الجزيرة:
2025-03-26@12:41:08 GMT

ملامح الدور المصري لإنهاء الحرب على غزة

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

ملامح الدور المصري لإنهاء الحرب على غزة

القاهرة- "هذا الاتفاق لم يكن ليتحقق لولا الدور الجوهري والتاريخي الذي تضطلع به مصر في الشرق الأوسط والتزامها بالدبلوماسية لحل النزاعات"، هكذا لخص الرئيس الأميركي، جو بايدن، الدور المصري حيال التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأشار، في اتصال هاتفي بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أجري عقب الإعلان عن الاتفاق، إلى الدور الذي لعبته القاهرة كوسيط خلال عملية التفاوض.

ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة، تحاول القاهرة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وأبرزهم قطر والولايات المتحدة، التوصل إلى اتفاق يقر التهدئة في القطاع.

واعتبر رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحفي، اتفاق إنهاء الحرب على غزة بمثابة نجاح للدبلوماسية المصرية وأعمال الوساطة التي تمت على مدار الأشهر الماضية.

في حين قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات صحفية، إن الوسطاء سيكون لديهم غرفة عمل تشرف على الاتفاق في القاهرة.

وزير الصحة المصري يصل مطار العريش لمتابعة جاهزية المستشفيات لنقل المصابين من غزة (مواقع التواصل) جهود مصرية

في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استضافت مصر قمة "القاهرة للسلام"، وأعلنت خلالها إدانة استهداف المدنيين في غزة ورفض تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية والقطاع.

إعلان

وتضافرت جهود الشركاء الإقليميين والدوليين مع القاهرة لتثبيت هدنة في اليوم الـ48 من العدوان الإسرائيلي، بموجبها تم إطلاق سراح 50 محتجزا إسرائيليا في غزة، وتحرير 150 فلسطينيا من سجون الاحتلال.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، قدمت مصر مقترحا لإنهاء الحرب، وفي مايو/أيار الماضي قدمت مقترحا آخر تم الأخذ ببعض بنوده، وفق مراقبين، ضمن الاتفاق النهائي.

وشهدت القاهرة، خلال شهري فبراير/شباط، ومارس/آذار الماضيين، سلسلة من المحادثات، تنوعت بين لقاءات الوسطاء وجولات تفاوض غير مباشرة بمشاركة ممثلين عن حماس وإسرائيل.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت مصر عزمها التدخل رسميا لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، للنظر في انتهاكات قوات الاحتلال في غزة.

متطوعون من الهلال الأحمر المصري أمام معبر رفح استعدادا لإعادة تشغيله (مواقع التواصل) مصير معبر رفح

وفق الاتفاق المبرم، سيتم تشغيل معبر رفح استنادا إلى مشاورات أغسطس/آب الماضي مع مصر، حيث كانت القاهرة أعلنت إغلاق المعبر، "بعدما أصبح مسرحا لعمليات عسكرية"، وفق تصريحات لوزير الخارجية المصري.

ويبدو أن القاهرة تستعد بجاهزية لوجيستية لفتح المعبر فور سريان وقف النار، حيث وصل، اليوم السبت، إلى مطار العريش وزيرا الصحة والتضامن الاجتماعي، لتفقد الاستعدادات المتعلقة بنقل المساعدات الإنسانية لغزة وجاهزية المستشفيات بشمال سيناء لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.

وتتحدث وسائل إعلام مصرية عن ألف شاحنة من المساعدات المحلية والعربية والدولية تم تخزينها في مواقع لوجيستية مجهزة، وهي في انتظار فتح المعبر.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع أن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل السماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل الوقود، مع تخصيص 300 شاحنة لشمال القطاع.

وذلك ما يتفق مع التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية المصري الذي أكد استهداف القاهرة فتح المعبر في أقرب وقت "للسماح بدخول 600 شاحنة يوميا، لأن الناس يتضورون جوعا على الأرض"، وفق قوله.

إعلان

بدورها، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إجراء التكتل محادثات لإحياء مهمة مدنية لمراقبة معبر رفح من أجل ضمان الاستقرار على الحدود.

وفيما يتعلق بإعادة إعمار القطاع، تضمن الاتفاق المبرم لإنهاء الحرب، البدء بتنفيذ الترتيبات اللازمة لإعادة إعمار شامل للمنازل والبنية التحتية، وتعويض المتضررين تحت إشراف عدة دول ومنظمات، بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.

وأعلن وزير الخارجية المصري، خلال مؤتمر صحفي، استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار بالقطاع.

محددات الموقف

ورأى أستاذ العلوم السياسية، خيري عمر، أنه ومنذ اندلاع الحرب على غزة ركزت مصر على محاور أساسية، وهي التخفيف من آثار العدوان بحيث لا يتفاقم إلى "حرب فتاكة أو شاملة"، وألا يطاح بالطرف الفلسطيني خلال المفاوضات، إضافة إلى الإسراع نحو مبادرات تسوية من أجل إنهاء الحرب.

وعن محددات الدور المصري حيال الاتفاق الأخير، رأى المتحدث ذاته، في حديث للجزيرة نت، أن القاهرة تمسكت بحرصها على عدم تمدد الحرب خارج القطاع سواء في الضفة الغربية أو سيناء أو حتى لبنان، واستطرد "ترى القاهرة أن الحفاظ على أمن القطاع هو ضرورة أساسية لأمن مصر".

من ذلك المنطلق، ظلت مصر حريصة على أن تكون طرفا أساسيا في المفاوضات دون التزحزح عن قناعة أن تكون قيادة غزة للفلسطينيين سواء للسلطة في الضفة أو سلطة مشتركة بين حماس والضفة، حسب قراءة المحلل السياسي للمشهد.

وتوقع المحلل نفسه أن تحرص القاهرة خلال الفترة القادمة على الإسراع في إعادة إعمار القطاع "بحيث لا تكون هناك أي فرصة تفكك اجتماعي أو أمني داخل غزة".

تهميش لمصر!

بينما اعتبر الكاتب الصحفي المختص بالشأن الأميركي، محمد السطوحي، الاتصال "المتأخر" الذي أجراه بايدن بالسيسي والثناء على الدور المصري بمثابة محاولة لتهدئة التوتر كون القاهرة شعرت بالتهميش خلال المفاوضات الأخيرة.

إعلان

وأضاف، للجزيرة نت، أنه لا يمكن الاستغناء عن الدور المصري بحكم الجغرافيا قبل كل شيء خلال عملية متابعة الاتفاق وتنفيذه.

وأردف "لا بد من لجان مراقبة لعملية الانسحاب، ومن الممكن تشكيل قوة أمنية مؤقتة، ومن المؤكد أن مصر سيكون لها دور فيها، إضافة إلى الأمور اللوجيستية ونقل المساعدات الإنسانية ونقل المصابين وعملية الإعمار"

ومعبر رفح هو الأهم في المرحلة القادمة، وفق رؤية السطوحي، متوقعا ألا تكون إسرائيل متعاونة بما يكفي خصوصا في مرحلة الإعمار "فهي بالكاد تسمح بمرور أقل القليل من الطعام والدواء".

وأكد الكاتب على حرص القاهرة على إعادة إعمار القطاع واستقراره أمنيا، "ليس فقط لأسباب إنسانية، ولكن حتى لا يتحول إلى منطقة تفريخ عناصر إرهابية تهدد الأمن بسيناء".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخارجیة المصری الدور المصری معبر رفح على غزة

إقرأ أيضاً:

"لن تنتهي بكبسة زر".. باحث: محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا لن تكون قصيرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد صدقي زاهر عثمان باحث في الشؤون الروسية، أن هناك تفاؤلًا أكبر هذه المرة بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء في الأزمة الحالية، مشيرًا إلى أن المحادثات التي تجري حاليًا أخذت مسارًا معينًا يبعث على الأمل.
وأوضح، أن هذه المفاوضات لن تكون سريعة وأن الحرب أو العمليات العسكرية لن تنتهي فورًا بضغطة زر، ولكن هناك تفاؤلًا بمحادثات معينة.
وأشار في تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأمريكي والروسي كان بشأن وقف استهداف منشآت الطاقة، رغم أن الاتفاق لم يكن رسميًا وكان هناك انتهاكات من كلا الطرفين بعد هذا الحديث.
وذكر، أن الطرف الروسي أبدى التزامًا شفهيًا بعدم استهداف منشآت الطاقة، وهو ما يعكس جدية روسيا في الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع الرئيس الأمريكي، ورغم التوترات الأوكرانية، فقد أكد أن الرئيس الروسي بوتين قد أمر باستمرار الالتزام بعدم استهداف المنشآت للطاقة، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو الاستقرار في هذا المجال.
وأوضح أن التفاؤل الثاني يتعلق بتخفيف حدة العمليات العسكرية في جبهة البحر الأسود، التي كانت من أكثر الجبهات سخونة منذ بداية العمليات العسكرية في 2022، ففي السابق، كانت هناك معارك عنيفة واستهدافات لموانئ مثل ميناء أوديسا وجزيرة الثعابين، فضلاً عن محاولات إنزال بحري.


وواصل: "ومع بداية عام 2024، بدأ الوضع في البحر الأسود يهدأ، وأصبحت المحادثات الجارية في الرياض تتطرق إلى إنهاء العمليات العسكرية البحرية في جميع الجبهات".

 

مقالات مشابهة

  • "هدنة بحرية" واعتماد على واشنطن.. تفاصيل الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا
  • رئيس الوزراء يستعرض ملامح اتفاق الخدمات الاستشارية لتوسيع نطاق مُشاركة القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المطارات
  • مفاوضات مكثفة في الرياض لإنهاء الحرب بأوكرانيا
  • "لن تنتهي بكبسة زر".. باحث: محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا لن تكون قصيرة
  • باحث: محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا لن تكون قصيرة
  • رئيس الوزراء يستعرض ملامح اتفاق الخدمات الاستشارية لتوسيع نطاق مُشاركة القطاع الخاص
  • وفد أوكراني وأمريك يبدآن محادثات في السعودية
  • مسؤولون يجتمعون بالسعودية في مسعى لإنهاء الحرب الأوكرانية
  • ويتكوف: الرئيس الروسي يريد السلام.. ومهمتنا تضييق الخلافات
  • الرئيس الأوكراني يطالب حلفاءه بممارسة ضغوط جديدة على موسكو لإنهاء الحرب