الإسراء والمعراج، تلك الرحلة المعجزة التي اختص بها الله تعالى نبيه محمدًا ﷺ، تعدّ من أعظم الأحداث التي رسخت مكانته كخير خلق الله، وقعت هذه الرحلة في وقت كانت فيه الدعوة الإسلامية تواجه تحديات شديدة، فجاءت لتكون تكريمًا للنبي ﷺ وتثبيتًا له، وإعلانًا لعلو شأنه عند الله.

الإسراء: الرحلة الأرضية المعجزة

بدأت الرحلة بالإسراء من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس.

حمل النبي ﷺ على دابة سماوية تُسمى البراق، وهي دابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل، سريعة الحركة تخطو خطوة تبلغ بها مد البصر.

 يقول النبي ﷺ:"أُتيتُ بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه" [رواه مسلم].

في هذه الرحلة الأرضية، اجتمع النبي ﷺ بالأنبياء السابقين وصلى بهم إمامًا في المسجد الأقصى، تأكيدًا لمكانته كخير خلق الله وإمام المرسلين.

المعراج: الصعود إلى السماوات العلا

بعد الإسراء، صعد النبي ﷺ إلى السماوات العلا في رحلة سماوية فريدة عُرفت بالمعراج، ارتقى النبي ﷺ بصحبة جبريل عليه السلام، حيث استقبله الأنبياء في كل سماء:

السماء الأولى: التقى بآدم عليه السلام.السماء الثانية: التقى بعيسى ويحيى عليهما السلام.السماء الثالثة: التقى بيوسف عليه السلام، المعروف بجماله.السماء الرابعة: التقى بإدريس عليه السلام.السماء الخامسة: التقى بهارون عليه السلام.السماء السادسة: التقى بموسى عليه السلام.السماء السابعة: التقى بإبراهيم عليه السلام عند البيت المعمور.الوصول إلى سدرة المنتهى

بلغ النبي ﷺ سدرة المنتهى، وهي موضع لم يصل إليه أحد قبله من البشر أو الملائكة، حيث قال الله تعالى:
"عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ" [النجم: 14-15].

في هذا المقام العظيم، خاطب الله نبيه مباشرةً، وفرضت عليه وعلى أمته الصلاة، لتكون خمس صلوات يومية بأجر خمسين، بعدما طلب موسى عليه السلام من النبي ﷺ أن يراجع ربه في التخفيف عن الأمة.

كيف حدثت الرحلة في ليلة واحدة؟

على الرغم من أن الرحلة امتدت بين مكة وبيت المقدس ثم إلى السماوات السبع، إلا أنها تمت في ليلة واحدة بقدرة الله سبحانه وتعالى. يقول تعالى:
"سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًۭا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَى" [الإسراء: 1].

مكانة النبي ﷺ في هذه الرحلة

تجلّت مكانة النبي ﷺ كخير خلق الله في هذه الرحلة العظيمة، اختاره الله ليرى من آياته الكبرى، وليكون شاهدًا على ملكوت السماوات، كما أُظهر تفضيله على سائر الأنبياء حين صلى بهم إمامًا في المسجد الأقصى.

دروس وعبر من الإسراء والمعراجالتثبيت والتكريم: جاءت الرحلة لتثبيت قلب النبي ﷺ في ظل الصعوبات التي واجهها في مكة.فرض الصلاة: تأكيد أهمية الصلاة كصلة بين العبد وربه.اتصال الأرض بالسماء: الرحلة دليل على قدرة الله وتأكيد على أن الإسلام دين عالمي يجمع بين الرسالات السماوية. 

الإسراء والمعراج ليست مجرد قصة تُروى، بل هي آية من آيات الله ومصدر إلهام للمؤمنين، تُذكرنا الرحلة بمكانة النبي ﷺ وضرورة الاقتداء به، كما تدعونا إلى التفكر في عظمة الله وقدرته التي لا حدود لها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسراء المعراج الأنبياء السماء سدرة المنتهى علیه السلام السماء هذه الرحلة النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الأنبياء جميعا جاءوا برسالة أخلاقية موحدة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن المعجزة هي أمر خارق للعادة يؤيد الله به أنبياءه، وهي ليست في مقدور البشر لأن الله وحده هو خالق السنن الكونية، وهو القادر على مخالفتها إذا شاء.

أوضح خلال تصريح له، أن المعجزات كانت وسيلة لتصديق الوحي، حيث إن الناس كانوا يحتاجون إلى دليل مادي يؤكد أن النبي مرسل من عند الله.  

موعد الإفطار اليوم 25 رمضان.. لا تنسى دعاء الصائم مستجابشيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء.. والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابةدعاء ليلة القدر 25 رمضان.. بـ3 كلمات يسخر الله لك الأرض ومن عليهادعاء ليلة القدر.. كلمات تفتح أبواب الخير والرزق

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن أي دعوة تدعو إلى الخروج عن النظام الإلهي والأخلاق الفطرية لا يمكن أن تكون حقًا، حتى لو صاحبها خوارق للعادة، فلا يوجد دين سماوي يأمر بالكذب أو القتل أو شهادة الزور أو الإفساد في الأرض، مؤكدا أن الأنبياء جميعًا جاءوا برسالة أخلاقية موحدة، تتوافق مع الفطرة السليمة، وهو ما جعل الناس يؤمنون بالوحي.  

وأشار إلى أن المسلمين في كل مكان يشعرون بلذة خاصة عند تلاوة القرآن الكريم، ويتعلقون به تعلقًا فريدًا، حتى أن غير العرب يحفظونه بالكامل دون أن يكونوا ملمين باللغة العربية، مشيرا إلى المحاولات التي جرت في العصور السابقة لحفظ كتب الأدب، حيث لم يتمكن أحد من حفظها كما يُحفظ القرآن، وهذا يدل على تفرد النص القرآني.  

وأشار إلى ظاهرة أخرى مدهشة، وهي أن من يقرأ القرآن باستمرار تتحسن تلاوته مع الوقت، حتى لو لم يتعلم التجويد نظريًا، وهذا دليل على التفاعل الروحي بين الإنسان والقرآن.  

وذكر الدكتور علي جمعة قصة أبي العلاء المعري، الذي كان واسع الاطلاع في اللغة العربية، وحاول أن يؤلف كتابًا يشبه القرآن، وأسماه "الفصول والغايات"، لكنه عندما عرضه على الناس، وجدوا أنه يفتقد الجمال والطلاوة التي يتميز بها القرآن.  

وأكد على أن القرآن ليس مجرد كلمات، بل هو نور وهداية، وهذا ما يجعله خالداً ومتجدداً عبر العصور، ولا يمكن لأي نص بشري أن يقترب من إعجازه أو يؤثر في النفوس كما يفعل القرآن.

مقالات مشابهة

  • أمسية ثقافية في خولان بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • ليه ربنا أرسل سيدنا محمد آخر الأنبياء مش الأول؟ علي جمعة يجيب
  • علي جمعة: الأنبياء جميعا جاءوا برسالة أخلاقية موحدة
  • أمسية ثقافية في مناخة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • أمسيتان في وشحة وأفلح اليمن بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • حجة.. أمسية في كحلان عفار بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • صنعاء.. أمسية بمديرية جحانة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • أمسية مركزية في جحانة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • مديريات المحويت تُحيي ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم