاصمة صنعاء، وهو "بنك اليمن والكويت" تحت مسميات وذرائع عارية من الصحة ومجافية للحقيقة.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، فرض عقوبات على بنك اليمن والكويت للتجارة والاستثمار (Y.S.C) ومقره الرئيس صنعاء، تحت مزاعم الدعم المالي الذي يقدمه لجماعة "الحوثيين".
وتضمنت مزاعم واتهامات الخزانة الأمريكية، لبنك اليمن والكويت، "مساعدة الحوثيين في استغلال القطاع المصرفي اليمني لغسل الأموال وتحويل الأموال إلى حلفائهم، بما في ذلك حزب الله اللبناني".
وأضافت الخزانة الأمريكية، أنه تم إدراج "بنك اليمن والكويت" بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، المعدل، لمساعدته أو رعايته أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لأنصار الله أو دعمهم".
و قال وكيل وزارة الخزانة بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية "برادلي تي سميث": "يعتمد الحوثيون على عدد قليل من المؤسسات المالية الرئيسية مثل بنك اليمن والكويت للوصول إلى النظام المالي الدولي وتمويل هجماتهم المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، مؤكداً أن بلاده ملتزمة بتعطيل هذه القنوات غير المشروعة والعمل مع حكومة المرتزقة التابعة لتحالف العدوان والاحتلال، لضمان بقاء القطاع المصرفي في البلاد معزولًا عن نفوذ حكومة صنعاء.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطوات واشنطن وتحركاتها لتضييق الخناق على القطاع الخاص، فالعقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية على "بنك اليمن والكويت"، تأتي ضمن محاولات واشنطن لاستهداف الاقتصاد اليمني بعد الفشل الأمريكي في إيقاف الحظر المفروض من قبل قوات صنعاء على الكيان الصهيوني وشل الاقتصاد الإسرائيلي.
ولذا، فإن العقوبات التي طالت "بنك اليمن والكويت" أو أي عقوبات مستقبلية قد تطال البنوك الأخرى في مناطق سيطرة حكومة التغيير والبناء، يجب أن يتحمل مسؤوليتها بشكل مباشر ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فقرار الخزانة الأمريكية يؤكد المضي نحو تضييق الخناق على القطاع الخاص في اليمن واستخدام تلك العقوبات لتصفية حسابات مع كيانات تجارية واقتصادية.
وسبق لوزارة الخزانة الأمريكية أن وضعت "بنك اليمن والكويت" في دائرة الاستهداف منذ عام، وذلك بناء على بيانات وتقارير كيدية وكاذبة قدمتها حكومة الفنادق، للجانب الأمريكي في إطار التعاون الاستخباراتي بينهما.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
محنة الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر.. الاستهدافُ السابع للحاملة “ترومان”
يمانيون../
تتعرَّضُ حاملةُ الطائرات الأمريكية (يو إس إس هاري ترومان) للهيبِ النيران اليمنية المشتعلة في أقصى شمال البحر الأحمر، وإلى هذه اللحظة تعرَّضت لـ 7 عمليات هجومية منذ الثاني والعشرين من الشهر الماضي.
وتعد الحاملة “ترومان” من أكثر الحاملات الأمريكية تعرضًا للاستهداف اليمني، وكلما حاولت الاقتراب من المياه الإقليمية في البحر الأحمر، وتنفيذ غارات عدوانية على اليمن، تلجأ القواتُ المسلحة اليمنية إلى استهدافها، وإفشال كُـلّ خططها الهجومية، حتى باتت تنفذ العديد من التكتيكات الحديثة وتطور من عمليات الهروب السريع، كما قال السيد القائد عبد الملك الحوثي “يحفظه الله”.
ويمكن القول إن القوات المسلحة قد طورت من منظومة الفعل الهجومي بالشكل الذي يحقّق لها القدرة الكاملة على مهاجمة حاملات الطائرات بصورة استباقية في أي وقت، فقبل كُـلّ محاولة تقوم بها للتحَرّك للعدوان على البلاد، يتم استهدافها مباشرة، في عمل استباقي يفشل كُـلّ الخطط الأمريكية.
تفوق عسكري واستراتيجي:
وفي هذا السياق يقول الخبير والباحث العسكري زين العابدين عثمان: إن استهداف القوات المسلحة حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان”، لها دلالات كثيرة تؤكّـد أن قواتنا المسلحة وصلت إلى مستوى متقدم جِـدًّا في واقع جاهزيتها وكفاءتها الدفاعية، وقد نجحت -بفضل الله تعالى- في تطبيق مبدأ الردع الاستباقي ضد العدوّ الأمريكي الذي يعتبر مبدأً لا يمكن تطبيقُه إلا من قبل الدول الكبرى التي تمتلك قدرات ضاربة، وأداء عسكريًّا واستخباراتيًّا دقيقًا للغاية، مؤكّـدًا أن القوات المسلحة اليمنية حقّقت هذه النقلة الكبيرة -بعون الله تعالى- وقد نفّذت عمليات هجومية ضد حاملة الطائرات “ترومان” ومجموعتها البحرية للمرة السابعة على التوالي، وَعملت على إحباط أنشطتها العدوانية، ومطاردتها وإرغامها بشكل مُستمرّ على الانسحاب إلى أقصى البحر الأحمر شمالًا.
ويضيف أن الهجوم السابع على التوالي ضد “ترومان”، يختزل عامًا كاملًا من التفوق الصارم والنجاح المتميز الذي استطاعت من خلاله القوات المسلحة أن تفرضه على البحرية الأمريكية على طول مسار المواجهة”، مؤكّـدًا أن مستوى هذا النجاح شكل تفوقًا استراتيجيًّا غير مسبوق لقواتنا المسلحة، وأكسبها ميزة الفعل والسيطرة على دفة المعركة البحرية بالشكل الذي خفّف كلفة الخسائر نتيجة أي عدوان جوي على البلاد، وبالصورة التي جعلت العدوّ الأمريكي يعيش حالة الردع، والفشل الكامل لمختلف مخطّطاته وتحَرّكاته العدوانية في البحر الأحمر.
ويؤكّـد عثمان أن عملية الاستهداف لحاملة الطائرات “ترومان” هي سابقة عسكرية، وإذلال غير مسبوق لمحور القوة الأمريكية وهيبتها، فلم تتعرض هذه القطع لمثل هذا الاستهداف منذ الحرب العالمية الثانية، كما أن قواتنا المسلحة ومن خلال مثل هذه العمليات البطولية تمكّنت من بلوغ مستوى متقدم جِـدًّا في المواجهة، وفي واقع تطور قدراتها وتفوقها العسكري والاستراتيجي، خُصُوصًا في معارك أعالي البحار، منوِّهًا إلى أن كُـلّ التقديرات لم تتوقع أن يصنع اليمن هذا التحول العسكري الكبير في هذه المعركة؛ كونه لا يمتلك أساطيل أَو سفنًا حربية.
خسائر أمريكية بالمليارات:
وعن الخسائر الأمريكية خلال عام من الهزيمة والفشل، يؤكّـد عثمان أن الخسائر لا تقتصر على الأضرار العسكرية، بل تشمل نزيفًا ماليًّا هائلًا، حَيثُ تخسر واشنطن ما يقارب خمسمِئة وسبعينَ مليون دولار شهريًّا خلال معركتها البحرية الفاشلة في البحر الأحمر، مبينًا أن عمليات القوات المسلحة اليمنية مثّلت منتهى الدقة والشجاعة وقلبت الطاولة على الخطط الأمريكية وأظهرت هشاشة الأسطول الأمريكي ذي السُّمعة الزائفة.
ووفق الخبير العسكري عثمان، فَــإنَّ الخسائر المادية ليست سوى جزء من الصورة كما توثّق شهادات المسؤولين الأمريكيين والتي أكّـدت أن العمليات اليمنية المُستمرّة استنزفت الجاهزية القتالية للبحرية الأمريكية؛ فالتمديد المتكرّر لفترات انتشار السفن وحاملات الطائرات أَدَّى إلى إرهاق البنية العسكرية؛ مما يعني إصلاحات طويلة الأمد، وتقليصًا للأسطول المتاح، مع تسريع تقادم المعدات البحرية.
وخلال معركة “طوفان الأقصى” حركت الولايات المتحدة الأمريكية أساطيلها البحرية صوب البحر الأحمر؛ بهَدفِ حماية الملاحة الإسرائيلية من الحصار اليمني المحكم.
ومنذ يونيو الماضي تمكّنت القوات المسلحة اليمنية من استهداف حاملات الطائرات الأمريكية “أيزنهاور”، حتى هربت، ثم أكّـد السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- أن الحاملة “أيزنهاور” ستكون قيد الاستهداف إذَا دخلت إلى منطقة العمليات اليمنية في البحر الأحمر، وبالفعل لم تجرؤ هذه الحاملة من الدخول.
وفي خضم المواجهات المتصاعدة، استهدفت القوات المسلحة اليمنية الحاملة “إبراهام لينكولن” في البحر العربي أثناء الاستعداء والتحضير لهجوم جوي واسع على اليمن، ثم ما لبثت أن غادرت المنطقة تجر معها الخيبة والهزيمة.
وحتى كتابة التقرير، لا تزال المواجهة على أشدها بين القوات المسلحة اليمنية وحاملة الطائرات “هاري ترومان”، لكن جميع المؤشرات تدل على أنها في طريق المغادرة، وأن الضربات اليمنية صوب الحاملة تزيد من الأعباء على واشنطن، وأسطولها البحري في مياه البحر الأحمر.
المسيرة عباس القاعدي