أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أن المقاومة الفلسطينية نجحت في فرض شروطها على الاحتلال الإسرائيلي، والتي حددتها منذ بداية العدوان على قطاع غزة رغم فداحة الخسائر والتضحيات، مشددا على أن المقاتلين ما زالوا يحملون سلاحهم في الميدان.

وقال النخالة في كلمة متلفزة عشية دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ إن الشعب الفلسطيني واجه العدوان بشجاعة نادرة، وخرج مرفوع الرأس بفضل مقاومته وبسالة مقاتليها الذين وقفوا موحدين وقاتلوا بإمكانيات بسيطة أعتى قوة عسكرية.

وأضاف أن المقاومة نجحت في فرض اتفاق مشرّف لوقف العدوان يتضمن انسحاب قوات الاحتلال من المناطق التي دخلتها في قطاع غزة، وإجراء عملية تبادل للأسرى تضمن تحرير عدد كبير منهم في المرحلة الأولى.

وأشار إلى أن صمود الشعب ووحدته وبسالة المقاتلين الذين أوقعوا خسائر فادحة في صفوف العدو كانت العامل الأهم في فرض هذه الشروط.

ظلم العالم

وقال النخالة إن الدم الفلسطيني الذي أريق خلال هذه المعركة سيظل شاهدا على ظلم العالم وتزييف مفاهيمه الإنسانية، مضيفا أن الشعب الفلسطيني واجه العدوان بشجاعة نادرة وإرادة صلبة، مما أدى إلى تحقيق إنجازات كبيرة على الرغم من الإمكانيات المتواضعة.

إعلان

وأضاف أمين عام حركة الجهاد الإسلامي أن "الحق كله واجه الباطل كله" خلال هذه المواجهة، مؤكدا أن فصائل المقاومة ستواصل النضال، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تحرير الأسرى وإرغام الاحتلال على الخروج من قطاع غزة.

وتحدث النخالة عن التحديات الكبرى التي تواجه الفلسطينيين، قائلا إن المرحلة القادمة تتطلب تعزيز الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات المتعلقة بها والأهم -حسب تقديره- من قتال العدو.

وطالب العرب والمسلمين دولا وشعوبا بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، مثمنا مساندة كل من حزب الله اللبناني وإيران والحوثيين في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق.

جهود قطر ومصر

كما ثمّن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الجهود التي بذلتها قطر ومصر لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وفي ختام كلمته حيّا النخالة أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان، وخص بالذكر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، وكذلك يحيى السنوار الذي تولى رئاسة المكتب بعده، والقيادي في حركة الجهاد عبد العزيز الميناوي.

وأعلنت الدوحة مساء الأربعاء الماضي نجاح الوساطة القطرية المصرية الأميركية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، على أن يبدأ تنفيذ بنوده غدا الأحد.

واليوم السبت، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إنه "بناء على التوافق بين أطراف الاتفاق والوسطاء سيبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة الساعة 8:30 من صباح يوم الأحد 19 يناير/كانون الثاني بالتوقيت المحلي في غزة".

وفضلا عن وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، يقضي الاتفاق -في مرحلته الأولى التي تمتد 42 يوما- بأن تفرج المقاومة الفلسطينية عن 33 محتجزا إسرائيليا من قطاع غزة -بين أحياء وجثامين- مقابل إطلاق سراح نحو ألفي أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، بينهم نحو 300 من المحكومين بالمؤبد.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشعب الفلسطینی إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ابتهاج باتفاق غزة في مخيمات الفلسطينيين بلبنان والفصائل تصفه بالتاريخي

بيروت- في لبنان، قوبل الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بمزيج من الفرح الحذر والحزن العميق، فرغم أن مشاهد الاحتفالات عمت بعض المناطق، فإنها لم تستطع أن تخفي مرارة المعاناة والخسائر التي طالت الشعب الفلسطيني على مدار الأشهر الماضية.

كما خرجت مسيرات شعبية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، عبرت عن فرحة مشوبة بالألم، حيث امتلأت الشوارع بالمحتفلين الذين رددوا هتافات داعمة لغزة امتزجت بذكريات الحرب ومآسيها، وجابت المسيرات شوارع المخيمات، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة حماس وحزب الله، وصدحت المساجد بالتكبيرات والتهليلات.

وعبر اللاجئون الفلسطينيون عن فخرهم الكبير بصمود أهل غزة، ووزعوا الحلوى ونثروا الأرز فرحا بالانتصار، وأكدوا دعمهم للمقاومة مستذكرين تضحيات الشهداء والقادة الفلسطينيين في كل من غزة ولبنان، كما ثمّنوا الدور البارز للبنان والجبهات الداعمة في مساندة القضية الفلسطينية.

ومع ترحيب الأوساط الشعبية والسياسية بما يمثله هذا الاتفاق من خطوة أولى في مسار معقد، يبقى الترقب سيد الموقف بشأن آليات التنفيذ وتأثيراتها المستقبلية على المشهد الإقليمي، وسط آمال بأن يكون ما تم الاتفاق عليه بداية لإنهاء معاناة ممتدة لسكان قطاع غزة، واستعادة للاستقرار في المنطقة.

سماء المخيمات الفلسطينية في لبنان امتلأت بمظاهر احتفالية وألعاب نارية (الجزيرة) إنجاز تاريخي

على مستوى الفصائل الفلسطينية، وصف الناطق باسم حركة حماس جهاد طه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنه "إنجاز"، معتبرا أنه يمثل "تتويجا لتضحيات الشعب الفلسطيني وصموده البطولي في وجه العدو الصهيوني".

إعلان

وأكد طه في حديثه للجزيرة نت أن هذا الاتفاق "جاء نتيجة لثبات المقاومة الباسلة في الميدان دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني، وإصرارها على مواجهة سياسة القتل والتدمير والتشريد التي انتهجها الاحتلال، والتي عجزت عن كسر إرادة وعزيمة الفلسطينيين".

وأضاف الناطق باسم الحركة أنها حافظت على شعبها ومقاومتها رغم آلة التدمير الصهيونية، "ونحن اليوم نشهد فشل جميع أهداف العدو التي أعلن عنها منذ بداية العدوان لسحق المقاومة، لقد بقيت المقاومة صامدة، وأُحبطت كل مشاريع التهجير والخطط العسكرية والاستيطانية التي حاول الاحتلال فرضها".

ووجه طه رسالة لأهل غزة قائلا "كما وقفنا معكم منذ اللحظة الأولى، ولم ندخر جهدا لتعزيز صمودكم بكل السبل الممكنة، فاليوم نقول بكل فخر وجرأة إن الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية قادران على تجاوز آثار هذا العدوان، تماما كما فعلنا في أعوام 2009، و2012، و2014، وصولا إلى عام 2021، والآن عام 2023 في معركة طوفان الأقصى".

وأوضح أن "المعركة الأخيرة كانت محطة جديدة في مسار الصراع مع الاحتلال، وأرست أسس المرحلة المقبلة التي سيكون عنوانها التحرير والعودة لكل أبناء الشعب الفلسطيني"، واختتم بدعوة الأمة الإسلامية والعربية لمواصلة دعم أهل غزة، مؤكدا أن هذا الدعم هو "جزء لا يتجزأ من مسيرة النضال الفلسطيني المستمرة".

المقاومة والشعب

وبدوره، أكد رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا أهمية الإشارة إلى أن "إتمام ورقة التفاهم بشأن وقف العدوان، وعمليات التبادل، وإعادة الإعمار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لم يكن ليتحقق لولا بسالة المقاومة وشجاعة المقاومين".

وأكد في حديثه للجزيرة نت أن المقاومة نجحت في استنزاف جيش الاحتلال الإسرائيلي وإلحاق خسائر فادحة به، مما أربك قادته وحلفاءه وأفشل مخططاتهم العدوانية، وأضاف أن "هذه الإنجازات لم تكن ممكنة دون تضحيات الشعب الفلسطيني، الذي قدّم الشهداء والجرحى خلال فترة العدوان، المستمر رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار".

إعلان

وأوضح أن الأيام الحالية -قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ- تشهد استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مما يعكس إصرار الاحتلال على ارتكاب مزيد من أعمال القتل والدمار والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، وأكد أن الاحتلال "كيان مجرم لا يمكن الوثوق به أو بأفعاله".

الهتافات الداعمة لغزة امتزجت بذكريات الحرب ومآسيها (الجزيرة) تضحيات فلسطينية

من جهته، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان يوسف أحمد أن "رضوخ الاحتلال الإسرائيلي وإعلان وقف إطلاق النار يمثلان محطة نضالية تاريخية في مسيرة الشعب الفلسطيني وتضحياته العظيمة".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن المقاومة "أرغمت الاحتلال وحكومته العنصرية على الانصياع لشروطها، وأفشلت مخططاته الرامية إلى إنهاء الوجود الفلسطيني من خلال الإبادة والمجازر، وأثبتت هذه اللحظة التاريخية أن أبناء شعبنا في غزة يستحقون الحياة والحرية والكرامة".

وأوضح أحمد أن "هذه الصفقة كان يمكن إنجازها منذ مايو/أيار الماضي، إلا أن التغطية والدعم الأميركي والأطلسي للعدوان، إلى جانب حسابات نتنياهو الحزبية وعقليته الإجرامية، دفعته وحكومته الفاشية للتعمق في الدم الفلسطيني، خدمة لأهداف استعمارية تجاهلت القانون الدولي والحقوق المشروعة لشعبنا في العيش بحرية على أرضه".

وشدد أحمد على أن نتائج المفاوضات تمثل "خطوة إلى الأمام، يمكن البناء عليها لحل القضايا العالقة بما يضمن تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الرئيسية في إلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق، ومنع أي محاولة للتهرب أو الإخلال بما تم الاتفاق عليه.

وأضاف أن "التجارب السابقة أثبتت ضرورة وجود دور فاعل للمجتمع الدولي والدول العربية -خاصة الأشقاء الوسطاء- لقطع الطريق على محاولات الاحتلال للتنصل من التزاماته".

إعلان

كما كشف أحمد أن وفدا قياديا من المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية سيتوجه اليوم الخميس إلى الدوحة للمشاركة في مراسم إعلان الصفقة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وسيتضمن جدول أعمال الوفد عقد لقاءات مع الفصائل الفلسطينية، في إطار الجهود المستمرة للجبهة لتحقيق توافق وطني وإستراتيجية موحدة، بما يسهم في معالجة الخلافات وإنهاء مظاهر الانقسام.

مقالات مشابهة

  • القائد النخالة: لن ننسى دعم إيران واليمن وإخوتنا في المقاومة
  • حماس: المقاومة حطمت غطرسة الاحتلال وأجبرته على وقف العدوان
  • متحدث «فتح»: الاحتلال الإسرائيلي يسعى لمنع الشعب الفلسطيني من تجسيد دولته
  • من حق الشعب الفلسطيني أن يفرح باتفاق وقف الحرب
  • من حق الشعب الفلسطيني اي يفرح باتفاق وقف الحرب
  • ابتهاج باتفاق غزة في مخيمات الفلسطينيين بلبنان والفصائل تصفه بالتاريخي
  • «الأطباء» تتواصل مع الهلال الأحمر المصري لإعداد قوافل إغاثية للشعب الفلسطيني
  • حركة الجهاد: الشعب الفلسطيني ومقاومته فرضوا اتفاقًا مشرفًا لوقف العدوان
  • بعد 470 يومًا من العدوان.. كيف أجبرت غزة نتنياهو على تغيير مواقفه؟