بعد مرور 11 يومًا على بدء مكافحة حرائق الغابات في لوس أنجلوس الأميركية، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن ما قد يحدث بعد ذلك. ويقول المسؤولون إن هناك تحديات متعددة لا تزال يتعين مواجهتها قبل أن تصبح المناطق التي دمرتها الحرائق آمنة.

وحذَّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن فترة النسمات التي تهب من المحيط والغطاء السحابي ستكون قصيرة، ومن المتوقع أن يعود الطقس الخطير الذي يؤجج الحرائق، الأحد.

ولم تترك حرائق الغابات وراءها مخاطر وممتلكات مدمرة فحسب، بل أدت أيضًا إلى خطر الانهيارات الأرضية المعزولة على طول العديد من المنحدرات في باسيفيك باليساديس.

ونصح المسؤولون في مدينة لوس أنجلوس أغلب النازحين بالابتعاد عن منازلهم لمدة أسبوع آخر على الأقل، بينما ترفع فرق الطوارئ النفايات السامة من الأحياء المحترقة، وتقطع خطوط الكهرباء والغاز التي تشكل خطراً وسط الأنقاض.

وزادت الانهيارات الأرضية من الخطر الذي تتعرض له التلال المدمَّرة، ولم تعد المباني التي سويت بالأرض قادرة على تثبيت التربة في مكانها، كما تشبعت الأرض بمياه خراطيم إطفاء الحرائق والأنابيب المكسورة، مما زاد من ضغوط ومأساة السكان الذين يعانون من أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ لوس أنجلوس.

وعبَّر رجال الإطفاء، الخميس، عن ارتياحهم للصمود في مواجهة الظروف الجوية الأخيرة، المتمثلة في رياح صحراوية عاتية ورطوبة منخفضة، بدون زيادة اشتعال أي من الحريقين الكبيرين في المدينة.

وكشف تحليل أجرته وكالة “أسوشييتد برس”، أن الحرائق التي ما تزال مشتعلة في لوس أنجلوس الأمريكية، أتت على مساحة حضرية أكبر من أي حريق آخر في الولاية منذ منتصف الثمانينيات على الأقل.

وبحسب التحليل، تسببت حرائق “إيتون” و”باليساديس”، التي اندلعت الأسبوع الماضي، في احتراق نحو 4 أميال مربعة من الأجزاء ذات الكثافة العالية في لوس أنجلوس.

ويعتبر ذلك أكثر من ضعف المساحة الحضرية التي التهمها حريق “وولسي” في المنطقة في عام 2018، وفقًا لتحليل “أسوشيتد برس” لبيانات من مختبر سيلفيس في جامعة “ويسكونسن” في “ماديسون”.

ويقول الخبراء إن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى وصول حرائق الغابات إلى المدن بشكل متكرر.

وتسببت حرائق “إيتون” و”باليساديس”، التي اجتاحت لوس أنجلوس، في مقتل 27 شخصًا على الأقل وتدمير أكثر من 12 ألف مبنى وإخلاء أكثر من 80 ألف شخص.

ومن المرجح أن تكون هذه الحرائق من بين أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ كاليفورنيا، وفقًا لوكالة “كالفاير” الحكومية.

واتسع نطاق حريق وولسي إلى ضعف حجم حرائق “إيتون” و”باليساديس” الحالية، لكن معظم المنطقة التي احترقت كانت غير مأهولة بالسكان.

وقالت ألكسندرا سيبرد، عالمة أبحاث بارزة في “معهد علم الأحياء المحافظ”، “إن توقيت الحرائق ومسارها عبر المدينة “قد لا يكون له سابقة في التاريخ”.

ولم تحدد السلطات سبب الحرائق الكبرى في كاليفورنيا، لكن الخبراء لاحظوا أن الطقس المتطرف خلق ظروفًا أكثر ملاءمة: الأمطار الغزيرة التي ساهمت في نمو النباتات، ثم الجفاف الشديد الذي حول الكثير من تلك النباتات إلى وقود جيد للحرائق. ويقول العلماء إن مثل هذه الأحداث الجوية المتطرفة هي السمة المميزة لتغير المناخ.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا حرائق أمريكا حرائق كاليفورنيا حريق كاليفورنيا كوارث طبيعية لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

حرائق لوس أنجلوس تستعر جراء رياح قوية

لوس أنجلوس- رويترز

واجه رجال الإطفاء في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية رياحا قوية وجافة مما أدى إلى تأجيج حريقين هائلين أرعبا المدينة طوال ثمانية أيام.

وحث المسؤولون السكان على البقاء في حالة تأهب والاستعداد للإخلاء في أي وقت مع توقع استمرار الرياح حتى بعد ظهر الخميس.

ولا يزال حوالي 6.5 مليون شخص تحت تهديد حرائق خطيرة، بعد أن التهمت النيران منطقة بحجم واشنطن العاصمة تقريبا، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل حتى الآن، وفقا للبيانات الرسمية.

وقالت ليندسي هورفاث المسؤولة بمقاطعة لوس أنجلوس -في مؤتمر صحفي- أمس الأربعاء "نريد أن نؤكد على الموقف الخطير بشكل خاص اليوم. استعدوا الآن واستعدوا للمغادرة".

وتسببت الحرائق في إتلاف وتدمير أكثر من 12 ألف منزل ومنشآت أخرى، وأجبرت ما يصل إلى 200 ألف شخص على النزوح. وقال قائد شرطة المقاطعة روبرت لونا إن أوامر الإخلاء صدرت لنحو 82400 شخص، وتلقى 90400 شخص آخرين تحذيرات بالإخلاء حتى يوم الأربعاء.

وسوت النيران أحياء بأكملها بالأرض.

وتمكن نحو 8500 رجل إطفاء من غرب الولايات المتحدة وكندا والمكسيك من السيطرة على نمو الحرائق لمدة ثلاثة أيام.

وارتفعت نسبة احتواء الحرائق في منطقة باليساديس على الحافة الغربية للمدينة إلى 19 بالمئة، بينما بلغت نسبة الاحتواء لحريق إيتون في سفوح التلال شرق المدينة 45 بالمئة.

وأسقطت طائرات المياه ومواد لإخماد النيران على التلال الوعرة بينما عملت أطقم أرضية بأدوات يدوية وخراطيم على احتواء الحرائق.

واندلع حريق جديد أمس الأربعاء في مقاطعة سان برناردينو شرق لوس انجليس، مما أدى إلى حرق 30 فدانا وفقا لتقارير إدارة الإطفاء في كاليفورنيا. وجرت السيطرة على حريقين آخرين في جنوب كاليفورنيا إلى حد كبير.

مقالات مشابهة

  • حرائق كاليفورنيا المستعرة تخلف خسائر بنحو 275 مليار دولار
  • معجزة وسط حرائق لوس أنجلوس.. منازل نجت رغم تفحّم كل ما حولها
  • حرائق لوس أنجلوس.. أول دعوى بـسوء إدارة تسبب بحرائق إيتون والقتل الخطأ رفعت ضد شركة الإمداد الكهربائي بجنوب كاليفورنيا
  • حرائق لوس أنجلوس .. الكشف عن أخطار جديدة تهدد السكان
  • انهيارات أرضية وفيضانات تهدد لوس أنجلوس بعد الحرائق.. الخطر لم ينتهي بعد
  • حرائق لوس أنجلوس.. مهمة "لا يمكن تصورها" قبل عودة السكان
  • رياح قوية تؤجّج حرائق هائلة في لوس أنجلوس
  • من جديد .. حرائق لوس أنجلوس تستعر جراء الرياح العاتية
  • حرائق لوس أنجلوس تستعر جراء رياح قوية