تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشكل الاتفاق بين إسرائيل وحماس ارتياحاً وموضع ترحيب لأنه يضع على الأقل نهاية مؤقتة للأعمال العدائية، ولكنه يترك مسألة مستقبل قطاع غزة دون حل. 

إنها هدنة مرحب بها لأنها طال انتظارها، لكنها أيضًا هدنة هشة يمكن أن تنتهك في أي وقت، وفوق كل شيء تترك دون إجابة سؤال مستقبل قطاع غزة وحوكمته.

 

وعلى المستوى السياسي، لا يزال يتعين القيام بكل شيء، إذا كانت إسرائيل قد أعلنت المصادقة على اتفاق ١٥ يناير، الذي ظلت بنوده مطروحة على الطاولة تقريبًا منذ مايو ٢٠٢٤، فذلك يرجع أولاً إلى أن الجيش الإسرائيلي وجه العديد من الضربات إلى حماس، مما أدى إلى تخفيف خطورة الحركة وتدمير جزء كبير من بنيتها التحتية تحت الأرض ومعظم أسلحتها، وعدة آلاف من مقاتليها. 
ويرجع ذلك أيضًا إلى أن ميزان القوى قد تغير جذريًا خلال العام الماضي في الشرق الأوسط، لصالح إسرائيل: فقد تم تحجيم حزب الله اللبناني، أما نظام بشار الأسد السوري، حلقة الوصل بين حزب الله وحلفائه الإيرانيين، فقد تمت الإطاحة به، وتم إضعاف إيران نفسها. 

وقد ساعد الوضع الجيوستراتيجي الإقليمي الجديد نتنياهو على تجاهل اعتراضات الجناح اليميني في ائتلافه. 

وبذلك، فإن وقف إطلاق النار في غزة يترك يد إسرائيل حرة في مواجهة محاولات طهران للحصول على قنبلة نووية، وهو احتمال لا تزال تعتبره إسرائيل تهديدا وجوديا.
ومع ذلك، يبدو أن العامل الحاسم للوصول إلى الاتفاق كان العودة الوشيكة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض. 

وهدد الرئيس المنتخب العام الماضي بـ”إطلاق العنان للجحيم” في الشرق الأوسط إذا لم يتم حل قضية الرهائن قبل تنصيبه يوم الإثنين ٢٠ يناير. 

ومن المقرر أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في اليوم السابق، اليوم الأحد ١٩ يناير. 
والخطوة التالية التي يحرص الرئيس الأمريكي الجديد على مساعدة إسرائيل على اتخاذها هي قبول الدولة اليهودية لظهور دولة فلسطينية. 

وهو احتمال تستبعده حكومة نتنياهو بشكل قاطع، وحتى لو صمدت الهدنة في نهاية المطاف في غزة، فإن السلام في الشرق الأوسط يظل احتمالاً بعيد المنال في الوقت الحالي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل حماس

إقرأ أيضاً:

الإيكونوميست: ترامب بدأ بإعادة تشكيل الشرق الأوسط حتى قبل وقف إطلاق النار بغزة

شددت مجلة "الإيكونوميست" على أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بدأ في إعادة تشكيل الشرق الأوسط حتى قبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحة أن ترامب كان له دور مؤثر في دفع إسرائيل إلى الموافقة على الهدنة في لبنان.

وأشارت المجلة إلى أن صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستعزز سلطة ترامب على الدولة العربية التي ساعدت في التوسط وعلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حسب قولها.

وأضافت المجلة أن ترامب يواجه في ولايته الثانية المقبلة أسئلة أكثر تعقيدا تتعلق بالشرق الأوسط، ومن أبرزها: من الذي يجب أن يحكم غزة بعد الحرب؟ وما إذا كان ينبغي تمكين اليمين المتطرف في "إسرائيل" أو تقييده لتحقيق صفقة كبرى مع السعودية؟


وبحسب المجلة، فإن صفقة تطبيع العلاقات بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي قد يكون لها فائدة إضافية تتمثل في إنشاء مجموعة أقوى من دول الشرق الأوسط المعارضة لإيران.

ولفتت إلى أن أجندة الإسرائيليين اليمينيين "تظل طموحة"، حيث يحلمون بإعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة وضم الضفة الغربية المحتلة. وأوضحت أنهم متفائلون بالتوغلات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان وسوريا، مضيفة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يتعهد بالتخلي عن سياسة الضم إلى الأبد.

وبيّنت "الإيكونوميست" أن مشروع إسرائيل التوسعي يحظى بدعم من داخل مجموعة مستشاري ترامب، ومن بينهم السفير الأمريكي إلى إسرائيل مايك هاكابي. وقالت إن لدى العديد من مستشاري ترامب المقربين خططا طموحة للدبلوماسية الإقليمية، لكن السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة قد يُفسد هذه الخطط ويؤدي إلى صراع متجدد مع الفلسطينيين.

وأوضحت المجلة أن السعودية تبقى عاملا رئيسيا في هذه المعادلة، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حريص على التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه يواجه تحديات داخلية عديدة، من بينها معارضة أفراد من العائلة الحاكمة ورجال الدين، إضافة إلى 19 مليون مواطن مقارنة بمليون فقط في الإمارات.

وأوضحت المجلة أن "البعض بدأ يتذمر من برنامج محمد بن سلمان الاقتصادي، مما يزيد من الضغوط عليه"، حسب تعبيرها.

وأكدت أن أي اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية بين "إسرائيل" والسعودية يجب أن يتجاوز مسألة استبعاد الضم، حيث يريد السعوديون التزاما إسرائيليا موثوقا به بإقامة الدولة الفلسطينية، لافتة إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب إعادة ضبط السياسة الإسرائيلية الحالية.

وفيما يتعلق بقطاع غزة، ذكرت المجلة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فقدت قيادتها العليا خلال الحرب، لكنها لم تجد صعوبة في العثور على المزيد من الدعم رغم الظروف الصعبة التي يعيشها سكان القطاع. وأضافت أن "المسؤولين السعوديين أعربوا عن رغبتهم في مساعدة الفلسطينيين، لكنهم يريدون إبعاد حركة حماس عن السلطة".


وزعمت المجلة أن قطر، التي وصفتها بأنها "صديقة لحماس"، تشعر بالقلق من العواقب الدبلوماسية لدعم الحركة، خاصة مع عودة ترامب إلى منصبه، معتبرة أن "حماس قد تواجه صعوبة في الاستمرار بممارسة السلطة في غزة بعد الحرب، ولكن في الوقت نفسه، لا توجد بدائل سهلة لحكم القطاع".

وختمت المجلة بالتأكيد على أن الاتفاق السعودي-الإسرائيلي المحتمل قد يكون هدفًا واقعيًا خلال السنوات الأربع المقبلة، ولكنه لن يُرغم السعوديين على تقديم تنازلات كبرى.

وأضافت أن القضية الفلسطينية "ما زالت قادرة على إثارة العنف والاضطرابات في المنطقة"، وأن "تحقيق السلام الدائم في غزة والتسوية العادلة للقضية الفلسطينية قد يمنحان ترامب الفرصة لتحقيق الصفقة التي يطمح إليها وربما الحل الوحيد للصراع في الشرق الأوسط".

مقالات مشابهة

  • الصحف العربية.. الشرق الأوسط تبرز جرائم إسرائيل في غزة وهدايا ماكرون للبنان.. والرياض تحتفي بـ تحول المملكة لوجهة سياحية
  • فاسيلى نيبينزيا: المسار الأمريكي الفاشل أدى إلى الأزمة في الشرق الأوسط
  • تحليل لـCNN: موافقة إسرائيل على صفقة غزة تكشف عن انقسامات قد تهدد الاتفاق ومستقبل نتنياهو
  • نيبينزيا: المسار الأمريكي الفاشل أدى إلى الأزمة في الشرق الأوسط
  • إسرائيل.. مجلس الوزراء الأمني يوافق على هدنة غزة
  • الإيكونوميست: ترامب بدأ بإعادة تشكيل الشرق الأوسط حتى قبل وقف إطلاق النار بغزة
  • إيطاليا ترحب بوقف إطلاق النار في غزة
  • "غزة تنتصر" يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي| فرحة تجوب الشرق الأوسط بعد اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع.. ومخاوف من نقض إسرائيل للهدنة
  • أشرف سنجر: نجاح الاتفاق بين إسرائيل وحماس إنجاز كبير للإرادة المصرية