ما أن تهلّ ليلة عيد الغطاس القبطي، الموافق ليلة يوم 18 يناير سنويًا، حتي يُعاد تداول سيرة المظاهر الشعبية التراثية، للاحتفال بالعيد، التي كانت تحتفي به المجتمعات الريفية بوضوح قبل طغيان الحداثة على تلك المجتمعات.

 

الاحتفالات الشعبية الواسعة بعيد الغطاس، والتي كان يتشارك فيها المسلمين والأقباط، ليست سيرة شعبية متوارثة من جيل إلى جيل، بل سيرة محققة من مؤرخين، أبرزهم المُؤرخ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي.

 

 

يحيطنا المُؤرخ فى مؤلفه «الخطط المقريزية»، علمًا بقدم هذه المظاهر الاحتفالية وشعبيتها.. «وليلة الغطاس بمصر شأن عظيم لا ينام الناس فيها وهي ليلة إحدي عشر من طوبة»، وفي فقرة أخر.. «وحضر النيل فى تلك الليلة مئات ألوف من الناس المسلمين والنصاري، منهم فى الزواريق ومنهم فى الدور الدانية من النيل، ومنهم على الشطوط لا يتناكرون كل ما يمكنهم إظهاره من المأكل والمشارب والات الذهب والفضة والجواهر والملاهي والعزف والقصف، وهي أحسن ليلة فى مصر وأشملها سرورًا، ولا تلغق فيها الدروب». 

 

أيضا يكشف «المقريزي»، عن مساهمة الحكام فى عصر الفاطميين فى توزيع الفواكة والليمون وقصب السكر والأسماك على سكان مصر إحتفالًا بعيد الغطاس.  

 

وعيد الغطاس، يُحتفل به بعد 12 يومًا من ذكري ميلاد السيد المسيح ـ عليه السلام، ورمزيته الدينية فى العقيدة المسيحية تحتفي بذكري عماد أو تعميد السيد المسيح فى نهر الأردن بيد يوحنا المعمدان. 

 ذكريات عبد الرحمن الأبنودي: 

ومن المقريزي إلى الشاعر الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي وثق فى كتابه «أيامي الحلوه» الاحتفالات الشعبية بعيد الغطاس، الذي عاصرها طفلًا فى مسقط رأسه بقرية «أبنود» جنوب قنا، يقول «الخال»..قبل مجىء الغروب كل أطفال القرية مسيحيين ومسلمين يرفعون صلبانهم المضيئة ليسطع النور فى أرجاء القرية المُظلمة، تخيل نفسك تطل من فوق، من سطح البيت، وترى جيوش الصلبان المضيئة، تمر من تحت دارك بالمئات، وأمهاتنا يرششن الفشار، وقِطَع السكر، والحمص ويزغردن». 

 

ويُورد «الأبنودي» الأغنية الفلكلورية التي كان يرددّها الأطفال فى هذه الليلة «يا بـلابيصا، بلبصى الجندي، يا على يا بنى، قوم بنا بدرى، نقبض القمري، دى السنة فاتت، والمرا ماتت، والجمل برطع كسر المدفع». 

 

وعلى ما يبدو إن الاحتفالات الشعبية الواسعة بذلك العيد، إندثرت على مر الزمن ولم يتبق منها سوي احتفالات مختزلة ورمزية، ومنها طهي القلقاس وتحويل حبات البرتقال إلى فوانيس بغرس الشموع داخلها ترمز إلى«البلابيصا» وهي كلمة من اللغة المصرية القديمة وتعني الشموع المضاءة، وأيضا  لقصب السكر ى هذه الاحتفالات، حضوره ذو الرمزية الدينية، فضلًا عن إقامة صلاة القداس فى الكنائس.  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ليلة البلابيصا قنا ذكريات عبد الرحمن الأبنودي

إقرأ أيضاً:

توليد الكهرباء من قصب السكر.. البرازيل تطلق أول محطة كهرباء تعمل بالإيثانول

في مبادرة رائدة، أعلنت مجموعة التكنولوجيا الفنلندية "فارتسيلا" عن تعاونها مع شركة الطاقة البرازيلية "إنيرجيتيكا سواب إس إي" لاختبار حل مبتكر للطاقة النظيفة. يهدف المشروع إلى إثبات إمكانية استخدام الإيثانول، المستخرج أساساً من قصب السكر، لتوليد الكهرباء على نطاق واسع.

وستُجرى التجربة في محطة Suape II للطاقة في ريسيفي، البرازيل، مما يُمثل خطوة مهمة في استكشاف الوقود الحيوي كمصدر طاقة مستدام، وفق "إنترستينغ إنجينيرنيغ".

 أول محطة طاقة تعمل بالإيثانول في العالم 

وبدأ كارلوس ألبرتو منصور، أحد المساهمين في مجموعة  Econômico 4M، هذه الشراكة، لتقديم حلول طاقة أنظف وأكثر موثوقية.

إطلاق الاختبارات في 2026

من المتوقع أن يضم المشروع أول محرك في العالم يعمل بالإيثانول لإنتاج الطاقة على نطاق واسع، حيث ستبدأ الاختبارات في أبريل (نيسان) 2026 وتستمر لمدة تصل إلى 4000 ساعة على مدار عامين.

البرازيل رائدة في إنتاج الإيثانول

لطالما كان الإيثانول جزءاً أساسياً من قطاع الطاقة في البرازيل، حيث تعد البلاد أكبر منتج ومستهلك عالمي له. ومع ذلك، لم يتم استغلال إمكاناته الكاملة في توليد الكهرباء حتى الآن.

تغيير قواعد اللعبة في قطاع الطاقة

تسعى الشراكة بين "فارتسيلا" و"إنيرجيتيكا سواب" إلى تغيير هذا الواقع عبر اختبارات مكثفة، تهدف إلى دمج الإيثانول بفعالية في نظام الطاقة البرازيلي، مما قد يمهد الطريق لاعتماده كبديل نظيف ومستدام لمصادر الطاقة التقليدية.

مقالات مشابهة

  • الخضيري يكشف عن الأعراض المصاحبة لهبوط السكر إلى أقل من 70 ملغ/ديسيلتر
  • هل السكر سبب داء السكري؟
  • توليد الكهرباء من قصب السكر.. البرازيل تطلق أول محطة كهرباء تعمل بالإيثانول
  • الليالي الوترية المتبقية من رمضان 2025.. وأفضل الأدعية المستحبة
  • دراسة تكشف "نتائج مفاجئة" بشأن المنتجات الخالية من السكر
  • محافظ أسوان: التنسيق مع وزير البترول لتوصيل الغاز وتشغيل مصنع السكر
  • يونيو المقبل.. الانتهاء من ميدان الاحتفالات ومصلى العيد بالجبل الأخضر
  • بمسقط رأس الأبنودي..محافظ قنا يكرّم 550 من حفظة القرآن الكريم بقرية أبنود|شاهد
  • موعد أذان الفجر 26 رمضان.. كم يتبقى من الليالي الوترية؟
  • فرقة المرعشلي السورية تختتم الليالي الرمضانية بالأوبرا