من نزع فتيل البارود في وجه الشماليين في جنوب السودان !
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
منتصر إبراهيم الزين
تقبل الله ضحايا العنف في جنوب السودان، والخزي للقتلة في شماله، نتيجة الأعمال الانتقامية التي راح ضحيتھا ثلاثة مدنيين في مدينة جوبا وعدد سبعة من الجرحى حسب بيان الشرطة في جوبا، وقتلى الأعمال الوحشية على يد القوات المسلحة بعد دخولھا إلى مدينة واد مدني.
في أدبيات تحليل النزاع، دائماً ما تكون الأعمال الانتقامية، نتاج تراكمات وتھيئة نفسية مسبقة وليست فجائية واستجابة لحظية كما يتبادر لدى البعض، وأحياناً لا يتم التساؤل عن كيفية حدوث الأعمال الانتقامية لأن التركيز يكون منصبا حول ھول الصدمة وتداعيات الكارثة!
تم ارتكاب مذبحة الإبادة الجماعية في حق التوتسي بموقف مسبق تم تشكيله من فترة طويلة، بخطاب كراھية وتحريض عنصري ممنھج؛ فقد كانت تبث في إذاعة الھوتو نعرات وتوصيفات ھيأت التوتسي لسلب الصفة البشرية من ضحاياھم المحتملين بإطلاق تسمية “أنينزي” أي الحشرات، وبذلك لم يكن من الصعب ارتكاب تلك الأهوال التي حفرت اسمها في سجل التاريخ!
للحقيقة يكاد المرء غير المدرك للأوضاع في جنوب السودان يشعر بالاستغراب من الأعمال الانتقامية في حق السودانيين من جانب الجنوبيين ويحق أن نتساءل: كيف استطاع الجنوبيون تجاوز مظالمھم التاريخية أثناء الانفصال ولم يشرعوا في طرد الشماليين وسلب أموالھم والانتقام منھم من تركة الحرب الأهلية، أضف إلى ذلك أن الجنوب قد انفصل وتطارده لعنات خطاب كراھية من غلواء الانفصاليين الشماليين، رغم ذلك وبينما يوفر الانفصال بعض التبرير، لكن لم نشھد أي موقف متطرف انتقامي، ونشأت أجيال جديدة بوجدان جديد، وشھدت مدينة جوبا في وقت قريب قبل أقل من أربعة شھور تلاحما كرويا في دوري أبطال الأندية الأفريقية، التي رسم الجنوبيون فيھا لوحة تضامن وتآزر منقطع النظير أعطت أملا بأن حروب السودان رغم بشاعتھا لم تستطع أن تفرق تلاحم الشعوب ووجدانھا المشترك !!!
ماذا حدث، إنه خطاب الكراھية والتھيئة المسبقة، فأبحثوا عن الفاعل!
ھناك خطاب كراھية وتحريض موجه من إعلاميين معروفين في جنوب السودان، فإذا لم تتحرك سلطات الجنوب في مواجھتهم وتحميلھم مسؤولية ما حدث، فإن الحريق سيتجاوز حدود الشماليين الجنوبيين، ليشتعل بين مكونات الجنوب نفسه، والواقع في الجنوب في منتھى الھشاشة، وتعتبر الأحداث الأخيرة مقياسا لذلك، وبداية لحريق أكبر على السلطات أن تتحسب له، وتواجهه من الآن بموقف رادع .
جوبا، مدني، حرب السودان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
المملكة تُدين الهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين بالسودان
الرياض
أعربت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها للهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر (زمزم وأبوشوك) غرب السودان، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص، في انتهاكٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأكدت الوزارة رفض المملكة لهذه الانتهاكات، مشددةً على ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الإغاثي والإنساني، وأهمية وقف الهجمات وتجنب استهداف المدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) بتاريخ 11 مايو 2023م.
وعبرت المملكة عن صادق تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.