الجزيرة:
2025-01-19@00:04:24 GMT

ملامح الدور المصري لإنهاء الحرب على غزة

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

ملامح الدور المصري لإنهاء الحرب على غزة

القاهرة- "هذا الاتفاق لم يكن ليتحقق لولا الدور الجوهري والتاريخي الذي تضطلع به مصر في الشرق الأوسط والتزامها بالدبلوماسية لحل النزاعات"، هكذا لخص الرئيس الأميركي، جو بايدن، الدور المصري حيال التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأشار، في اتصال هاتفي بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أجري عقب الإعلان عن الاتفاق، إلى الدور الذي لعبته القاهرة كوسيط خلال عملية التفاوض.

ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة، تحاول القاهرة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وأبرزهم قطر والولايات المتحدة، التوصل إلى اتفاق يقر التهدئة في القطاع.

واعتبر رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحفي، اتفاق إنهاء الحرب على غزة بمثابة نجاح للدبلوماسية المصرية وأعمال الوساطة التي تمت على مدار الأشهر الماضية.

في حين قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات صحفية، إن الوسطاء سيكون لديهم غرفة عمل تشرف على الاتفاق في القاهرة.

وزير الصحة المصري يصل مطار العريش لمتابعة جاهزية المستشفيات لنقل المصابين من غزة (مواقع التواصل) جهود مصرية

في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استضافت مصر قمة "القاهرة للسلام"، وأعلنت خلالها إدانة استهداف المدنيين في غزة ورفض تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية والقطاع.

إعلان

وتضافرت جهود الشركاء الإقليميين والدوليين مع القاهرة لتثبيت هدنة في اليوم الـ48 من العدوان الإسرائيلي، بموجبها تم إطلاق سراح 50 محتجزا إسرائيليا في غزة، وتحرير 150 فلسطينيا من سجون الاحتلال.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، قدمت مصر مقترحا لإنهاء الحرب، وفي مايو/أيار الماضي قدمت مقترحا آخر تم الأخذ ببعض بنوده، وفق مراقبين، ضمن الاتفاق النهائي.

وشهدت القاهرة، خلال شهري فبراير/شباط، ومارس/آذار الماضيين، سلسلة من المحادثات، تنوعت بين لقاءات الوسطاء وجولات تفاوض غير مباشرة بمشاركة ممثلين عن حماس وإسرائيل.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت مصر عزمها التدخل رسميا لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، للنظر في انتهاكات قوات الاحتلال في غزة.

متطوعون من الهلال الأحمر المصري أمام معبر رفح استعدادا لإعادة تشغيله (مواقع التواصل) مصير معبر رفح

وفق الاتفاق المبرم، سيتم تشغيل معبر رفح استنادا إلى مشاورات أغسطس/آب الماضي مع مصر، حيث كانت القاهرة أعلنت إغلاق المعبر، "بعدما أصبح مسرحا لعمليات عسكرية"، وفق تصريحات لوزير الخارجية المصري.

ويبدو أن القاهرة تستعد بجاهزية لوجيستية لفتح المعبر فور سريان وقف النار، حيث وصل، اليوم السبت، إلى مطار العريش وزيرا الصحة والتضامن الاجتماعي، لتفقد الاستعدادات المتعلقة بنقل المساعدات الإنسانية لغزة وجاهزية المستشفيات بشمال سيناء لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.

وتتحدث وسائل إعلام مصرية عن ألف شاحنة من المساعدات المحلية والعربية والدولية تم تخزينها في مواقع لوجيستية مجهزة، وهي في انتظار فتح المعبر.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع أن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل السماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل الوقود، مع تخصيص 300 شاحنة لشمال القطاع.

وذلك ما يتفق مع التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية المصري الذي أكد استهداف القاهرة فتح المعبر في أقرب وقت "للسماح بدخول 600 شاحنة يوميا، لأن الناس يتضورون جوعا على الأرض"، وفق قوله.

إعلان

بدورها، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إجراء التكتل محادثات لإحياء مهمة مدنية لمراقبة معبر رفح من أجل ضمان الاستقرار على الحدود.

وفيما يتعلق بإعادة إعمار القطاع، تضمن الاتفاق المبرم لإنهاء الحرب، البدء بتنفيذ الترتيبات اللازمة لإعادة إعمار شامل للمنازل والبنية التحتية، وتعويض المتضررين تحت إشراف عدة دول ومنظمات، بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.

وأعلن وزير الخارجية المصري، خلال مؤتمر صحفي، استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار بالقطاع.

محددات الموقف

ورأى أستاذ العلوم السياسية، خيري عمر، أنه ومنذ اندلاع الحرب على غزة ركزت مصر على محاور أساسية، وهي التخفيف من آثار العدوان بحيث لا يتفاقم إلى "حرب فتاكة أو شاملة"، وألا يطاح بالطرف الفلسطيني خلال المفاوضات، إضافة إلى الإسراع نحو مبادرات تسوية من أجل إنهاء الحرب.

وعن محددات الدور المصري حيال الاتفاق الأخير، رأى المتحدث ذاته، في حديث للجزيرة نت، أن القاهرة تمسكت بحرصها على عدم تمدد الحرب خارج القطاع سواء في الضفة الغربية أو سيناء أو حتى لبنان، واستطرد "ترى القاهرة أن الحفاظ على أمن القطاع هو ضرورة أساسية لأمن مصر".

من ذلك المنطلق، ظلت مصر حريصة على أن تكون طرفا أساسيا في المفاوضات دون التزحزح عن قناعة أن تكون قيادة غزة للفلسطينيين سواء للسلطة في الضفة أو سلطة مشتركة بين حماس والضفة، حسب قراءة المحلل السياسي للمشهد.

وتوقع المحلل نفسه أن تحرص القاهرة خلال الفترة القادمة على الإسراع في إعادة إعمار القطاع "بحيث لا تكون هناك أي فرصة تفكك اجتماعي أو أمني داخل غزة".

تهميش لمصر!

بينما اعتبر الكاتب الصحفي المختص بالشأن الأميركي، محمد السطوحي، الاتصال "المتأخر" الذي أجراه بايدن بالسيسي والثناء على الدور المصري بمثابة محاولة لتهدئة التوتر كون القاهرة شعرت بالتهميش خلال المفاوضات الأخيرة.

إعلان

وأضاف، للجزيرة نت، أنه لا يمكن الاستغناء عن الدور المصري بحكم الجغرافيا قبل كل شيء خلال عملية متابعة الاتفاق وتنفيذه.

وأردف "لا بد من لجان مراقبة لعملية الانسحاب، ومن الممكن تشكيل قوة أمنية مؤقتة، ومن المؤكد أن مصر سيكون لها دور فيها، إضافة إلى الأمور اللوجيستية ونقل المساعدات الإنسانية ونقل المصابين وعملية الإعمار"

ومعبر رفح هو الأهم في المرحلة القادمة، وفق رؤية السطوحي، متوقعا ألا تكون إسرائيل متعاونة بما يكفي خصوصا في مرحلة الإعمار "فهي بالكاد تسمح بمرور أقل القليل من الطعام والدواء".

وأكد الكاتب على حرص القاهرة على إعادة إعمار القطاع واستقراره أمنيا، "ليس فقط لأسباب إنسانية، ولكن حتى لا يتحول إلى منطقة تفريخ عناصر إرهابية تهدد الأمن بسيناء".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخارجیة المصری الدور المصری معبر رفح على غزة

إقرأ أيضاً:

بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ما مستقبل المسيحيّين بالقطاع؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد يوم 15 يناير2025، تاريخ غير عاديّ ولحظة غير عابرة في الأراضي المقدّسة، فبعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من القتال العنيف، أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية التوصّل رسميًّا إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. خطوة انتظرها كثيرون، ستدخل حيّز التنفيذ يوم الأحد المقبل 19 يناير، فما تفاصيل الاتفاق؟ وما مستقبل مسيحيّي القطاع الذين أنهكتهم الحرب وعصفت بأرواحهم وأرزاقهم؟

يتضمن الاتفاق في مرحلته الأولى، التي تمتد ستة أسابيع، انسحابًا تدريجيًّا للقوات الإسرائيلية من وسط غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع. 

كما يتيح الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، مع تحديد 600 شاحنة تنقل المساعدات يوميًّا من بينها 50 محمّلة بالوقود و300 مخصّصة للشمال.

وفي إطار عملية تبادل الأسرى، نصّ الاتفاق على إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًّا، بينهم نساء وأطفال وكبار في السنّ، بينما يُطلَق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع التركيز على تحرير المحتجزين الأحياء أوّلاً، على أن تليها مرحلة استعادة الجثامين.

مستقبل المسيحيّين في غزة
على الرغم من الصعوبات التي واجهها المجتمع المسيحيّ في غزة نتيجة الحرب، يظلّ الأمل قائمًا بأن يكون له دور في بناء المستقبل. 

عانى المسيحيون أشدّ معاناة بسبب التصعيد العسكري، وفقد نحو 45 شخصًا منهم حياتهم، بينما أصيب كثيرون بجروح متفاوتة. 

وفي قائمة ضحايا هذا النزاع، قُتل 20 شخصًا في هجوم استهدف كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، فيما سقطت امرأتان برصاص قنص في رعية العائلة المقدسة الكاثوليكية.

 كما توفي 23 آخرون بسبب أمراض مزمنة إذ لم يتوفّر لهم العلاج اللازم بعد تدمير المنشآت الصحّية ونقص الإمدادات الطبّية.

ولم تقتصر الأثمان والخسائر على البشر. فقد تضرّرت البنية التحتية بشكل كبير، ما دفع عائلات مسيحية عدة إلى النزوح. 

وفي غمرة موجة المغادرة، انخفض عدد المسيحيين في القطاع من نحو 1017 شخصًا قبل الحرب إلى قرابة 600 حاليًّا. 

وعلى الرغم من سوء الظروف وتفاقمها، صمد المسيحيون تحت سقف كنيستهم متسلّحين بإيمانهم ورجائهم. بل أظهروا تضامنًا مع باقي سكّان القطاع، فواظبوا على الصلاة وقدّموا المساعدات الإنسانية لكلّ من قصد كنيستهم واتخذها ملجأً، مؤكّدين أهمّية العيش المشترك وسط الأزمة.

وفي قداس عيد الميلاد الأخير الذي ترأسه بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، في قلب كنيسة العائلة المقدسة-غزة، كانت رسالة الأمل. إذ قال بيتسابالا يومها: «عاجلًا أم آجلًا ستنتهي هذه الحرب، وعند انتهائها، سنبني كلّ شيء». 

وأكّد دعمه الكامل لأبناء غزة: «كونوا على ثقة دائمة بأننّا لن نترككم أبدًا، وسنفعل كلّ شيء لدعمكم ومساندتكم… نحن نحبّكم. لا تخافوا أبدًا، ولا تستسلموا». كلمات قليلة بوقعٍ كبيرٍ، زرعت في نفوس مسيحيّي غزة جرعات أمل وحضّتهم على التمسّك بخيار البقاء والإسهام في عملية إعادة بناء بيوتهم وترميم نفوسهم، ومواجهة تحدّيات ما بعد الحرب بإيمان وثبات.

وبالنظر إلى المستقبل، تظلّ الأسئلة حول قدرة مسيحيي غزة على الاستمرار في هذه الظروف القاسية قائمة ومشروعة. 

فعلى الرغم من أنّ أبواب الرحيل ستُفتح أمامهم خوفًا من تكرار هذا الكابوس، يؤثِر كثيرون منهم عدم قطع خيط الأمل باستعادة مدينتهم حياتها. 

ويريد هؤلاء أن يبقوا جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع الفلسطيني. يرفضون إفراغ القطاع تمامًا من مسيحيّيه. ولكن، في المقابل يعون جيّدًا أنّ ضمان استمراريتهم يتطلّب دعمًا مستدامًا من كنيستهم ومن المجتمع الدولي، بالإضافة إلى خطوات عمليّة تصون أمنهم وتؤمّن حقوقهم.

مقالات مشابهة

  • «المستقلين الجدد»: الدور المصري في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مهم
  • وزير الخارجية الأمريكي يتحدث عن شرط جديد لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • كاتب صحفي : ما تحقق من نتائج تثمين للدور المصري الكبير منذ بداية أزمة غزة
  • كاتب صحفي: الساعات الماضية كشفت حجم الدور المصري في التهدئة بغزة
  • الدور على السودان وليبيا واليمن
  • وائل الدحدوح: الاحتلال سيمعن في القتل خلال اليومين المقبلين
  • غزة تضمد جراحها| استعدادات دولية لتخفيف آثار الحرب.. وإشادة بالدور المصري
  • بايدن وترامب يتحدان لإنهاء الحرب في غزة.. اتفاق تاريخي قبل انتقال السلطة
  • بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة.. ما مستقبل المسيحيّين بالقطاع؟