هل انتصرت المقاومة؟
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
صالح البلوشي
وأخيرًا، وبعد أكثر من سنة وثلاثة أشهر على العدوان الصهيوني على غزة، توصلت إسرائيل وحركة "حماس" إلى اتفاق لوقف إطلاق النَّار وتبادل للأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين مما يمهد الطريق أمام نهاية للحرب المستمرة منذ 15 شهرا، والتي شاركت فيها أطراف أخرى كجبهات مساندة لغزة مثل حزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن والفصائل العراقية.
هذه الحرب الغاشمة، استشهد فيها أكثر من 46 ألف فلسطيني، وجرح عشرات الآلاف، ودمرت إسرائيل كامل القطاع، وتم اغتيال أبرز قيادات الحركة مثل الشهيد إسماعيل هنية والشهيد يحيى السنوار والشهيد صالح العاروري، وكوكبة أخرى من الشهداء.
ورغم ذلك، استطاعت المقاومة الباسلة في غزة إفشال معظم أهداف العدوان التي أعلنها قادته منذ اليوم الأول لاجتياح غزة، وأولها هزيمة حماس وطردها بشكل كامل من غزة وإنهاء دورها عسكريا وسياسيا، ولم تخلُ تصريحات قادة الكيان من التأكيد على هذا الهدف؛ ففي تصريح لنتنياهو بتاريخ 4 سبتمبر 2024، قال إن "إسرائيل" ملتزمة بهزيمة حركة حماس واقتلاع "الشر" من جذوره وأنها لن ترحل من محور فيلادلفيا لأن هذا الهدف لن يتحقق في حال رحيله من هذا المحور.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت فبعد استشهاد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، دعا مقاتلي حركة حماس إلى الاستسلام وتحرير الأسرى، وخاطبهم قائلا: لقد حان الوقت للخروج وإطلاق سراح الرهائن، ارفعوا أيديكم واستسلموا".
لكن الواقع أثبت أن إسرائيل لم تستطع هزيمة حماس فضلا عن محوها من الوجود واقتلاعها من جذورها، بل كان لا بد لنتنياهو حتى يخرج من ورطته في غزة أن يتفاوض مع حماس، وأن ينتظر ردود حماس حول الصفقة وإطلاق وقف إطلاق النَّار أياما وأسابيع.
ومن يقرأ تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي يجد أنه لأول مرة في تاريخ الصراع تمتد الحرب إلى سنة وثلاثة أشهر؛ إذ إن الاستراتيجية الإسرائيلية تقوم على حسم أي حرب مع العرب في أقصر فترة ممكنة، وهذا ما حدث في حرب عام 1948 والعدوان الثلاثي سنة 1965 وحرب عام 1967 وحرب عام 1973 إلى اجتياح لبنان والوصول لأول مرة إلى عاصمة عربية سنة 1982 بينما امتدت حرب عام 2006 مع حزب الله إلى شهر كامل.
وإذا تركنا حماس جانبا، فإن "إسرائيل" لم تحقق أيضا أهدافها في لبنان واليمن، صحيح أنها استطاعت أن توجه ضربات قوية جدا لحزب الله وخاصة اغتيال قادته التاريخيين، ولكن في الوقت الذي كان الجميع يتوقع انهيارا كاملا للحزب فإنَّ مقاتليه وجهوا ضربات قوية كبدت "إسرائيل" خسائر بشرية كبيرة، الأمر الذي جعل نتنياهو يقبل وقف إطلاق النار، وكذلك الوضع في اليمن، فرغم القصف الإسرائيلي الأمريكي البريطاني المتكرر فإن جبهة اليمن لم تتوقف عن إسناد غزة.
ويبقى السؤال الحاضر اليوم: هل انتصرت حماس في "طوفان الأقصى" التي غيرت معادلات القوى في الشرق الأوسط وقلبت أوراق المنطقة رأسًا على عقب؟ ربما الجواب يختلف بين المحللين السياسيين والاستراتيجيين، ولكن الحقيقة التي يؤكدها معظم المحللين العرب والإسرائيليين أن إسرائيل لم تنتصر.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
قال وزير حرب الاحتلال، يسرائيل كاتس، إن مصر، ولأول مرة، اشترطت من أجل صفقة شاملة وإنهاء الحرب، تفكيك سلاح حركة حماس، وتجريد قطاع غزة من السلاح، وهو ما يتناقض مع حديث وسائل إعلام مقربة من القاهرة عن أنه مقترح للاحتلال وهي قامت بنقله فقط.
وأوضح كاتس في منشور عبر حسابه الرسمي على موقع إكس: "الضغط على حماس لتنفيذ الصفقة كبير، ولأول مرة اشترطت مصر من أجل إنهاء الحرب تفكيك سلاح حماس ونزع السلاح من القطاع".
وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، في ظل التجويع، قال كاتس: "سياسة إسرائيل واضحة.. لن يسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو أحد أدوات الضغط الرئيسية التي تمنع حماس من استخدامه مع السكان، ولا ينوي أحد في الواقع إدخال مساعدات إلى غزة، وليس هناك تحضيرات لذلك".
وأضاف: "يجب بناء آلية لاستخدام الشركات المدنية كأداة تمنع حماس من الوصول إلى هذا الملف مستقبلا كذلك".
وكانت قناة "القاهرة الإخبارية"، حذفت خبرا لها قبل يومين، ذكرت فيه أن مصر وحدها سلمت حركة حماس الورقة الإسرائيلية، التي تتضمن نزع سلاح المقاومة، وقامت بإضافة قطر إلى الخبر المحدث.
وكتبت القناة: "مصر وقطر تسلمتا مقترحا إسرائيليا بوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، وبدء مفاوضات تقود لوقف دائم لإطلاق النار".
وأضافت أن "مصر وقطر سلمتا حركة حماس المقترح الإسرائيلي، وتنتظران ردها في أقرب فرصة".
وفي وقت سابق، أكدت حركة حماس أن قيادة الحركة تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلمته من الإخوة الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
وجددت الحركة تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاق قادم: وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وكشف قيادي في حركة حماس، أن مصر نقلت إلى الحركة مقترحا، يتضمن نصا صريحا، بشأن نزع سلاح المقاومة، وهدنة مؤقتة لمدة 45 يوما.
ونقلت قناة الجزيرة تصريحات عن القيادي الذي لم تكشف هويته، قوله إن المقترح الذي نقلته القاهرة يشمل إطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال في الأسبوع الأول من الاتفاق، وتهدئة مؤقتة لـ45 يوما مقابل إدخال الطعام والإيواء.
وأضاف: "وفدنا المفاوض فوجئ بأن المقترح الذي نقلته مصر يتضمن نصا صريحا بشأن نزع سلاح المقاومة".
وتابع: "مصر أبلغتنا أنه لا اتفاق لوقف الحرب، دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة".
وشدد بالقول: "حماس أبلغت مصر أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب، وليس نزع سلاح المقاومة، وأن نقاش مسألة السلاح مرفوض جملة وتفصيلا، وأن السلاح هو حق أساسي من حقوق شعبنا ولا يخضع للنقاش".
وأثار الحديث عن مسألة نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة خلال المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية القاهرة، ضمن جهود وقف إطلاق النار وعقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع الاحتلال؛ ردودا واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدأ مغردون باستذكار تعليقات تاريخية لقادة المقاومة الفلسطينية بشأن هذا الملف، وأعادوا نشرها عبر وسم "سلاحنا_كرامتنا"، فيما وصف آخرون مقترح تسليم السلاح بأنه "نكتة سمجة".