قبل يومان من تنصيب دونالد ترامب، رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، تلوح في الآفاق تساؤلات عديدة، حول الطبيعة التي من خلالها ستتشكل السياسة الخارجية الأمريكية، في ولايته الثانية، ولا ينفصم عن ذلك، ما يُعرف إعلاميًا بـ"صفقة القرن" والتي سبق لترامب أن أزاح الستار عنها، بتاريخ 28 يناير 2020.

 

قبل حفل تنصيب ترامب 2025 .

. عالم الموضة يترقب إطلالة ميلانيا ترامب يتخلى عن التقليد.. التنصيب الأول في التاريخ داخل مبنى الكابيتول

 

وبطبيعة الحال، يتساءل الكثيرون حول معالم نظرة "ترامب" تجاه الوضع بداخل الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، عطفًا على “صفقة القرن” وبعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يبقى السؤال مطروحًا "هل تعود صفقة القرن للواجهة بعد اتفاق وقف إطلاق النار؟".

بدايةً، وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يدخل حيز التنفيذ صباح غد الأحد، فإن وقف إطلاق النار سيتحول من خلال 3 مراحل إلى وقف إطلاق نار مستدام، حيث ينص الاتفاق على انسحاب تدريجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وصولا إلى انسحاب كامل مع نهاية الاتفاق الذي سيتم بموجه إطلاق الرهائن الإسرائيليين على 3 مراحل ضمن دفعات عديدة.

ومن المقرر أن تُحسم المفاوضات التي ستبدأ بعد 17 يومًا، بشأن بنود المرحلة الثانية من الاتفاق مصير الحرب برمتها.

صفقة القرن.. بين أحلام الدولة الفلسطينية ومخاوف من “توسع إسرائيلي”

 

في يناير 2020، أعلن ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط التي تهدف لإقامة دولة فلسطينية، ولكن شروط صارمة، مع ضمّ إسرائيل لمستوطنات الضفّة الغربية وغور الأردن وعدم تطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

 

وتمنح الخطة، الفلسطينيين الحقّ بإقامة دولة، ولكن بشروط منها الاعتراف بإسرائيل كـ"دولة يهودية" و"الرفض الصريح للإرهاب بكل أشكاله" على أن تكون الدولة المقترحة "منزوعة السلاح"، فيما تمتلك إسرائيل مسؤولية الأمن ومراقبة المجال الجوي في المنطقة الواقعة غرب غور الأردن، كما شملت الخطة "آنذاك" أن حركة حماس هى المنوط بها السيطرة على قطاع غزة "منزوعة السلاح".

وحسبما أشارت الخريطة المقترحة في ذلك الوقت، فإن الدولة الفلسطينية لن تقام على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل عام 1967، ولن تكون متصلة، كما تؤكد الخطة أنّ القدس "ستبقى عاصمة غير مقسّمة لإسرائيل"، أما العاصمة الفلسطينية فيجب أن تكون في جزء من القدس الشرقية.

وبموجب الخطة أيضًا، فإن "العاصمة الفلسطينية يمكن أن تكون في كفر عقب والجزء الشرقي من شعفاط وأبو ديس، ويمكن تسميتها بالقدس أو أي اسم آخر تحدده دولة فلسطين".

ويأتي ذلك، بالتزامن مع مخاوف تواكبت مع إعلان الوزير الإسرائيلي المسؤول عن المستوطنات بالضفة الغربية، في وزارة الدفاع الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، خلال الشهر الجاري، إصدار تعليمات إلى وزارته لبدء الاستعدادات نحو فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المستوطنات في الضفة الغربية.

غموض حول موقف اللاجئين الفلسطينيين

 

فيما لم تتطرق الخطة إلى حسم موقف اللاجئين الفلسطينيين، في "العودة إلى ديارهم"، واقترحت 3 خيارات وهي العودة إلى الدولة الفلسطينية الجديدة، أو الاندماج في الدول المضيفة لهم، أو توزيعهم على دول راغبة في منظمة التعاون الإسلامي.

وحول الوضع في الحرم القدسي الشريف في القدس، فسيبقى "الوضع كما هو وستواصل إسرائيل حماية الأماكن المقدسة في القدس وضمان حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود والديانات الأخرى، ويحتفظ الأردن بموجب الخطة بمسؤولياته على المسجد الأقصى في القدس".

مسعى لـ"تطبيع" بين السعودية وتل أبيب

 

ومن أبرز ما تضمنته خطة "صفقة القرن" وقتها، مسعى لتطبيع العلاقات فيما بين المملكة العربية السعودية من جهة، وتل أبيب من جهة أخرى، ولكن تلك المساعي قوبلت بوضوح خلال فترة ما قبل إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، بالرفض من قبل المملكة التي استبقت الانتخابات الأمريكية الأخيرة، بالقول بإن شرط "حل الدولتين" هو المنطلق الرئيسي لبحث إمكانية التطبيع، وهو ما يفتح الباب أمام جميع الاحتمالات حول ذلك الملف الشائك، بالنظر إلى ما ستؤول إليه الأوضاع داخل قطاع غزة، إلى جانب مدى احتمالية الشروع في خطة إقرار حل الدولتين من الآن فصاعدًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دونالد ترامب ترامب تنصيب ترامب حفل تنصيب ترامب الولايات المتحدة أمريكا صفقة القرن غزة قطاع غزة وقف إطلاق النار اتفاق وقف إطلاق النار الشرق الأوسط الاحتلال الإسرائيلي جيش الاحتلال فلسطين إسرائيل دولة فلسطينية الضف ة الغربية الفلسطينيين غور الأردن اللاجئين الفلسطينيين تل أبيب حل الدولتين اتفاق وقف إطلاق النار صفقة القرن قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

«صفقة غزة».. مبارزة بين «ترامب» و«بايدن»

النجاح له آباء كثيرون. وعندما أُعلن أخيراً عن وقف إطلاق النار فى غزة، سيطر تساؤل حول الفائز الأمريكى بإتمام صفقة وقف الحرب، هل هو الرئيس العائد للبيت الأبيض دونالد ترامب أم جو بايدن الذى يعيش أيامه الأخيرة فى الرئاسة الأمريكية، حتى وصل الامر إلى سؤال وجه إليه خلال المؤتمر الصحفى حول ذلك وكان رده ساخرا «هل هذه مزحة؟» سأل ثم ابتعد محاطًا بنائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتونى بلينكين.
وكان لكل رئيس مصلحته الخاصة فى تسوية الأمر قبل يوم التنصيب المنتظر. وبالنسبة لبايدن، فإن الاتفاق هو تبرئة نهائية لعهده، وهو ما سعى أن يكون نهاية لأشد الحروب دموية فى تاريخ الصراع الإسرائيلى الفلسطينى مع تحرير الأمريكيين والإسرائيليين من الأسر. 
وقال بايدن فى مؤتمر صحفى إن وقف إطلاق النار «تم تطويره والتفاوض عليه من قبل فريقى وسيتم تنفيذه إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة». 
وأما بشأن ترامب، فإن الاتفاق فى الوقت الحالى، يزيل قضية رئيسية من على الطاولة مع افتتاحه لولاية ثانية، ما يتيح له حرية متابعة أولويات أخرى. لم يفلت هذا الواقع من انتباه الرئيس المنتخب ترامب. فقد قال فى منشور على موقع Truth Social، وهو موقع للتواصل الاجتماعى: «كان من الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الملحمى هذا نتيجة لانتصارنا التاريخى فى نوفمبر، لأنه أشار إلى العالم أجمع أن إدارتى سوف تسعى إلى السلام والتفاوض على الصفقات لضمان سلامة جميع الأمريكيين وحلفائنا».
وترى صحيفة «الجارديان» البريطانية انه ربما تكمن الحقيقة فى مكان ما بين الاثنين. فوفقًا لمسئول كبير فى إدارة بايدن، فقد أقام فريقا ترامب وبايدن شراكة غير متوقعة لتأمين وقف إطلاق النار المعقد خلال فترة انتقالية اتسمت بالعداء وانعدام الثقة. وعندما تم الإعلان عن الاتفاق، كانت هناك حتى ملاحظات ودية بين الفريقين المتنافسين، حيث أشاد مسئولو إدارة بايدن بالشراكة بين الدبلوماسى بريت ماكجورك ومبعوث ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف.
ووصف مسئول بإدارة بايدن بأن الأمر كان رائعا واضاف أن بايدن أبلغ ترامب أنه يريد العمل معًا للتوصل إلى اتفاق عندما التقيا فى المكتب البيضاوى بعد وقت قصير من فوز ترامب المفاجئ فى انتخابات نوفمبر.
وفى الأيام الأخيرة من المفاوضات هذا الشهر، تمت دعوة «ويتكوف»، الذى لا يشغل أى منصب رسمى فى الحكومة، للسفر إلى الدوحة إلى جانب مسئولى إدارة بايدن المشاركين فى المفاوضات.
وفى لحظة استثنائية، تم إرسال «ويتكوف» بمفرده إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى مهمة عالية المخاطر لإقناعه بقبول اتفاق وقف إطلاق النار. ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية اللقاء بين ويتكوف ونتنياهو، رغم الاعتراضات الأولية من جانب مساعدى نتنياهو، بأنه «متوتر». وذكرت التقارير أن «ويتكوف» مارس ضغوطا على نتنياهو لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن والموافقة على تنازلات رئيسية لوقف الحرب فى وقت أقرب.
وقال المسئول فى إدارة بايدن: «اعتقدت أن ذلك كان فعالاً للغاية».
ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مصادرها الخاصة قولها إن الأمر أقل إيجابية بالنسبة لمعسكر بايدن: «نجح مبعوث ترامب فى التأثير على نتنياهو فى اجتماع واحد أكثر مما نجح بايدن فى التأثير عليه طوال العام».
وفى تصريحاته العلنية بشأن الاتفاق، بدا نتنياهو وكأنه يتجاهل بايدن، حيث اتصل بـ«ترامب» أولاً ليشكره «على مساعدته فى تعزيز إطلاق سراح الرهائن ومساعدة إسرائيل فى إنهاء معاناة العشرات من الرهائن وعائلاتهم».
وأكد مات داس، نائب الرئيس التنفيذى لمركز السياسة الدولية ومستشار السياسة الخارجية السابق للسيناتور بيرنى ساندرز، أن التفاصيل المسربة عن الاجتماع بين نتنياهو وويتكوف ربما تحتوى على عناصر «مسرحية لإعطاء نتنياهو غطاء لقبول الصفقة أخيرًا»، واضاف: «لكننى أعتقد أيضًا أن الحقيقة هى أن نتنياهو يفهم أن ترامب سيتولى منصبه. لقد أوضح أنه يريد إنهاء هذه الحرب، وترامب يعمل وفقًا لحسابات مختلفة تمامًا عن بايدن».
وجاءت الصفقة أيضا فى ظل تحذير ترامب فى وقت سابق من أن «الجحيم سوف يندلع فى الشرق الأوسط» إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه.

مقالات مشابهة

  • الحكومة بغزة : وضعنا خطة كاملة في القطاع للتعامل مع قرار وقف إطلاق النار
  • لماذا تمنع السلطة الفلسطينية أهالي الضفة من الاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار بغزة؟ .. تفاصيل قرار أشعل غضب الفلسطينيين
  • قيادي في حماس: إدارة ترامب وراء إبرام صفقة وقف إطلاق النار بغزة
  • «صفقة غزة».. مبارزة بين «ترامب» و«بايدن»
  • مسيرات حاشدة في إيران احتفالاً بانتصار المقاومة الفلسطينية ووقف إطلاق النار بغزة
  • المستوطنون غاضبون من صفقة تبادل الأسرى (شاهد)
  • إعلام إسرائيلي: تل أبيب ستعمل على إنشاء نظام دفاعي جديد في غزة
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق يكشف لـ الوفد مصير "صفقة القرن"
  • ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار بغزة بين إسرائيل و حركة الفصائل الفلسطينية