اليمن.. ومسارُه التصاعدي في إسناد غزة
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
زهران القاعدي
على وقع عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الإسلامية في غزة يوم السبت، 7 أُكتوبر 2023، ضد كيان الاحتلال، وما لحقها من جرائم صهيونية٬ وحرب جنونية ضد سكان غزة.
دخل اليمن في إطار المساندة لمقاومة غزة الأبيّة ضد جرائم العدوّ الصهيوني، ومشجعًا للحق الفلسطيني٬ بمسيرات شعبيّة، ومسارات عسكرية بمراحل تصاعدية٬ وخطط عملياتية مدروسة٬ مستفيدًا من موقعه الجغرافي، ومنطلقًا من أَسَاس هويته الإيمانية، ومتحَرّكًا بوعي وحكمة قيادته الربانية التي غرست فيه روح القيم الإسلامية والإنسانية٬ الرافضة للظلم بكل أشكاله وأنواعه.
واستجابة للتوجيهات الإلهية القرآنية الداعية لنصرة المظلومين٬ اندمج اليمن في إسناد غزة، إلى جانب جبهات إسناد متعددة٬ وشارك بخمس مراحل تصعيدية؛ للضغط على الكيان الصهيوني لإيقاف حربه على غزة، وكان اليمن الجبهة الفاعلة والمؤثرة٬ التي تحطمت عليها كُـلّ المكائد الصهيونية٬ وفشلت أمام إصرارها تحالفات شيطانية.
استمر اليمن في إسناد غزة من أول يومٍ في المعركة٬ وآخذ تدريجيًّا بمراحله التصاعدية في محاصرة الملاحة التجارية الإسرائيلية٬ ومع كُـلّ مرحلة تصعيدية يطور من قدراته العسكرية٬ ويوسع من نطاق مسرح عملياته البحرية والبرية٬ فمن البحر الأحمر وباب المندب، إلى خليج عدن والبحر العربي٬ إلى المحيط الهندي والبحر المتوسط٬ ومن أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلّة٬ إلى عسقلان ويافا إلى جنوب حيفا شمالي فلسطين.
على مدى خمسة عشر شهرًا من المعركة٬ كان اليمن يواجه التصعيد الإسرائيلي في غزة٬ بتصعيد وانتقال في مراحل عملياته ضد كيان العدوّ، وفي كُـلّ مرة كان يفرض المعادلة، ويؤسس حقبة جديدة ترسم زوال الهيمنة والغطرسة الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية إلى الأبد وبدون رجعة.
استخدم اليمن أسلحة متنوعة في نصرة غزة، للتغلب على المعوقات الجغرافية، والتحديات التقنية التي يملكها الكيان الإسرائيلي٬ وَجميع حُماته على امتداد البر والبحر٬ فقد صنع وطور وابتكر أسلحة٬ تغلبت على قيود الجغرافيا٬ وأسلحة الغرب وَإمْكَاناته وقدراته.
رافق المسار التصاعدي لليمن في إسناد غزة عسكريًّا، مساراً إسنادياً شعبيًّا، لا يقل ضراوة وبأسًا على المسار العسكري، وكان له أهميّة كبيرة في معركة الإسناد التي يخوضها اليمن لأكثر من عام على كافة المستويات، ونَصرَ وَانتصر اليمن لغزة٬ وما زال يتوعد بنصرتها في مراحل وجولات قادمة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی إسناد غزة
إقرأ أيضاً:
إسنادُ يمن الإيمان يُجبِرُ الكيان على وقف العدوان
حميد عبدالقادر عنتر
الضربات الصاروخية اليمنية على أمريكا في البحر الأحمر وعلى الكيان الصهيوني اللقيط تجبر حكومة الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية على وقف الحرب العسكرية على غزة.
واليوم تُوج هذا الصمود الأُسطوري لكل فصائل المقاومة الاتّفاق بين حركة حماس والكيان الصهيوني بوقف شامل للحرب العسكرية وتبادل الأسرى، والدول المطبّعة هي من ستتكفل بإعادة الإعمار في قطاع غزة بتوجيهات من قوى الاستكبار؛ لأَنَّها بنظرهم بقرة حلوب!! التاريخ سوف يسجل دول المحور المتمثل باليمن ولبنان حزب الله والعراق الحشد الشعبي وجمهورية إيران الإسلامية في أنصع صفحاته.
ويعتبر حزب الله أكبر من دعم غزة وساندها؛ كونه فتح جبهة عسكرية ضد الكيان الصهيوني وقدم كبار قياداته وعلى رأسهم سيد المقاومة السيد حسن نصر الله، كذلك اليمن الذي فرض حصارًا مطبقًا على الكيان الصهيوني في البحر الأحمر؛ ما سبب شللًا تامًّا لاقتصاد الكيان الصهيوني وتم إفراغ ميناء إيلات من السفن وضرب السفن الأمريكية والبوارج والمدمّـرات وحاملات الطائرات الأمريكية.
واجه اليمن مباشر واشنطن وبريطانيا والكيان اللقيط بالإضافة إلى التدخل العسكري مع فلسطين والحراك السياسي والجماهيري من خلال الحشود المليونية التي تخرج في كُـلّ جمعة في كافة محافظات اليمن التي تحت الحصار رافعين الشعارات وأعلام فلسطين وشعار الصرخة في وجه قوى الاستكبار العالمي!!
كذلك فصائل الحشد الشعبي في العراق كان لها دور كبير في إسناد غزة من خلال عمليات عسكرية إلى عُمق الكيان، بالإضافة إلى عمليات مشتركة مع القوات المسلحة اليمنية؛ ما يعني أن دول المحور هي التي مثّلت جبهة إسناد للقضية المركَزية فلسطين، بينما الدول المطبعة وَالعميلة لم تحَرّك ساكنًا إزاء القضية المركَزية فلسطين، وهم من سيسجلهم التاريخ في أسوأ صفحاته.
وقد تصدرت اليمن المشهد الدولي وأصبحت رقمًا صعبًا ولاعبًا إقليميًّا وقوة عالمية من خلال امتلاكه قوةَ الردع والسيطرة على البحار والمحيطات وأصبح العالم يحسب لها ألف حساب ولا بُـدَّ على الدول الإقليمية أن تحسن علاقتها مع اليمن؛ لأَنَّ اليمن هو من سيحمي دولَ الإقليم في حال شنت أمريكا والكيان الصهيوني عدوانًا على دول الجوار أَو حاولت ممارسة أي ابتزاز لدول الإقليم.
وقفُ الحرب العسكرية على قطاع غزة سَينعكس على الملف اليمني وسترضخ دول العدوان لإنهاء الصراع في اليمن والتعجيل بتوقيع المِلف الإنساني في اليمن تمهيدًا للحل السياسي الشامل ورفع معاناة الشعب اليمني منذ عشر سنوات من عدوان وحصار وانقطاع مرتبات؛ لأَنَّ اليمن يمثل العُمقَ الاستراتيجي لدول المنطقة والإقليم، وَأي انهيار لليمن هو انهيار لكُلِّ دُوَلِ المنطقة.