كشف تحليل نشرته مجلة دولية عن مأزق حقيقي تعيشه مليشيا الحوثي، بعد أن أصبحت الذراع الإيرانية الوحيدة في المنطقة، عقب سقوط أذرعها في لبنان وسوريا، والتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. بذلك، خسرت مزاعمها حول العدوان على غزة وأفقدتها ذريعة تصعيد هجماتها في البحر الأحمر، التي كانت تهدف إلى الابتزاز والتهديد على المستويين المحلي والدولي، وأبرز تلك المحاولات كان الضغط على السعودية لدفع مليارات الدولارات لصالحها.

تقول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، في تحليل ترجمته وكالة "خبر"، إن "الحوثيين يدخلون العام الجديد في وضع أسوأ بكثير كمنظمة، بعد أن وقعت حماس وإسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار. تعطيلهم للتجارة العالمية وفقدانهم للشرعية ينذر بطريق وعر في المستقبل".

ويرى التحليل أنه "بعد أقل من عام ونصف من ظهورهم الكبير على الساحة الدولية، تبدو الخيارات الاستراتيجية للحوثيين أسوأ بكثير مما كانت عليه في أكتوبر 2023"، وهو الشهر الذي شنت فيه حركة حماس هجوماً على إسرائيل نشبت عنه حرب طاحنة بين الطرفين. دفع هذا الصراع، في 19 نوفمبر من العام نفسه، طهران إلى توجيه ذراعها في اليمن (مليشيا الحوثي) لشن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، تحت إشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني.

أزمة الشرعية

ووفقاً للمجلة، فإن "جماعة مثل الحوثيين، كحزب الله، تُعرف بالحكم الفاسد". وأكد التحليل أن "ادعاءهم بالشرعية لا يعتمد على تعزيز الاقتصاد المزدهر أو احترام إرادة الشعب عبر الانتخابات الوطنية -حيث إن هذين الأمرين معدومان تماماً- بل يرتكز على سردية المقاومة". وهي السردية التي تعمل تحت إمرة طهران، وتنفذ أجندتها الخاصة، بعكس ما تزعم أنه مواجهة لإسرائيل وغيرها.

يستعرض التحليل أبرز النقاط التي تستخدمها مليشيا الحوثي للحفاظ على بقائها وحمايتها من أي ضربات عسكرية أو سياسية، متخفية خلف شعارات "المقاومة" الذي ترفعه بمعية أذرع إيران في المنطقة.

ويضيف: "للحفاظ على هذه السردية، يستمرون في إثارة التوترات مع الأطراف الخارجية لتشويه صورة الكيانات المحلية، وبالتالي تصوير أنفسهم كـ"مدافعين" عن البلاد". كما أن سردية "القوى الأجنبية التي تقوض البلاد" تُستخدم كذريعة لصرف اللوم عن إخفاقاتهم في الحكم.

مأزق استراتيجي

يرى التحليل أنه "رغم اعتبار الحوثيين آخر من تبقى في محور المقاومة، يبدو أنهم في وضع أسوأ استراتيجياً". وأشارت المجلة إلى أن "هجماتهم على إسرائيل أكسبتهم احتراماً جديداً من الحرس الثوري الإيراني وبعض الفصائل المعادية لإسرائيل في العالم العربي، رغم أنهم لا يتمتعون بشعبية كبيرة في وطنهم اليمن". إلا أن هذا الاحترام لا يعكس الصورة الكاملة.

وعلى المستوى الاستراتيجي، أوضح التحليل أن النظام الذي يتمتع بموقع جيد ينبغي أن يمتلك خيارات تعزز مصالحه الأساسية. ولأن الحوثيين يفتقدون كلياً لهذا الامتياز، فقد فشلوا في استغلال الفرص المتاحة خلال ذروة قوتهم في عامي 2022 و2023. على سبيل المثال، رفضوا "عرض السلام السخي من السعودية" واستمروا في "زيادة الضغط لانتزاع المزيد من التنازلات من المملكة".

تصعيد انتحاري

الضغوط الدولية على التحالف العربي والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً للقبول بتسوية سياسية بعيداً عن الحسم العسكري لم تكن السبب الرئيسي وراء تهرب الحوثيين من أي تسوية. بل يعود ذلك إلى محاولاتهم استغلال ما وصفه التحليل بـ"يأس السعودية الواضح للخروج من الصراع". لذلك، اختار الحوثيون تأخير التوقيع على أي اتفاق، محاولين انتزاع المزيد من المكاسب.

مع تراجع ورقة "حرب غزة"، يتوقع التحليل أن يلجأ الحوثيون إلى تصعيد جديد ضد السعودية، من خلال استهداف البنية التحتية الحيوية أو المناطق الحدودية للضغط على المملكة. ولكن مثل هذا التصعيد قد تكون نتائجه كارثية، خاصة في ظل الدعم المتوقع لمحمد بن سلمان من الرئيس الأمريكي القادم، دونالد ترامب.

وأشار التحليل إلى أن "أي تصعيد من قبل الحوثيين قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويعرض احتمالات التوصل إلى اتفاق للخطر، وربما يدفع السعوديين إلى موقف أكثر تشدداً في دعم التحالف المناهض للحوثيين".

فرص ضائعة

من بين الخسائر التي مُنيت بها المليشيا نتيجة تهربها من التوقيع على خارطة الطريق، اكتسبت القوات المناهضة للحوثيين زخماً جديداً.

وأوضح التحليل أنه بينما كان من المتوقع أن يؤدي اتفاق سعودي-حوثي إلى إضعاف هذه القوات، أصبحت المخاطر التي يشكلها توسع الحوثيين واضحة للجميع.

ورجح التحليل أن تحصل القوات اليمنية المناهضة للحوثيين على المزيد من الموارد والأسلحة والتدريب. في حين يسعى الحوثيون خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى اختبار خيارات مختلفة، أبرزها استمرار الهجمات على إسرائيل وحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، إضافة إلى تصعيد ضغوطها على السعودية والقوات العسكرية اليمنية المناهضة لها، وجميعها لغرض قياس مدى قوة رد الفعل.

ولم يستبعد أن يقابل التصعيد الحوثي بـ"مقاومة كبيرة على جميع الجبهات". وهُنا سيجدون أنفسهم مضطرين على "الاختيار بين الخيارات الأفضل أو السيئة إذا كانوا يريدون الحفاظ على الاحتكاك اللازم لتبرير بقاء سيطرتهم".

والأكثر أهمية من كل ذلك، أن ضمان أن يواجه الحوثيون مقاومة حازمة لكل مغامراتهم الإقليمية سيجعل معضلاتهم الاستراتيجية أكثر صعوبة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: التحلیل أن

إقرأ أيضاً:

إعدام مصري وسوداني.. السعودية تكشف تفاصيل 3 إعدامات نُفذت وهويات المحكوم عليهم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أعلنت وزارة الداخلية السعودية، الخميس، تنفيذ 3 أحكام بالإعدام في 3 قضايا منفصلة منها لوافد مصري أقدم على قتل مواطن سعودي في منطقة مكة المكرمة، كاشفة تفاصيل القضايا.

وقالت الداخلية في بيان: "أقدم سيد صبحي الدين سيد موسى - مصري الجنسية - على قتل عبدالله بن محمد بن صالح آل عصمان - سعودي الجنسية -، وذلك بإطلاق النار عليه مما أدى إلى وفاته.. وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصة صدر بحقه حُكم يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله قصاصًا، وأصبح الحُكم نهائياً بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا.. وتم تنفيذ حُكم القتل قصاصاً بالجاني يوم الخميس بتاريخ 16 / 7 / 1446هـ، الموافق 16 / 1 / 2025م بمنطقة مكة المكرمة".

وفي قضية ثانية، قالت الداخلية السعودية: "أقدم إسماعيل محمد حسين آدم - سوداني الجنسية - على قتل / سويحل بن مطلق بن ملفي البقمي - سعودي الجنسية -، وذلك بخنقه، مما أدى إلى وفاته، وبفضل من الله تمكّنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصّة، صدر بحقه حكمٌ يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله قصاصًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمرٌ ملكيٌ بإنفاذِ ما تقرر شرعًا، وتم تنفيذ حكم القتل قصاصًا بالجاني / إسماعيل محمد حسين آدام - سوداني الجنسية - يوم الخميس بتاريخ 16 / 7 / 1446هـ، الموافق 16 / 1 / 2025م بمنطقة الرياض".

وفي قضية ثالثة منفصلة، قالت الداخلية: " أقدم دخيل الله بن جلباخ بن سالم الرويلي - سعودي الجنسية - على تهريب أقراص الإمفيتامين المخدرة إلى المملكة، وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصة؛ صدر بحقه حكم يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله تعزيراً، وأصبح الحكم نهائيًا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا.. وتم تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بالجاني يوم الخميس 16 / 7 / 1446هـ، الموافق 16 / 1 / 2025م بمنطقة الجوف".

وأضافت الداخلية في بياناتها: "وزارة الداخلية إذ تعلن عن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية في كل من يتعدى على الآمنين ويسفك دماءهم وينتهك حقهم في الحياة، وتحذر في الوقت نفسه كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.. والله الهادي إلى سواء السبيل".

مقالات مشابهة

  • هل ينهي اتفاق غزة هجمات الحوثيين؟
  • مصر تكشف عن عدد الشاحنات التي ستدخل غزة من رفح يوميا
  • إعدام مصري وسوداني.. السعودية تكشف تفاصيل 3 إعدامات نُفذت وهويات المحكوم عليهم
  • النفط ينخفض نحو دولار مع توقع وقف الحوثيين هجماتهم على الشحن
  • زعيم الحوثيين: سنراقب اتفاق غزة وسنهاجم إسرائيل إذا تراجعت
  • توقعات بوقف الحوثيين هجمات البحر الأحمر مع اتفاق غزة
  • شركة «آبل» تكشف الإلكترونيات والهواتف التي ستطلقها هذا العام
  • روسيا تكشف سبب تصعيد هجماتها على البنية التحتية في أوكرانيا
  • الولايات المتحدة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي ستدخلها لغزة