حركة الجهاد تعلق على القصف الإسرائيلي على غزة وحياة الرهائن
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
(CNN)-- قالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المسلحة، السبت، إن استمرار إسرائيل في قصف غزة يعرض الرهائن المقرر إطلاق سراحهم خلال وقف إطلاق النار الذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ، الأحد.
ودعا أبو حمزة المتحدث العسكري باسم سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، عائلات الرهائن الإسرائيليين إلى مطالبة الجيش الإسرائيلي بوقف "قصف اللحظات الأخيرة لغزة"، بينما يستعد المسلحون لإطلاق سراح الرهائن.
وقال أبو حمزة في بيان نشر على تيليغرام، السبت: "يجب على عائلات رهائن العدو أن تطالب الجيش (الإسرائيلي) بوقف قصف اللحظة الأخيرة الذي يتسبب في مقتل أبنائكم وبناتكم بينما تتخذ المقاومة الترتيبات الميدانية النهائية لإطلاق سراحهم".
والجهاد الإسلامي هي إحدى الجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة التي شاركت في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 على إسرائيل.
ومن المقرر أن يستمر وقف إطلاق النار حسبما تم الاتفاق عليه في قطر لمدة 42 يوما. ومن المتوقع خلال هذه الفترة إطلاق سراح 33 رهينة مقابل مئات السجناء الفلسطينيين.
وكان أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس قال، الخميس الماضي، إن الجيش الإسرائيلي استهدف مكانا توجد فيه رهينة مدرج اسمها لإطلاق سراحها في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف أبو عبيدة: "أي عدوان وقصف في هذه المرحلة من قبل العدو يمكن أن يحول حرية الرهائن إلى مأساة".
ولم تقدم حماس أي تحديث بشأن الرهينة منذ الخميس الماضي.
ونفى عمر دوستري المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا الادعاء لشبكة CNN، السبت، ووصفه بأنه "كذبة أخرى من بين العديد من الأكاذيب" التي نشرتها حماس.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجهاد الإسلامي الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية حركة حماس غزة
إقرأ أيضاً:
هل يعود التصعيد العسكري إلى جنوب لبنان؟
بيروت – في تطور لافت وخطير، وبعد أيام من انهيار وقف إطلاق النار في غزة، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم السبت إطلاق خمسة صواريخ من لبنان اتجاه "الأراضي الإسرائيلية".
وبينما اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية ثلاثة صواريخ، سقط اثنان في الأراضي اللبنانية. وأشارت إذاعة الجيش إلى أنه الهجوم "الأول من نوعه" منذ ثلاثة أشهر، موضحةً أن إطلاق القذائف من لبنان يُمثِّل "انتهاكا خطيرا" من حزب الله.
في المقابل، شنَّت إسرائيل قصفا مدفعيا وغارات جوية على مناطق بجنوبي لبنان، ردا على إطلاق الصواريخ، وأكدت أن ردّها العسكري في هذه المرحلة يتركز على جنوب لبنان والنبطية.
تحذير ومخاوف
وفي بيان له، حذَّر رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، مشيرا إلى ما تحمله من مخاطر قد تجر البلاد إلى حرب جديدة، مما ينعكس بآثار سلبية على لبنان واللبنانيين.
وأكد نواف سلام على أهمية اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية الضرورية، مشددًا على أن الدولة اللبنانية وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلام.
وأجرى سلام اتصالا بوزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، ودعاه لاتخاذ كافة التدابير اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، كما تواصل سلام مع الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، وطالبها بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية "المحتلة"، معتبرًا أن هذا الاحتلال يعد خرقًا للقرار الدولي 1701 وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية التي أقرّتها الحكومة اللبنانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إعلانمن جانبه، نفى حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوبي لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكد أن "ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في إطار محاولة لتوفير ذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان التي لم تتوقف منذ إعلان وقف إطلاق النار".
وجدَّد الحزب تأكيد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه "يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان".
وفي الأثناء، قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه "لا يمكن السماح بإطلاق الصواريخ من لبنان على بلدات الجليل"، محمّلا "الحكومة اللبنانية مسؤولية العمليات العسكرية التي تُنفذ من أراضيها".
وأمر كاتس الجيش الإسرائيلي بالرد على الهجوم، مؤكدا "وعدنا بلدات الجليل بالأمن وهذا ما سنحققّه، مصير المطلة سيكون كالمصير الذي تواجهه بيروت".
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عقب مواجهات استمرت أكثر من عام، فإن إسرائيل تواصل قصفها مناطق عدة جنوبي لبنان وشرقيه، وتستمر في تنفيذ الاغتيالات بالمنطقة.
ورغم انتهاء المهلة المحددة لسحب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان يوم 18 فبراير/شباط الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل لم تُنفِّذ الانسحاب بشكل كامل، وأبقت على وجودها العسكري في خمس نقاط إستراتيجية على امتداد الحدود الجنوبية، مما يتيح لها الإشراف على البلدات الحدودية اللبنانية.
انفجار الوضعيرى الخبير العسكري والإستراتيجي حسن جوني أن إطلاق الصواريخ من لبنان قد يشكل نقطة تحول في الوضع الميداني في الجنوب، ويُمهِّد لبداية مشهد جديد.
ويقول جوني للجزيرة نت إن هذا التطور متوقع، خاصة وأن الاستفزازات الإسرائيلية تجاوزت كل الحدود، لكنه يلفت إلى أن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل سيبذلان جهودا كبيرة لتطبيق القرار 1701، ومنع تكرار مثل هذه الحالات لنزع أي ذرائع للاحتلال، رغم استمرار خروقاته.
إعلانوقد يكون "الحدث" -حسب جوني- عملا فرديا للتعبير عن رد فعل معين أو لإيصال رسالة، سواء كردّ على التطورات في غزة، أو احتجاجًا على عودة الحرب هناك، أو حتى رسالة موجّهة للداخل اللبناني تعكس نفاد الصبر تجاه الأوضاع الراهنة.
لكنه لا يستبعد بالمقابل أن ما حدث بداية لسلسلة عمليات، وإن كان ذلك خيارا صعبا، فقد يؤدي إلى تصعيد عسكري أوسع، لكنه يبقى مرتبطا باستمرار خروقات إسرائيل.
ويرى جوني أنه في حال استمرار هذا المسار فإن "الوضع قد ينفجر"، لكنه لا يتوقع عودة إلى سيناريو الحرب السابقة بين حزب الله وإسرائيل بصيغتها التقليدية.
ويلفت إلى احتمال تبنّي جهة ما لهذا العمل، لكن دون إعلان واضح من أي طرف معروف، وقد تتبناه جهة جديدة أو وهمية، تعلن نفسها، وفي حال تصاعد العمليات العسكرية "فقد نكون أمام تغير مفصلي في المشهد الميداني"، يقول جوني.
ويؤكد الخبير العسكري جوني أن هذا التطور -رغم خطورته- يبقى محكوما بالواقع الأمني المعقد في الجنوب، حيث يخضع لمراقبة مشددة من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل واللجان المعنية بتطبيق وقف إطلاق النار، وجميعها عوامل تحدُّ من إمكانية تصاعد مثل هذه العمليات.
من جهته، يرى الكاتب والباحث السياسي هادي قبيسي أن إطلاق الصواريخ من لبنان كان متوقعا، كما كان متوقعًا الرد الإسرائيلي عليها، في ظل آلاف الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار على مختلف المستويات.
ويوضح أنها ليست المرة الأولى التي يُطلق فيها النار من لبنان، إذ سبق أن استُهدِف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا بقذائف مدفعية، حيث ردّ سلاح الجو في "كيان الاحتلال الصهيوني المؤقت" بسلسلة غارات مكثفة على جنوبي لبنان.
ويرى قبيسي أن استئناف إطلاق الصواريخ يؤكد أن الجبهة في لبنان لا يمكن أن تبقى صامتة مدة طويلة تحت وطأة العدوان والضغوط الإعلامية والسياسية اللبنانية والعربية التي تسعى لتقييد المقاومة، وذلك لسببين رئيسيين: استمرار الاحتلال بجزء من الأراضي اللبنانية جنوبا، ووجود رأي عام لبناني مؤيد للقضية الفلسطينية.
إعلانويتابع قبيسي أن توقيت إطلاق النار من لبنان يتزامن مع انشغال جيش الاحتلال مجددًا في غزة وعودة جرائم الإبادة هناك، إلى جانب تصاعد الضغوط الأميركية على الدولة اللبنانية للتخلي عن جزء من أراضيها في الجنوب.