اتفاق وقف إطلاق النار في غزة| ثمرة الجهود المصرية لتحقيق الاستقرار بالمنطقة.. تفاصيل
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
في خطوة مهمة نحو تحقيق السلام وتخفيف معاناة سكان قطاع غزة، أعلنت الحكومة عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي سيدخل حيز التنفيذ، وهذا الاتفاق يمثل تتويجا حقيقيا للجهود المصرية المستمرة على مدار الأسابيع الماضية، والتي أسفرت عن التوصل إلى صيغة توافقية بين جميع الأطراف، بما في ذلك صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن نجاح مصر في الوصول إليه هو إنجاز كبير في الوقت الراهن، ويعكس دورها الحيوي في إدارة التفاوض بين الأطراف المعنية.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا الاتفاق يتطلب الآن تحصينه ضد أي محاولات إسرائيلية للإخلال به، مؤكدا أهمية ضمان التزامات دولة الاحتلال في هذا الشأن.
وأشار فهمي، إلى أن مصر، بما لها من خبرات ومهارات في التعامل مع هذا النوع من المفاوضات، تمكنت بفضل دبلوماسيتها من تحقيق هذا التقدم الكبير، وأوضح أن مصر تركز في هذه المرحلة على إدخال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، وتسهيل فتح المعابر لضمان تدفق المساعدات الأساسية.
دور مصر في التوصل إلى الاتفاقمن جانبه، اعتبر المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، أن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل خطوة هامة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي تعرض لحرب إبادة حقيقية على مدار 466 يوما.
وأوضح أن مصر لعبت دور الوسيط المحوري والضروري للتوصل إلى هذا الاتفاق، مشيرا إلى أن الصفقة كانت ستظل مستحيلة دون الجهود المصرية المستمرة.
وأضاف الجندي أن مصر لم تقتصر على دور الوساطة التقليدية، بل كانت شريكا استراتيجيا ذا خبرة عميقة ومعرفة واسعة بتعقيدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ما جعلها قادرة على التواصل مع جميع الأطراف المعنية وتحقيق التوافق.
كما أشار إلى أن الأراضي المصرية كانت دائما منصة حوار بين الأطراف المعنية، بما في ذلك التفاوض على ضمانات لتطبيق الاتفاق وتنفيذه بسلاسة.
وأكد الجندي أن مصر لا تعتبر هذه الصفقة حدثا منفصلا، بل جزءا من استراتيجيتها الإقليمية الأوسع التي تسعى إلى تخفيف حدة الصراعات في المنطقة.
وأضاف أن الجهود المصرية تعكس دبلوماسية واعية تسعى لخلق بيئة مستقرة في الشرق الأوسط، مع تساؤلات حول استدامة هذه التفاهمات في غياب رؤية شاملة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف الجندي أن مصر ستستمر في لعب دور محوري في معالجة القضايا الإنسانية والسياسية الأعمق في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار خانق.
وأكد أن الرؤية المصرية تمثل السبيل الوحيد لاستقرار الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن المنطقة لن تدرك السلام الحقيقي إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
دور الحكومة بالوساطة والدعم المستمروفي السياق نفسه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدبلوماسية المصرية نجحت في عملية الوساطة، وهو ما مهد الطريق للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة، أن مصر تأمل في أن يكون هذا الاتفاق بداية لحل كامل وشامل للقضية الفلسطينية.
وأشار مدبولي إلى أن الدولة المصرية جاهزة لتقديم كافة أنواع الدعم للأشقاء في فلسطين، بما في ذلك توفير الأدوية والسلع الغذائية والمواد البترولية لتخفيف آثار الأزمة الإنسانية. وأوضح أن مصر ستظل دوماً داعمة للسلام العادل والمدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
تحقيق حل الدولتين والسلام الدائموتلعب مصر دائما دورا محوريا في الدفع نحو حل القضية الفلسطينية عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب فرض هدنة إنسانية ودعم حل الدولتين كركيزة أساسية لنشر السلام في المنطقة.
وفي هذا الإطار، تتعاون مصر مع شركائها الدوليين والإقليميين، على رأسهم الولايات المتحدة وقطر، للحد من التصعيد العسكري وحماية أرواح المدنيين الأبرياء.
منذ بداية الحرب في غزة، تحركت الدولة المصرية على كافة المستويات، وبقيت ملتزمة بوقف إطلاق النار وحماية حياة الفلسطينيين.
كما نظمت وشاركت في عدة مؤتمرات دولية لبحث فرض الهدنة في قطاع غزة، وهو ما ساهم في التوصل إلى صيغة الاتفاق الحالي.
جهود مصر في توفير المساعدات الإنسانيةإلى جانب جهود الوساطة، نجحت الإدارة المصرية في إدخال مئات الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، وذلك للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين.
كما استضافت مصر الاجتماعات الخاصة بمفاوضات الهدنة على أراضيها، واستمرت في تلك الجهود بلا كلل حتى تم التوصل إلى الشكل النهائي لصياغة الهدنة وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة تأهيل المستشفيات.
والجدير بالذكر، أن نجاح مصر في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة هو إنجاز دبلوماسي كبير، ويؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في حل الأزمات الإقليمية.
والجهود المصرية المستمرة تبشر بآمال جديدة للشعب الفلسطيني، وتؤكد التزام مصر الثابت بالقضية الفلسطينية والعمل على تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر قطاع غزة غزة الاحتلال الدولة المصرية وقف إطلاق النار هدنة بغزة المساعدات الإنسانية المزيد
إقرأ أيضاً:
هدنة مرتقبة
◄ تفاؤل حذِر بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
◄ وفد من "حماس" يصل القاهرة لمناقشة مقترحات الوسطاء
◄ "حماس": نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقفا دائما للحرب
◄ تفاؤل أمريكي بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
◄ ويتكوف يعِد عائلات الأسرى الإسرائيليين بـ"صفقة جادة خلال أيام"
◄ أحرونوت: الاتفاق المرتقب جزء من صفقة شاملة تشمل نهاية الحرب
◄ محللون: جولة المفاوضات الحالية ربما تكون أقرب لقبول المقترح المصري
الرؤية- غرفة الأخبار
عاد التفاؤل الحذر مجددا إلى مسار المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد أن انقلبت إسرائيل على اتفاق يناير الماضي، واستأنفت عدوانها الغاشم على قطاع غزة.
وتشير التحركات الدبلوماسية وتصريحات المسؤولين إلى أنَّ المقترح المصري الأخير الذي تم طرحه، يتم البناء عليه في ظل مرونة من حركة المقاومة الإسلامية حماس أبدتها للوسطاء في القاهرة والدوحة، وأيضًا تفاؤل أمريكي بقرب التوصل إلى صفقة.
وتتمسك فصائل المقاومة الفلسطينية بأن يقود أي اتفاق إلى وقف كامل للحرب لاحقًا، وذلك في الوقت الذي يوسّع فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية بقطاع غزة، واستهداف مزيد من المربعات السكنية والمستشفيات والمقرات الحكومية.
والسبت، توجه وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برئاسة خليل، إلى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء من قطر ومصر للتوصّل إلى اتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي.
وقالت الحركة في بيان لها: "نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، كما نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن التوصّل إلى صفقة تبادل جادة".
ويرى محللون أن هذه الجولة من المفاوضات ربما تكون الأقرب لقبول مقترح مصري يعيد التهدئة مجددا لفترة زمنية مرة أخرى، لافتين إلى أن التفاؤل الأميركي وعدم الممانعة الإسرائيلية يشي بقرب الاتفاق حول هدنة جديدة قبل وصول ترامب للمنطقة الشهر المقبل.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار إلى "تقدم يتحقق فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة"، وهو ما اعتبره محللون أول تفاؤل أميركي يطرح علناً منذ انقلاب إسرائيل على هدنة وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي.
وسبق تفاؤل ترامب إبلاغ مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن "صفقة جادة على الطاولة وأنها مسألة أيام قليلة حتى يتم عقدها"، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الخميس، لافتة إلى أن الاتفاق المرتقب جزء من صفقة شاملة تشمل نهاية للحرب.
وأفادت "تايمز أوف إسرائيل"، السبت، بأن إسرائيل ستقدم عرضاً مخففاً لصفقة الأسرى بينما يتوجه وفد من حماس إلى القاهرة"، ونقلت عن مسؤولين قوله إن "إسرائيل خفضت بشكل طفيف عدد الأسرى الأحياء الذين كانت تطالب بالإفراج عنهم والذين كان عددهم 11 حياً ولكنها تريد إطلاق سراحهم بشكل أسرع؛ ووافقت على الانسحاب من المناطق التي تم الاستيلاء عليها أخيراً، وإجراء محادثات حول وقف دائم لإطلاق النار".
ووفق المصدر الإسرائيلي ذاته، فإنه قد "بدأت مصر في الأيام الأخيرة بالدفع بمقترح جديد يقضي بالإفراج عن 8 أسرى أحياء سعياً منها للتقريب بين الطرفين، ووافق نتنياهو على تخفيف مقترحه السابق بعد اجتماع مع ترامب بالبيت الأبيض"، لافتاً إلى أن "يوم الخميس، قدمت إسرائيل للوسطاء المصريين ردها على اقتراح القاهرة الأخير ويتضمن الإفراج عن الأسرى الأحياء خلال الأسبوعين الأولين من وقف إطلاق النار الذي يستمر 45 يوماً، رافضة بذلك مطالب حماس السابقة بأن يتم الإفراج عن الأسرى الأحياء بشكل دوري خلال مدة الهدنة".
وأفادت القناة الإخبارية الـ13 الإسرائيلية، بأنه "تتبلور بين الولايات المتحدة ومصر مقترحات جدّية تقترب مما يمكن لإسرائيل أن توافق عليه سواء من حيث عدد الأسرى الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم، أو من حيث عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في المقابل والحديث يدور عن إطلاق سراح أكثر من أسرى أحياء".