نُقّاد لـ"الرؤية": استضافة عُمان لمهرجان المسرح العربي برهان على اهتمام الدولة بالإبداع والفنون الراقية
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
◄ الربيع: الدورة الـ15 من المهرجان "استثنائية" في تناولها لتقنيات الذكاء الاصطناعي
◄ عبد الخالق عمر: المهرجان أتاح الفرصة للتعرف على تطور المسرح العُماني
◄ العطية: سينوغرافيا العروض والأفكار الإبداعية أضفت أجواءً مسرحية فريدة
الرؤية- محمود المدني
عبَّر عدد من النُقَّاد والمُمثلين عن سعادتهم بالمشاركة في الدورة الخامسة عشرة لمهرجان المسرح العربي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح والتي تستضيفها سلطنة عُمان مُمثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العُمانية للمسرح، وبحضور 500 مسرحي من مختلف أنحاء العالم، وثمنوا العروض التي تم تقديمهما خلال أيام المهرجان الذي استمر لمدة أسبوع.
وأكدت الناقدة والأديبة العُمانية الدكتورة آمنة الربيع سعادتها بإقامة هذه الدورة "الخامسة عشرة" من مهرجان المسرح العربي على أرض سلطنة عُمان، مبينة أنَّ ما يميز هذه الدورة ويجعلها استثنائية مناقشة الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر جهازًا مفاهيمًا في توجيه اتجاهات الأفراد والمؤسسات والحكومات أيضًا، وكذلك مما ميز هذه الدورة هو احتفائها بإصدارات عُمانية في مجال الدراسات والنقدية وكذلك وجود كتاب ونقاد عرب لهم وزنهم واشتغالهم النقدي، مبينة سرورها بالتقائهم والتحدث معهم حول قضايا المسرح في المسرح العربي.
وثمّنت الربيع الشراكة الاجتماعية للجمعية العُمانية للمسرح وجهود المسرحيين الشباب العُمانيين التي ظهرت من خلالهم حرصهم على حضور العروض المسرحية، مشيرة إلى النشرة التي صدرت بمشاركة شباب عُمانيين ومقدرة جهودهم، مشيرة إلى حجم الحضور في العروض المسرحية وإسهامه في إثراء المشهد المسرحي بشكل عام في السلطنة، مشيرة إلى توقيعها لبعض الإصدارات خلال المهرجان، متمنية لهذه الدورة التوفيق وأن تكون النتائج حسب توقعات الجمهور الذي وصفته بأن لديه حساسيته ورؤيته في قراءة العروض وتلقي شفراته.
وأبدى الفنان السوداني عبد الخالق عمر سعادته الكبيرة بالمشاركة في مهرجان المسرح العربي، مثنيًا على الأعمال التي تم تقديمها خلال المشاركات المتعددة من الممثلين من كافة الدول، مؤكدًا أن المشاركة أثرت معارفهم وجعلتهم يقفون على المراحل التي قطعها الفن المسرحي في السلطنة والتطور الذي شهده وكذلك في البلدان المشاركة في المهرجان، ووعد بأن تكون مشاركة السودان في الدورات القادمة أكثر فعالية وحضورًا، مؤكدًا أن التجربة السودانية في مجال المسرح تجربة عريقة تستحق أن تقدم بشكل أفضل، موضحًا أن مثل هذه المهرجانات من شأنها أن تسهم في تقوية أواصر التعاون البنّاء وتعزيز حراك التبادل الثقافي والفني بين الدول وخاصة في محيطنا العربي والأفريقي.
وعبر الفنان المصري محمد سيد أحمد عن سعادته بالمشاركة في المهرجان والتقائه بفنانين من كافة الدول العربية وأثنى على التطور الذي شهده المسرح العُماني في السنوات الأخيرة.
وأكد الممثل والمخرج والباحث المسرحي العراقي عزيز خيون أن المهرجانات ورغم الملاحظات على بعضها تبقى المحطة الأساسية للقاء المبدعين والمسرحيين بعضهم البعض، مؤكدًا تعويلهم على مهرجان المسرح العربي في دورته الحالية التي تستضيفها مسقط، مبينًا أن لكل ملتقى نجومه ومؤثريه وعروضه وتياراته ومحاولاته وتجاربه المتعددة المشارب، مؤكدًا أن مثل هذه المهرجان تمكنهم من معرفة أين يقف المسرح العربي وما مدى تطوره والتعرف على الآفاق والمشكلات والصعوبات التي تواجه المسرح وتبادل الخبرات والتوصل إلى طرق للخروج من الأزمات المستمرة. وأشار خيون إلى أن الأزمات قديمة قدم المسرح الإغريقي، قائلًا" مسرح بلا أزمة يعني ما في مسرح" حيث دائما هناك أزمة وعلى المسرحي تجاوز هذه الأزمات من خلال برامجه ومخططاته وآليات اشتغاله وحلمه وكذلك العمل على قلب الطاولة على نفسه لكي يتجدد، لافتًا إلى أنه إذا لم يتجدد المسرحي ويقتنع بما يفعله يبقى في يراوح مكانه. وأكد أنه ليس هناك عمل متكامل، ولكن هناك محاولات تطمح للكمال، مبينًا أهمية مثل هذه اللقاءات وتأثيرها الإيجابي على الحراك المسرحي وتطوره، مقدمًا شكره للهيئة العربية للمسرح ولمنظمي المهرجان.
وأبدى الناقد عبد الله العطية من المملكة العربية السعودية المشارك في المهرجان عبر إصدار كتاب بعنوان "الحوار الدرامي في المسرحية الشعرية السعودية"، سعادته بالمشاركة في المهرجان المسرحي الدورة الخامسة عشرة بمسقط، وأثنى على العروض التي قدمت خلال أيام المهرجان واصفًا إياها بالعروض المختلفة جدًا من حيث السينوغرافيا والمادة والأفكار الإبداعية وكذلك الأداء المسرحي الرائع الذي قدمه الممثلون على الخشبة وأنها سوف تسهم في تطور المسرح العربي والخليجي خاصة إذا تم نشرها على نطاق واسع، الأمر الذي يصب في تطوير المسرح، آملًا أن يشهد المسرح تطورًا كبيرًا في السنوات المقبلة.
فيما أكدت الممثلة المسرحية السودانية القديرة نادية أحمد بابكر أنَّ مشاركتهم في المهرجان جاءت مشاركة شرفية مبدية سعادتها بما تمَّ تقديمه من أعمال ف في المهرجان وأنه نسبة للظروف التي يمر بها السودان لم تكتمل المسرحية التي كانوا ينوون تقديمها في المهرجان، راجية أن تكون المشاركة في المهرجانات القادمة بشكل أفضل.
وأكدت الممثلة السودانية أشرقت أبوبكر، تشرفها بحضور فعاليات مهرجان المسرح العربي في سلطنة عُمان، وأثنت على الأعمال التي قدمت خلال أيام المهرجان، مشيدة بحسن الاستقبال والكرم العُماني، ومؤكدة أن المسرح العُماني قطع شوطًا كبيرًا في طريق التقدم والتطور وأن الأعمال المسرحية العُمانية تعالج قضايا اجتماعية وإنسانية حيوية ومؤثرة.
وبيَّن الناقد المسرحي السوداني راشد بخيت أنهم استمتعوا بمشاهدة عروض متنوعة ومتميزة تستحق المشاهدة بغض النظر عن أنها داخل المنافسة أو خارجها، كاشفًا أن بعضها يتميز باحتوائه على معالجات ذكية وصورة بصرية بجودة عالية، مشيدًا بالنصوص المختارة عمومًا، ومشيرًا أن بعض النصوص المختارة فيها شيء من الضعف وتحتاج إلى مراجعات، كما أكد على إعجابه بالعرض السعودي مشيدًا بفكرته التي أراد إيصالها للمشاهد، مبينًا أن مشاركته كانت عبارة عن تقديم ورقة نقدية حول العرض المصري الذي قدمه طلاب كلية طب الأسنان بجامعة القاهرة الذي يعالج اهتمامات جيل الشباب وقضايا التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بينها الواد سيد الشغال .. أشهر خروج عن النص في مسرحيات مصر
كانت جملة “الخروج عن النص” في الأعمال الفنية وخاصة المسرحية تمثل سقطة كبيرة للفنان الذي يقوم بها، بل إنها قد تتسبب أحيانا في إضعاف العمل الفني الذي حدثت فيه تلك السقطة، خاصة مع رفض الرقابة على المصنفات الفنية الخروج عن النص، واعتباره تجاوزاً صارخاً وغير مقبول.
لكن الأمر تبدل بشكل كامل مع نجوم الكوميدياً الذين غيروا ملامحها في سبعينيات القرن الماضي، وعلى رأسهم النجم عادل إمام وسعيد صالح وسمير غانم وغيرهم، حيث احترف هؤلاء النجوم الخروج عن النص بشكل كوميدي وبطريقة محترفة، حققت النجاح الأكبر للعمل الفني .
مسرحية ريا وسكينة
ولعل أشهر جملة قيلت على خشبة المسرح، والتي خرجت خلالها الفنانة سهير البابلي عن النص، هي تلك التي قالتها بمسرحية “ريا وسكينة”، عندما وجهت حديثها للفنان أحمد بدير وهو يتناول الطعام بشراهة، حيث قالت: ” لا دا بياكل بحق وحقيقى مش تمثيل.. المخرج قالك أكلها معاك ومتاكلش لوحدك.. وبعدين قالك تاكل لقمة وتتكلم مش نازل أكل أكل أكل”. ما قالته سهير البابلي تسبب في حالة من الضحك المتواصل داخل قاعة العرض، وهذا ما جعل حسين كمال مخرج العرض يوافق على تثبيت تلك الجملة في النص المسرحي، وطلب من سهير البابلي تكرارها في كل ليلة عرض، حتى تم تصويرها داخل المسرحية التي أنتجت عام 1980.
مسرحية الواد سيد الشغال
أما الفنان عادل إمام فكان له العديد من الجمل التي رددها على خشبة المسرح وخرج خلالها عن النص، إلا أن أشهر خروج عن النص له ، كان بمسرحية الواد سيد الشغال، والذي استمر لمدة ثلاث دقائق كاملة، عندما قال للفنان عمر الحريري: ” أنا شوفتك في فوازير رمضان وفي مسلسل ألف ليلة وليلة.. كان اسمك الملك بعجورة”، ليدخل الحريري في نوبة من الضحك وكذلك الجمهور، واستمر الضحك لمدة ثلاث دقائق متواصلة.
مسرحية الخوافين
ومن أشهر مشاهد الخروج عن النص، كانت في مسرحية “الخوافين” للفنان محمد نجم، وذلك حينما تحدث بشكل مباشر إلى “الملقن” الذي كان وقتها يختبئ في منتصف خشبة المسرح بمكان يصنع له خصيصاً، اسمه “الكمبوشة”، واستمر الفنان الراحل نجم في الحديث مع الملقن لأكثر من نصف دقيقة ثم رفع الغطاء الخشبي الذي يختبئ خلفه، وأظهر شخصيته للجمهور وعلق قائلاً: “لحسن يكون عبد الحليم حافظ وإحنا مخبينه”.
فيما يبدو سرقوا عبدو
وخرج الفنان أحمد آدم عن النص بمسرحيته الشهيرة ” فيما يبدو سرقوا عبدو”، وذلك من خلال مشهد جمعه بالفنان صلاح عبد الله، الذي كان يجسد شخصية رجل يتحدث بطريقة غريبة للغاية، وهذا ما جعل أحمد آدم يسخر من طريقته في الحديث بشكل كوميدي، ما أدخل صلاح في حالة من الضحك المتواصل، واتفق الثنائي على تكرار هذا المشهد في كل ليلة عرض حتى تم تصويره وعرضه على شاشات القنوات الفضائية.
خروج على ربيع عن النص
ولعل أشهر النجوم الشباب الذين يخرجون عن النص بطريقة احترافية وكوميدية للغاية، الفنان على ربيع، الذي اعتاد بين الحين والآخر تعمد الخروج عن النص بعروض مسرحيات “مسرح مصر”، ومن بين أشهر جمله التي خرج بها عن النص، عندما كان يجسد شخصية “عبد العال”، زوج “ريا”، وطلب من فنانة شابة على المسرح حسابها على إنستغرام حتى يقوم بمتابعتها، لتحاول الفنانة “ويزو” إنقاذ الموقف والتي كانت تجسد شخصية “ريا”، وأكدت أنها لا تفهم ما يقوله عبد العال، وما هو الإنستغرام الذي يتحدث عنه، ليستمر على ربيع في خروجه عن النص، ويؤكد أنه جاد في حديثه، ويريد اسمها الحقيقي وليس اسمها بالمسرحية، واستمر المشهد لأكثر من دقيقتين، والجمهور في حالة من الضحك المستمر.
وكالة عمون الإخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتساب