أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الاستعلاء بالدين هو سلوك يلاحظ في الخطابات التي تدعي أن صاحبها هو الوحيد صاحب الحق، بينما يُعتبر ما عند الآخرين خطأً مطلقًا، مضيفا أن هذا السلوك يُظهر أن البعض يعتقد أن آراءهم هي الوحيدة التي تحتكم إلى الدين الصحيح، بينما يخالف ما عداه الباطل.

نظرة إقصائية تؤدي إلى العزلة الفكرية

وأشار علام خلال حلقة برنامج «بيان للناس»، المذاع على قناة الناس، إلى أن هذا النوع من الاستعلاء قد يؤدي إلى نظرة إقصائية، حيث يسعى صاحبه إلى إبعاد الآخرين عن الساحة الفكرية ولا يرى فيهم فرصة للتعبير عن أفكارهم، موضحا أن هذا الخطاب يختلف تمامًا عن المنهج الذي علمنا إياه ديننا الحنيف.

واقعة ذو الخويصرة وتجاهل الوحي الإلهي

استشهد علام بحادثة «ذو الخويصرة» الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «اعدل، فإنك لم تعدل»، موضحا أن ذو الخويصرة كان يحكم بناءً على معاييره الشخصية، متجاهلًا المرجعية الشرعية التي هي الوحي الإلهي، مؤكدا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحكم بالعدل وفقًا لما يرضي الله تعالى، مشيرًا إلى أن الإسلام يدعونا إلى اتباع المعايير التي وضعها الوحي وليس فرض رؤيتنا الشخصية على الآخرين.

الرحمة واللين كأساس للخطاب الديني

وأشار علام إلى أن المرجعية في الإسلام يجب أن تكون للوحي الشريف، الذي يُعلمنا أن الهدف الأسمى هو الاتصال بالله عز وجل، مضيفا أنه لا يمكن أن يتحقق هذا الاتصال إلا من خلال الرحمة واللين، مستشهدًا بقوله تعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»، مؤكدا أن الخطاب الديني يجب أن يعتمد على هذه القيم الإنسانية، وأن أي خطاب ديني يتسم بالفظاظة سيكون له أثر سلبي ولن يحقق النتائج المرجوة.

الخطاب الديني القاسي يخالف منهج الأزهر الشريف

وفيما يخص أولئك الذين يروجون لخطاب ديني قاسٍ، أشار إلى أن هذا النوع من الخطاب يخالف تمامًا منهج الأزهر الشريف الذي ظل طيلة قرون يراعي التأهيل العلمي الرصين، موضحا أن علماء الأزهر كانوا يحصلون على مؤهلات علمية دقيقة قبل أن يتصدوا للفتوى.

التعليم الديني الرصين وتأسيس مرجعية علمية

ذكر علام أن الإمام مالك رحمه الله لم يُفتِ حتى شهد له سبعون من أهل العلم في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مضيفا أن الإمام الشافعي رحمه الله قضى سنوات طويلة في دراسة اللغة العربية والفقه قبل أن يصبح مرجعًا علميًا، مؤكدا أن هذا النهج العلمي هو الأساس الذي يجب أن يسير عليه العلماء في الفتوى والخطاب الديني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الخطاب الديني الأزهر الشريف التأهيل العلمي أن هذا إلى أن

إقرأ أيضاً:

دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!

لم تكن المذيعة المرموقة تتوقع خشونة من ضيفها الدبلوماسي السوداني والذي سالته حول التسوية مع قوات الدعم السريع ..أصر دفع الله ان تقرن المذيعة صفة قوات الدعم السريع المتمردة قبل الإجابة على اي سؤال.

اليوم تم تعيين السفير دفع الله الحاج علي قائما بأعمال رئيس الوزراء او في رواية اخرى رئيس وزراء مكلف..من هنا تبدّأ العقدة.. لكن دعونا ننظر لماذا اختيار دفع الله في هذا التوقيت.
١-ابو الدفاع كما يحلو لانداده مناداته ولج إلى السلك الدبلوماسي قبل ميلاد الإنقاذ بنحو عقد من الزمان فبالتالي ليس مشتبها في ان يكون اسلاميا بالميلاد وفي ذات الوقت خدم نحو ثلاثة عقود في عهد الإنقاذ بالتالي يحقق الوزنة التي يبحث عنها الجنرال البرهان وهى التعامل مع الإسلاميين دون تحمل التكلفة السياسية خاصة مع الأشقاء والأصدقاء غربا.

٢- السفير دفع الله نجح وساعدته الظروف في العبور بالعلاقة بين الخرطوم والرياض من التردد إلى التفهم ثم إلى تطابق وجهات النظر وقد اتضح ذلك مؤخرا في مؤتمر لندن حول الأزمة السودانية..وهذا يعني ان الحكومة السودانية لن تتجه شرقا كما توقع البعض بل ستظل في ذات المحطة تلوح بالانعطاف شمالا دون ان تغادر المسار الحالي.

٣- السفير دفع الله عرف بين اقرانه بقوة الشخصية والإبانة في المواقف السياسية وحينما تردد وزير الخارجية السابق على الصادق في تأييد إجراءات اكتوبر ٢٠٢١ ومن بينها تكليفه بمنصب وزير الخارجية كان الحاج اكثر وضوحا وهو يعمل وكيلا لوزارة الخارجية ثم مبعوثا للبرهان عقب اندلاع الحرب في منتصف أبريل ٢٠٢٣ فهذا يعني انه خيار مجرب يتمتع بقوة الشخصية في الحد المعقول والذي لا يحدث صراع بين العسكريين والقائم بأعمال رئيس الوزراء.

٤- تمثل خطوة تكليف دفع الله بالمنصب الكبير جس نبض في تمدين السلطة التنفيذية ان مضى الأمر بسلاسة ربما تصبح الخطوة القادمة في تعيين الرجل او غيره في منصب رئيس وزراء بكامل الصلاحيات وان تعثرت الخطوة يتم استخدام الكوابح والتي من بينها انه مجرد قائم بالأعمال.

٥- تعيين دفع الله يمثل القسط الأول في سياسية الحفر بالإبرة في كل الاتجاهات ..لان تعيين رئيس وزراء جديد تترك له مهمة اختيار وزرائه بالكامل غير مطروحة الان عند البرهان ورفاقه بمنطق لا صوت يعلو على صوت المعركة.

٦- اختيار السفير دفع الله هو امتداد لسياسة ( الرجل الذي نعرف خير من الذي لا نعرف)حيث من الصعب استيعاب لاعب جديد في الساحة وفي ذات الوقت يعتبر امتدادا لحكومة كبار الموظفين حيث لا يفضل البرهان الذي يتميز بالغموض التعامل مع الغرباء .

٧- وفقا للذين يعرفون السفير دفع الله فهو يتميز بالهدوء والوضوح وقوة الشخصية و فوق ذلك له خبرة أربعين سنة في الدبلوماسية..حينما تخلط كل ذلك تجد الرجل الذي يبحث عنه البرهان.

-عبدالباقي الظافر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!
  • «تجديد الخطاب الديني الأبرز».. 4 طلبات مناقشة عامة على طاولة مجلس الشيوخ الأسبوع المُقبل
  • عودة الظل القديم: خطاب البرهان وإعادة بناء السلطة على أنقاض الثورة
  • خالد الجندي: الصحابة تميزوا بوعي ديني عميق وجرأة أدبية في سؤال النبي عن الوحي والاجتهاد
  • مجلس الشيوخ يناقش الأمن السيبراني وتجديد الخطاب الديني الأسبوع المقبل
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • وزير الإعلام الباكستاني: الهند تنوي شن هجوم خلال الساعات والرد سيكون حاسما
  • الخطاب الديني: رؤية حضارية واستراتيجية.. مشاتل التغيير (16)