أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الإجابة على السؤال المهم حول كيفية ضبط الخطاب الديني لمواجهة الإلحاد تبدأ بسؤال آخر جوهري: «من الذي سيتحدث باسم الإسلام؟»، موضحًا أن هذا السؤال يمثل نقطة حاسمة في عملية التخصص وتشكيل الخطاب الديني الصحيح.

دور المؤسسات التعليمية في تشكيل الخطاب الديني

وأشار علام حلقة برنامج «بيان للناس»، المذاع على قناة الناس إلى أن المؤسسات التعليمية العريقة مثل الأزهر الشريف، وجامعة القرويين، وجامعة الزيتونة في تونس، وكذلك الجامعات العتيقة في السودان، تمثل مصادر رئيسية لتمثيل الخطاب الديني، موضحا أن هذه الجامعات تشترك في الاهتمام بمراحل الإسناد المختلفة في التعليم، وهو أحد أبرز معالم هذه المؤسسات.

دور العلماء في نقل المعرفة والأخلاق

وأوضح مفتي الديار المصرية السابق أن من درس العلوم الدينية كان شخصًا ضليعًا في مجاله، غير أنه قد لا يكون مشهورًا بنفس القدر الذي يشتهر به البعض اليوم، مضيفا أن هؤلاء العلماء لم يقتصروا على تدريس القواعد العلمية فقط، بل قدموا درسًا في الأخلاق والتربية، حيث أن بعض المشايخ كانوا يربون تلاميذهم ليس فقط من خلال العلم، بل من خلال أفعالهم الصامتة.

التربية المعنوية والنقل النبوي

أشار علام إلى أن التربية يمكن أن تكون أيضًا في النظرة أو اللقاءات التي تتم بين الشيخ والتلميذ، مؤكداً أن هذه العملية تعد جزءًا أساسيًا في نقل الميراث النبوي، مضيفا أن هذا النقل ليس مجرد نقل للمعرفة، بل هو نقل لنور إلهي يمر عبر مسارات مختلفة من جيل إلى جيل.

النور النبوي والتفاوت بين الصحابة

أكد أن النور الذي بدأ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن لأي مسلم أن يحوزه بشكل كامل كما كان عند النبي، وأن الإنسان يحصل على هذا النور بقدر تهذيبه وتربيته الذاتية، مضيفا أن الصحابة كانوا على مستويات مختلفة في تلقي هذا النور، وهو ما يفسر التفاوت بينهم في فهم الأمور الدينية.

الشيخ الشعراوي والنقل المعنوي للعلم

أوضح علام أن الشيخ الشعراوي رحمه الله هو مثال حي على هذا النوع من النقل المعنوي، حيث يمكن للمرء أن يشعر بهذا النور ويستفيد منه أكثر عند الاستماع إليه مباشرة مقارنة بقراءة كتبه، مشيرا إلى أن هذا المعنى النوراني لا يظهر بوضوح عند قراءة الصحف أو الكتب المجردة، لأن المعاني الحقيقية للنصوص لا يمكن استشعارها إلا من خلال مجالس العلماء.

المنهج العلمي لضبط الخطاب الديني

ختامًا، أكد علام أن اتباع المنهج العلمي الصحيح هو السبيل لضبط الخطاب الديني، وإذا تم ضبطه بشكل صحيح، فإننا نكون قد استبعدنا أحد الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة الإلحاد أو التشويش الفكري في المجتمعات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الخطاب الديني الإلحاد الأزهر التربية الأخلاقية النقل النبوي الخطاب الدینی

إقرأ أيضاً:

الشمري يحذر من تصاعد الخطاب الطائفي كمادة انتخابية: الأمن في خطر

بغداد اليوم- بغداد

أكد النائب نايف الشمري، اليوم الجمعة (21 آذار 2025)، تصاعد خطاب "الكراهية والطـائفي" مؤخرا واستغلاله كمادة انتخابية. 

وقال الشمري في بيان، تلقته "بغداد اليوم": "بدء البعض يستغله مع اقتراب الانتخابات، وكأنه مادة انتخابية، ماذا جنى العراق والعراقيون من إثارة النعرات الطـائفية؟!".

وتساءل "ألم يكن هذا الخطاب دائماً بداية للتشظي المجتمعي والمناطقي؟، ألم يكن هذا الخطاب ينّمي المجاميع الارهابية لتستغله في إحداث فجوات داخل المجتمع؟".

وتابع الشمري "عموماً، من يراهن ويتبنى هذا الخطاب المقيت، فنقول له، وبضرس قاطع، ان ما عاد هذا الخطاب ينطلي على ابناء شعبنا الكريم، فوعي الشعب أكبر وأرقى من هكذا أحاديث، لا تغني ولا تسمن !".

وأضاف "نؤكد دائماً على (الخطاب الوطني) المنفتح على الجميع، من دون تعصب او تشدد او طائفية، ونشدد على ان تكون لغة الحكمة ومنطق العقل هما السائدان، وسيصلان بالعراق دوماً الى مصافٍ الدول المتقدمة".

مقالات مشابهة

  • اتفسح براحتك.. مواعيد المواصلات في عيد الفطر
  • محافظ القاهرة: انتهاء هيئة النقل العام من استعداداتها لاستقبال عيد الفطر المبارك
  • النقل العام بالقاهرة تعلن خطة تشغيل الأتوبيسات خلال عيد الفطر
  • شوقي علام: الإفتاء والأزهر يلعبان دورا محوريا في التأصيل الشرعي للقوانين
  • شوقي علام: عالمية الدعوة الإسلامية تقتضي دعم السلام والأمن العالمي
  • شوقي علام: إطلاق منتدى الحوار الديني الوطني لتعزيز التعاون بين القيادات الدينية
  • الخطاب الوحيد الذي يمكن يطرق أذن العالم
  • الطائفية في العراق: من أداة تعبوية إلى مادة انتخابية
  • هل يمكن لـ الناتو تعويض الدور الأمريكى بقوة أوروبية؟ أبو الهول يوضح
  • الشمري يحذر من تصاعد الخطاب الطائفي كمادة انتخابية: الأمن في خطر