توجه إسرائيلي لصياغة خطة عسكرية شاملة لمواجهة الحوثيين
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
تتواصل التحذيرات الاسرائيلية من اتساع رقعة تهديد الحوثيين، وسط إحباط متزايد من الفشل في كبح جماحهم، زاد من إرسال مزيد من المقترحات والتوصيات لدوائر صنع القرار لدى الاحتلال لمحاولة ردعهم، ولكن دون ضمانات بنجاحها في ضوء الأيديولوجية والعقيدة التي توجههم.
الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ورئيس ومؤسس منظمة "مايند يسرائيل"، وآري هاستين مستشار للشركات الناشئة في مجال المبيعات ومستشار بشأن التهديد الحوثي، أشارا إلى أن "فهم كيفية اتخاذ الحوثيين لقراراتهم يشكل تحدياً كبيراً أمام تل أبيب، لأننا أمام جماعة بعيدة ومعزولة وغامضة، ولكن إذا أراد تطوير استراتيجية لمواجهتهم أو هزيمتهم، فيتعين عليه أن يفهم كيف يفكرون، وما هي الأيديولوجية والعقيدة التي توجههم".
وأضافا في مقال مشترك نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "إلحاق الضرر بالحوثيين يتطلب الإجابة على أسئلة صعبة: هل يمكن ردعهم، وما الأفعال التي تؤثر على نواياهم، وما هي المدة الزمنية اللازمة ليكون هذا الردع فعالا؟ لذلك فإن عدم توفر هذه الإجابات لن يساعد الاحتلال في بلورة الاستراتيجية الشاملة ضدهم بكل مكوناتها، مما يستدعي التركيز على ثلاثة تفاهمات مركزية نستمد منها الاستراتيجية المطلوبة".
خطة عمل عملياتية
وأوضحا أن "الهدف الأساسي للحوثيين هو تدمير إسرائيل، وهذا ليس شعارًا، بل عقيدة دينية جهادية، تؤدي لخطة عمل عملياتية، ومن ثم فإن الاستراتيجية المبنية على الردع فقط تتطلب اختباراً مستمراً لفعاليته لتجنب الفشل كما حدث في هجوم حماس في السابع من أكتوبر، الذي وقع فعلياً بعد انتهاء صلاحية ردعها".
وأكدا أنه "بسبب الدور المركزي لفكرة تدمير إسرائيل في أيديولوجية الحوثيين، فإن مقولة "الصمت يُقابَل بالصمت" قد تكون مرة أخرى استراتيجية مضللة على المدى الطويل، لأن الحديث يدور عن دولة يديرونها، وليس منظمة فقط، وقد يختارون وقف الهجمات علينا أو الشحن الدولي إن تعرضوا لضربة شديدة غير متوقعة، أو لأضرار كبيرة تؤثر على قدرتهم في العمل والسيطرة، وتجبرهم على إعادة تقييم استراتيجيتهم، رغم أنهم مثل حماس وحزب الله، فإن أيديولوجيتهم تملي أن تدمير إسرائيل هو واجب أسمى، حتى لو تطلب الأمر الصبر".
وأشارا أن "الهدف النهائي لا يتغير بعد الهزيمة التكتيكية، بل يشكل قراراً استراتيجياً بأخذ قسط من الراحة وإعادة التسلح، وإعادة تقييم التكتيكات، والاستعداد للجولة التالية، لذلك فإننا نؤكد بوضوح أن ردع الحوثيين ليس الهدف النهائي، بل نقطة تحول في استراتيجية أوسع، وإذا اختارت إسرائيل تحديد الردع، ووقف إطلاق النار كهدف لها، فهذا يجب أن يقترن بجهد طويل الأمد لإسقاطهم تحت ضغط عسكري واقتصادي وتنظيمي هائل، لأن إهمال هذا الهدف بعد تحقيق الردع المؤقت وصفة لمفاجأة أخرى من عدو أثبت بالفعل قدرته على المفاجأة".
وأضافا أن "نوعية الإجراءات التي قد تؤثر على نوايا الحوثيين تستدعي بالضرورة النظر لتصورهم للحرب ضد إسرائيل، مما يبدد مزاعم البعض عن إمكانية ردعهم بعد بضع ضربات قاسية، مع تقديرات بأنهم مهتمون فعليا بجرّها لحرب استنزاف، وهم على استعداد لدفع أي ثمن من أجل رأس المال السياسي، ووضعهم كقوة عظمى، وهو الكيان الوحيد في محور المقاومة الذي يواصل ضربها، مع أن الحقيقة تقول إن كلا الادعاءين معقولان، رغم أنهم يقدمون أنفسهم كمنظمة مستعدة للتضحية بكل شيء من أجل أيديولوجيتها، ولا يمكن ردعهم".
وأشارا إلى أن "العديد من المعلقين الغربيين والإسرائيليين يعيدون تدوير دعاية الحوثيين القائلة بأنه لا يمكن ردعهم، وهو ما يستغلونه لتكرار هذه الأسطورة في وسائلهم الإعلامية، حيث يستفيدون داخلياً وخارجياً من الهيبة والتعبئة الشعبية التي تصاحب المشاركة في الصراع ضد الاحتلال، ويبدون مستعدين للمخاطرة أكثر من نظرائهم المدعومين من إيران في العراق ولبنان، الذين سعوا لإبقاء الحرب ضده منخفضة الشدة، وبهذا المعنى، يمكن النظر إليهم بوصفها أقرب لوجهة نظر حماس التي تعمل بكل قوة لخدمة أهدافها الأيديولوجية والسياسية".
تجنب الوقوع في الفخ
واستدركا بالقول إن "الحوثيين الذين تحركهم الأيديولوجية لا يزالون يريدون تجنب خسارة السلطة في اليمن، وسيوقفون الهجمات ضد إسرائيل إذا واجهوا تكاليف باهظة تعرض مصالحهم الحيوية للخطر، مما يستدعي من جيش الإسرائيلي التوفيق بين ممارسة الضغط عليهم، وتجنّب الوقوع في فخّهم، بحيث يوجه ضربات قوية، وحكيمة أيضاً، بالتركيز على أهداف محددة تلحق أقصى قدر من الضرر بآلتهم الحربية وبنيتهم التحتية".
ودعيا الى "تنسيق تل أبيب لتحركاتها ضد الحوثيين مع شركائه الإقليميين، لضمان ألا تكون النتيجة إضعافهم فحسب، بل تعزيز المعسكر المناهض لهم داخل اليمن، بزعم أنهم يلحقون الضرر بالعديد من دول الشرق الأوسط، وإظهار أن الجهود الإسرائيلية تهدف لإضعافهم، وإذا نجحت، سيستفيد منها جميع اللاعبين الذين يعانون منهم".
وزعما أن "الحوثيين سيحاولون مفاجأة إسرائيل، رغم أنهم لا يتشاركون حدوداً معها، وسيواجهون صعوبة بشنّ هجوم مماثل للسابع من أكتوبر، لكنهم قد يكيفون السيناريو وفقاً لموقعهم وقدراتهم، ويعملون على تحسينها، ويتلقون دعما كبيرا من إيران، ومستقبلا قد يتجهون لروسيا وكوريا الشمالية ودول أخرى لمساعدتهم بإنتاج كميات أكبر أو أسلحة ذات جودة أفضل، مع العلم أنهم وصلوا للعراق وسوريا ولبنان، ولا ينبغي لإسرائيل أن تسمح لهم بالاقتراب من حدودها".
وأوضحا أن "الحرب الإعلامية مع الحوثيين تأتي في هذا السياق، وهي المسماة "الحرب الناعمة"، حيث استثمروا بتنمية جهاز الدعاية الخاص بهم، الذي يعتبرونه مكملاً للسلطة العسكرية، ويشارك فيه شخصيات إعلامية بارزة، ويعمل العديد من كبار مسؤوليهم بهذا الجهد الإعلامي من بلدان مختلفة، مثل لبنان وإيران وعمان والعراق، مما ينطلب شنّ حملة حازمة ضد ذراعهم الإعلامي، وطرد أنصارهم الإعلامين من تلك البلدان، وإلحاق الضرر ببنيتهم التحتية المادية والسيبرانية، واستهداف الشخصيات البارزة العاملة خلف الكواليس".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحوثيين الاحتلال الهجمات الاحتلال هجمات الحوثي خطة المواجهة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
السفير حجازي : مصر لعبت دوراً هاماً ومؤثراً لصياغة بنود اتفاق غزة
قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير الدكتور محمد حجازي، إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وبدء سريان الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، اعتبارا من الأحد القادم، جاء نتيجة جهد الوسطاء ودور مصر وفاعلية مفاوضيها وبحكمة القيادة ومثابرتها، كما يأتي تعبيراً عن نجاح جهود وصبر الوسطاء بقيادة مصرية قطرية أمريكية ساهمت في صياغة بنود الاتفاق الصعبة بين الجانبين و الذي استغرق جهداً مضنياً .
وأكد السفير حجازي، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الخميس/ - أن مصر لعبت دورا هاماً ومؤثرا وفاعلاً في صياغة بنود الاتفاق، وستعمل على استكمال جهدها ومتابعته على الأرض ضمن الجهد المصري الشامل الذي بدأ منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب في 7 أكتوبر من العام الماضي.
وأوضح أن مصر استضافت مؤتمراً دولياً للسلام بعد اندلاع المواجهات مباشرة، وانطلقت بعدها لتقدم كل أشكال الدعم الإنساني الممكن براً وجواً، حيث بلغت كمية وقيمة ما قدمته مصر من مساعدات لقطاع غزة وأهله ما يزيد عن 70 إلى 80٪ من قيمة كل ما أرسله العالم من مواد إغاثية، كما استضافت جرحي الحرب وأصحاب الأمراض المزمنة وذويهم بالمستشفيات المصرية.
وأضاف أنه لا يجب إغفال أن مصر أفشلت بالتوازي مع الجهد الإنساني بإصرارها وجديتها مخططات التهجير القسري، ووقفت كحائط صد ولم تسمح بإتمام هذا المخطط الشرير والذي كان في جوهر سياسات الاحتلال وهدفاً رئيسياً له.
وأبرز التزام مصر بعدم التعامل مع إسرائيل من خلال معبر رفح، حيث رفضت بشكل قاطع التواجد الإسرائيلي في المعبر من الجانب الفلسطيني، ما يثبت التزام مصر بالحفاظ على السيادة الوطنية الفلسطينية وعدم قبول سلطة الاحتلال وشرعنة وجودها داخل الأراضي الفلسطينية.
ونوه بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال ترحيبه باتفاق وقف إطلاق النار على أهمية سرعة إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني، فضلاً عن دعوة مصر من خلال وزير خارجيتها لمؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة عقب وقف إطلاق النار.
وسلط مساعد وزير الخارجية الأسبق الضوء على تثمين المجتمع الدولي للجهود المصرية المضنية خلال 15 شهراً دون توقف، لافتاً في هذا الشأن إلى اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس السيسي ليعبر عن تقديره للدور المصري الهام والفعال في الوساطة بين الجانبين.
ولفت السفير حجازي، إلى أن الأوساط الدولية اعتبرت أن جهود الوسطاء لم تسهم فقط في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، ولكن ستضمن كذلك تنفيذ بنود الاتفاق وتطبيقها على الأرض، قائلا ً:"وستعمل مصر جاهدة على ضمان إنجاح اتفاق الهدنة، آملة في أن تقود تلك المساعي إلى إطلاق مسار إعادة الإعمار لينطلق بعد ذلك مسار سياسي يقود لحل الدولتين".
ونبه إلى أن التطورات الأخيرة في المنطقة والتي شملت لبنان وسوريا وفلسطين تحتاج لتعاون إقليمي لصياغة آفق لمشهد جديد للشرق الأوسط يرعى مصالح دوله وينشئ منظومة للأمن والتعاون الإقليمي، تحقق الآمال والطموحات المنشودة للدول وشعوبها.
واعتبر أن مبادرة من هذا النوع قد طال انتظارها كي تتحمل الدول الفاعلة بالإقليم أسلوب التعامل مع أمنها ومستقبلها بدلاً من أن يترك الفراغ القائم لتقوده مشروعات وأفكار مشبوهة أدت بالشرق الأوسط لمزيد من الاضطرابات وخدمة أهداف دولة واحدة علي حساب الجميع.
وشدد على أن المؤتمر الدولي والإقليمي من أجل غزة الذي ستدعو مصر لانعقاده لابد أن يصدر عنه إعلان مبادئ تلتزم به كل دول المنطقة وينشأ منظومة الأمن والتعاون المنشود ويعمل على تأسيس هيكل كمؤتمر الأمن والتعاون الأوروبي، يقود بالنهاية للاستقرار وتتحقق في إطاره حلم الدولة الفلسطينية.
ورأى السفير محمد حجازي، أن هذا المشروع والسياق الإقليمي الجامع يمكن أن يتم طرحه ضمن أجندة التفاهمات والمناقشات المتوقعة مع إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.