بعد أن وضعت الحرب أوزارها في سوريا.. محطة قطارات يرونها رمزا للنهضة لأنها كانت ذات يوم مفخرة لدمشق
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
في دمشق، محطة للقطارات ضاربةٌ في القدم، يفخر السوريون بأنها في الماضي السحيق كانت حلقة وصل بين أوروبا وشبه الجزيرة العربية، وفي العصر الحديث أصبحت مركزا وطنيا للنقل، قبل أن تدمرها الحرب وتجعلها خاوية على عروشها. ويأمل عمالها الآن أن تشهد نضهة في القريب العاجل، فما آفاق ذلك؟ وما تلك المحطة التاريخية؟
اعلانمحطة الـقَـدَم، ضاربةُ في القِدَم، فقد كانت عرباتها تجوب عددا من البلدان العربية في أيام الإمبراطورية العثمانية.
وفي ظل الدولة الحديثة، استمرت المحطة في العمل، طبقا لمعايير النصف الثاني من القرن العشرين، ثم في الألفية الثالثة، قبل أن تشتعل حرب ضروس في سوريا، أتت على الأخضر واليابس، وكان للمحطة نصيب الأسد في الحرب التي خاضها نظام الأسد ضد مسلحي المعارضة بمختلف أطيافها.
فما مستقبل تلك المحطة؟السيد مازن ملا، مشغّل القطار، ومن بقي على قيد الحياة من زملائه العاملين في هذه المحطة، لا يريدون الاكتفاء بالبكاء على الأطلال، بل يطمحون لأن تبعث الدولة من جديد هذه المحطة العريقة، التي دمرتها الحرب، وصارت مشاهد الخراب فيها بادية للعيان، فعربات القطار متفحمة، وورش العمل تضررت بنيران المدفعية، وأغلفة الرصاص متناثرة على الأرض.. في مشهد يريد العمال وكثير من السوريين أن يكون باعثا على نهضة شاملة في ربوع سوريا، وخصوصا في هذه المحطة ذات البعد الحضاري والثقافي والتاريخي.
مشغل القطارات مازن ملا يتفقد ما ألحقته الحرب بمحطة قطار القدم، في دمشق، سوريا، الاثنين، 13 يناير/كانون الثاني 2025.Omar Sanadiki/APومثلما أحيت الدولة الحديثة ما دمره المقاتلون العرب في انتفاضتهم المسلحة ضد الدولية العثمانية في القرن العشرين، بدعم من بريطانيا وفرنسا وقوات الحلفاء الأخرى التي أسقطت الإمبراطورية العثمانية، يريد السوريون اليوم إحياء سكة الحديد هذه، وإعادة بناء تلك المحطة العريقة على أسس حديثة، لتصبح مثالا يجمع بين العراقة والحداثة، والأصالة والمعاصرة.
محطة قطار القدم، التي دُمرت خلال الحرب بين قوات المعارضة وقوات الرئيس المخلوع بشار الأسد، في دمشق، سوريا، الاثنين، 13 يناير/كانون الثاني 2025. Omar Sanadiki/APالمسار التاريخي للمحطة
بعد الاستعمار، تأسست الدول العربية الحديثة، وصارت سكة الحديدة موزعة بين أكثر من بلد، فعمدت سوريا إلى استخدام الجزء الخاص بها من تلك السكة الحديدية لنقل الركاب بين العاصمة دمشق ومدينة حلب الشهباء وما جاورها من البلدات، ثم إلى الأردن المجاور.
وبمرور الزمن، صارت عربات القطار بحاجة إلى تحديث، فوُضعت العربات الخشبية القديمة في متحف، وأصبحت المحطة الرئيسية موقعا تاريخيا وقاعة للمناسبات، محتفظةً بهيكلها المصنوع من الحجر العثماني والطوب الفرنسي المجلوب من مرسيليا.
صورة لتذاكر قديمة في محطة قطار القدم السورية، التي تضررت خلال الحرب بين المعارضة ونظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في دمشق، سوريا، الاثنين، 13 يناير/كانون الثاني 2025Omar Sanadiki/APوانتقلت إدارة المحطة إلى مكان قريب، وظلت القطارات تعمل بشكل اعتيادي، حتى اشتعلت الحرب، فصارت المحطة مقرا استراتيجيا تتخذ منه قوات الأسد نقطة للمراقبة، تطلع من خلالها على معاقل الثوار. ثم تحول المكتب الرئيسي للمحطة إلى وكر للقناصة.
وفي العام 2013، عادت محطة القطارات إلى الواجهة، وتناقلت وسائل الإعلام صورها عبر الوسائط المختلفة، بعد أن دار قتال في محيطها، وظهر المتمردون وهم يطلقون النار من بنادق هجومية ويحتمون خلف القطارات.
حينئذ فر الملا وعائلته من منزلهم القريب من المحطة إلى حي قريب. وظلوا يتضرعون إلى الله باستعادة المحطة التي طالما كانت مصدر رزق لهم ولعائلات سورية أخرى.
Relatedبعد فترة من الإغلاق.. متحف سوريا الوطني يستأنف نشاطه في دمشقسوريا بعد الأسد: فرصة للأردن أم تهديد لوجودها؟حصري: الاتحاد الأوروبي يدرس رفع العقوبات عن سوريا في قطاعات النفط والمصارف والنقلوفي العام 2018، طردت قوات الأسد مسلحي المعارضة من دمشق، فكانت المحطة رمزا للنصر، فقررت السلطات تشغيلها، على الرغم مما لحق بها من دمار، فافتتحت مرة أخرى، لفترة وجيزة، باعتبارها رمزاً للانتصار والانتعاش. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية حينئذ أن القطارات ستنقل الركاب إلى معرض دمشق الدولي السنوي. وبثت صورًا لركاب سعداء عند المدخل وفي الوجهة المقصودة، لكنها تعمدت التغطية على صور الدمار الهائل الذي لحق بالمحطة.
والآن، بعد سقوط نظام بشار الأسد، فرح الناس بعودة الحياة إلى طبيعتها، وانتعش الأمل في أن تعمد السلطات الجديدة إلى بناء طراز حديث من هذه المحطة التاريخية التي تعاقب عليها الـمَـلَـوَان، وبقيت صادمة على مر الزمان.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل تنوي السفر إلى جزيرة ليندوس اليونانية الخلابة.. انتبه فقد تجد مياه البحر في بركة السباحة بفندقك الأفغان في مدينة خوست يخرجون إلى الشوارع ترحيبا بإعلان وقف النار في غزة بالأرقام.. رواتب رؤساء أكبر الشركات في أوروبا تفوق متوسط أجور العمال بـ110 مرات! بناء وتشييدسورياقطاراتالبنية التحتية للطرقالحرب في سوريااعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. الجيش الإسرائيلي يرصد صاروخاً قادماً من اليمن وقطر تعلن بدء تنفيذ الاتفاق غداً الساعة 8:30 صباحاً يعرض الآنNext "لن يشترينا لن نسمح له".. سكان غرينلاند يتحدون رغبة ترامب في الاستيلاء على جزيرتهم يعرض الآنNext اليونيسف: 35 طفلًا يُقتلون يوميًا في غزة و15 يُصابون بإعاقات مستدامة على مدار 14 شهرا يعرض الآنNext الأمين العام لحزب الله: المقاومة والشعب الفلسطيني أفشلا مخططات إسرائيل يعرض الآنNext هجوم روسي بالطائرات المسيرة والصواريخ يوقع 4 قتلى في كييف اعلانالاكثر قراءة كاليفورنيا: إجلاء المئات إثر اندلاع حريق في أحد أكبر مصانع تخزين البطاريات في العالم بعد عقد من الاكتشافات.. غايا تكشف أسراراً تعيد رسم تاريخ درب التبانة وتغير مفهوم الكون الحوثيون يرحبون باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ويتعهدون بوقف عملياتهم العسكرية مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز دراسة جديدة: السمنة تزيد من خطر مضاعفات السرطان لدى الأطفال اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومقطاع غزةإسرائيلإطلاق نارحركة حماساحتجاجاتفلسطينحيواناتغزةدونالد ترامبمحكمةروسيااليمنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025المصدر: euronews
كلمات دلالية: قطاع غزة إسرائيل إطلاق نار حركة حماس احتجاجات فلسطين قطاع غزة إسرائيل إطلاق نار حركة حماس احتجاجات فلسطين بناء وتشييد سوريا قطارات البنية التحتية للطرق الحرب في سوريا قطاع غزة إسرائيل إطلاق نار حركة حماس احتجاجات فلسطين حيوانات غزة دونالد ترامب محكمة روسيا اليمن یعرض الآنNext هذه المحطة فی دمشق
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء فى زيارة ميدانية إلى محطة عتاقة البخارية بالسويس .. صور
قام الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة بزيارة إلى محطة توليد كهرباء عتاقة البخارية بمحافظة السويس، التابعة لشركة شرق الدلتا لإنتاج الكهرباء، وذلك للوقوف على الواقع الفعلي وبحث إعادة تأهيل وتشغيل الوحدة الرابعة بالمحطة بقدرة 300 ميجاوات بدون وقود وبواسطة غاز العادم فى الوحدات الغازية لتوفير 250 مليون دولار، وكذلك متابعة موقف الوحدة الثالثة والجدوى الاقتصادية لإعادة تشغيلها والاستفادة منها فى أوقات الذروة، وتضم المحطة 4 وحدات اثنتان بقدرة 600 ميجاوات ووحدتان بقدرة 300 ميجاوات بإجمالي قدرة 900 ميجاوات.
بدأ الدكتور محمود عصمت الجولة الميدانية بالاجتماع ورؤساء القطاعات ومسئولي الورادى والتشغيل بحضور المهندس محمد عبدالباقي ابوسنة رئيس الشركة والمهندس محمود النقيب العضو المتفرع لشئون شركات الإنتاج بالشركة القابضة لكهرباء مصر، وذلك للوقوف علي الواقع الفعلي لسير العمل وتنفيذ خطط الصيانة والتشغيل ومعدلات استهلاك الوقود مقارنة بالطاقة المولدة ومراجعة معايير السلامة والصحة المهنية والأمن الصناعي، وغيرها من الإجراءات فى ضوء معايير جودة التشغيل وتحسين معدلات أداء محطات توليد الكهرباء، وتمت مراجعة خطة إعادة التأهيل والتشغيل للوحدتين 3 و 4 والاستفادة من عوادم المحطة الغازية المجاورة فى تشغيل الوحدة الرابعة لإنتاج 300 ميجاوات بدون وقود أحفوري، وذلك فى إطار استراتيجية العمل لخفض الانبعاثات الكربونية وخفض الاعتماد على الوقود التقليدي واستغلال وإدارة الأصول المملوكة لتحقيق المستهدف وتعظيم عوائدها الاقتصادية.
تفقد الدكتور محمود عصمت خلال الزيارة قطاعات المحطة المختلفة ووحدات التوليد، وغرفة التحكم الرئيسية، وتابع الإجراءات التى يتم اتخاذها لتحقيق كفاءة عمل الوحدات وخطة التشغيل ومؤشرات الطاقة ومقارنة ذلك بمعدلات استهلاك الوقود فى المحطات الأخرى، وشملت الجولة مراجعة إجراءات السلامة والصحة المهنية والأمن الصناعي وخطة الصيانة والجداول الزمنية للتنفيذ، وكيفية مواجهة الأعطال ومعدلاتها ومستوياتها المختلفة وسرعة الاستجابة لاحتياجات الشبكة الكهربائية فى أوقات الذروة، وامتدت الجولة التفقدية لتشمل الوحدة التوليدية الرابعة بالمحطة والغلاية الخاصة بها ومسافة الربط مع المحطة الغازية المجاورة لبدء الخطوات اللازمة للتشغيل.
أكد الدكتور محمود عصمت أن هناك مراجعة شاملة للأصول والموارد المتاحة للاستفادة منها وتشغيلها فى إطار استراتيجية العمل لخفض استهلاك الوقود وتحقيق الاستقرار للشبكة الموحدة وتلبية الاحتياجات من الكهرباء والتى ارتفعت خلال الشهر الحالي بنسبة 7% بالمقارنة بشهر يناير العام الماضى، مشيرا إلى استمرار المراجعة الشاملة لخطة التشغيل بما فى ذلك تغيير الأنماط المستخدمة لتعظيم العائد على وحدة الوقود المستخدم، وأهمية الالتزام بالمعايير العالمية للسلامة والصحة المهنية والأمن الصناعي، موضحا أن تحسين معدلات الأداء لشركات إنتاج الكهرباء ضرورة حتمية فى إطار خطة ترشيد استهلاك الوقود الأحفوري، ومواصلة الزيارات الميدانية للتأكد من تطبيق أنماط تشغيل ملائمة للأحمال وتضمن استقرار الشبكة الموحدة، موضحا ضرورة الالتزام بمعايير الأمن والجودة فى التشغيل.