الاستثمار في العملات الرقمية في الإمارات: بيئة متطورة وفرص واعدة
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
بقلم الدكتور: عبد الرحيم بن أحمد الفرحان
تُعتبر الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول تقدمًا في مجال العملات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تسعى إلى أن تكون مركزًا عالميًا للأصول الرقمية والبلوكتشين. بفضل سياساتها التنظيمية المرنة، والبنية التحتية الرقمية المتطورة، والاستثمارات الكبيرة من الشركات العالمية، باتت الدولة وجهة رئيسية للمستثمرين في العملات المشفرة.
1. اللوائح والتنظيمات
هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA)
في عام 2022، أصدرت دبي قانونًا خاصًا لتنظيم الأصول الرقمية، وأنشأت هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA)، والتي تتولى الإشراف على جميع أنشطة العملات الرقمية داخل الإمارة.
وتشمل صلاحياتها:
• منح التراخيص للشركات العاملة في المجال.
• وضع اللوائح التنظيمية لحماية المستثمرين.
• مراقبة الامتثال لقوانين مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
أما في أبوظبي، فتنظم سلطة تنظيم الخدمات المالية (FSRA) التابعة لسوق أبوظبي العالمي (ADGM) هذا القطاع، بينما يشرف مصرف الإمارات المركزي على بعض الجوانب المتعلقة بالمدفوعات الرقمية.
2. الشركات والاستثمارات الكبرى
وشهدت الإمارات دخول العديد من الشركات العالمية إلى سوق العملات الرقمية، ومن بين أهم التطورات:
أ. توكنة الأصول العقارية
في يناير 2025، أعلنت مجموعة داماك العقارية في دبي عن شراكة مع منصة البلوكتشين “مانترا” لتحويل أصول عقارية بقيمة مليار دولار إلى رموز رقمية (Tokens). هذا يتيح للمستثمرين شراء أجزاء من العقارات بسهولة أكبر، مما يزيد من سيولة السوق العقاري.
ب. دخول البنوك الكبرى
في سبتمبر 2024، بدأ بنك ستاندرد تشارترد بتقديم خدمات حفظ الأصول الرقمية في الإمارات، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة بالعملات الرقمية من المؤسسات المالية الكبرى. كان “بريفان هوارد ديجيتال” أول عميل لهذه الخدمة، مما يشير إلى اهتمام المؤسسات الاستثمارية الكبرى بالأصول الرقمية في المنطقة.
ج. العملات المستقرة المرتبطة بالدرهم
في أغسطس 2024، أعلنت شركة “تيثر” (Tether) عن إطلاق عملة مستقرة جديدة مربوطة بالدرهم الإماراتي. تهدف هذه العملة إلى تسهيل التحويلات المالية داخل الإمارات وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في المعاملات الرقمية.
3. الإمارات كمركز عالمي للعملات الرقمية
تسعى دبي إلى أن تكون الوجهة الأولى في العالم لعالم العملات الرقمية، حيث تضم منطقة “دبي للمستقبل” التي تستقطب كبرى الشركات الناشئة في مجال البلوكتشين والعملات المشفرة. كما تم الترخيص لمنصات تداول عالمية مثل “بينانس” (Binance) و**“كريبتو.كوم” (Crypto.com)** للعمل في الدولة.
أبوظبي واستثمارات Web3
إلى ذلك أصبح سوق أبوظبي العالمي (ADGM) مركزًا مهمًا لشركات Web3 وتكنولوجيا البلوكتشين، حيث يجذب صناديق استثمارية كبيرة ومؤسسات مالية تتطلع إلى الاستثمار في الأصول الرقمية.
الخلاصة: هل الإمارات مكان جيد للاستثمار في العملات الرقمية؟
بالطبع نعم، خاصةً لمن يبحث عن بيئة استثمارية منظمة وتدعم الابتكار في العملات الرقمية، ومع دعم الحكومة واستقطاب الشركات الكبرى، وإطلاق عملات مستقرة جديدة، تُعَدُّ الإمارات واحدة من أفضل الوجهات للاستثمار في الأصول الرقمية. ومع ذلك، يجب على المستثمرين إجراء أبحاثهم وفهم المخاطر قبل الدخول في هذا السوق سريع التطور.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: العملات الرقمیة الأصول الرقمیة الرقمیة فی فی العملات
إقرأ أيضاً:
170 دولة تشارك بمعرض "قمة AIM للاستثمار" في أبوظبي أبريل المقبل
أكدت أكثر من 170 دولة مشاركتها في المعرض الدولي لقمة AIM للاستثمار 2025، الذي يقام ضمن فعاليات دورتها الرابعة عشرة في مركز أدنيك أبوظبي من 7 إلى 9 أبريل (نيسان) المقبل، تحت شعار "خارطة مستقبل الاستثمار العالمي: الاتجاه الجديد للمشهد الاستثماري العالمي، نحو نظام عالمي متوازن".
توفر قمة AIM للاستثمار 2025 فرصة استثنائية لرواد الأعمال، والشركات، والمستثمرين، والحكومات لاستعراض المشاريع الطموحة، وتبادل الرؤى، وإبرام شراكات استراتيجية تعزز الاستثمارات في مختلف القطاعات.
ومن المتوقع أن تستقطب القمة أكثر من 25000 مشارك حول العالم، مما يجعلها منصة لا مثيل لها لفرص التمويل، والتوسع، والتواصل مع صناع القرار في مجالات الاستثمار المختلفة.
ويسلط المعرض الضوء على فرص التنمية المستدامة في الإمارات وعالميا من خلال استعراض المشاريع والمبادرات التنموية المستدامة وزيادة فرص العمل ودعم التعاون والتواصل بين المشاركين بهدف تعزيز النمو الاقتصادي المتوازن في ظل التحديات المتسارعة.
ويركز المعرض بشكل أساسي على تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر واستكشاف السبل العملية لجذب المستثمرين إلى مختلف القطاعات الاقتصادية، ضمن محاور القمة الثمانية وهي محور الاستثمار الأجنبي المباشر ومحور التجارة العالمية ومحور الشركات الناشئة واليونيكورن "أحادية القرن"، ومحور مدن المستقبل، ومحور مستقبل التمويل، ومحور التصنيع العالمي، ومحور الاقتصاد الرقمي، ومحور رواد الأعمال.
ويحظى المستثمرون الدوليون والشركات الناشئة من المشاركين والعارضين بفرصة التعرف على أحدث اللوائح التنظيمية، وفهم تأثير التوترات الجيوسياسية على تدفقات رأس المال، واستكشاف الأسواق الناشئة الواعدة، وتحديد وجهات استثمارية جديدة، والاستفادة من بيئة متطورة تدعم التوسع العالمي.
ويتيح المعرض للمشاركين من المصدرين والمستوردين بيئة خصبة لتبادل الخبرات حول سلاسل التوريد الذكية، وحلول التمويل التجاري، واللوائح الجمركية الحديثة ما يسهم في توسعة نطاق أعمالهم والاستفادة من الشراكات التجارية الاستراتيجية.
ويعد المعرض فرصة للشركات الناشئة والمستثمرين الطموحين للقاء أصحاب رؤوس الأموال والممولين واستعراض أفكارهم أمام مستثمرين عالميين إلى جانب التعرف على أحدث استراتيجيات التمويل، والاستفادة من قصص نجاح الشركات أحادية القرن التي تجاوزت قيمتها مليار دولار.
ويستكشف المهندسون، والمطورون العقاريون، وصناع السياسات من جانبهم حلولًا عملية لإنشاء مدن تعتمد على البنية التحتية الذكية، والطاقة المتجددة، والتنقل المستدام، مما يخلق فرص استثمارية ضخمة في مجالات البناء والتخطيط الحضري.
ويشكل المعرض كذلك منصة مثالية للمؤسسات المالية والمستثمرين لفهم التغيرات في النظم المصرفية، والتواصل مع قادة الصناعة لاستكشاف مستقبل المعاملات المالية الرقمية فيما تكتشف الشركات الصناعية والمصنعون طرقًا لتحسين الإنتاجية، وتبني تقنيات التصنيع الذكي، وتقليل تكاليف التشغيل.
ويجمع المعرض بين الجهات الحكومية، والشركات التكنولوجية، والمستثمرين لاستكشاف الفرص الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكترونية، والخدمات السحابية ويوفر بيئة غنية للشركات الصغيرة والمتوسطة لطرح مشاريعها المبتكرة أمام مستثمرين عالميين، والمشاركة في ورش عمل تعليمية تعزز من مهاراتها في الإدارة المالية، والتسويق الرقمي، واستراتيجيات التوسع العالمي.