في إطار العلاقات الأخوية بين مصر ونيجيريا الاتحادية، اتفق البلدان على رفع علاقاتهما التاريخية إلى مستوى الشراكة الشاملة. 

وفي هذا السياق، عقد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، ويوسف ميتاما توجار، وزير نيجيريا الاتحادية، اليوم، الجولة الثالثة من المشاورات السياسية، وهي الأولى من نوعها على المستوى الوزاري.

أشاد الوزيران بتوقيع اتفاقية إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية من متطلبات التأشيرة بين البلدين. 

كما رحبا بإعادة تحديد رسوم التأشيرات لمواطني البلدين لضمان تسهيل حركة التنقل.

اتفق الوزيران على أن مستوى العلاقات المتصاعد بين اثنين من أكبر اقتصادات وشعوب إفريقيا سيعتمد على المبادئ والقيم التي تحكمت في تعاونهما الطويل منذ نضالهما من أجل الاستقلال، وهي: الاحترام المتبادل للوحدة والسيادة والسلامة الإقليمية لكل من البلدين، بالإضافة إلى الثقة والاحترام المتبادلين.

إن الاتفاق على عقد الدورة القادمة للجنة المشتركة على المستوى الوزاري في الربع الأخير من عام 2025 هو دليل على الإرادة المشتركة للطرفين لمضاعفة جهودهما لتعزيز التعاون والتنسيق في المجالات التالية:

‏‎التعاون السياسي والدبلوماسي


‏‎يقرّ الطرفان بالتحديات المتزايدة التي تواجهها إفريقيا في نظام عالمي سريع التغير يتسم بزيادة الاستقطاب والمنافسة بين القوى الكبرى، فضلاً عن الفرص التي تقدمها القارة بفضل ثروتها من الموارد الطبيعية، وشبابها، ومؤشرات التنمية الواعدة.

في هذا الصدد، اتفق البلدان على تكثيف التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكدا بشكل خاص على ضرورة مضاعفة الجهود لتعزيز دور الاتحاد الإفريقي وأدائه، بهدف تعزيز قدرته على مواجهة التحديات التي تواجه القارة ودفع التعاون والتكامل في إفريقيا. ولتحقيق ذلك، يجدد الطرفان التزامهما الثابت بالعمل مع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي من أجل دفع مسار الديمقراطية، والحكم الرشيد، وتحقيق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063. كما اتفق الطرفان على عقد مشاورات منتظمة على المستويات المناسبة لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وفقًا لهذا الإعلان المشترك وتقييم حالة تنفيذ الشراكة الشاملة بشكل دوري.

‏‎التعاون في الأمن ومكافحة الإرهاب


‏‎يؤكد الطرفان أن التعاون الأمني يمثل ركيزة أساسية في شراكتهما الشاملة. ويقرّان بأنهما قد حققا خطوات كبيرة للارتقاء بمستوى التعاون الأمني بما يعكس التزامهما بتعزيز السلام والاستقرار في مناطقهما الفرعية.

‏‎يؤكدان بشكل خاص ضرورة التصدي للتهديد الذي تسببه الإرهاب والتطرف. وفي هذا السياق، اتفقا على تبادل ومشاركة الخبرات في التطبيق العملي لنهج شامل لمكافحة الإرهاب في أبعاده العسكرية والأمنية والفكرية والبيئية والتنموية. كما اتفقا على استكشاف سبل توسيع التعاون في مجال مكافحة الإرهاب لتعزيز الجهود الإقليمية الأوسع في هذا المجال.

‏‎يلتزم الطرفان أيضًا بالعمل معًا لدعم معالجة النزاعات في إفريقيا من خلال تعزيز نهج شامل لمعالجة أسبابها الجذرية عبر المبادرات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى بناء السلام والتنمية المستدامة.

‏‎التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري

‏‎يقرّ الطرفان بالفرص الكبيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الثنائية. اتفقا على بذل مزيد من الجهود على مستوى الحكومتين، وتشجيع مشاركة أكبر وقيادة من القطاع الخاص لزيادة حجم التجارة وتنويع تعاونهما واستكشاف فرص استثمارية جديدة في مجالات الزراعة والري وإدارة المياه والطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية الحيوية، باعتبارها قطاعات حافزة رئيسية لخلق فرص العمل، وتقليل الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة.

‏‎في هذا السياق، يعترف الطرفان أيضًا بضرورة معالجة الحواجز التجارية والاستثمارية التي تعيق الجهود المبذولة لتحقيق تكامل اقتصادي أكبر في إفريقيا. ولتحقيق ذلك، اتفقا على تكثيف الجهود لضمان التنفيذ السريع والكامل لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.

‏‎اتفق الطرفان على تأسيس غرفة تجارة نيجيريا-مصر في موعد أقصاه نهاية عام 2025، على أن يتم إطلاقها على هامش الجولة الرابعة من المشاورات السياسية على المستوى الوزاري في أبوجا في عام 2026، بهدف تعزيز الروابط الثنائية ومعالجة الفرص التجارية والاستثمارية الجديدة في القطاعات ذات الاهتمام المشترك.

‏‎التعاون الثقافي والتعليمي

‏‎شدد الطرفان على التبادل الثقافي طويل الأمد بينهما، الذي جمع شعبيهما عبر التاريخ. كما اعترفا بأن التعليم والبحث العلمي يمثلان عناصر تمكينية حاسمة لشراكتهما المتنامية. وفي هذا السياق، جدد الطرفان التزامهما بمواصلة إحياء وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات تنمية الفنون، والفعاليات الثقافية، والحفاظ على التراث. كما تعهدا بمواصلة استكشاف فرص التعاون في التعليم العالي، بما في ذلك من خلال برامج المنح الدراسية، والتبادل بين المؤسسات التعليمية، وتطوير المناهج الدراسية.

التعاون في بناء القدرات

يعترف الطرفان بضرورة الاستمرار في بناء القدرات البشرية والمؤسسية لكل منهما كركيزة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المستدامة.

وفي هذا الصدد، يتعهدان بالاستمرار في تعزيز الوصول إلى البرامج التي تقدمها معاهد مثل معهد نيجيريا لحل النزاعات (IPCR)، ومعهد نيجيريا للشؤون الدولية (NIIA)، وكلية الدفاع النيجيرية (NDC)، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية (EAPD مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ و بناء السلام (CCCPA)، و المعهد المصري للدراسات الدبلوماسية.

في ختام الجولة الثالثة من المشاورات السياسية، عبر معالي يوسف ميتاما توجار، وزير الشئون الخارجية لجمهورية نيجيريا الاتحادية، عن امتنانه لمعالي الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج لمصر، على الاستقبال الحار والضيافة التي أُحيط بها هو ووفده منذ وصولهم إلى القاهرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر ونيجيريا الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية على المستوى الوزاری المشاورات السیاسیة فی هذا السیاق التعاون فی اتفقا على وفی هذا

إقرأ أيضاً:

بيان مشترك.. سلطنة عُمان ومملكة هولندا تؤكدان التزامهما بتعزيز الشراكة الاستراتيجية وتعميق آفاق التعاون

أمستردام - الرؤية

صدر البيان المشترك عن سلطنة عُمان ومملكة هولندا بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه -:

بدعوة من جلالة الملك ڨيليم ألكساندر، ملك مملكة هولندا، قام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، بزيارة دولة إلى مملكة نيذرلاندز خلال الفترة من 15 إلى 16 أبريل 2025م. وقد أكدت الزيارة على عمق الروابط التاريخية بين سلطنة عمان ومملكة هولندا، والتي تعود إلى أكثر من 400 عام من الصلات التجارية والثقافية. وقد تطورت العلاقات بين البلدين إلى شراكة متمثلة في الانفتاح والتجارة الدولية فضلا عن تعزيز الحوار حول التحديات العالمية.

وقد التقى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مع جلالة الملك ڤيليم ألكساندر ورئيس الوزراء ديك شوف، حيث جرى تبادل للآراء حول القضايا الثنائية والدولية ذات الإهتمام المشترك. وأكد البلدان على التزامهما بتعزيز التعاون في مختلف القطاعات، وشددا على أهمية التعاون بين الحكومتين والشراكات التجارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي والابتكار. كما شهدت الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات.

وقد تم بحث فرص التجارة والاستثمار في القطاعات الرئيسية مثل التحول في مجال الطاقة والخدمات اللوجستية المستدامة والمياه. وعقد الجانبان لقاء مشترك لرجال الأعمال بين البلدين. كما تضمنت الزيارة حفل استقبال جمع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وجلالة الملك ڨيليم ألكساندر.

وإدراكا من البلدين لتراثهما البحري المشترك ومزاياهما الاستراتيجية في القطاعين البحري واللوجستي، بحث البلدان سبل تعميق التعاون في تطوير الموانئ والخدمات اللوجستية المستدامة.

وفي هذا الصدد، جرت مناقشات حول تعزيز التعاون بين موانئ صحار وصلالة وروتردام وأمستردام، وكذلك حول مبادرات البناء البحري المبتكرة التي تستفيد من تيارات المحيطات وذلك في إطار التزام البلدين المشترك بالاستدامة. وأكد البلدان على التزامهما بتعزيز التحول في مجال الطاقة، مع التركيز على الحياد الكربوني والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. كما شمل التعاون مجال إدارة المياه، وذلك استنادا إلى الخبرة الطويلة التي يتمتع بها البلدان في مجال الحلول المستدامة للمياه.

وإدراكا منهما بأهمية التواصل بين الشعوب، أعربت سلطنة عمان ومملكة هولندا عن التزامهما بتعزيز التعاون في مجالات الحوكمة والتبادل الثقافي والعلوم والرياضة. وشدد البلدان على أهمية تبادل المعرفة والابتكار، بما يتماشى مع النموذج الثلاثي الأبعاد للابتكار، حيث تتعاون الحكومة والأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

وأكدت سلطنة عمان ومملكة هولندا مجددا على التزامهما المشترك بالسلم والاستقرار العالميين من خلال الحوار والدبلوماسية. وتبادل البلدان وجهات النظر حول التطورات الإقليمية، وشددا على المشاركة البناءة في مواجهة التحديات العالمية.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما بنتائج الزيارة وعن عزمهما البناء على هذا الزخم لما فيه مصلحة البلدين. واستشرافا للمستقبل، تؤكد سلطنة عمان ومملكة هولندا على التزامهما بتعزيز علاقاتهما التاريخية والاستراتيجية، وتعميق التعاون في مختلف القطاعات الرئيسية وتعزيز مستقبل مبني على التعاون والتفاهم المتبادل.

في ختام الزيارة، أعرب حضرة صاحب الجلالة السلطان عن شكره العميق لجلالة الملك ڨيليم ألكساندر ورئيس الوزراء ديك شوف وللشعب الهولندي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به جلالته والوفد المرافق خلال إقامتهم في مملكة هولندا.

مقالات مشابهة

  • «التعاون الخليجي»: دعم الجهود لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية
  • برلمان أمريكا الوسطى يؤكد دعمه صريح للوحدة الترابية للمملكة في إعلان العيون
  • بيان مشترك.. سلطنة عُمان ومملكة هولندا تؤكدان التزامهما بتعزيز الشراكة الاستراتيجية وتعميق آفاق التعاون
  • ️وزير الطيران يشارك في المؤتمر الوزاري رفيع المستوى الإيكاو للتسهيلات بالدوحة
  • بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب .. بيان مشترك لمنتدى الإعلام السوداني بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب في السودان
  • انعقاد جولة المشاورات السياسية الأولى بين العراق والسعودية في بغداد
  • لقاء بين خلفان وزعلاني لبحث تمكين المرأة في الحياة السياسية وتعزيز ثقافة الانتخاب
  • سفير الاتحاد الأوروبي: ناقشت مع المنفي العملية السياسية التي تُيسّرها الأمم المتحدة
  • بعثة طائرة سيدات الزمالك تغادر نيجيريا
  • بعثة سيدات طائرة الزمالك تغادر نيجيريا